في الذكرى الـ46 لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؛ تحيَّة إلى أحرار العالم

image_pdf

يصادف يوم الأربعاء التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، الذي تحيي الأمم المتَّحدة فاعليته كل عام، تزامنًا مع اليوم الذي اتَّخذت فيه الجمعيَّة العامَّة قرار التقسيم رقم 181. يشهد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فعاليات ثقافيَّة ومهرجانات سياسيَّة وجماهيريَّة تضامنيَّة، من قبل حركات تضامن ولجان سياسيَّة، والمؤمنين بعدالة القضيَّة الفلسطينيَّة. واستجابة لدعوة موجَّهة من الأمم المتَّحدة، تقوم الحكومات والمجتمعات المدنيَّة سنويًّا بأنشطة شتى احتفالًا باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. من بين هذه النشاطات، إصدار رسائل خاصَّة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وعقد الاجتماعات، وتوزيع المطبوعات وغيرها من المواد الإعلاميَّة.

كما تعقد اللجنة المعنيَّة بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرُّف جلسة خاصَّة سنويًّا احتفالا باليوم الدولي للتضامن في مقرِّ الأمم المتَّحدة بنيويورك. وتنشر شعبة حقوق الفلسطينيين التابعة للأمانة العامة للأمم المتَّحدة سنويا، نشرة خاصَّة تتضمَّن نصوص البيانات الملقاة والرسائل الواردة لمناسبة اليوم الدولي للتضامن، ومن بين الأنشطة الأخرى التي تُنظَّم في نيويورك في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتضامن إقامة معرض فلسطيني أو حدث ثقافي ترعاه اللجنة وتُنظِّمه بعثة فلسطين لدى الأمم المتَّحدة، وعرض أفلام عن القضيَّة الفلسطينيَّة.

يذكر أنه في عام 1977، دعت الجمعيَّة العامة للاحتفال السنوي بيوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر باعتباره اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني القرار 32/40 ب. في ذات اليوم من عام 1947 الذي اعتمدت فيه الجمعيَّة العامَّة قرار تقسيم فلسطين رقم 181 والذي بموجبه يتم إنشاء دولتين في فلسطين، يهوديَّة وعربيَّة. أنشئت الدولة اليهوديَّة في العالم التالي، ثم اعترف بها كعضو في الأمم المتحدة عام 1949، لكن الدولة الفلسطينيَّة، التي تم النص على إنشائها في ذات القرار، لم تر النور.  هذا القرار الذي أجهضته الحركة الصهيونيَّة وتواطؤ الرجعيات العربيَّة، بحيث تم تدمير كيانيَّة الشعب الفلسطيني وتشريده وحرمانه من إقامة دولته المستقلة منذ العام 1948 وحتى يومنا هذا .


وعلى الرغم من جميع محاولات إسرائيل لإلغاء وجود الشعب الفلسطيني أو عدم الاعتراف بحقوقه أو بتمثيله السياسي الذي جسدته منظمة التحرير الفلسطينيَّة فيما بعد، إلا أن كل هذه المحاولات قد باءت بالفشل وتمكن الشعب الفلسطيني وعبر تضحياته الغالية من أن يفرض حضوره على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، ومن تعزيز مشروعيَّة نضاله على أرضه ووطنه .

في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، انضمَّت فلسطين إلى الأمم المتَّحدة بصفة “دولة مراقبة غير عضو”. وفي 30 أيلول/سبتمبر 2015، رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتَّحدة حول العالم.

الذكرى السادسة والأربعين

تمر الذكرى السادسة والأربعين ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني هذه الأيام وشعبنا الفلسطيني في غزة يتعرض لمذبحة جماعيَّة يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني النازي منذ سبعة أسابيع، حيث يتعرض البشر والحجر والشجر في قطاع غزة إلى إبادة لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاً. قضى نتيجة هذا العدوان أكثر من خمسة عشر ألف شهيد للآن، وما يقارب من خمسة وعشرين ألف جريح، وتسعة آلاف مفقود. جُلّهم من النساء والأطفال أي حوالي 70%. وقام الجيش الإسرائيلي الهمجي بتدمير 255 ألف وحدة سكنيَّة، نتج عنها تشريد، كما قتلت إسرائيل 294 شهيداً من الكوادر الطبيَّة بين طبيب وممرض ومسعف. وقتلت كذلك 46 صحفياً خلال عدوانها على غزة.

