مركزيَّة الألم في شعر الرّثاء
إبراهيم أبو عواد
شِعْرُ الرِّثَاء لَيْسَ تَجميعًا عشوائيًّا لِصِفَاتِ المَيِّتِ وخصائصِه وذِكرياتِه وأحلامِه، أوْ حُزْنًا عابرًا سَرْعَان مَا يَذهَب إلى النِّسيان، إنَّ شِعْر الرِّثَاء نظام إنساني مُتكامل، تَندمج فيه رَمزيةُ اللغةِ معَ مركزيةِ الألمِ لِتَوليدِ فَلسفةٍ اجتماعية تُؤَسِّس لحالة تَوَازُن بَين حَتميةِ المَوْتِ ( الانطفاء ) ومَرجعيةِ الحُزْنِ ( الاشتعال )، حَيْث يَنبعث الحُزْنُ في التفاصيل اللغوية العميقة مِن أجْلِ تَجميدِ الزَّمَنِ، وتَخليدِ المَيِّتِ. وإذا كانَ البُكَاءُ على المَيِّتِ لَن يُرجعه، فإنَّ اللغةَ قادرة على إرجاع المَيِّتِ طَيْفًا حالمًا مُتَدَفِّقًا لا جسدًا ذابلًا مَحدودًا.