العقلية العربيَّة في مرآة الفكر النقدي

image_pdf

 

“شطر الذرة وتجزئتها أسهل من اقتلاع حكم مسبق في عقل الإنسان”/ إلبرت أنشتاين  

 

مقدمة:

لم يتأصل مفهوم العقلية بمضمونه الأنثروبولوجي في الفكر العربي كمدخل منهجي لتحليل الواقع العربي بما ينطوي عليه من إشكاليات وتحديات. فالمفكرون العرب يعتمدون مفاهيم متعددة في تحليل هذا الواقع ودراسته بمختلف تجلياته ومضامينه. وغالبا ما يستخدم مفهوم الثقافة الذي يعاني من طابع العمومية والشمول في تحليل الذهنية العربية. ومن ينظر من هذه الزاوية سيجد بأن المفكرين العرب قد تناولوا العقلية العربية بالدراسة والتحليل وأفاضوا في دراستها وتفكيكها وفقا لمفهوم الثقافة، بمعناها المحدد أي طريقة تفكير الإنسان العربي وموقفه من الوجود بما يتضمنه هذا الوجود من أبعاد وتنوعات وحدود. مما لا شك فيه أن مفهوم الثقافة الموظف في تحليل الذهنية العربية يتسم بالشمول والاتساع. وهذا يفقده كثيرا من فعاليته المنهجية في تحليل الواقع والكشف عن دينامياته المعقدة.

يكاد يقتصر” مفهوم الثقافة في الدراسات العربية غير المتخصصة على الفكر الإبداعي بصورته الأدبية والفكرية، وغالبا ما يتم استبعاد المكونات الأنتروبولوجية للثقافة، وينجم هذا عن غياب لعلم الإناسة (الأنثروبولوجيا) الذي أعطى لمفهوم الثقافة أهم مضامينه الاجتماعية”([1]). فالثقافة – بعيدا عن سياقها الأدبي والإبداعي وفي عمقها الأنثروبولوجي – ظاهرة اجتماعية نفسية تحتل مكانها في عقول الأفراد وتظهر على شكل سلوك في تصرفاتهم اليومية ([2]). والسلوك الإنساني عبارة عن ترجمة عملية للتصورات الذهنية المنبثقة عن ثقافة ما ([3]). وهذا يعني أن الفرد في أي مجتمع مغمور بتراث ثقافي يتجاوزه، وهو التراث الثقافي للحضارة التي ينتمي إليها. وهو من خلال هذا التراث يدرك العالم ويحكم عليه، غير أن هذا التراث عندما يتجمد ولا يتجدد يسير نحو الضمور فالزوال، ويحول بالتالي بين الفرد وبين كامل إدراكه لذاته وغيره، ومن هنا كانت هناك صلة دائرية بين تجدد المجتمع وتجدد الفرد فكل منهما يجدد الآخر ([4]).

وإننا وقبل الخوض في توصيف الثقافة العربية بوصفها الحاضن الطبيعي للعقلية انطلاقا من منهجنا في النظر إلى العقلية بوصفها تشبعات ثقافية، فإننا نعلن بأن هذا التوصيف لا يأتي من اعتبارات جلد الذات أو الهجوم على الثقافة العربية، فتوصيفنا للثقافة العربية بأنها ثقافة تقليدية متخلفة يرتكز إلى دراسات نقدية مبثوثة بكثافة هائلة في مختلف الدراسات والأبحاث والكتب والمؤلفات الضخمة في مجال العلوم الإنسانية.

لقد تناول المفكرون العرب العقلية العربية في ضوء مفاهيم متعددة مثل: العقل العربي، الشخصية العربية، والهوية العربية الإسلامية، والثقافة العربية، والتراث العربي الإسلامي. وقلما استخدم مفهوم العقلية Mentality بصيغته الأنتروبولوجية التي نجدها في الأعمال الفكرية الغربية وهي صيغة تتسم بالوضوح والعمق المعرفي كما بينا في حدود هذا المفهوم وتاريخه. وهذا يعني بالمقابل أن مفاهيم الهوية والشخصية والثقافة تشكل مفاهيم متموجة وغامضة، وهي بالتالي أقل قدرة على تحديد الروح الثقافية للشعب أو للأمة أو للأفراد.

وهنا يجب علينا، عندما نريد أن نحدد موقف الباحثين العرب من العقلية العربية، أن نأخذ بعين الاعتبار التنوع في المفاهيم الموظفة في تحديد هذه العقلية. كما يتوجب علينا أن نميز بين هذه المفاهيم وفقا للصيغة التي تطرح بها ولاسيما التمييز بين المفاهيم التي تريد توصيف الفكر الإبداعي وبين هذه التي تحاول وصف الواقع الثقافي بصيغته الأنتروبولوجية بمعنى العقلية (الروح الداخلية للثقافة بما تنطوي عليه من محركات نفسية وعقلية وتصورات وقيم متكاملة في نسق واحد ).

تشكل الثقافة كمـا يعتقد اليكس ميكشيلي Alex Mucchielli الإطـار العام للمبادئ القيمية عند أفراد المجـتمع. وتشـير الذهنية أو العقلية باللغـة الدارجة إلى حالة نفسية داخلية وإلى طريقة للنظر إلى الأشياء ترتبط عفوياً مع آداب سلوكية قابلة للملاحظة. وهذا يعني أن العقلية تنطوي في ذاتها على رؤيـة خاصـة للعالم وعلى طريقة للتعـامل مـع الأشياء، وبالتالي فإن العقلية تتدخل على نحو دائم كشـبكة رمزيـة لتحـليل العالم، وكنظام من المعلومات التي تؤدي دوراً تفسيرياً ([5]).

