نظريَّة تطوُّر الأديان بمقاربة داروينيَّة وأنثروبولوجيَّة

image_pdf

الملخَّص:

رغم أن نظريَّة التطوُّر صارت من المسلمات في مختلف المجالات العلميَّة إلا أنها لا تزال لحد اليوم تثير الكثير من الجدل بين العلماء والمفكرين المسلمين، خلاف كبير ما بين أقليَّة لا ترى فيها تعارضاً مع ما جاء في القرآن الكريم، وأغلبيَّة ترفضها بالمطلق لأنها تخترق جوهر العقيدة الإسلاميَّة وتهدمها وتفتح باب الإلحاد على مصراعيه، حيث تفسّر هذه النظريَّة الخلق بما يتصادم مع العقائد الدينيَّة.

خلال المئة سنة الأخيرة، لم تعد نظريَّة التطوُّر مرتبطة حصراً بالعلوم التجريبيَّة بل صارت مُدرجة أيضاً في مختلف العلوم والدراسات الإنسانيَّة بما فيها علم الأديان، فظهر تيَّار يتناول موضوع تطوُّر الأديان باعتبارها ظاهرة إنسانيَّة وطبيعيَّة مطلقة، وقابلهم تيار محافظ يرفض فكرة ظاهريَّة الأديان واحتوائها على آليَّة التطوُّر لأن مصدرها إلهي.

في خضم هذا الصراع بين التطوُّريين والمحافظين، ظهر فلاسفة ومفكرون مسلمون بنظريات ومفاهيم جديدة لحل الإشكال من دون الوقوع في مآزق التطوُّر التاريخي وما ينتجه من فكر إلحادي، وفي نفس الوقت بعيداً عن الفكر الديني المحافظ الرافض لنتائج العلم الحديث بالمطلق، ومن أبرز هؤلاء أستاذ فلسفة الدين محمد الخشت الذي تناول نظريَّة تطوُّر الأديان متجاوزاً التصورات الشائعة والقواعد التقليديَّة نظراً لتوظيفه المناهج العلميَّة والفلسفيَّة الحديثة في دراسة الأديان.

الكلمات المفتاحيَّة: محمد عثمان الخشت، نظريَّة التطوُّر، الظاهرة الدينيَّة.

مقدِّمة:

 يعتبر الدين والتديّن من أبرز وأقدم الظواهر عبر التاريخ البشري ولا تزال مستمرة إلى اليوم عند معظم سكان العالم، وقد حاول الكثير من علماء الاجتماع والنفس والفلاسفة فهم هذه الظاهرة من حيث نشأتها من جهة ومن حيث قبضتها القويَّة على المجتمعات الإنسانيَّة من جهة أخرى، وقد أحدثت النظريَّة الداروينيَّة إلهاماً كبيرة في هذا النوع من الدراسات كما أحدثه في عدَّة قضايا معرفيَّة وفلسفيَّة كبرى، فظهرت الكثير من الأبحاث تميل إلى التفسير الطبيعي التطوُّري لفهم ظاهرة الدين ونزعة التديّن، ومن خلال هذا المقال سأحاول تسليط الضوء على أبرز نتائجها خلال المبحث الثاني إذ خصّصت الأول لعرض بعض المفاهيم المرتبطة بالدراسة، كما ظهرت أبحاث أخرى لا تنكر بالمطلق وجود التطوُّر في الأديان ولكنَّها لا تنفي أيضاً أصلها الإلهي، من بينها كتاب “تطوُّر الأديان-قصَّة البحث عن الإله” لصاحبه محمد عثمان الخشت وهو ما سأسلّط عليه الضوء خلال المبحث الثالث.

فإلى أي مدى تمكّن علماء التطوُّر من معالجة ظاهرة الدين والتديّن بمنظور دارويني؟ ما هي رؤية عثمان الخشت لتطوُّر الأديان ؟ وهل يستطيع تفسير هذا التطوُّر من دون الخروج من دائرة العقيدة الإسلاميَّة؟

وجب التنبيه أنني أستخدم خلال هذا العمل مصطلح الدين بمعنى الجمع، أي لا أقصد ديناً محدَّداً بل جميع الأديان، القديمة منها والمعاصرة، الوضعيَّة والسماويَّة، إلا في حالة الإشارة على سبيل التخصيص.

المبحث الأول: تحديد مصطلحات ومفاهيم متعلِّقة بنظريَّة تطوُّر الأديان

توجد على الساحة العلميَّة الكثير من التعريفات للدين، تختلف باختلاف العلوم (علم اللغة، علم التاريخ، علم الاجتماع، علم النفس، الفلسفة …)، إلا أنَّني سأركّز على بعض المفاهيم اللغويَّة والاصطلاحيَّة للدين، ثم ما يرتبط بإشكاليَّة البحث من تعريفات أخرى كمفهوم علم مقارنة الأديان وفلسفة الدين.

المطلب الأول: تعريف الدين لغة واصطلاحا.

التعريف اللّغوي: جاء في المعجم الوسيط: “الدِّينُ: الدِّيانة. اسمٌ لجميع ما يعبدُ به الله. والملّة. والإسلام. والاعتقاد بالجنان والإقرار باللسان وعمل الجوارح بالأركان”[1].

“دين: دان فلان بدينِ الخُرَّمِيَّة. ورجل ديّن ومتدَيّن.”[2]

“دين: الدال والياء والنون أصل واحد إليه يرجع فروعه كلها. وهو جنس من الانقياد والذّل. فالدين الطاعة”[3].

من المعاني اللغويَّة لكلمة دين الجزاء كما جاء في معجم ابن منظور، “الدين: الجزاء والمكافأة… والدين: الحساب. ومنه قوله تعالى “مالك يوم الدين”. وقيل: معناه مالك يوم الجزاء … والدين: الطاعة. والدين: العادة والشأن. والدين: الحال. والدين: السلطان. والدين: القهر”[4].

