الإمامة ومأزق الحداثة

image_pdf

إن أثر  الديني في السياسيّات،والاجتماعيّات، والأنماط الحضاريّة التطوريّة قد يكون مباشرًا ملموسًا كما أنه قد يكون غيرَ مباشرٍ بحيث لا يظهر متعيّنًا ولا يكون آنيًّا، بل يظهر في فترات متباعدة وأزمنة لاحقة في شكل  تشوهات عميقة ومعيقة ومتخلفة، وهذا بحسب الجسور التفاعلية التي تمتد في حياة البشر مشكلة وسائط ناقلة قد لا تكون محسوسة ولكن آثارها مشهودة وباقية وممتدة  بامتداد الزمن عندما تشكل مسارًا  معوجًا أو منتكسًا تتخبط معه الأمة وتتلكأ معه خطواتها العمرانية مؤذنةً باضمحلال أو زوال تلوح آياته وتستبين معالمه في انحدار أخلاقي، أو تخبط معرفي،أو انهيار اقتصادي وشيك لأن جميع هذه المُؤَسِّسَات مرتبطة ارتباطا وثيق بعضها ببعض؛  فدور الدين في البيئة الثقافة كمحلية فاعلة للعلم والعمل تمكنها من السيادة على القيمة الأخلاقية  تحت ضابطية القوانينية الطبيعية والسننية التاريخية التي تفتقدها أكثرية المدارس الدينية الناحية إلى النصية المجردة دون استحضار الواقعية الآنية أو السابقية التاريخية في هرمية تشكلية متراصة في مفهومية واعية بالتحديات الراهنة  أو مدركة للمستقبليات الخانقة كما تراها سردارية ضياء الدين.  

إن هذه الوسائط الأداتية بين العلمي والعملي في النظامية الأخلاقية هي التي تؤسس للعلاقات العالمية للدين  من حيث هو علاج للشؤون الإنسانية بمرجعية قيمية متعالية  من حيث دور المتعاليات في تحديد الفكر الإنساني وضابطية خياراته القيمية والسياسية والاجتماعية والعمرانية من حيث علاقتها بشروط البقاء والجدارة.

إن الإغراق في النصوصية والشكليِّات العباديَّة التي لا ننازع في أهميتها ولكنها قد تخلق تخلفًّا كبيرًا وتشكل عائقًا وتحديًّا للمجتمعات التي تريد البقاء بين كم هائل من الأمم التقدمية  عندما تجرد الإنسان من كل مقومات الجدارة، وتجعل منه كائنًا تعبديًّا هشًّا لا يعي ما هو مطلوب منه؛ لذلك وجد نوع من العلوم الأصولية المهمة، كمسار تصحيحي وتعديلي في منهجية المعرفة الإسلامية،وهو المعروف بعلم المقاصد الذي يتربع الإمام الشاطبي على سدته وتبعه فيه كثيرون من بعده  ومن أبرزهم من المتأخرين الإمام ابن عاشور.

وكما يرى بعض المفكرين أن الذروة التاريخية في الفكر الإسلامي تمثلت في لحظة ابن تيمية وابن خلدون عندما تجد النكوص عن نهجيهما متمثلًا في الاهتمام بالفتاوى التيمية دون الولوج إلى اللحظة المعرفية الفارقة في علاجاته النظرية كما تجد الإهمال نفسه في ابن خلدون بالانحراف عن علاجاته العملية في قيامه  بتشريح الحضارات، ومعرفة مكامن الخلل والانتكاسات للتجمعات البشرية، وتحديد الطرائق العلاجية بالاقتصار على السردية التاريخية.