وإذا كانت الثقافة في صيغتها الأنتروبولوجية العامة تشتمل على منظومة من العقـائد والمعايير والقيم والتصورات المشتركة والعادات والأخـلاق، فإن العقلية تشكل شبكة إدراكية أو بنية من التصورات والتفسيرات الخاصة بـإدراك العـالم والتي تحتوي بين جنباتها على معايير ونماذج ورموز ثقافية قيمية. وضمن هذا التساوق المنطقي نقول: إذا كانت الثقافة تأخذ صورة الإطار العام للمنظومة القيمية السـائدة فـي المجـتمع، فإن العقلية تشكل مضمون الثقافة ومحتواها. وفي هذا السـياق يمكـن إيراد تعريف فارب الذي ينطلق من هذه الزاوية في تعريفه للثقافة أي أنه يطابق بين مفهومي الثقافة والعقلية حين يقول بأن الثقافة هي «المخطط الأساسي الذي يضعه المجتمع للسلوك الإنساني وهذه الثقافة هي التي توضح ما يجب عمله وما يحسن عمله وما يمكن عمله وما يجـب ألا يعمـل[6]. وباختصار تقوم العلاقة بين مفهومي الثقافـة والعقلية عـلى أساس العلاقة بين الشكل والمحتوى. ويعني ذلك أننا نتحدث عن الإطار العام عندما نتحدث عن الثقافة بينما نتحدث عـن المضمون والخاص عندما نتحدث عن العقلية. وإذا كنا نورد هذه الملاحظة فذلك من أجل تحقيق التواصل بين المفهومين نظراً لشيوع اسـتخدام المفهـومين لدلالة واحدة فـي الكتابات العربية المعاصرة.

سمات العقلية العربية:

أغلب الدراسات والأبحاث العربية الجارية تصف العقلية العربية بأنها عقلية تقليدية نسجت على منوال التصورات الخرافية والسلفية والسحرية، التي تمانع كل مشاريع النهضة والتنوير والتقدم. وتؤكد هذه الدراسات من جهة أخرى أن الثقافة العربية التقليدية تشكل حاضنا للعقلية التقليدية ولمختلف القيم والمؤشرات التي تحرم الإنسان من مقومات الإبداع والتجديد والانطلاق. فهي تغذي قيم الخضوع للأمر الواقع، والقدرية، والقبول بما هو قائم، وتجرد الفرد من روح المبادرة، وتلغي لديه الشعور بالمسؤولية، وتضفي الطابع القدسي على أغلب جوانب الحياة بأسرها.

وفي معرض المقارنة بين العقلية الأوروبية والعقلية العربية يمكن القول بأن الأوروبيين قد تجاوزوا نطاق التفكير التقليدي وأصبحوا يتطلعون إلى عقل يتجاوز حدود الماضي والحاضر، عقل يمتلك زمام نفسه وينطلق إلى أبعد مسارات المستقبل، أما عندنا فلا زال العقل يعمل جاهدا من أجل اكتشاف ذاته وتحقيق أبسط مطالبه ([7]).

فالعقلية العربية كما يقول أدونيس ” عقلية تقليدية تقوم على أسس وجدانية قوامها التفسير الميتافيزيائي للكون والتاريخ والوجود الإنساني” ([8]). ويصفها العفيف الأخضر بأنها ثقافة مغمورة في لجة التقاليد، حيث يقطع التقليد الطريق على التجديد، والقدامة تحارب الحداثة” ويتجلى غياب الحداثة وحضور السمات التقليدية في المظاهر التالية:

– غياب الفصل بين الدين والدولة على مبدأ الدين لله والوطن للجميع.

– غياب المواطن الحديث الذي ينتمي إلى الوطن لا إلى طائفة أو قبيلة.

– غياب الفردية التي شكلت الأساس الذي قامت عليه عمارة الحداثة.

– غياب حقوق الإنسان والديمقراطية مفهوما وممارسة في الوطن العربي ([9]).

وترجع هذه الصورة السلبية التي تعانيها الثقافة العربية إلى حالة تاريخية وعوامل حضارية:” فالثقافة العربية محملة بما تركته عصور الانحطاط الطويلة من مفاهيم متخلفة ومن مقومات نفسية واجتماعية تحول دون التقدم. من مثل التواكل والتفسير السحري للأشياء وسيطرة الشكل والمظهر على المضمون والجوهر في شتى جوانب السلوك، وتعطيل دور المرأة وسيادة التسلط والقسر، والأحجام عن المهنة والمعرفة، وغير ذلك من أنماط السلوك الزائفة التي تسود وتهيمن في المجتمعات المتخلفة بعامة ([10]).

وعلى هذا الأساس ينبري معظم الباحثين العرب، لوصفها بأنها ثقافة ماضوية تعتمد مبدأ قياس الشاهد على الغائب، وأنها بالتالي ثقافة أسطورية تنطلق من أفكار إعجازية، تتجاوز حدود المنطق وواقع الحياة وتعلو إلى مستوى الخرافة والأسطورة وغير ذلك من المفاهيم.

فأسس التفكير العربي وفقا لهذه التصورات تقوم على الحدس والعاطفة والوجدان والتذوق والخيال، وهي في جوهرها ثقافة خارج سياق التاريخ ولا يمكن الانطلاق منها تحو تكوين إطار حضاري مستقبلي، كما لا يمكن تحليل واقعنا وتصور مستقبله بناء على هذه الأسس المذكورة. والثقافة العربية في النهاية قائمة في وسط عالم الغيب الذي يفلت من التحليل العقلي ([11]).

