الساحر الذي يكتب ويضرب بالخط الزناتي

المعطي العلوي

جاءت رواية ʺخط الزناتيʺ أو ʺالخط الزناتيʺ-وهي الصياغة التي أراها الأقرب إلى تقنية الكتابة في هذه الرواية وإلى مضمونها وإلى المخيال الشعبي المغربي-نصا اكتملت ونضجت فيه الازدواجية التي تُشكّل أهم وأقدم وأعمق الخطوط العريضة المُمَيّزة لمسار الكتابة الروائية لشعيب حليفي. فالازدواجية عند الكاتب والتي يعتمد فيها على عَمَليتَيْ الهدم والبناء، تُمكِّنه من تشكيل عوالم سردية خيالية قابلة للحياة يتآلف فيها الواقع الصعب والبائس البئيس لغالبية الشخصيات، مع ذلك الأفق اللامحدود-وإن لم يكن دائما واضحا-المفتوح على الأمل والحرية والحب والخلاص، المفتوح على الممكن والمستحيل، على الشيء وضده، على الواقع والأسطورة، على الحياة والموت، على الإنسان والحيوان، على اللحظة الآنية وعلى الذكريات، على الصورة والصوت، على الكلمة والصمت سواء في محكيات البادية أو المدينة المنفلتة نحو السماء أو المتجذرة في الأرض.