إن حصر الدين في الشكل التعبدي بغفلة تامة عن كونه أساسًا ومكانًا للمثل العليا التي تشد الإنسان إلى المطلق دون التحيز الجزئي، أو الركون الغُفْلي، أو الانكفاء على التفهمات الضيقة دون اتساع التساوق مع الآخر والتعاون معه في الإنسانية الواحدة بحيث تمنعه من الإخلاد إلى الأرض ؛ إذ أن الضيق في الفكرة التعبدية هو إخلاد حقيقي إلى الأرض، وإن كانت توهم صاحبها أنه يحقق التوحيدية السامية مع أنه في الحقيقية يقوم بممارسة تناقضية للتوحيدية التي يدعيها دون التلبس التام بها؛ عندما يجعل من نفسه واحديًّا يدور حوله العالم مع أن من مقتضى التوحيد هو الاتساع للآخر بتأسيسية عامة تشملني (أنا وهو وغيرنا)  تستظلُ سقفًا عالميًّا راحمًا محققًّا لشرطية الدعوة المحمدية ” وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين ” .

ومن هذا فالإمامة الدينية هي التي تكون ضامنة وشاملة وكافلة للجميع ألا ترى أن الإسلام أقر في بداياته بحقيقة الاختلاف والتنوع الديني فقال ” لكم دينكم ولي دين ” وقال ” لا إكراه في الدين ” في نصوص قاطعة وحاسمة فمع كون الإسلام  خاتم الديانات؛ إلا إنه مع ذلك لم يأت ليجتث غيره ولا ليكسو الجميع بمفهومه القسري، بل ترك الجميع يعيش تنوعه واختلافه، وهذا مصداق قوله تعالى ” ولا يزالون مختلفين ” ولذلك قد تسمع في النصوص هذا الأثر ” اختلاف أمتي رحمة ” فالاختلافية شيء مهم في استمرار التفاعل البشري وتكون الرحمات الإلهية والبشرية في نطاق التفاعلات لنمتحن إيماننا ونجدد سلوكنا ونقوم أفكارنا ونسدد تصرفاتنا وننمي إنسانيتنا أما الحدية الجامدة فليست من الإسلام في شيء.

وهنا نسأل بصراحة هل مارس الفقهاء نهضة حقيقية أو استعبادية للأمة هل خرجوا من نمط التعبدات الظاهرية وحصر الأمة في خانة الذنب والتوبة عندما أصبح المسلم يعيش هذا الهاجس ويسيطر عليه دون أن ينطلق في فجاج العمران البشري والنهضة الحقيقية العملية، والعلمية، والأخلاقية. لا ننكر أهمية هذه القضايا وأصليَّتها الدينية لكن حصر التفكر الإسلامي فيها بحيث تغدو حالة للتعيُّش الوعظي من خلال  خلق طبقات بشرية مذنبة بحاجة إلى الواعظ الذي يتوِّبُها ويذكرها دون ممارسة نهضوية أو إحيائية أصيلة تُعْتِقُها من هذه الصورة النمطية كما قال بعضهم:إن وظيفة الدعاة هي تعبيد الخلق لله ولا شك أن هذه مهمة جليلة ولكننا ننازع في وجود الصورة التعبدية الصالحة في هذا الواعظ أو ذاك كما ننازع في الصورة التعبدية الصالحة التي يتصورها الواعظ ؛  إذ أنها في كثير منها لا تخرج عن اللفظية التي تفتقد القدوة الحقة في التصرفات فلا تعدو من وظيفة اقتضتها المكانة التي وجد فيها الواعظ دون تشرب حقيقي أو أهلية مستحقة فكثير مما هو في حياتنا هو ممارسة مهنية ناقصة.

وكل هذا الخلل في كثير منه يأتي من تقويمنا الناقص للماضي ولذلك فالحاجة داعية إلى الإقدام على النقد الجذري الذي يمكننا من الاستئناف الفعلي لدورنا الفاعل وفق أسس متينة وناقدة وحقيقية لا مجرد شكلية عبارتية وعظية خارجة عن الواقعية أو مضادة لها .