في نسق المحاولات الجارية لتوصيف الوعي العربي يميز الباحثون بين نوعين من الوعي: وعي التخلف وتخلف الوعي. ” فوعي التخلف يصدر عن بنية فكرية اجتماعية اقتصادية متخلفة. أما الوعي المتخلف فهو الوعي الذي يوجد في كل العينات المتقدمة والمتخلفة على السواء فقد نجد في السويد واليابان وعياً متخلفا يظهر على شكل الجمعيات العنصرية وعصابات السطو وتصريف المخدرات. أما وعي التخلف فهو وعي قائم بذاته يحمل علامات المجتمع الذي أفرزه ثم يطبع هذا المجتمع بطابعه لأنه وعي بطابعه لأنه وعي بنيوي يتخلل كل البنى في المجتمع”([12]). ومن المؤسف أن يكون وعي التخلف هو الوعي السائد في بلادنا، وأنه لا يمكن للإنسان العربي أن يخرج من دائرة هذا الوعي المتخلف إلا إذا استطاع أن يخرج من دائرة هذا الواقع المتخلف ([13]).

وتتجلى الأزمة المعاصرة للثقافة العربية في تكريسها للقيم المطلقة إذ ” اكتسبت مجموعة من المفاهيم والتصورات والقيم صفة الثبات المطلق، وفقدت بالتالي الصلة مع الواقع والمحيط المتغير، فأصبح الإدراك الذي تنقله، وبالتالي الأحكام الصادرة عنه إدراكات وأحكاماً مرتبكة أو مشوشة على الأقل، وهذا ما نتبّينه من خلال التعامل العربي المعاصر مع أحداث هذا العالم وتحولاته ([14]). وهذا يعني أن هذه الثقافة قد فقدت وظيفتها الأساسية في تقديم الواقع على نحو موضوعي يمكّن الإنسان من تجاوزه وتطويره.

وفي هذا الأفق، يمكن القول بأن العقلية العربية عقلية تقليدية، لأنها تغيّب إرادة الإنسان وعقله وحضوره في التاريخ، فالإنسان كيان منفعل سلبي تحدد مصيره بصورة غائية ومساره الوجودي لا يتعدى أوجه الخضوع المطلق لنواميس الوجود الطبيعي. وتغيب في هذه العقلية أيضا الخاصة الفردية مقابل الروح الجمعية، وعلى هذا الأساس يأخذ مجتمعنا العربي صورته التقليدية، ” فالفرد لا وجود له خارج دائرة الجماعة أو بعيدا عن توجهاتها. وعلى هذا النحو يكون الإنسان الفرد الحر المستقل ظاهرة استثنائية وشاذة، وهو إن وجد وأبدى استقلاله عبر نزعة الفرد النقدية فإنه يصبح في عداد المنبوذين والمرتدين والكفرة محكوما عليه بالجحيم” ([15]).

” إن نظرة موضوعية لا غائية إلى عاداتنا الاجتماعية، وسلوكنا العقلي ومناهجنا التربوية والأخلاقية إلى مشاعرنا وعواطفنا، ما ندفنه منها في دخيلتنا وما نظهره منها في واقعنا تؤدي بنا إلى نتيجة منطقية تقول: “إن الوجدان الزراعي والرعوي والعشائري، ما زال هو المسيطر على بنياننا النفسي، بالرغم من بعض المظاهر المرتبطة تاريخيا بحركة العلم والتصنيع” ([16]). وضمن هذه الصورة تتجلى العقلية العربية بوصفها عقلية سلفية تقليدية” لأن الموروث يكتسب هالة المقدس، ويحظى بجاذبية وسلطة واضحتين وتعلو قيمة المسايرة، وتبدو المغامرة الفكرية خروجاً عن المألوف. ومن ثم يكون للسلف كل هذا الضغط الفكري علينا، فنميل إلى الدوران فيما قالوه وأعادوه ألف ألف مرة” ([17]).

فالثقافة العربية تقليدية، كما نرى وكما يؤكد معظم المفكرين، والمجتمع العربي تقليدي لأنه يصارع بيئته بطرق بدائية بسيطة، فلا يقوى على استقلال هذه البيئة استقلالا فعالا كما يجب، وبالتالي فإن العلاقات الاجتماعية في المجتمع التقليدي، لا تساعد على التحكم بالبيئة الطبيعية، كما أنها لا تنجح الدقة في المعاملة. ومن هذا المنطلق يؤكد الباحثون العرب على تقليدية العقلية العربية وذلك لأن الإنسان العربي تقليدي يخضع للطبيعة ولا يعشق التغيير، بل يخشاه، إنه يؤمن بالسحر والغيبيات، ويرغب في الابتعاد عن السلطة وعن مراكز المسؤولية، إنه متواكل إلى درجة التخاذل ولا يبحث في المستقبل ويعيش بالماضي وينعزل به. وهو على خلاف الإنسان في المجتمعات المتطورة نشيط يحب العمل وتحمل المسؤولية، ويخطط للمستقبل ويعتقد بإمكانية التحكم فيه، يؤمن بالتغيير ويعشق المغامرة ([18]).

وتأسيسا على ما تقدم، نرى كما يرى كثيرون أن الثقافة العربية بمستوييها البرجوازي والشعبي، ثقافة مشبعة بمعطيات التفكير الخرافي والأسطوري، ” وهي تميل إلى الإعجاز أكثر من ميلها إلى العلم، (…) والبرجوازية العربية تشيع هذا النمط الخرافي من التفكير وتساعد على بثه بهدف إضعاف الفكر العلمي لدى الطبقات الشعبية، فيسهل تخويرها والسيطرة عليها” ([19]). لقد سقط العقل العربي في مستنقع الجمود والتصلب والتراجع وذلك تحت تأثير عوامل شتى أهمها: وقوع المجتمع العربي في مأساة السيطرة الاستعمارية التي استمرت ستمائة عام، ومن ثم غياب الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان وهيمنة العقول الجامدة والمتحجرة. ومن أهم عوامل تحجر العقل العربي والثقافة العربية يمكن الإشارة إلى هيمنة التقاليد العمياء وسطوة الجبروت السياسي والطغيان العسكري بمختلف أشكاله وتجلياته.