كما استهدف جيش الاحتلال 207 مؤسسة رعاية صحيَّة، وأخرج 21 مشفى، و36 مركز رعاية أوليَّة عن الخدمة نتيجة استهداف مباشر أو محاصرته ومنع إدخال الوقود. ودور العبادة لم تسلم من بطش وهمجيَّة الجيش الإسرائيلي الذي قام بتدمير 33 مسجداً، وأصاب العديد من المساجد بأضرار بليغة. وقام بتدمير عشرات المدارس التابعة للأمم المتحدة، حيث كان الآلاف من النازحين يتخذونها ملاذاً بعد تدمير بيوتهم.

تضامن عالمي واسع مع القضيَّة الفلسطينيَّة

في هذه الأيام تتواصل المظاهرات الشعبيَّة حول العالم تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه وحيدا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، والاعتداءات عليه في الضفة الغربيَّة المحتلة والقدس، إلى جانب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، حيث يرفع المتظاهرون -المنددون بوحشيَّة وعنصريَّة الاحتلال- الأعلامَ الفلسطينيَّة، والشعارات التي تدين همجيَّة جيش الاحتلال، وتدعو إلى تمكين الشعب الفلسطيني من انتزاع حريته وبناء دولته المستقلة. ومطالبين بوقف الدعم الأميركي والغربي لإسرائيل وضرورة مقاطعتها. عشرات الآلاف من المتضامنين يخرجون يومياً في العديد من المدن الأمريكيَّة والغربيَّة، وأمام البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، وفي الساحات والشوارع الرئيسيَّة. كما يكرر ذات المشهد في العديد من الدول الأوروبيَّة، والآسيويَّة، واللاتينيَّة، وغيرها من دول العالم.

أضخم وأكبر هذه التظاهرات جرى في المدن المغربيَّة وخاصة في الرباط حيث شارك فيها عشرات الآلاف من الأشقاء المغاربة الذين تدفقوا إلى الشوارع يعلنون رفضهم التطبيع، ورددوا شعارات داعمة لفلسطين ومنددة بالجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني. كذلك في المدن الإيطاليَّة، والبريطانيَّة، والأمريكيَّة، والدنماركيَّة، والسويديَّة، والكنديَّة، والألمانيَّة، والسويسريَّة، والفرنسيَّة، والإسبانيَّة، والبلجيكيَّة، والتركيَّة، والإندونيسيَّة.

مسيرة نضاليَّة طويلة

تمر الذكرى السادسة والأربعين لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بعد مسيرة نضاليَّة لهذا الشعب قدم فيها شعبنا عشرات آلاف الشهداء والجرحى الأسرى، وعشرات آلاف المنازل التي هدمت، والعائلات التي شردت، وعشرات آلاف الأشجار التي اقتلعت، بعد نهر من الدم الأحمر القاني، وأعمار تذوب وراء القضبان، وبعد أن اشتعلت المنطقة العربيَّة بالحروب ومزقتها الخلافات، بعد أن تمردت إسرائيل على كافة القرارات التي أصدرتها الشرعيَّة الدوليَّة لإنصاف الشعب الفلسطيني، وإصرارها على المضي في سياسة تهويد الأراضي وفرض الأمر الواقع، وقتل المزيد من الأطفال الفلسطينيين، كل هذا في ظل عجز عربي رسمي لم تعد تغطيه لا ورقة توت ولا حتى إبرة صنوبر توخزه، وفي ظل عجز غير مبرر من القوى الشعبيَّة العربيَّة المكثرة من المؤتمرات والبيانات دون أي فعل حقيقي يعري الأنظمة العربيَّة ويحشرها في ركن الحقيقة .

فما يجري فوق أرضنا الطاهرة فلسطين اليوم يضع العرب والمسلمين والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم لأول مرة بشكل باتت فيه العربدة الإسرائيليَّة ترى من كل العواصم العربيَّة وهي تنتهك مقدسات المسلمين، الامر الذي يفرض على الأمة العربيَّة بمستوياتها الرسميَّة والشعبيَّة المختلفة النهوض لمواجهة التهديدات والأخطار الجسيمة التي تواجه حاضرهم ومستقبلهم حيث تقتضي كل عوامل الأخوة والدين المشترك والمصالح المشتركة والمصير الواحد أن يتضامن العرب لمساندة ودعم النضال المشروع للشعب الفلسطيني.