إن الموقف العدمي النافي لكل شيء بدلًا من دراسة الأحداث أو الوقائع وفهمها لم يجعلنا أكثر من إبدائيين للسلبيات المتخيلة محاولين لتعويضها بإيجابياتنا   المتوهمة مثل طرح مواقف مكررة عن إيمان أشخاص غربيين، وتداول مقاطع تظهر أفضليتنا مع أن كل هذا لا يتطرق إلى الأزمة الحالة  التي نعانيها لأن وجود أشخاص غربيين ينضمون إلينا لا يخفي ما نعانيه  من تخلف جاثم على مجتمعاتنا ؛ لأن قناعة هذا الغربي كانت بناء على نظره المتجرد لحقيقة الدين غير المحرف بناء على تجربة مر بها لا عن معايشة مع مجتمعاتنا  لذلك جاء عن بعضهم لو اطلعت على أحوال المسلمين لما اقتنعت بما أنا عليه.

إن الادعاء الكاذب بالسبق في كل شيء مع السكوت التام عما يحدث حولنا من حداثة علمية وتقنية وفلسفية واقتصادية فيها نوع من خداع النفس بالركون إلى ماضوية مجردة من معناها الدافع إلى التطور والاندماج والمشاركة في المسابقة الحضارية العالمية. 

وكما يرى كانط أن هناك مفهومًا مدرسيًّا للفلسفة ومع ذلك فهناك  مفهوم كوني أعمق  وهذا ما نحتاجه هو المفهوم الكوني في الفقه الذي يستجيب للعالمية الإسلامية لنخرج من نطاق الفتاوى الشخصية التي يستلذ بها الفقهاء ليمارسوا نوع من السلطة وجعل المُسْتَفْتِين تحت نطاق الخطأ، والاعتذار دون النهوض بهم في حالة كونية صاعدة تتحدد تحت النظرية العمرانية للحضارة البشرية لذلك تجد أحد الدعاة كما سبق  يقول وظيفتي أن أعبد الناس لله مع أننا لو تأملنا في حاله لوجدناه خارجًا عن التعبد الحقيقي كما هو عند السلف ولكنها الوظيفة السلطوية التي تجدها عند كثيرين من  سياسيين وغيرهم من أصحاب السلطة عندما يتفنون في تغييب الجماهير تحت وسائل تخديرية تمنعهم من استئناف دورهم الحقيقي في الحياة الفاعلة لذلك تجد بعضهم يستنفر جهوده في توزيع كتب الأذكار لأنه عاجز عن تصور مشروع حقيقي ينهض بالأمة المستعبدة منذ قرون في تصورات ومفاهيم تمنعها أن تعي نفسها وما حولها.

إن الاتباع الذي سيطر على فئة معينة استحوذت على تقنين المفاهيم الدينية والإنسانية للأمة، لم تفهم الاتباع إلا في تجريد الاقتداء الشكلي دون الولوج إلى روحه ولبه الذي كان عليه أولئك الرجال فقول الله تعالى ” فبهداهم اقتده” لم يقل بتصرفاتهم المجردة إنه حدده بالهدى الذي كانوا عليه فالهدى حالة معنوية أكثر منه مادية لذلك تجد في آية ” هداني ربي إلى صراط مستقيم دينًا قيما ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين” إن هذا الصراط المستقيم هو اقتضاء وإيجاب للعمل النظري والأخلاقي لذلك وصفه بأنه دينُ قِيَمٍ وقيِّم ودين فطرة خالص من التشوهات يحقق التوحيد المحض عندما تختط الأمة مسارها الحضاري المغاير والعمراني المتميز  عن غيرها من مسارات الأمم التي تحيط بها؛  لذلك يقول في آية أخرى ” على بصيرة أنا ومن اتبعني.”