يقول أحد المفكرين العرب في مقالة له حول معاناة العقل العربي “نحن لا نعاني من طريقة بعينها يسلكها العقل العربي.. ولكننا نعاني من لا عقلانية هذا العقل … هذه اللاعقلانية تمتد من المدرسة إلى الجامعة. فالحفظ والاستظهار والتكرار هو الأسلوب الذي يسود ويهيمن في مؤسساتنا التعليمية والتربوية حتى أن الجامعات العربية استنسخت من كثير من أبنائها أساتذة بعيدين عن الأسلوب العلمي في التفكير وعن الالتزام بالمنطق ومشاكل الوطن وكذلك بعيدين عن شجاعة الممارسة لحياتهم كأساتذة ([20]).

وفي صميم هذه الرؤية يمكن القول بأن” التأخر والجمود ناجمان عن وجود هذه السلطات اللاعقلية أي التي تفرض التسليم لمبادئ وقيم وأفكار وسلوكات مفروضة وغير مبررة، والتي تمنع العقل من القيام بوظيفته (…) ومن هنا كان مفهوم الحرية من المفاهيم الأساسية والضرورية لمفهوم العقل والعقلانية”([21]).

“فالفرد العربي، في تركيبه النفسي وسلوكه الاجتماعي الذي يصدر عن هذا التركيب، يبدو فريسة اتجاهين متناقضين. فهو، من جهة، مدفوع بنزعة فردية عمياء تجعله يخرج عن المجتمع ويناقضه. وهو من جهة أخرى مدفوع بنزعة جماعية تجعله عاجزا عن العيش دون الالتصاق بالجماعة والاعتماد الكلي عليها. والواقع أن كلا من هاتين النزعتين المتناقضتين تعبر عن بنيان واحد متماسك من العادات والتقاليد ([22]).” إن الفرد في المجتمع العربي ينخرط في الحياة الاجتماعية لتأمين مصالحه الخاصة والمحافظة على سلامته. فالقول العربي المأثور: “امش الحيط الحيط وقول يا رب السترة” يدعو إلى إتباع سلوك الحذر والاستغناء عن روح المغامرة ([23]). إن الفرد يواجه الحياة بصورة دفاعية ويتحمل آلامها بهدوء وكبت داخلي: إن المجتمع يقضي بأن تحل روح الخضوع محل روح الإقحام وروح المكر محل روح الشجاعة، وروح التراجع محل روح المبادرة. وتبعا لذلك فإن القوي المسيطر لا يواجه مواجهة مباشرة، بل يستعان عليه، كما في القول السائد المعروف” اليد اللي ما فيك تعضها بوسها وادعي عليها بالكسر”([24]).

ويبنى على ما تقدم أن العقلية العربية السائدة ” تناهض إيقاع العصر وحركته، لأنه ذهنية تقليدية لم تواكب الحداثة الحقيقية التي شهدها العصر، وذلك لأن البنية الداخلية للعائلة أو للمجتمع أو للدولة في النظام البطرياركي الحديث لا تزال تقوم على علاقات القرابة والعشيرة والفئة الدينية الإثنية”([25]).

وما زالت العقلية العربية تعيش عهدا خرافيا نشطا، والكارثة وأن هذا الطابع الخرافي يجد حضوره وصداه بين صفوة المفكرين ونخبة المجتمع. ” فالعقلية الخرافية (والمقصود بها العقلية التي تؤمن بالعديد من الخرافات وتجعلها مصدرا لاتخاذ القرار ومواجهة الحياة) لا تقتصر فقط على البسطاء من الناس، بل هي في الأعماق تغطي قطاعا واسعا من المجتمع بما في ذلك القادة والوزراء وأساتذة الجامعات وكبار الموظفين بالإضافة إلى شرائح الدنيا من الهرم الاجتماعي”. ([26]). وتأثير الخرافة على تسيير الحياة العامة لا يعتمد على نوع الخرافات وحجمها وعددها، بل إن خطورتها تكمن في أنها تمثل منهجا لمواجهة الحياة واتخاذ القرار الوجودي، وبالتالي فإن دورها قد يمتد ليصبح معطلا للعقل وسيرورته، الأمر الذي يؤدي إلى انحسار الإمكانيات العلمية والعقلية للإنسان.

وبقدر ما يكون للخرافة امتداد في أعماق العقلية العربية يلاحظ اغتراب العلم وضعف ركائزه وهشاشة موقفه” فالعلم لا يشكل بالنسبة للعقل العربي أكثر من قشرة خارجية رقيقة معرضة للسقوط وقابلة له عند كل هزة أو أزمة “([27]). وهو ظاهرة إنسانية وهو موضوع وحصيلة الذهن البشري لتفسير الوجود.” لقد أصبح العلم في ممارسة الكثيرين له لا يعدو أن يكون معطفا أو قميصا يلبس حين قراءة كتاب أو إلقاء محاضرة أو دخول مختبر، ويخلع في كل الأوقات، والجماهير تقبل ما يقال لها باسم العلم لأنها تجهل مضامينه وإذا عرفته تعرفه على شكل معلومات وليس على شكل سيرورة وتجربة واختبارات ومعلومات وتجرد وبحث وأدلة و خبرة و ممارسة حرية الانطلاق “([28]). لقد شهدت المنطقة العربية” على مدى السنوات والعقود الماضية ظهور عدد من المفكرين والمنظرين المتفلسفين يحملون الألقاب العلمية العالية ويشغلون المناصب القيادية المنهجية وهم على أهبة الاستعداد لإلباس كل خرافة سياسية أو فكرية أو اجتماعية أو حتى اقتصادية ثوبا علميا أو فلسفيا هزيلا مستغلين عواطف الجماهير وعجزها وخيبة أملها ([29]).