كما تمر الذكرى وشعبنا وقواه المناضلة تواجه أشرس عدوان صهيوني متواصل بكافة الأشكال والأساليب واكثرها دمويَّة وإرهابيَّة وعنفا منذ قرن من الزمان. حيث تواصل إسرائيل جرائمها وممارساتها الوحشيَّة واللا أخلاقيَّة واللا إنسانيَّة ضد شعبنا وأهلنا في كافة الأراضي الفلسطينيَّة وإن تعددت أسالبيها فان أهدافها واحدة.

هذه الجرائم إنما تحمل في طياتها أبعادا خطيرة وتمثل انعكاسا لإخفاقات حكومة نتنياهو وتعميق مازقها السياسي والامني بفعل المقاومة الباسلة والصمود الاسطوري لشعبنا وحركته الوطنيَّة والاسلاميَّة في القدس وفي بقيَّة الأراضي الفلسطينيَّة المحتلة.


وحشيَّة صهيونيَّة
إن ممارسات نتنياهو التي تشهد على دمويَّة ووحشيَّة الحكومة الصهيونيَّة التي تحاول من خلال استمرار عمليات القتل والتدمير والاغتيالات والاعتقال والحصار المتواصل أن توصل الحالة الفلسطينيَّة الثائرة والمناضلة الى مرحلة الياس والاستسلام، لكن وقائع وتطورات الأحداث تؤكد أن المحن ومهما كانت قاسية تساعد شعبنا وتدفعه إلى المزيد من التلاحم والوحدة والتكاتف وتصعيد كل آليات النضال لإفشال هذه المخططات، فقوافل الشهداء تزيد من قوة شعبنا وتعمق من التزاماته بخياراته الأساسيَّة لوأد الاطماع الصهيونيَّة وتحطيمها على صخرة هذا الصمود الأسطوري الرائع .

ولعلنا لا نخالف الحقيقة حين نقول إن التطورات الميدانيَّة رغم فداحتها على شعبنا لكنها تقدم يوميا الدليل على تعمق المأزق السياسي والعسكري والأخلاقي لمجرمي هذا القرن الذين يمارسون بدعم وإسناد من الإدارة الأمريكيَّة كل صنوف الإرهاب والعنصريَّة ويعتدون بشكل ممنهج ومتواصل على إرادة المجتمع الدولي .

أمام هذه الجرائم الفظيعة التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل بات من المسلم به أن الكيان الصهيوني ليست لديه أيَّة تقاليد حضاريَّة فهو لا يعترف بأي ميثاق أخلاقي ولا يحترم شرعة حقوق الانسان، فإسرائيل تحدت العالم بأجمعه بارتكابها أبشع المجازر في الأراضي الفلسطينيَّة وعلى امتداد سنوات احتلالها، ولم تستجيب لنداءات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقيَّة والإنسانيَّة لإيقاف اجتياحها للأراضي الفلسطينيَّة.

لقد بات من الأكيد أنه على جميع الأحرار والشرفاء في العالم وعلى جميع منظمات وهيئات المجتمع الدولي الإنسانيَّة التحرك لفضح جرائم إسرائيل الدمويَّة وعزلها على الساحة الدوليَّة في كافة المحافل.

التأكيد على الثوابت

إن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني هو يوم تعزيز التضامن العربي والدولي مع حقوق شعبنا، وهو يوم تجسيد الوحدة الوطنيَّة دفاعا عن هذه الحقوق، وهو يوم تأكيد إخلاص جماهيرنا لقيم الحريَّة والنضال التي ضحى من أجلها الآلاف من الشهداء والجرحى، والتي زج بسببها عشرات آلاف المعتقلين في السجون الإسرائيليَّة والعربيَّة، وهو يوم تأكيد استمرار الانتفاضة الشعبيَّة دفاعا عن هذه الحقوق وإفشالا لكل محاولات تركيعها وهزيمتها من إسرائيل.