“دَيِّنٌ: [د ي ن]، رجلُ ديّن: مُتمسّكٌ بِأهدابِ الدّينِ”[5].

 يكشف التعريف اللغوي للدين عن أنه طاعة وانقياد وإتباع، جزاء وحساب، وينطوي الدين بهذا المعنى على نوع من إخضاع أتباعه لأحكام محدَّدة يترتب على الالتزام بها أو مخالفتها الجزاء أو العقاب، ولهذا من أسماء الله تعالى “الدَّيَّان”، قيل هو القهَّار أي قهرهم على الطاعةِ، وقيل هو الحاكم والقاضي، كما يعني الشأن والحالة، لأنه من شأن الإنسان وحالة متعلِّقة به دون بقيَّة الكائنات.

التعريف الاصطلاحي: من التعاريف الاصطلاحيَّة للدين المتَّفق عليها بين المسلمين أنه “الشرع الإلهي المتلقى عن طريق الوحي”، وواضح أن هذا التعريف حصر الدين في الأديان السماويَّة، مع العلم أن كل ما يتّخذه الناس ويتعبّدون له فهو دين، سواء كان سماويّاً أو وضعياً، ولهذا من أرجح التعريفات أن يقال أن “الدين: هو اعتقاد قداسة ذات، ومجموعة السّلوك الذي يذل على الخضوع لتلك الذات ذُلاًّ وحُباًّ، رغبةً ورهبةً”، فهذا التعريف يتضمَّن شمول المعبود، سواء كان الله تعالى أو معبوداً باطلاً.[6]

أما في الغرب، فمن بين أهم التعريفات للدين نجد قول دوركهايم: “ما يميز الظاهرة الدينيَّة هو أنها تفترض دائماً انقساماً ثنائياً للكون المعروف، يمكن معرفته من خلال نوعين يتضمّنان كل ما هو موجود، إنما يستبعد أحدهما الآخر استبعاداً جذرياً. إن الأشياء المقدّسة هي تلك التي تحميها المحظورات وتعزلها، والأشياء الدنيويَّة هي تلك التي تنطبق عليها تلك المحظورات، والتي ينبغي أن تبقى على مسافة من الأولى. إن المعتقدات الدينيَّة تصوّرات تعبّر عن طبيعة الأشياء المقدسّة، وعن العلاقات التي يقيمها إما بعضها مع البعض الآخر وإما مع الأشياء الدنيويَّة. أخيراً، الشعائر هي قواعد سلوك تحدّد للإنسان كيف يجب أن يتصرّف في حضور المواضيع المقدسة.

حين يُبقي عدد من الأشياء المقدسة على علاقات التنسيق والتبعيَّة فيما بينها، حيث تشكّل منظومة لها ضرب من الوحدة، لكنها ليست متضمّنة في أي منظومة أخرى من النوع عينه، يشكّل مجمل هذه المعتقدات والشعائر الموافقة لها ديناً”[7].

قريب جدا مما قدمه دوركهايم، نجد أيضاً معجم أكسفورد لعلم الاجتماع يُعرّف الدين على أنه مجموعة من المعتقدات والرموز والممارسات التي تنهض على فكرة المقدَّس، والتي توحد بين المؤمنين بهذه المعتقدات في مجتمع ديني اجتماعي.[8]

مما سبق، يمكن القول أن الدين من الناحية الاصطلاحيَّة هو منظومة مترابطة من العقائد والشعائر والرموز التي تتميَّز بالقداسة، وهي تجمع بين أتباعها في جماعة واحدة تشترك في نفس القيم الأخلاقيَّة.

المطلب الثاني: التعريف الفلسفي للدين.

لا يوجد اتفاق بين الفلاسفة حول تعريف الدين، بل التعاريف تتنوع وتختلف باختلاف الفلاسفة وتوجهاتهم، ولعّل من أبرز التعاريف ما يلي:

“دين Religion: اللفظ الإفرنجي مشتق من الفعل Religare بمعنى يربط، وبالتالي فالدين هو ما يربط جماعة ما”[9].

“للفظ الدين في الفلسفة الحديثة عدَّة معان: 1- الدين جملة من الإدراكات والاعتقادات والأفعال الحاصلة للنفس من جرّاء حبها لله، وعبادتها إيّاه، وطاعتها لأوامره. 2- والدين أيضا هو الإيمان بالقيم المطلقة والعمل بها، كالإيمان بالعلم أو الإيمان بالتقدم، أو الإيمان بالجمال، أو الإيمان بالإنسانيَّة، ففضل المؤمن بهذه القيم كفضل المتعبّد الذي يحبّ خالقه ويعمل بما شرّعه، لا فضل لأحدهما على الآخر إلا بما يتَّصف به من مجرد، وحب، وإخلاص، وإنكار للذات. 3- والدين الطبيعي اصطلاح أطلق في القرن الثامن عشر على الاعتقاد بوجود الله وخيريته، وبروحانيَّة النفس وخلودها، وبإلزاميَّة فعل الخير من جهة ما هو ناشيء عن وحي الضمير ونور العقل. والفرق بين هذا الدين الطبيعي والدين الوضعي أن الأول قائم على وحي الضمير والعقل، على حين أن الثاني قائم على وحي إلهي يقبله الإنسان من الأنبياء والرسل … 4- والدين أيضاً مؤسسة اجتماعيَّة تضم أفراداً يتحلون بالصفات الآتيَّة: – قبولهم بعض الأحكام المشتركة، وقيامهم ببعض الشعائر. – إيمانهم بقيم مطلقة، وحرصهم على توكيد هذا الإيمان وحفظه. – اعتقادهم أن الإنسان متصل بقوة روحيَّة أعلى منه، مفارقة لهذا العالم أو سارية فيه، كثيرة أو موحّدة”[10].