ويقتضي الموقف العلمي في هذا السياق أن يشار إلى الدراسة الهامة لنزار إبراهيم بعنوان: البنى الاعتقادية في الذهنية الشبابية العربية المثقفة” حيث تناول الباحث عينة واسعة من الشباب العربي. وقد تم اختيار هذه العينة بطريقة عشوائية ومن أكثر من وسط اجتماعي: جامعي، وظيفي، مهني. وهدفت هذه الدراسة إلى تقصي مضامين واتجاهات العقلية السائدة عند الشباب. وقد بينت الدراسة أولوية الانتماء الضيق عند الشباب العربي حيث أخذت الانتماءات إلى العائلة والقبيلة أهمية أولوية على الانتماء الوطني أو القومي ([30]).” وقد خرجت هذه الدراسة بنتائج من أهمها” أن العقل القدري، الإيماني الغيبي الاستسلامي مازال له حضور كبير في العقل الشبابي. ومن الجدير القول إن كلاً من العقليتين القدرية الغيبية الاستسلامية والعدمية البرجوازية يشكلان المواقع القوية الآن في مجتمعنا العربي في وجه تقدم الفكر العقلاني العلمي ([31]). ويبين الباحث في هذه الدراسة: إن لكل من تلك العقليتين، الغيبية والقدرية، والعدمية البرجوازية ثوابت اجتماعية مازالت قوية جداً في التشكيل الاجتماعي للمجتمعات العربية، من إقطاع، وكبار ملاك الأراضي، وفلاحين أغنياء، وبرجوازيات طفيلية كومبرادورية، وبرجوازيات بيروقراطية، ومن خلال القوة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لهذه الطبقات والفئات الاجتماعية التي تعمل بكل قواها من خلال الإمكانيات المتاحة لها لإعاقة حركة تقدم الفكر العقلاني العلمي ([32]).

وتجدر الإشارة هنا إلى دراسة شاكر الأنباري:” تأملات في الذهنية العربية” التي يبين فيها بأن الشعوب العربية تعيش اليوم حالتين ذهنيتين هما” الذهنية الخرافية والذهنية العلمية، كل منهما تنحدر من ظروف اجتماعية وتاريخية معروفة، وتؤثران بعضهما في البعض الآخر، بهذا الشكل أو ذاك، ولا يمكن الفصل بينهما، تتعايشان عند الإنسان الواحد حتى يصعب إيجاد حدود فاصلة بينهما، تتداخلان، تتمازجان، تصطرعان في فوضى عارمة. تلغي إحداهما الأخرى في لحظة من اللحظات، وفي موقف من المواقف الذهنية الخرافية كما هو معروف فساد العقل واحتلاله، حين لا يرد العقل الأسباب إلى مسبباتها ولا يملك حاسة التحليل والبحث والمنطق حين يواجه الإنسان ما يحيطه من ظروف بأفكار مسبقة، ومنظومات فكرية تكاملت خلال أزمنة ماضية لا علاقة لها بمجرى الأحداث، والخرافة مرتبطة أيضا بالجهل الذي هو ضد العلم. المجتمع العربي الذي تشيع فيه الأمية بنسبة كبيرة، وهو في جانب واسع منه، مجتمع لم يصل إلى درجة العقل في النظر إلى الظواهر ([33]).

وفي نسق الموقف من إشكالية الحداثة والتقليد يعقد نصر حامد أبو زيد في دائرة هذا الدوّار الزمني مقارنات عديدة بين نمطين ثقافيين: يتمثل الأول في مجتمعات الإنتاج الثقافي والفكري ومثاله المجتمعات الغربية، ويتمثل الثاني في مجتمعات الاستهلاك التي تعيش بصورة طفيلية على حساب الحضارة ومثاله مجتمعاتنا العربية. ويوضح في هذا السياق أن الإنتاج في الثقافة العربية يميل إلى أن يكون إعادة إنتاج للمنتج الأوروبي أو للمنتج التراثي. وباختصار فالإنتاج في العالم العربي- المادي والفكري- هو إنتاج في دائرة الاستهلاك بشكل عام وليس إنتاجا في دائرة الإبداع ([34]). وفي مواجهة هذا التحدي والجمود الذي يواجه المجتمعات العربية يرى أبو زيد أن بناء الروح الإبداعية المنتجة يعد شرطا تاريخيا للحركة والانتقال إلى عالم العطاء والإبداع، وهذا مرهون بقدرتنا على بناء الثقافة الإنتاجية على خلاف الثقافة الاستهلاكية التي تخدر الإنسان بالكسل اللذيذ والمتعة العاجلة وتقتل فيه روح التساؤل والتفكير والمعاناة وتحوله إلى عنصر سلبي يتلقى عطاء الغير دون عطاء منهم لهم ([35]).

العقل الأبوي:

لقد استخدم المفكرون العرب مفهوم العقل الأبوي البطرياركي لتحديد سمات وخصائص العقلية السائدة. ومن هذه الزاوية يرى بعضهم أن العقل الأبوي البطرياركي ما يزال” يتحكم بالكثير من حلقات ودوائر المجتمع العربي. فالعلاقات البطرياركية تمارس نفوذا واسعا وتضرب جذورها في العائلة العربية حيث يبدأ هناك تشكل هذا العقل. فالأسرة لا توافق على الحق المتكافئ لكل أعضائها في التعبير عن الذات فتغيب المشاركة في صياغة واتخاذ القرار ويسود منطق التلقي والتنفيذ لدى الأجيال الجديدة، ويتأسس موقف حيال المرأة ودورها يؤدي – فيما يؤدي إليه – إلى تهميشها وقمعها وحرمانها من أبسط حقوق المساواة.

