مرض السكَّري من النوع الأول وتأثيره على الصحَّة النفسيَّة للطفل التونسي ومردوده الدراسي

image_pdf

إعداد: أنس باي وإيمان محمودي، تحت إشراف الدكتورة سناء عيسي/ المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات بزغوان٠تونس


التلخيص:
يهدف البحث إلى فهم تأثير مرض السكري على حياة الأطفال التونسيين بشكل عام، مع التركيز بشكل خاص على تأثيره على حياتهم المدرسية وأدائهم. والهدف من ذلك هو توعية أولياء الأمور ومعلمي المدارس الابتدائية التونسية بهذا الواقع من أجل توفير إدارة مناسبة للمرض لدى الطلاب المصابين. ومن خلال الجمع بين الأساليب النوعية والكمية، بما في ذلك الاستبيانات ومقابلات الخبراء ودراسات الحالة، يكشف البحث كيفية تأثير مرض السكري على حياة الأطفال اليومية والأكاديمية. باختصار، يهدف البحث إلى تمكين الآباء والمعلمين من تقديم الدعم الفعال للأطفال المصابين بالسكري في إدارة المرض، خاصة في السياق المدرسي حيث يقضون جزءًا كبيرًا من وقتهم.

المقدمة

مرض السكري من النوع الأول هو إحدى الأمراض المزمنة وغالبا يصاب المريض منذ سن الطفولة مما يستدعي تلقي العلاج عن طريق حقن الأنسولين منذ الصغر[1]. يؤثر هذا المرض بشكل كبير على حياة الأطفال المصابين به ويمثل تحديًا مستمرًا للأطفال المصابين به ولأسرهم. هذا التأثير يتبلور في حياتهم اليومية وتجربتهم في البيئة المدرسية كذلك، وقد يواجه الطفل عديد التحديات النفسية التي قد تنشأ نتيجة للتعامل مع المرض.

من أجل فهم هذا التأثير في جانبه النفسي والتعمق في الحياة المدرسية للأطفال المصابين بالسكري يندرج بحثنا “سكري الأطفال: تأثيره على الطفل وإدارته في المحيط المدرسي”. يسعى هذا البحث إلى اكتشاف تأثير مرض السكري على الأطفال وتحديد الصعوبات التي يمكن أن تعترضهم أو تؤثر على مسارهم الدراسي، وتحديد الدور أو المهام التي يمكن أن يقوم بها المعلمون والإطار البيداغوجي لتقديم الدعم والمساندة اللازمين. الهدف بالـأساس هو فهم تأثير مرض السكري على الأطفال فيما يخص الجانب الصحي والنفسي وتحديد الصعوبات التي تواجه الأطفال المصابين بالسكري داخل بيئة المدرسة. تمت هذه الدراسة عن طريق القيام باستبيانات موجهة للأولياء والمعلمين مع اجراء مقابلات مع أخصائيين في مجال الصحة النفسية ودراسة بعض الحالات على أرض الواقع.

الإشكالية: “ما مدى تأثير مرض السكري على الصحة النفسية للأطفال وعلى أدائهم المدرسي؟”

طريقة جمع البيانات: من أجل جمع معلومات موثوقة وذات صلة، اخترنا استخدام الاستبيان٫ كأداة لجمع المعلومات٫ يحتوي على مجموعة من الأسئلة مغلقة ومفتوحة. لإثراء ودعم نتائج الاستبيان وظفنا المقابلة ودراسة الحالة كأدوات لجمع المعلومات. وبهذا يعتبر البحث مزيجا من البحث الكمي والنوعي.

تعريف مرض السكري

مرض السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يكون هناك نقص في إنتاج الأنسولين أو اضطراب في عمله. هذا الأنسولين هو هرمون سكر الدم ودوره هو تنظيم مستوى السكر في الدم، أو نسبة السكر في الدم. يتم تصنيعه بواسطة خلايا بيتا (β) في أجزاء لانجرهانس الموجودة في البنكرياس (كما هو موضح في الصورة 1 أدناه) ويسمح بمرور الجلوكوز الموجود في الدم نحو الخلايا لاستخدامه هناك كطاقة (طاقة الركيزة). وتسمى هذه الظاهرة الأيض. (كما هو مبين في الصورة 2 أدناه). الجلوكوز هو مصدر الطاقة الوحيد الذي يستخدمه الدماغ ليعمل.[2]

رسم توضيحي 1: أجزاء لانجرهانز في البنكرياس[3]   رسم توضيحي 2: انتقال الجلوكوز إلى الخلايا[4]

السكري من النوع الأول:

ويسمى باسم السكري المعتمد على الأنسولين وتمثل نسبة المصابين ما بين 5 إلى 10٪ من السكان البالغين المصابين بالسكري[5]٠ يمكن أن يؤثر المرض على الأشخاص في أي عمر، ولكنه يحدث عادةً منذ الصغر عند الأطفال أو الشباب. يعد مرض السكري من النوع الأول أحد أكثر أمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي شيوعًا لدى الأطفال. يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى حقن الأنسولين يوميًا للتحكم في مستويات الجلوكوز في الدم. بدون الأنسولين، يموت الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول[6].