الفيلسوف كانط ربط الدين بالأخلاق معتبراً إيّاه الداعم الأساسي للقيم الأخلاقيَّة، يقول عنه بأنه: “المشتمل على الاعتراف بواجباتنا كأوامر إلهيَّة”[11].

أما جون ستيوارت مل فقد ربط الدين بالعاطفة والمشاعر، يعرّفه قائلا: “جوهر الدين هو الاتجاه القوي المتحمس للعواطف والرغبات نحو هدف مثالي يعتبر أسمى وأشرف من كل غرض أناني أو رغبة ذاتيَّة”[12].

ويقول ماكس ميلر إن الدين “يعني إدراك اللانهائي في ظواهر خاصة مؤثرة على الشخصيَّة الأخلاقيَّة للإنسان”، أي جعل كل من العامل الإدراكي والسلوكي من تأثيرات الدين.

بالنسبة لهيجل فإن الدين هو علاقة الإنسان بالمطلق، بتعبير آخر، هو الارتقاء الروحي من المتناهي إلى اللامتناهي، فبالدين يعرف الإنسان الله لأنه يرتفع من المحدود إلى اللامحدود، يقول: “لا يكون الله هو الله إلا بمقدار ما يعي ذاته بذاته، وفضلاً عن هذا فإن معرفته بذاته هي وعيه بها بواسطة الإنسان، ومعرفة الإنسان بالله تتحقق في معرفته بنفسه في الله”[13]، ويعرّفه أيضاً بأنه: “معرفة تكتسبها النفس (الروح) المحدودة، لجوهرها كروح مطلقة”[14].

أما لالاند في معجمه الفلسفي فقد قدّم تعريفاً شاملاً للدين لأنه أشار إلى ما فيه من جوانب اجتماعيَّة ونفسيَّة وأخلاقيَّة، كما تناول ما فيه من خصائص عقائديَّة وطقوسيَّة، يقول عنه إنه: “مؤسَّسة اجتماعيَّة متميّزة بوجود إيلاف من الأفراد المتحدين:1- بأداء بعض العبادات المنتظمة وباعتماد بعض الصّيغ. 2-بالاعتقاد في قيمة مطلقة، لا يمكن وضع شيء آخر في كفّة ميزانها، وهو اعتقاد تهدف الجماعة إلى حفظه. 3- بتنسيب الفرد إلى قوّة روحيَّة أرفع من الإنسان، وهذه يُنظر إليها إما كقوة منتشرة، وإما كثيرة، وإما وحيدة هي الله”[15].

ما يمكن قوله أن كل تعريف فلسفي للدين يحمل نقطة أو عدة نقاط متعلقة بالدين لا نجدها في تعريف آخر، ولهذا من الصواب جمعها كلها لإيجاد المفهوم الأوسع، كما يمكن ملاحظة أن بعض التعريفات تربط تصّور الدين بالإيمان بالله وعبادته، في حين، هناك تعريفات أخرى تجعل هذا التصّور يتمحور حول المقدس لأن هناك الكثير من الأديان التي لا إله فيها مثل الطاويَّة والكونفوشيوسيَّة.

المطلب الثالث: مفهوم فلسفة الدين

تعتبر فلسفة الدين التفكير العقلاني في طبيعة الدين من حيث هو دين (نسق من المعتقدات والقصص والطقوس المتعلقة بالمقدس)، ومن حيث هو نمط تفكيري في قضايا وجوديَّة (الألوهيَّة، الكون، ما بعد الموت …)، والهدف منها تحديد الأركان التي يقوم عليها، والمنطق الذي يحكم ظهوره ونشأته وتطوره وزواله، يقول مراد وهبة عن فلسفة الدين أنها: “الفحص المنهجي لعناصر الوعي الديني في علاقتها بالثقافة والممارسات الدينيَّة من حيث أنها شواهد على حيويَّة الاعتقاد. وفلسفة الدين متمايزة عن علم اللاهوت من حيث إقرار أسبقيَّة العقل على الإيمان، وإخضاع الإيمان للتحليل المنطقي. ومن هذه الزاويَّة فإن فلسفة الدين ليست إلا الفحص الحر للحقائق الدينيَّة وبالذات الله والروح والخلود والمقدس”[16]، وتعتمد فلسفة الدين لتحقيق أهدافها على عدد من العلوم الحديثة كعلم مقارنة الأديان، علم تاريخ الأديان، علم الاجتماع الديني، علم النفس الديني …الخ، وكذلك على بعض المناهج الحديثة كالمنهج التجريبي، المنهج النقدي التحليلي، المنهج الفينومينولوجي، المنهج البنيوي، المنهج التفكيكي …الخ.

يمكن القول أن فلسفة الدين هي تفكير فلسفي حول الدين، وليس دفاع فلسفي عن المعتقدات الدينيَّة، فهي علم حيادي ولا يجب اعتبارها كعلم الكلام (علم اللاهوت) الذي مهمّته الدفاع عن العقائد الدينيَّة وتبريرها وردّ الشبهات والانتقادات التي تثار حولها، وقد وقع البعض في هذا الالتباس نتيجة القضايا المشتركة بينهما، على سبيل المثال البحث حول: وجود الله، الإيمان من العقل أو القلب، الوحي والمعجزات والكرامات، الدين والأخلاق، التعدُّديَّة الدينيَّة، الهرمنيوطيقا، لغة الدين …الخ.[17]

المبحث الثاني: تطوُّر الأديان من نظرة العلم التجريبي.