والعقل البطرياركي لا يقف عند حدود الأسرة بل ينتقل إلى المدرسة والجامعة فيرفض حق الاختلاف والمعارضة ويمنع من التعبير عن وفي حال تشكله لا يمنع لا يظهر عبر التمرد والتآمر، وهو شكل يواجه على الأغلب بالقمع بأشكال مختلفة، أو عبر التوسط والتوسل … وما ينتج عن ذلك من فقدان للشخصية الفاعلة والعقلية المبدعة، الأمر الذي يوفر التربة الخصبة لنشوء حكم استبدادي سلطوي وظهور زعماء أفراد، طغاة يتمتعون بسلطات شخصية هائلة يرفضون التخلي عنها مهما كانت الأسباب، بل يعمدون إلى تغذية وتنمية الانتماءات الدينية والمذهبية والقبلية على حساب الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية المدنية([36]).

يصف شوقي جلال أزمة العقلية العربية وعطالتها بقوله:” نحن أسرى الهرمسية أو الغنوصية أو الباطنية التي أقالت عقل الإنسان عن أداء أي دور إيجابي، وعطلت فعاليته الدنيوية، وصرفت جهده ومخاضه إلى المطلق وحصرته في النظر الغيبي المجرد، فتعطل الفعل الاجتماعي الإرادي، وعاش الإنسان العربي قرونا في ظل هذا المحيط العقلي مما ثبّت نسبيا أركان هذه البنية الذهنية في معالجتها للواقع والتعامل معه. وهذه البنية لا تعتمد العقل منطلقا للفعل إذ أقالته، وقطعت كل أواصر التعامل الجلي بين العقل والفعل، بل أسقطت قدرة الإنسان على الفعل والمعرفة وحلقت به بعيدا في فراع من النظر المجرد المبتسر. ودعم هذا التوجه في ظل الانحسار الحضاري الممتد، غياب العمل أو تعطل الفعل الاجتماعي”([37]).

وفي الدائرة العربية الإسلامية” وبفعل الاضطراب المنهجي والفوضى المفهومية التي حدثت من جراء الصراعات الفكرية الوافدة، وعمليات الاستغراب الثقافية والحضارية التي حدثت على المستوى النظري والعملي، تشكلت بنية فكرية ومجتمعية مشوهة، وتظهر هذه البنية المشوهة واضحة في العقلية وطرق التفكير. حيث يعيش المرء الانفصام بين ما يظهره من أفكار وتصورات، وبين ما يبطنه ويحتفظ به لنفسه. (…) وأمام هذا الواقع المشوه والمزدوج تأتي أهمية وضرورة توفر العقلية القادرة على تنقية منظورنا المعرفي والفكري من أجزائه الأسطورية واللاعلمية، والتي لا تنسجم حين التدقيق فيها، مقاصد المنظور المعرفي والفكري فيه نفسه” ([38]).

لقد بينت أكثر الدراسات الثقافية في العالم العربي أن الثقافة العربية تتسم بالسمات التقليدية، لأنها ثقافة مشبعة بمعطيات التفكير الخرافي والانفعالي والحسي ([39]). تلك هي صورة الثقافة العربية بتناقضاتها اللامحدودة، وتلك هي سماتها التي حددها الكتاب العرب من مختلف المشارب والأصول الثقافية والاجتماعية. فالثقافة العربية تعاني من التمزق وهي” لم تلتئم في شخصية واحدة فنحن لدينا أفراد منعتقون ولكن لا أظن أن لدينا روحا ثقافية موحدة حتى نستطيع أن نحكم عليها ([40]).

وفي النهاية يمكن القول بأن الحداثة والنهضة لا يمكنها أن تتم إلا من خلال العمل على بناء روح التجديد وعقل الحضارة. إذ لا بد لكل نهضة حقّة من ثورة إبيستيمولوجية في العقل، وفي مضامين الذهنية العربية التي يمكنها أن تحرر العقل العربي من قهر الجمود والكسل والتبعية، وهذا مرهون أبدا بالتحرر من الموروث اللاعقلي الذي يضج في جوانب ثقافتنا العربية. وفي حضارتنا وحضارة الآخر دروس تاريخية يمكنها أن تضيء الطريق إلى النهضة والحضارة، فما كان ممكنا للحداثة الغريبة أن تحقق ما ينعم به الغرب من حضارة لولا هذا الترابط الحضاري والشامل بين الثورة الصناعية والثورة الثقافية، التي تجلت في التخلص من الموروث الثقافي وقيود الماضي. والتي استطاعت أن تفتح الباب أمام الإبداع والتغيير. ولم يكن ذلك ممكنا كما يقول أحد الكتاب العرب:” لولا الإيمان بقدرة العقل البشري على فك رموز الطبيعة والإنسان والإقرار بنسبية الحقيقة، وبحق الاختلاف، والاعتقاد، والتعدد الفكري”.

وفي النهاية يمكن القول بأن العقلية العربية بوضعيتها الحالية تقف حائلا دون أي تقدم حضاري وأية حداثة فكرية أو ثقافية. وهذا يعني أنه يجب على المفكرين والباحثين والمنورين البحث في سبل وكيفيات تطوير هذه العقلية نحو آفاق حداثتها ونهضتها.

