دور النُّخب؛ قراءة في العلاقات المعقَّدة بين المدنيِّين والعسكريِّين (السودان)

الصادق الفقيه

يهدف هذا البحث إلى تحليل العلاقات المؤسَّسيَّة القائمة بين القوَّات المسلَّحة/العسكريِّين والمدنيِّين، بقيادة النخب السياسيَّة، في إطار عمليَّة توحيد بحثهم عن السلطة. فقد شهدنا، في تاريخ السودان الحديث، العديد من محاولات تصوير/خيانة هذه العلاقة بين هؤلاء الشركاء غير المخلصين، كما يصفهم بعض المحلِّلين السياسيين، الذين يزعم كل منهم أنَّه يعمل على تعميق الديمقراطيَّة في البلاد. وهذا هو السبب في أنَّ جميع فترات التحوُّل الديمقراطي، بأطوال أزمانها المختلفة في كل مرَّة، تمثِّل حالة رهانيَّة عندما كانت العلاقات بين القوى المدنيَّة والعسكريَّة على المحك. خلال تلك الأوقات، اعتقدت بعض القوى المدنيَّة أنَّه كان من الضروري تفكيك الهياكل العسكريَّة المعقَّدة، التي كانت تسيطر على ما يبدو على السلطة، في حين يتآمر آخرون على الاستيلاء على السلطة باستخدام القوَّة العسكريَّة ذاتها. لذلك، كلَّما حاول المدنيُّون استعادة السيطرة على الدولة وضمان توحيد القوى الديمقراطيَّة، أصرَّ الجيش دائماً على الاحتفاظ بنصيب من السلطة بأيديهم.