لقد قام الكثير من علماء الأديان والفلسفة بالاعتماد على نتائج بعض العلوم التجريبيَّة المتعلقة بالجانب الفيزيولوجي للإنسان كعلم الطب، علم النفس، علم البيولوجيا التطوُّريَّة، علم الإثولوجيا (طبائع وسلوك البشر)، علم الأنثروبولوجيا لدراسة وفهم الظاهرة الدينيَّة وكيفيَّة تطوُّرها عبر التاريخ البشري، إلا أن هذه الدراسات جاءت في الغالب لتحليل سلوك المتديِّن من دون التعرُّض لتقييم الدين نفسه والحكم عليه، لأن السلوك الديني مثله مثل باقي السلوكيات البشريَّة يتأثَّر بعوامل عقليَّة، جسديَّة وبيئيَّة كلها تتعرَّض للتطوُّر.

المطلب الأول: مفهوم نظريَّة التطوُّر.

ذهب داروين[18] إلى أن الكائنات الحيَّة تسير في تطورها بالترقي من أدنى الأحياء إلى الأعلى، ويعتبر الإنسان في قمَّة تطوّرها، وتستند الكائنات في مراحل تطوّرها هذا، إلى القوانين التي أودعها الله في المادة، يقول:”يبدو أن فطاحل المؤلفين مقتنعون تماماً بوجهة النظر القائلة بخلق كل نوع مستقل من غيره، أما بالنسبة لتفكيري فإن مذهب نشوء وانقراض الأحياء القديمة والحاليَّة، أنه يرجع لأسباب ثانويَّة، ليتفق أكثر مع ما نعرف من قوانين طبعها الخالق على المادة”[19].

إذن نظريَّة التطوُّر أو كما يسميها البعض الداروينيَّة، تعني أن جميع الكائنات الحيَّة نشأت من أصل واحد، وأن الكائنات المعاصرة انحدرت من كائنات أبسط منها، ولا يوجد لداروين أي قول إنَّ الإنسان أصله قرد.[20]

المطلب الثاني: ظاهرة الدين من منظور تطوري دارويني.

يسعى الكثير من العلماء من مختلف التخصصات لتفسير ظاهرة الدين وفق نظريَّة التطوُّر، أي محاولة إيجاد أدلَّة على علاقة بين نظريَّة داروين للتطور ووجود الدين عند البشر منذ فجر التاريخ وكيف يمكن أن يتطوَّر، وقبل أن نعرض بعض النظريات لا بد أولاً أن نحدَّد إن كان يمكن لنظريَّة علميَّة بيولوجيَّة معالجة قضيَّة فكريَّة محضة.

العلاقة بين نظريَّة التطوُّر والدين:[21] يرى الكثير من الباحثين أن نظريَّة داروين لا يمكنها أن تحدِّد وجود الإله من عدمه، وبالتالي لا ينبغي إقحامها في دراسة الدين.

الردّ على هذا الإشكال يكمن في أن استخدام نظريَّة التطوُّر ليس في مجال إثبات أو نفي معتقدات غيبيَّة (وجود الإله، الملائكة، البعث، الجنة …)، بل في تفسير سلوك البشر الذي له أسباب ماديَّة لا يمكن إنكارها علمياً، ولكن أيضاً لا يمكن إنكار أنه يتحدَّد ويتشكّل وفق إرادة فوق طبيعيَّة لا تتقيد بقوانين الطبيعة (معتقدات ومشاعر وأوامر دينيَّة مُلزمة)، وعلى سبيل المثال، وحسب نظريَّة التطوُّر، فإن السلوك الديني يعّد من التكيفات، عند اكتسابه (السلوك الديني) يمنح ميزة تكاثريَّة لحامله في بيئة خاصة (ميزة تُعرف على أنها قيمة للبقاء في الوجود).

 كمثال آخر، فإن الدين وكما رأينا في تعريفاته، هو مجموعة من أوجه السلوك تصاحبها مجموعة من المعتقدات والمشاعر والطقوس مشتركة بين جماعة من الأفراد، هذه الأوجه لها علاقة بقوى فعّالة فوق الطبيعة (الإله الخالق بالنسبة لأغلب الأديان)، ومن سلوكيات المتدين اتجاه معبوده تقديم الإذعان له مقابل الفلاح في الدنيا وبعد الموت، هذا السلوك يظهر في الجانب غير الملفوظ من الصلوات، وحسب الأدبيات عن الحيوانات، فإن الخوف يسبب التعبير كذلك عن هذه الأوجه السلوكيَّة الإذعانيَّة.

عند الفقاريات الأدنى كالأسماك والزواحف، فإن العقاب الوشيك أو إحداث الألم من طرف عضو أكثر قوة من نفس النوع، سيؤدي إلى سلوك يمكن التنبؤ به بدقة، بالانتقال إلى كائنات أكثر تطوُّراً كالثدييات، سنجد إظهار الإذعان أكثر تعقيداً، فالكلب مثلا يقوم أولاً بإنزال ذيله، ثم الجلوس، ثم الجلوس مع تخفيض الرأس، ثم الاستلقاء على القوائم الأربعة مع رفع الرأس، ثم الاستلقاء دون رفع الرأس، ثم الانقلاب على الظهر، ثم مصاحبة هذا الانقلاب بعواء مثل عواء الجرو، أما عند البشر نجد سلوكيات دينيَّة متدرجة للتعبير عن الإذعان، يبدأ بتخفيض درجة الصوت، ثم ضغط الأكتاف نحو الداخل مع ميل الرأس، ظهور تعبير الخوف على الوجه، اليدان معاً أمام الجسد، ينزل على ركبتيه، الجدع والرأس يزيدان ميلاً بما يجعل المرء أصغر، بداية إصدار ألفاظ وتعبيرات بصوت شبه مرتفع.   صحيح في مختلف أديان العالم (القديمة والمعاصرة) نجد صلوات الابتهال للإله وخاصة غير اللفظيَّة عبارة عن مجموعة من العادات الحركيَّة (فرديَّة أو جماعيَّة) في شكل أن يتخذ المتدين لنفسه سلوكيات تجعله أدنى وأصغر وأكثر تأثراً ورهبة من الذي يتوجه إليه بصلاته، إلا أن هذا لا يعني وجود انتخاب طبيعي (جوهر نظريَّة التطوُّر).