عندما يكون الاستبصار أعلى شيءٍ يكون عليه الفرد وهذا يعني الاطلاع على جميع الإنتاجات الحضارية والمنتجات العلمية والأخلاقية لأكون أنا بعدها على منهج قويم حدده المنتج المتفرد والمغاير لا بناء على سطحيات أو ترديد لمقولات قديمة كانت مناسبة في عصرها وأصبحنا الآن في حاجة إلى فقهاء إصلاحيين يجددون الدماء ويتميزون بالوعي الحقيقي لذلك عليك أن تعجب من فقيه مثل ابن عثيمين عندما جهز أسامة بن لادن في المرحلة الأولى من القاعدة استنادًا إلى حديث ”  من جهز غازيًا فقد غزا”  هذا الفكر الذي كان عليه الفقهاء يؤسف عليه، وقد سبب تخبطًّا وتشوهًا كبيرًا وزاد من الانحطاط والتأخر وحال  دون الذهاب إلى عملية فقهية جادة وواعية ولك أن تعجب من الشيخ رحمه الله تعالى في حرصه للذهاب إلى لحرم في آخر حياته مع هيئة علاجية كاملة لتكون آخر لحظاته من الحياة في العلم كما جاء عن السلف مع أنه لو تبنى مشروعًا حقيقيًّا للأمة كونيًا عالميًا يخرج عن هذه المحددات الصورية لكان أجدر وأنفع للأمة؛ مع أنه كان يستطيع أن يمارس هذه الصورة السلفية في بيته دون الحاجة إلى هذه الممارسة الظاهرية ليطبع لنفسه صورة العالم الذي يتصور أنه ينشر علمه في آخر لحظه من لحظات حياته مع أن المفتين كثيرون والمسائل التي يسأل عنه هي من المسائل المقتولة والمكررة التي يجيدها مفتون كثر.

إننا نحتاج من فلاسفتنا الآن في البحث عن خصائص الفكر والعمران في صلتها بنظرية النبوة يقول أحدهم : إن كل ما نشاهده هو صورة نمطية مكررة لا تحدث نهضة فعلية،لا أكثر من ممارسات سلطوية وخنق وحجز للمجتمعات البشرية في خانات ضيقة  ؛ فالواقع أن هناك فقهاء ملوكا وفلاسفة ملوكا ومفكربن ملوكا استعبدوا المجتمعات وحرموها من الحريات التي تستحقها وضيقوا عليها سبل السعادة في ذاتية مغرقة لا تهدف إلى أكثر الانتفاع المادي والمعنوي والمكاسب الشخصية والزعامات الفردية.

وحسب روجيه جارودي ” إن المشكلة الأساسية لكل فلسفة هي مشكلة بدئها، إن كلمتنا الأخيرة في فلسفتنا مرتبطة بالأولى، من أين نبدأ ؟ أبالأشياء أم بالوعي المتكون لدينا من هذه الأشياء”.

إن المسألة الكبرى في الفلسفة إنما هي حسب تعبير بعضهم في العلاقة بين الفكر والكائن إن النظر إلى العالم هو حول علاقة الفكر / الوعي بالوجود وما هو الأسبق وقد انجر هذا من الفلسفة إلى الدين فكل متشرعن يعرض صورة فهمه للكون والحياة وتداخل وعيه مع الوجود لذلك تجد عند البعض صورة جزئية منحرفة عن السياق الكلي الذي أتت به الحنيفية المحدثة حسب إطلاق بعض الفلاسفة المعاصرين فأنت تجد عند ابن تيمية في مشروعه الكلي النظري  العلمي ويقابله مشروع ابن خلدون الكلي العملي العمراني ومن خلال اندماج هاتين الصورتين يكتمل المشروع الحضاري الإسلامي لذلك فكثير من القراءات التيمية مجتزأة ركزت على الجانب الفتاوي ومع الخلاف حول اسمية ابن تيمية والكلي عند السفسطائيين وأفلاطون ومنحى أرسطو الوسطي بين ذلك لكن كما يرى بعضهم الفرق بين الكلي الواقعي والكلي الاسمي وهو ما يعني اختلافًا جوهريا في نظرية المعرفة هو ما يعني في أحدهما التطابق بين المنطقي والوجودي بتوسط الذاتي الضامن للضرورة الكلية أما النظرية الاسمية في المعرفة فتنفي ذلك التطابق بينهما والأول يفضي إلى الاتحاد بين طبيعة المعقول النظري وطبيعة الموجود بما هو طبيعة وهذا في رأيي نوع من الحلولية والاتحاد في بين المعلوم والموجود يقابل الحلول والاتحاد بين العالم مع الخالق وكلاهما أعني هذين الاتحادين تعطيل وعامل تأخر وانهزام حضاري خطير.

