حضور التفكير النقديّ في الفكر العربيّ الإسلاميّ
زين العابدين خباز
يقول جميل صليبا في صدد تعريفه لمفهوم التفكير، فكَّرَ في الشيء تفكيرًا؛ أي أعملَ عقله فيه، ورتَّب بعض ما يعلم ليصل به إلى المجهول. وفكَّر في المشكلة أعملَ الرؤية فيها ليصل لحلِّها. والتفكير عند معظم الفلاسفة عمل عقليّ عامّ يشمل التصوُّر والتذكُّر والتخيُّل والحكم والتأمُّل، ويطلق على كل نشاط عقليّ (1). لنقل، إذن، مع الأستاذ الباهي أحد أكبر المتخصِّصين العرب المعاصرين في مجال المنطق، إنَّ التفكير فعاليَّة تدبُّريَّة تتَّخذ من المفكَّر فيه ميدانًا للنظر والفحص، بغية تحصيل مقصود لم يكن حاصلًا في العقل، ولا داخلًا في مجال إدراك الناظر (2).