  • نظريات تطوُّر الدين بمقاربة داروينيَّة[22]: معظم النظريات التي تتناول موضوع تطوُّر التدين نجدها في تخصصات الأنثروبولوجيا والسيكولوجيا إلا أنها لا تتجاوز دائرة التخمين تماماً كحال الأبحاث عن تطوُّر اللغة، ويمكن ملاحظة أنها تشترك في تفسيرها للدين من منظور تطوري في أن الدين إما أن يكون تكيفياً، وإما أن يكون نتاجاً ثانوياً، أو خللاً وظيفياً، وتحليلها يشمل مستويات مختلفة هي:
  • على مستوى المجموعة: إن الدين مفيد لوظيفة زيادة تماسك المجموعة حيث تجدهم يسعون لصالح الخير العام، وبالتالي يزيدون من صلاحيَّة المجموعة مقارنة بالمجموعات المنافسة.
  • على مستوى المجموعات المتصارعة داخل المجتمع الواحد: في هكذا مجتمعات نجد تقسيم العمل بين مؤمنين محترفين (رجال الدين) ومؤمنين عاديين، والصراعات تُخلق بين المجموعتين حول الموارد الماديَّة والتكاثريَّة مع العلم أن الكفَّة تميل للطرف الأول نظراً لاستغلاله قواعد وقوانين تُعتبر مُقدسة (على سبيل المثال مسموح للذكور في الإسلام الزواج من أربع نساء)، ومن أنصار نظريَّة انتخاب المجموعة يرون أن المجتمعات الدينيَّة كائنات حيَّة فائقة حيث يجتهد باستمرار القادة الدينيون من أجل خير مجتمعهم هذا.
  • على المستوى الفردي: هناك من يرى بأن التدين تكيفي لأنه يمكّن الناس من التعامل مع أحداث الحياة المختلفة بل ويساعدهم على التغلب على مشاكل التحكم الذاتي (تجنب السلوك السيء خوفاً من العقاب الإلهي)، وعلى العكس فإن بعض علماء السيكولوجيا التطوُّريَّة مثل أتان، بوير، باريت،[23] ينظرون إلى الدين باعتباره نتاج ثانوي لأمور أخرى (ظروف اجتماعيَّة معينة) وقد يؤدي إلى انخفاض صلاحيَّة الفرد كمن ينتحر بدوافع عقائديَّة.
  • مستوى الجينات الأنانيَّة: أي أن الدين نتاج بعض الجينات الأنانيَّة وهذا كلام نظري لا دليل عليه بيولوجيا.
  • على المستوى الوظيفي: بعض التطوُّريين يرون في الدين خللاً وظيفياً لأن الكائنات الحيَّة بما فيها البشر تسعى إلى إدراك بيئتها بطريقة منطقيَّة، وبالتالي لا ينبغي لها أن تدرك الكائنات التي لا وجود لها، لأن هناك ضغط الانتخاب لعدم الوقوع فريسة الأوهام كمن يعتقد أنه يستطيع التغلب على حيوان مفترس بسلاح غير مرئي، إلا أنهم لم يستطيعوا تفسير سبب وجود الدين من الأساس، كما رد عليهم كثير من العلماء مثل ويلسون[24] في أن الدين من المواضيع العلميَّة الدقيقة.

المبحث الثالث: نظريَّة تطور الأديان عند محمد عثمان الخشت.

رغم حدوث تحولات كثيرة ومستمرة في العقائد الدينيَّة عبر التاريخ البشري، إلا أن هذا حسب الأستاذ عثمان الخشت لا يجعلها خاضعة لقانون صارم يمكّننا من تحديد مسار تطورها عكس العلوم الطبيعيَّة، إذ موضوعات هذه الأخيرة تتعلق بالمادة والظواهر المحسوسة ما يجعلها تمتاز بالدقة، عكس مواضيع العلوم الدينيَّة التي تتعلق باللامحسوس وما لا يخضع للقوانين الطبيعيَّة (ظواهر ميتافيزيقيَّة)، وخلال هذا المبحث سنفحص رؤية عثمان الخشت وكيف حاول تفسير ظاهرة تطوُّر الأديان من دون سلب الجانب الإلهي منها.

المطلب الأول: ترجمة أ. د. محمد عثمان الخشت.[25]

  • رئيس جامعة القاهرة منذ سنة 2017.
  • اشتغل أستاذا لفلسفة الدين بكليَّة الآداب – جامعة القاهرة.
  • المشرف الفني على الدراسات العليا بجامعة القاهرة.
  • رئيس لجنة الفكر بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة.
  • رئيس تحرير “مجلة هرمس”، عضو اللجنة العليا لتنسيق القبول بالجامعات المصريَّة بوزارة التعليم العالي.
  • عضو اللجنة العلميَّة الدائمة لترقيات أساتذة الفلسفة بالجامعات المصريَّة.
  • له عدد من المؤلفات والأبحاث العلميَّة المحكمة والمنشورة منها: “المعقول واللامعقول في الأديان”، “الإله والإنسان: إشكاليَّة التشابه والاختلاف”، “فلسفة العقائد المسيحيَّة”، “الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة”.

المطلب الثاني: الأديان بمقاربة تطوريَّة عند محمد عثمان الخشت.