وهو ما يعرف بالمطابقة وهو يجرد الإنسان من فعاليته ويدخله في ميتافزيقيا تأخرية مميتة بدلا من أن يكون فرضيات تستعمل وسائل وإجراءات وهو ما يعني خلق حالة مثالية لا وجود لها لذلك تشهد كثير من المدارس الفقهية انعزال عن الواقع لأنها ترفع من العلم الذي هو ناقص بالطبع إلى وجود متعال على الوجود فهذه المطابقة حسب تعبير بعضهم أحالت العلم الإنساني الذي من طبعه أنه اجتهادي ناقص يتميز بالتغير المستمر إلى علم مطلق أصبح مُعَيِّرًا بدلا من أن يكون مُعَيَّرًا.

فالذي ينبغي علينا أن نعطي الوجود حقه في استئناف العمل الإنساني ؛ لأن السيرورة التاريخية للبشر مستمرة وهذا ما يجعلك تفجع من قضية التأويل التي تمارسها المدارس قاطبةً عندما تستعيض عن استكشاف المعطى الوجودي بلعبة تأويل لفظيّ المعطى الرمزي من المدونات المجموعة حول المعطى الوجودي وذلك هو مصدر الجمود الميتافيزيقي في علم الطبيعة والجمود الميتاتاريخي في علم الشريعة ” انظر تجليات الفلسفة”. ومع ذلك فنحن بحاجة إلى إصلاح الفقهاء لا إلى إقصائهم فمارتن هايدجر يقول بوصفه أوروبيا ” التحول لا يمكن أن يحدث بتبني بوذية الزن أو أي تجارب حصلت في الشرق . إن تحول الفكر بحاجة إلى مساعدة الموروث الأوروبي أو مكتسبه الجديد . إن الفكر لا يتغير إلا من فكر له نفس المصدر، ونفس الهدف “

قريبًا من هايدغر، مارتن هايدغر وآخرون، ترجمة : حسونة مصباحي الطبعة الأولى : 2018 م، ص 42.

ويقول ” كل العمل الذي قمت به في دروسي خلال الثلاثين سنة الأخيرة لم يكن بالأساس سوى تفسير للفلسفة الغربية، والصعود إلى الانطلاق بالنسبة لتاريخ الفكر، والصبر الذي علينا أن نتحلى به في التفكير حول المسائل التي لم تصبح بعد قضية منذ الفلسفة الإغريقية، وكل هذا لا يعني الانسلاخ عن الموروث”.

ويقول كارل بوبر ” إن ما يجعل من المرء رجل علم ليس تملكه للمعرفة وللحقيقة التي لا تتزعزع، وإنما بحثه الدؤوب والنقاد من دون مراعاة لأحد عن الحقيقة”.

فالذي أنتهي إليه هو وحدة الديني والفلسفي وهو سبيل الخلاص كما يراها بعض الفلاسفة المعاصرين، فما أخر الأمة دون نهوضها إلا وجود تيارين تأخريين الأول : فيمن نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين، وارجعوه إلى مقولات  تراثية محضة فقدت أثرها الفاعل النهضوي والتيار الآخر : تيار تنويري ينطلق من دعاوى عقلية غير أصيلة من خلال مناهج غربية دخيلة أنكرها فلاسفة الغرب حين قيامهم بالثورة الإصلاحية الأوروبية مثل هايدجر كما سبق حين دعا إلى تحول يأتي من نفس الموروث الأوروبي؛  وهذا ما نحتاجه أن نعود إلى موروثنا ولكن بنظرة أخرى فاحصة ومتأملة ومستطلعة ومجددة ومتجددة.
__________
*خالد الغيلاني.

جديدنا