إن رسالة كفاح ونضال الشعب الفلسطيني هي رسالة سلام وحريَّة، سلام متوازن يقوم على تنفيذ قرارات الشرعيَّة الدوليَّة وضمان الحقوق المشروعة والأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني، ونرى ضرورة أن يقف المخلصين لقضايا الوطن والشعوب وحقها المشروع في المقاومة والحريَّة والاستقلال ليوحدوا صفوفهم وجهودهم لمواجهة التحديات والانتهاكات المتواصلة لشرعة حقوق الإنسان والالتزام بالأعراف والمواثيق الدوليَّة، فشعبنا في صراعه مع الكيان الصهيوني الغاصب يمضي في شق الطريق للعرب وللبشريَّة أجمع لاستشراف المستقبل، والأمل والتفاؤل للشعوب المضطهدة بغد مشرق وبعالم تسوده علاقات الأخوة والاحترام المتبادل على أساس الاختيار الحر للشعوب في حاضرها ومستقبلها، بعيدا عن سياسة التدخل والاملاءات الخارجيَّة، والكف عن سياسة التهديد والتلويح بالعدوان على شعبنا وأمتنا العربيَّة وبقيَّة شعوب العالم، ولا نشك بأن النصر هو حليف الشعوب الفخورة بانتمائها للأرض التي خرجت قوافل الشهداء والمناضلين البواسل.

الإشراف والحماية الدوليَّة
إن شعبنا الفلسطيني قد قال كلمته وعمدها بدمائه برفض العودة الى الصيغة السابقة للمفاوضات العقيمة التي انتهت الى الطريق المسدود وانهارت إلى غير رجعة، إن شق طريق السلام الحقيقي يتطلب تغييرا جوهريا في صيغة العمليَّة التفاوضيَّة بما يضمن أولا : حق شعبنا المشروع في استمرار المقاومة طالما بقي الاحتلال قائما على أرضنا .

وثانيا : تنفيذ قرارات الشرعيَّة الدوليَّة ونبذ أيَّة محاولة للمساومة أو الالتفاف عليها أو إعادة التفاوض حولها.

وثالثا : كسر الاحتكار الأمريكي لعمليَّة السلام بوضعها تحت الإشراف الدولي والجماعي للأمم المتحدة بمشاركة سائر القوى الدوليَّة وفي مقدمتها الإتحاد الأوروبي .

إن هذه الصيغة مدعومة بالتضامن العربي والإسلامي والدولي مع شعبنا هي وحدها الكفيلة بالوصول إلى سلام حقيقي متوازن يضمن انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 وإزالة المستوطنات وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينيَّة ذات السيادة وعاصمتها القدس .

إن مجرد المحاولة لجمع الأطراف خارج إطار ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي يساهم في تلطيخ الحدود والخطوط بين القانون الدولي وبين ميزان القوى ويسهل استمرار انتهاك الحقوق الفلسطينيَّة .

إن الشعب الفلسطيني يطالب المجتمع الدولي في هذا اليوم بتوفير الحماية الدوليَّة له واتخاذ إجراءات فوريَّة للجم العدوان والغطرسة الإسرائيليَّة وتشكيل لجنة تحقيق دوليَّة نزيهة للتحقيق في جرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل ضد شعبنا ومحاكمة المسؤولين عنها أمام محكمة جنائيَّة دوليَّة وإرغام إسرائيل على احترام اتفاقيَّة جنيف الرابعة لعام 1949.

تصعيد التحركات الجماهيريَّة
ويبدو من نوافل القول التأكيد في هذه المناسبة على التمسك بحق العودة وبالقرار رقم 194 الصادر عن الامم المتحدة، وتعزيز الإجماع الوطني على هذا الحق ورفض الشروط الإسرائيليَّة التي تهدف إلى إلغائه، وكذلك دعم صمود اللاجئين في المخيمات الفلسطينيَّة في الوطن والشتات والعمل على تحسين ظروفهم المعيشيَّة، ورفض مقترحات اتفاقيَّة جنيف وغيرها وما تضمنته من حلول خاصة بقضيَّة اللاجئين، وأهميَّة تفعيل دور المنظمات غير الحكوميَّة لدعم قضيَّة اللاجئين ودفع الأطراف الدوليَّة المعنيَّة لتحمل مسؤولياتها لتطبيق هذا القرار .

إننا ندعو شعوب العالم وخاصة شعوب أمتنا العربيَّة والإسلاميَّة أن تجعل من هذا اليوم، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني مناسبة لتصعيد تحركها الجماهيري من أجل دعم نضال شعبنا وأهدافه العادلة والضغط على عواصم القرار الدولي من أجل دور فاعل للمجتمع الدولي لإرغام إسرائيل على وقف عدوانها في غزة والضفة، والإقرار بحقوق شعبنا الوطنيَّة والسياسيَّة.

كيف أدعم فلسطين؟

 قدمت الشعوب العربيَّة، وأحرار العالم الكثير من الدعم لفلسطين على مدار العقود السبعة الماضيَّة. يمكن لكم تقديم الدعم لفلسطين أينما تواجدتم بواسطة خطوات غير مكلفة.