   لقد أكّدت العلوم الأنثروبولوجيَّة عن تطوُّر تصّور الألوهيَّة في الوعي الإنساني عبر التاريخ، وهذا ما جعل محمد الخشت يربط فكرة ارتقاء وتطور الأديان بالعقل وليس بالتاريخ، حيث قدّم نظريَّة تقوم على منطق التطوُّر العقلي لا منطق التطوُّر التاريخي،[26] ويمكننا تحليل هذه من خلال ثلاثة اتجاهات:

-الاتجاه الأول: منطق الانتقال التدريجي من الكثرة إلى الوحدة هو الذي يحكم تطوُّر هذا العقل الديني، ويُقصد به الانتقال من المحسوس إلى المجرد، يقول الخشت عن هذا العقل:”بدأ رحلته من تصّور طبيعي إلى الألوهيَّة، ثم دخل في تصور إنساني لها، ثم تجاوز هذا المستوى إلى التعالي بتصوره للألوهيَّة عن الطبيعي والإنساني”[27].

أي أن منطق تطور الدين في العقل بدأ من ديانات الطبيعة، وهي كثيرة تعرضت للتطور داخلياً، حيث انتقل الإنسان من عبادة الطوطم إلى الحيوانات ثم أرواح الموتى الأسلاف، ثم انتقل إلى عبادة مظاهر الطبيعة، وهي مزيج بين الطبيعي والإلهي والدليل أن هذا الإنسان البدائي ورغم عجزه عن فهمها إلا أنه لم يعتبرها العلة الأولى بل قوى عاقلة ما دفعه لتقديسها وتأليها رغبة لنيل رضاها وتجنب غضبها (الكوارث الطبيعيَّة).

ارتقى الوعي البشري من ديانات الطبيعة إلى ديانات التشبيه أين عبد الإنسان آلهة ذات صفات إنسانيَّة، يقول المؤلف: “فالعقل في هذه المرحلة يقيس طبيعة الآلهة على طبيعة الإنسان وإرادته التي تتغير من خير إلى شر، ومن شر إلى خير… ويدفع الخوف خياله لتجسيد الألوهيَّة تجسيدات شخصيَّة، وبنوع من الإسقاط، يعطي لها صفاته، فيظنها على شكل بشر له قوى عظيمة … وبنفس النوع من الإسقاط، كان يعتقد أنه يمكن استرضاؤها بوسائل الاسترضاء الإنساني رغبة في اجتذاب خيرها واتقاء غضبها. ومن هنا يلجأ إلى الأضاحي والقرابين والنذور …إذن يتحول الوعي في هذه المرحلة بديانات التسلسل الهرمي للآلهة من التصور الطبيعي إلى التصور الإنساني، وتماثل بنية مجمع الآلهة بنية الأسرة أو بنية الدولة، مثل الديانة الإغريقيَّة القديمة التي تقول بتعدد الآلهة لكن تجعل فوقها إلهاً أكبر هو رب الأرباب “زيوس”، ومثل بعض الديانة الرومانيَّة، ومن قبلهما بعض الديانات القديمة”[28].

 ثم ارتقاء الوعي إلى أديان التعالي (أديان التوحيد)، وداخل هذه الأديان حدث أيضا الارتقاء من التوحيد غير الخالص إلى التوحيد الخالص، ومن الإله القومي إلى الإله إلى العالمي، ومن التوحيد المعقد إلى التوحيد الواضح.

إن أديان الوحي تتعرض للتحريف والظروف التاريخيَّة فتفقد مضمونها الصافي ومقصدها الكلي، وتتحول إلى مؤسسات كهنوتيَّة تهتم بما هو شكلي وطقوسي وسلطوي على حساب ما هو عقلي وأخلاقي واتساق بين الظاهر والباطن، وهكذا فإن هذه الأديان أيضاً تخضع لقانون التطوُّر الذي يحكم تطور الحضارة الإنسانيَّة وما يحدث لها من ازدهار وتخلف، فلما يتحول الدين من عقيدة توحيد واضحة (خاليَّة من الأسرار) إلى أخرى معقدة، تتدخل عناصر شركيَّة على تصورات أتباعه (وقعوا في انحدار في الوعي)، وهكذا تظهر الحاجة إلى فهم جديد للدين تخلّصه مما أُحدِث فيه من عناصر وضعيَّة ستؤدي إلى ظهور دين جديد بالكامل أو على الأقل حركة دينيَّة تجديديَّة.[29]

-الاتجاه الثاني: منطق الانتقال التدريجي من التوحيد إلى التعدد، أي أن الدين يبدأ عند البشر بالتوحيد (إما بالتأمل النظري أو الوحي الرباني)، ثم يتحول إلى شرك وتعدد ووثنيَّة بسبب انحراف المتدين عن التوحيد، والكثير من العلماء والفلاسفة يتبنون هذا الرأي بعد أبحاثهم العلميَّة والأنثروبولوجيَّة مثل شلنج في كتابه “فلسفة الميثولوجيا”، أندرو لانج في كتابه   The Making of Humanity حيث وجد بعد دراسته لقبائل افريقيَّة واستراليَّة أن الدين الأول هو دين السماء، كذلك الباحث الألماني إينرايخ في كتابه “الآلهة والمنقذون” بعد دراسته لأديان قبائل الهنود الحمر، الأب شميت وهو من علماء الأنثروبولوجيا الألمان إذ انتقد بشّدة عمل دوركهايم عن الطوطميَّة بعدما اكتشف وجود قبائل أستراليَّة قديمة عرفت عقيدة التوحيد والإيمان بالإله الواحد الأسمى، ثم بعدها زمنياً جاءت قبائل تعتنق الطوطميَّة وليس كنظام ديني محض كما قال دوركهايم بل كنظام اجتماعي، فالعلاقة بين الطوطميَّة والعقائد الدينيَّة لا تزال غير واضحة حسب شميت.[30]

تجدر الإشارة إلى أن الكتب السماويَّة في الأديان الثلاث (اليهوديَّة، المسيحيَّة، الإسلام) تفسّر نشأة الدين حسب هذا الاتجاه الثاني، أي البداية بالتوحيد الإلهي ثم وقوع الناس في انحرافات عقائديَّة وسلوكيَّة، فيرسل الله تعالى لهم الرسل والأنبياء لتصحيح عقيدتهم وتقويم سلوكهم.