خاتمة:

تنشأ عقلية الإنسان العربي وتنمو في مستنقع من الأوهام التي تحاصر ثقافته وتعزله حضاريا عن الحياة المفعمة بالعقلانية والموضوعية، ومثل هذه الأوهام الثقافية لا تسمح له بمواكبة العصر، أو دخول عصر العولمة من أوسع أبوابه!…وعلى هذا النحو ” تسقطُ تحديات الحضارة والأنسنة على رأسه كجلمود صخرٍ حطّ من «خارج النص»، وهو إذ ذاك يراها عبئا ثقيلاً مرعباً آتياً من زمنٍ مستقبليٍّ بعيد! لا يمتلك العقلية العلمية القادرة على مواجهتها أو حتى استيعابها ” [41]. وعلى الأثر ” تزداد حيرته وعزلته وغيبوبته وشعوره بالضياع والعجز والفشل والاندحار! وذلك على نحو “يبدو العالَمُ في عينيهِ أدغالاً مثخنةً بالمخاطر والوحوش. ولذا فإنه يهرب منه، بقلقٍ بسيكولوجيٍّ طبيعي، نحو كهفِ هويّةٍ غامضةِ الملامح، تنتمي لقرون ذهبيّةٍ سحيقة ” [42].

ولا يبق أمام الفرد في ظل هذه الجائحة الثقافية المتمركزة في مستنقع الأوهام ألا الاستسلام لضغوط العقل الجمعي وإكراهاته ومثل هذا الاستسلام لا يأتي إلا بنتيجة واحدة تتمثل في إلغاءٌ الوجود الفردي وطمس الهوية الإنسانية وقتل المواهب والطاقات والقدرات، وعزل الإنسان العربي في حصون الوهم والقهر والتخلف.

ومع الأسف لقد تحولت العقلية العربية إلى مستنقع من الرواسب الأسطورية وتحولت إلى طبقة مكثفة من بقايا السحر وتدفق الأوهام والأساطير وازدهار الشعوذات والهلوسات المضادة للمنطق والعقل والعقلانية. وباختصار شديد العقلية العربية في هذه الدائرة تتسم بأغلب السمات التقليدية التي تعرف بها العقليات التقليدية. وهي ليست في حال من الأحوال عقلية حداثية متطورة في المستويات العقلانية لأنها محكومة بأنساق خرافية وأسطورية واستسلامية قدرية تغيب فيها الفردانية وتنحدر فيها الجرعات العقلية والديمقراطية التي تشهد طفحها في العقلية النقدية الغربية. ولكي نبقي على بارقة أمل نقول مع إيمانويل كانط ” لكي تغيروا المجتمع يجب أن تغيروا العقليات السائدة فيه عن طريق التعليم والتثقيف والتهذيب ” فهل هذا ممكن يا كانط العزيز في مجتمعاتنا التي أصبح فيه العقل مجرد صورة هلامية تتبدد مع هفيف النسمات؟ هل يمكن ذلك بعد أن أصبحنا اكثر أهل الأرض عداوة للعقل وأعداء للعقلانية؟ هل يمكن ذلك يا كانط في زمن ازدهرت فيه لتفاهة وعلت مقامات السفاهة كالجبال الراسخة في الوجود؟ يا سيد العارفين هل ينجح تغيير العقلية تنويريا في مجتمع تتجذر فيه أكثر مفاهيم اغتراب الوعي خبثا وأكثرها خطورة يصفه جون هولت بقوله ” إن قلة من العبيد تفكر في الحرية. أما جمهرتهم فكل يباهي بأن سيده هو الأفضل والأقوى والأغنى ” ([43]).

مراجع المقالة:

[1] -المختار بنعبدلاوي، الثقافة العربية ومعطيات الواقع الراهن والآفاق المنظورة، مجلة الوحدة، عدد غير مبين، صص 44-50، ص46.

[2] -عز الدين دياب، الشخصية والثقافة: محاولة لفهم دور الفرد في النهضة العربية المعاصرة، شؤون عربية، عدد4، حزيران/يونيو، 1981، (صص 125-138).

[3]– تركي الحمد، الثقافة العربية أمام تحديات التغيير، دار الساقي، بيروت، 1993، ص55.

[4] -عبد الله عبد الدايم، التربية والقيم الإنسانية في عصر العلم والتقانة والمال، المستقبل العربي، السنة العشرون، العدد 230، نيسان /إبريل، 1998، (صص 64-86)، ص80.

[5] -أليكس ميكشللي، الهوية، ترجمة علي وطفة، دار الوسيم، دمشق، 1993، ص39.

[6]– بيتر فارب، بنو الإنسان، تعريب زهير الكرمي، عالم المعرفة، 67 يوليو / تموز، 1983، ص233.

[7]-أحمد خضر أبو هلال، دراسة أنتربولوجية لدور الجامعات العربية في تطوير المجتمع العربي: المؤتمر العام الثاني لاتحاد الجامعات العربية: الجامعات العربية والمجتمع العربي المعاصر 7-4 شباط 1973، صص(113-141)،ص122- 123.

[8] -أدونيس خواطر في النقد، فصول، العدد 3/4 فبراير / شباط 1991.

[9] -العفيف الأخضر، المبالغة في الخطر على الهوية تكرس معوقات التحديث السياسي، جريدة الحياة، العدد 13567، الخميس 4 مايو 2000، ص10.

[10] عبد الله عبد الدايم، العرب والعلم بين صدام الثقافات وحوار الثقافات. المستقبل العربي عدد203، كانون الثاني/يناير، 1996، صص(21-33)ص33.

[11] عبد المعطي سويد، هل سيتقدم التفكير العقلي في الثقافة العربية في القرن القادم، ضمن ندوة: نحو إطار حضاري للمجتمع العربي في القرن الحادي والعشرين، دبي، 15-18نوفمبر، 1994، الجزء الأول، الطبعة الأولى، إعداد موزة غباش، 1997، صص 245-255، ص252.

