موجز الكتابة التاريخيَّة من النهضة الأوروبيَّة إلى الحوليَّات الفرنسيَّة؛ في التجديد المنهجي والإبستمولوجي  

عبد الرحيم الوسعيدي

تتوخى هذه الدراسة تسليط الضوء على مسار تجديد بنية الكتابة التاريخية من عصر النهضة الأوربية إلى مدرسة الحوليات الفرنسية، وتكمن أهميتها في أنها ترافق معالم التغير الاجتماعي والتاريخي والفكري في أوربا، على ضوء المتغيرات المنهجية والإبستمولوجية الغربية، وتلقي الضوء أيضا على التحولات الجديدة في مناهج الكتابة التاريخية، وصولاً إلى منعطف حاسم وهو منعطف غيَّرَ الرؤى القديمة رأسا على عقب؛ لحظة انتصار الفكر الفلسفي وزيادة الوعي العقلاني تطوره خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر في أوربا، ودحض مختلف أشكال الهرطقات، بل وتجاوزها، ثم استقلالها نهائيا خلال القرن التاسع عشر مع المدرسة الوضعية، من خلال مناهج البحث في الوثائق والأرشيف انسجاما مع القول: “لا تاريخ دون وثائق تاريخية ” إلى تاريخ شمولي مع الحوليات الفرنسية.

السيادة النسبيَّة في القرن الواحد والعشرين

عبدالله ناهض

تعيش الدول في القرن الواحد والعشرين، في ظل عالم متشابك في كل شيء تقريباً، في المصالح من جهة، والصراعات والحروب من جهة أخرى، فليس غريباً أن تجد المتنافسين أو غير الأصدقاء يلتقون معاً في بعض الملفات، ويفسرها بعض المفسرين بأن ذلك ضرباً من ضروب المؤامرة والاتفاقات السرية، التي تخفي تحت الطاولة ما قد يؤدي إلى الاتفاق على تدمير دولة أو شعب ما. إلا أن هذا الأمر لربما يبدو بديهياً في عالم بات يزداد تعقيداً مع مرور الزمن، واللعبة الصفرية لم تعد تجد نفعاً في لعبة الدول، ولا يمكن لدولة أن تحقق المكاسب المطلقة، على حساب دولة أو مجموعة دول لا يكون مكاسبها إلا أن يساوي صفر. فالدولة المنتصرة بحاجة إلى عالم أكثر أمناً وتعاوناً مما هو منغلق عليها وعلى ذاته، فلو كان النصر يكفي لتحقيق الهيمنة، للجأت الدول النووية إلى سلاحها النووي ولفرضت سيادتها على كل العالم، بيد أنه حتى الإله بحاجة إلى أناس يعترفون بألوهيته. فكيف بدولة مهما امتلكت من أسباب القوة، فهي بحاجة إلى العالم، ولعل الولايات المتحدة الأمريكية أهم مثال ينطبق على هذه الفرضية.