الخاتمة:

من خلال هذا البحث الذي حاولت من خلاله تناول موضوع تطور الأديان وذلك من خلال فحص بعض النظريات الغربيَّة، ثم تسليط الضوء على رؤية الأستاذ محمد الخشت في المسألة باعتباره من أهل الاختصاص أولاً ومسلماً معروفاً بدفاعه عن الإسلام ثانياً، وقد وصلت إلى بعض النتائج وهي كالتالي:

  • رغم أن الإنسان المعاصر يعرف تقدماً علمياً وتكنولوجياً عظيماً إلا أن هذا لم يزعزع مكانة الأديان وتواجدها القوي في حياته، بكل أنواعها، الطبيعيَّة والتعدديَّة والتوحيديَّة، السماويَّة والوضعيَّة.
  • صحيح أن الدين يتعرض للنقد خاصة مع الازدهار العلمي المستمر، إلا أن هذا لم يقض عليه بل كان عاملاً فعالاً في تطهيره من الأحمال التاريخيَّة ما يعني بعث القوة فيه من جديد وليس هدمه.
  • يعتبر الدين منظومة متناسقة ومترابطة من العقائد، الرموز والشعائر، تمتاز بالقداسة وتتمحور حول المقدس، هذا الأخير يختلف من دين لآخر.
  • إن نظريات التطوُّر الماديَّة كالبيولوجيَّة والسلوكيَّة لا يمكنها إطلاقاً معالجة مسائل الدين الميتافيزيقيَّة، ولهذا نجدها تحاول تناول مسألة تطور الأديان من حيث دراسة سلوكيات المتدين.
  • صحيح أن المعتقدات الدينيَّة لها أثرها في سلوك المتدين، ولكن عدم إمكانيَّة التأكد من كل إنسان هل فعلاً يؤمن بالمعتقدات التي يدعي أنه يؤمن بها، يعني عدم تحميل هذه المعتقدات كعلامة لتمييز السلوك الديني عن غيره غير الديني، خاصة أن كل الأنشطة التي يُفترض أنها دينيَّة هي أنشطة يمكن ممارستها من دون الإيمان بها، كل هذا يجعل من الدراسات العلميَّة (الإمبريقيَّة) للسلوك الديني غير يقينيَّة.
  • سعى العقل الديني تدريجياً في ارتقائه نحو الوصول إلى مبدأ واحد متعالي ترجع إليه كل الظواهر، وهذا يعكس منطق تطوُّر هذا العقل على مراحل بالتخلص من الخرافات، تعدد الآلهة، والتحوّل تدريجياً نحو الفصل بين الألوهيَّة والطبيعة.
  • كلما تخلص الدين من الأفكار الخرافيَّة المفسرة للطبيعة، واستند إلى العلم واكتشاف القوانين الطبيعيَّة الناظمة للكون، كلما ارتقى بعقله علواً في معرفة الله، وكلما أدخل قوى مع الله ولو على سبيل الواسطة، كلما تخلف إلى درجة عقليَّة أدنى، فمسار تطور الأديان تصاعدي وكذلك تنازلي.
  • عندما يصل العقل الديني إلى أرقى نقطة، سيرى أن الله هو المبدأ الأسمى، فالدين في أرقى صوره يوحد الفكر حول مبدأ أعلى لا مشروط هو الله سبحانه وتعالى.

قائمة المصادر والمراجع:

  • أصل الأنواع، تشارلز داروين، ترجمة: إسماعيل مظهر، مراجعة: عبد الحليم منتصر، المؤسسة المصريَّة العامة.
  • أساس البلاغة، أبو القاسم جار الله أحمد الزمخشري، تحقيق محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلميَّة للنشر، بيروت- لبنان. الطبعة الأولى، 1419ه – 1998م.  
  • الأشكال الأوليَّة للحياة الدينيَّة، إيميل دوركهايم، ترجمة رندة بعث، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، الطبعة الأولى، يوليو 2019. 
  • الإنسان والأديان، محمد كمال جعفر، دار الثقافة، الدوحة – قطر، الطبعة الأولى، 1406ه – 1985 م. 
  • التطوُّر البيولوجي للعقل والسلوك الدينيين، إيكارت فولاند و وولف شيفنهوفل، ترجمة مصطفى إبراهيم فهمي، مركز المحروسة للنشر، القاهرة – مصر، الطبعة الأولى، سنة 2015.
  • المعجم الفلسفي، مراد وهبة، دار قباء الحديثة، القاهرة – مصر، الطبعة الخامسة، سنة 2007م. 
  • المعجم الفلسفي، جميل صليبا، دار الكتاب اللبناني، بيروت – لبنان، سنة 1982.
  • المعجم الوسيط، مجموعة مؤلفين.
  • تطور الأديان-قصة البحث عن الإله، محمد عثمان الخشت، مكتبة الشروق الدوليَّة، مصر، الطبعة الأولى، 1431ه – 2010م. 
  • دراسات في الأديان اليهوديَّة والنصرانيَّة، سعود بن عبد العزيز خلف، مكتبة أضواء السلف، الرياض- المملكة العربيَّة السعوديَّة، الطبعة الأولى، سنة 1418ه – 1997م.
  • –        رسائل الفلسفة والعرفان، جمال الدين الحسيني الأفغاني، دراسة وتحقيق وتعليق: سيدهادي خسروشاهي، مركز البحوث الإسلاميَّة، قم-إيران، الطبعة الثانيَّة، 1321ه.
  • مقاييس اللغة، أبو الحسين أحمد بن فارس، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي، سنة 1404ه.
  • معجم الغني، عبد الغني أبو العزم. موقع معاجم صخر. 
  • موسوعة لالاند الفلسفيَّة، أندريه لالاند، إشراف أحمد عويدات، تعريب خليل أحمد خليل، منشورات عويدات، بيروت – باريس، الطبعة الثانيَّة، سنة 2001. 
  • –        لسان العرب، أبو الفضل جمال الدين ابن منظور الإفريقي المصري، نشر أدب الحوزة. محرم سنة 1405ه.
  • فلسفة الدين، صافي حبيب. جامعة وهران.       elearn.univ-oran1.dz
  • فلسفة الدين، ثابتي فاطمة الزهرة. جامعة تلمسان elearn.univ-tlemcen.dz
  • موقع جامعة نايف العربيَّة للعلوم الأمنيَّة:  https://nauss.edu.sa/ar-sa/about-nauss/Pages/supreme-council/prof-muhammad-alkhasht.aspx