ادعموا الشباب الفلسطيني وتداولوا أعمالهم الأدبيَّة والفنيَّة والسينمائيَّة والثقافيَّة، لعدم قدرة معظم المبدعين الفلسطينيين من الترويج لأعمالهم وتسويقها بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل، وبعض الأنظمة العربيَّة.  تعريف الآخرين بالتراث الفلسطيني الذي يتمثل بكونه المخزون التاريخي للشعب الفلسطيني عبر العصور المتعاقبة. وهو هويَّة الشعب الفلسطيني والعمق التاريخي والحضاري له. الأثواب الفلسطينيَّة المطرزة تحمل خصوصيَّة كبيرة لكل مدينة وقريَّة فلسطينيَّة، بالإضافة إلى الدبكة والأغنيات والأهازيج والأمثال والعادات والتقاليد وغيرها من القصص الشعبيَّة، والحرف اليدويَّة، والمشغولات، والمطرزات. تسويق المنتجات الزراعيَّة الفلسطينيَّة -في حال توفرت. تتميز فلسطين  بمنتجاتها الزراعيَّة، من فواكه وخضروات وحمضيات بجميع أنواعها، كما تميزت بإنتاج أجود أنواع الزيتون والزيت، والصابون. تعريف الآخرين بالأطعمة الفلسطينيَّة التراثيَّة. حيث يتميز المطبخ الفلسطيني بالعديد من الأكلات التراثيَّة الشعبيَّة التي تم ابتكارها بطريقة خاصة تتميز عن باقي شعوب المنطقة، مثل: المفتول، المقلوبة، المسخن، الرّمانيَّة، المحاشي، والفلافل والحمص وغيرها من الأطعمة.

ساعد بفضح الاعتداءات الإسرائيليَّة اليوميَّة على الفلسطينيين. يواجه الفلسطينيون في الأراضي المحتلة اعتداءات على منازلهم، وأراضيهم، وأعمالهم، ويتعرضون للقتل أو الإصابة أو الاعتقال على الحواجز الإسرائيليَّة ويتم هدم منازلهم وفصل الأهالي عن بعضها من خلال جدار الفصل العنصري في انتهاكات واضحة للقوانين الدوليَّة والإنسانيَّة.

تحدث عن حصار إسرائيل لقطاع غزة الذي يضم أكثر من مليونين ونصف فلسطيني تحت حصار إسرائيلي مشدد منذ سبعة عشر عاماً. تسبب بهلاك البنية التحتيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، ورفع من نسب البطالة لأكثر من 50% بسبب تجريف آلاف الأراضي الزراعيَّة وتدمير عشرات المنشآت التجاريَّة والمصانع خلال الحروب. فضح ديمقراطيَّة إسرائيل المزيفة، حيث تحاول تقديم نفسها للعالم على أنها دولة ديمقراطيَّة، تدعم الحقوق والحريات، لكنها عكس ذلك تماماً. فهي دولة مارقة تمارس إرهاب الدولة، والتفرقة العنصريَّة ضد الفلسطينيين.

اكشفوا كذب الرواية الإسرائيليَّة التي تروجها أن الفلسطينيين “تركوا” أرضهم عام 1948. لم يترك الفلسطينيون أرضهم، هذه رواية إسرائيليَّة تم نشرها في كل مكان حتى أصبح البعض يعتقد أنها الحقيقة وهي في الواقع كذبة ودعاية صهيونيَّة. لقد تعرض الفلسطينيون لعمليَّة تطهير عرقي كان معدًا لها مسبقاً. فهم وضعيَّة فلسطيني الـ 48 الذين تطلق عليهم إسرائيل مصطلح “عرب إسرائيل” وهم الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم بعد النكبة، حيث يشكلون اليوم ما يقارب 20% من المجتمع الإسرائيلي، ينظر إليهم القانون الإسرائيلي على أنهم مواطنين، إلا أن الواقع مختلف، حيث تميز إسرائيل في تعاملها ما بينهم وبين اليهود في غالبيَّة الحقوق التي من المفترض أن تمنحها لهم. خاصة بعد صدور قانون القوميَّة الذي ينص على أن إسرائيل هي “الدولة القوميَّة للشعب اليهودي” وأن حق تقرير المصير فيها “يخص الشعب اليهودي فقط.”
_______
*د. حسن العاصي/ باحث وكاتب فلسطيني مقيم في الدنمرك.

جديدنا