[12] محي الدين صبحي، وعي التخلف، العربي، عدد 444، نوفمبر،ص151.

[13] محي الدين صبحي، وعي التخلف، المرجع السابق.

[14] تركي الحمد، الثقافة العربية أمام تحديات التغيير. دار الساقي، بيروت، 1993، ص22.

[15] عياض بن عاشور، الضمير والتشريع، العقلية المدنية والحقوق الحديثة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1998.

[16] نزار نيوف، نحو رؤية ثورية للتراث العربي، المعرفة السورية، عدد 235، أيلول/سبتمبر، 1981، صص 180-200، ص195.

[17] مصطفى صفوان، صناعة القهر: علاقة التعليم بالإبداع في المجتمع العربي، الناقد العدد الواحد والسبعون إيار/مايو 1994، (صص: 42-46) (ص 44).

[18]أحمد خضر أبو هلال، دراسة أنثروبولوجية لدور الجامعات العربية في تطوير المجتمع العربي: المؤتمر العام الثاني لاتحاد الجامعات العربية: الجامعات العربية والمجتمع العربي المعاصر 7-4 شباط 1973، صص(113-141)،ص133.

[19] عبد الرحمن حمادي، أزمة الثقافة العربية المعاصرة، المعرفة السورية، السنة 20، حزيران/يوليو، 1981، (صص 192-225) ص203.

[20] محمد رؤوف حامد فتح الله الشيخ، المعاناة اليومية للعقل العربي، المعرفة السورية، السنة 22، العدد 258، آب/ أغسطس، 1883، صص 92-12.

[21] برهان غليون، مجتمع النخبة، معهد الإنماء العربي، دراسات الفكر العربي بيروت 1986، ص188.

[22] -هشام شرابي، مقدمات لدراسة المجتمع العربي، دار الطليعة، بيروت، 1991، ص89.

[23] -هشام شرابي، مقدمات لدراسة المجتمع العربي، المرجع السابق، ص53.

[24] -هشام شرابي، مقدمات لدراسة المجتمع العربي، المرجع السابق، ص53.

[25] -هشام شرابي، البنية البطريركية: بحث في المجتمع العربي المعاصر، بيروت: دار الطليعة، 1987، ص140.

[26] -إبراهيم بدران، إبراهيم بدران، حول العقلية العربية، من مركز دراسات الوحدة العربية، الفلسفة في الوطن العربي المعاصر: بحوث المؤتمر الفلسفي العربي الأول الذي نظمته الجامعة الأردنية، بيروت، 1987 (صص291 -306 )، ص303.

[27] -إبراهيم بدران، حول العقلية العربية، المرجع السابق، ص3 مرجع سابق،04.

[28] -إبراهيم بدران، حول العقلية العربية، مرجع سابق، ص305.

[29] -إبراهيم بدران وسلوى خماش، دراسات في العقلية العربية، بيروت، دار الحقيقية، (1974) (ص299).

[30] -نزار إبراهيم، البنى الاعتقادية في الذهنية الشبابية المثقفة، الوحدة، عدد 39، ديسمبر، 1987، صص 88 – 153.

[31] -نزار إبراهيم، البنى الاعتقادية في الذهنية الشبابية المثقفة، المرجع السابق.

[32] -نزار إبراهيم، البنى الاعتقادية في الذهنية الشبابية المثقفة، الوحدة، مرجع سابق، صص 88 – 153.

[33] -شاكر الأنباري، تأملات في الذهنية العربية، الأسبوع العدد 622، 15/8 /1999 (ص 4).

[34]-نصر حامد أبو زيد، قراءة نقدية في كتاب محمد جابر الأنصاري، تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها، العربي الكويتية، العدد 415، يونيو 1993، صص (94-99)، ص98.

[35]– نصر حامد أبو زيد، قراءة نقدية في كتاب محمد جابر الأنصاري، المرجع السابق، ص99.

[36] – أحمدا لأمين، إعادة بناء العقلية العربية: مقدمات من أجل بناء المجتمع المدني وإقامة الديمقراطية، دراسات عربية، العدد 1/2، نوفمبر/ ديسمبر، دار الطليعة، بيروت، 1998، صص 2- 12. ص11.

[37]– شوقي جلال، اليسار العربي وسوسيولوجيا الفشل، عالم الفكر، المجلد السادس والعشرون، العددان الثالث والرابع، يناير/ مارس – إبريل/ يونيو، 1998، صص 183-224، ص196.

[38]– محمد محفوظ، الإسلام، الغرب وحوار المستقبل، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1998، ص100.

[39] -محمود قمبر، التربية وترقية المجتمع، دار سعاد الصباح، الكويت، 1992، ص59-67.

[40] -صلاح قنصوه، حول العقل العربي والثقافة العربية، حوار مع زكي نجيب محمود، المستقبل العربي، عدد 114، آب أغسطس, 1988، صص 121-133.

[41] سروري، حبيب عبد الرب (2009) اللغة العربية اللغةُ العربية في مهبِّ العولمة.. مشروع إنهاض

السبت 06، يونيو: http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=7620

 

[42] سروري، حبيب عبد الرب (2009) اللغة العربية اللغةُ العربية في مهبِّ العولمة.. مشروع إنهاض

السبت 06، يونيو: http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=7620

 

[43]  محمد جواد رضا : أزمات الحقيقة والحرية والضرورة ، الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية ، سلسلة الدراسات العلمية والموسمية المتخصصة ، العدد 22، يناير ، الكويت 1991، ص27.

__________

*علي أسعد وطفة

جديدنا