[1]  المعجم الوسيط، مجموعة مؤلفين. ص 307

[2]  أساس البلاغة، أبو القاسم جار الله أحمد الزمخشري، تحقيق محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلميَّة للنشر، بيروت- لبنان. الطبعة الأولى، 1419ه – 1998م.    ص  01/305

[3]  مقاييس اللغة، أبو الحسين أحمد بن فارس، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي، سنة 1404ه. ص 02/319.

[4]  لسان العرب، أبو الفضل جمال الدين ابن منظور الإفريقي المصري، نشر أدب الحوزة. محرم سنة 1405ه. ص  13/169.

[5]  معجم الغني، عبد الغني أبو العزم. موقع معاجم صخر.  ص 01/12372

[6]  دراسات في الأديان اليهوديَّة والنصرانيَّة، سعود بن عبد العزيز خلف، مكتبة أضواء السلف، الرياض- المملكة العربيَّة السعوديَّة، الطبعة الأولى، سنة 1418ه – 1997م.   ص 09-10

[7]  الأشكال الأوليَّة للحياة الدينيَّة، إيميل دوركهايم، ترجمة رندة بعث، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، الطبعة الأولى، يوليو 2019.    ص 64 – 65

[8]  تطور الأديان-قصة البحث عن الإله، محمد عثمان الخشت، مكتبة الشروق الدوليَّة، مصر، الطبعة الأولى، 1431ه – 2010م.  ص 18

[9]  المعجم الفلسفي، مراد وهبة، دار قباء الحديثة، القاهرة – مصر، الطبعة الخامسة، سنة 2007م.  ص 315

[10]  المعجم الفلسفي، جميل صليبا، دار الكتاب اللبناني، بيروت – لبنان، سنة 1982. ص 01 / 570

[11]  الإنسان والأديان، محمد كمال جعفر، دار الثقافة، الدوحة – قطر، الطبعة الأولى، 1406ه – 1985 م.  ص 16

[12]  المرجع نفسه.

[13]  تطور الأديان-قصة البحث عن الإله، محمد عثمان الخشت. ص 23

[14]  الإنسان والأديان، محمد كمال جعفر. ص 18.

[15]  موسوعة لالاند الفلسفيَّة، أندريه لالاند، إشراف أحمد عويدات، تعريب خليل أحمد خليل، منشورات عويدات، بيروت – باريس، الطبعة الثانيَّة، سنة 2001.   ص  1204

[16]  المعجم الفلسفي، مراد وهبة.  ص 315- 316

[17]  انظر: فلسفة الدين، صافي حبيب. جامعة وهران.       elearn.univ-oran1.dz/  فلسفة الدين، ثابتي فاطمة الزهرة. جامعة تلمسان elearn.univ-tlemcen.dz

[18]  تشارلز داروين (1809م-1882م)، فيلسوف وعالم انجليزي اشتهر بنظريته في علم الأحياء “نظريَّة التطور”، وقد أودعها كتابه “أصل الأنواع” الذي أصدره سنة 1859م، وأتبعه بكتاب أصل الإنسان، وفيه يؤكد هذه النظريَّة، وقد سبق داروين في هذه النظريَّة العالم الإنجليزي ولاس والفرنسي لامارك./ انظر: رسائل الفلسفة والعرفان، جمال الدين الحسيني الأفغاني، دراسة وتحقيق وتعليق: سيدهادي خسروشاهي، مركز البحوث الإسلاميَّة، قم-إيران، الطبعة الثانيَّة، 1321ه. ص 140.

[19]  أصل الأنواع، تشارلز داروين، ترجمة: إسماعيل مظهر، مراجعة: عبد الحليم منتصر، المؤسسة المصريَّة العامة. 2/388.

[20]  رسائل الفلسفة والعرفان، جمال الدين الأفغاني. ص 141.

[21]  التطور البيولوجي للعقل والسلوك الدينيين، إيكارت فولاند و وولف شيفنهوفل، ترجمة مصطفى إبراهيم فهمي، مركز المحروسة للنشر، القاهرة – مصر، الطبعة الأولى، سنة 2015.  الفصل الرابع/ جاي فييرمان.   ص 79-82

[22]  المصدر السابق. الفصل التاسع عشر. دتليف فيتشنهاور.   ص 399 – 410

[23]  المصدر السابق.  ص  423

[24]  المصدر نفسه.  ص 405

[25]  انظر: تطور الأديان-قصة البحث عن الإله، محمد عثمان الخشت. ص 263 – 264 / موقع جامعة نايف العربيَّة للعلوم الأمنيَّة:  https://nauss.edu.sa/ar-sa/about-nauss/Pages/supreme-council/prof-muhammad-alkhasht.aspx

[26]  تطور الأديان-قصة البحث عن الإله، محمد عثمان الخشت. ص  126 – 127

 المصدر نفسه.  ص 130[27]

 المصدر السابق.  ص 129[28]

[29]  المصدر نفسه. ص 131

[30]  المصدر السابق.  ص 153

جديدنا