هذا المرض منتشر بجميع جهات البلاد التونسية، يصاب الأطفال في سن الدراسة ويؤثر ذلك على صحتهم النفسية والصحية والاجتماعية والسلوكية والمعرفية/الأكاديمية. مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي.

في البيئة المدرسية، يجب أن يتمتع الأطفال المصابون بالسكري بمناخ ملائم لتحقيق النجاح. يتطلب هذا المناخ وجود إطار تربوي واعي ومطلع على هذا المرض ولديه الرغبة في مساعدة الطلاب الذين يفتقرون إلى الدعم أو التوجيه أو النصيحة، وكذلك الطلاب المثقفين الذين يحترمون الآخرين ويتجنبون كل الصراعات والعادات السيئة كالبلطجة. باختصار، يجب أن يكون لدى الطفل المصاب بالسكري ومن حوله (الأصدقاء، الأهل، المعلمون، الخ) وعي جيد بهذا المرض لأن تهيئة البيئة الصحية والملائمة تتم دائماً بتعاون الجميع.

الإطار التطبيقي:

وبناء على ما تقرر إنجازه في هذا البحث العلمي فإننا سوف نؤكد ونعزز ما وجد في الإطار النظري من نتائج البحث المرتبطة بالإطار العملي بهدف خلق مشروع متوازن ومنطقي وكامل.

Ÿ  الاستبيان:

تم توزيع الاستبيانات على معلمي المدارس الابتدائية التونسية في جميع المستويات بالإضافة إلى آباء وأمهات الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول رقميا باستخدام GOOGLE FORMS  ٠شمل الاستبيان مقدمة تشرح هدف هذا البحث وتؤكد سرية المعلومات التي لن تستخدم إلا لأغراض علمية لتشجيع للمعلمين والآباء والأمهات للإجابة بمصداقية. يحتوي كل استبيان على سلسلة من الأسئلة (مفتوحة ومغلقة). تحديدا٫ يحتوي الاستبيان الأول الموجه للمعلمين على 5 أسئلة مفتوحة و20 سؤالا مغلقا، ويحتوي الاستبيان الخاص بالأولياء على 5 أسئلة مفتوحة و19 سؤال مغلقا.

Ÿالمقابلة:

من أجل أخذ رأي أهل الاختصاص ووجهة نظرهم في المسألة، قررنا إجراء مقابلتين الأولى مع أخصائية نفسية الدكتورة “ن م” أخصائية نفسية رتبة أولى بقسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بزغوان٠ كانت مقابلة مفتوحة حيث وجهنا 17 سؤالا وتركنا المجال للإجابة بحرية. المقابلة الثانية مع أخصائية التغذية للأطفال الدكتورة “ب د” أخصائية تغذية بالمستشفى الجهوي بزغوان، كانت أيضا مقابلة مفتوحة تتضمن 22 سؤالا.

 Ÿدراسة الحالة:

تمت دراسة حالتين من التلاميذ المصابين بالسكري من النوع الأول مسجلتين في مدارس عمومية الأولى بجهة ولاية جربة، وتحديدا مدينة ميدون ٠ والثانية بجهة ولاية زغوان وتحديدا مدينة زغوان. تم اعتماد منهجية دقيقة حيث تم أخذ إذن الولي ثم جمع المعلومات عن طريق الملاحظة حسب شبكة دقيقة٠ وختاما المقابلة الشخصية.

Ÿعينة البحث:

  • بالنسبة للاستبيان الأول الموجه للمعلمين، أجاب 62 معلماً في الجملة بأغلبية 67.7% من النساء، والفئة العمرية الصغيرة أقل من 30 عاما هي الأغلبية بنسبة 53.2%، كما أن الأغلبية لا تزيد خبرتهم عن 10 سنوات من ممارسة المهنة 64.5%. يعمل غالبية المعلمين في المدارس الحضرية 67.7% وأغلبية المعلمين 42.4% يقومون بتدريس الدرجة الثالثة.
  • فيما يتعلق بالطلاب المصابين بالسكري، لاحظ 63.3% من المعلمين وجود طلاب مصابين بالسكري في المدارس التي يعملون فيها، ونسبة من 70.9% قاموا بتدريس تلاميذ مصابين بالسكري.
  • بالنسبة للاستبيان الثاني، ينتمي أطفال الأولياء الذين تم استبيانهم إلى الفئة العمرية ما بين 5 و14 سنة (سن التَمدرس) بمتوسط ​​عمر 8.66 سنة. غالبية الأطفال60) ٪(هم من الذكور. اكتشف معظم الآباء مرض السكري لدى أطفالهم في سن مبكرة أي أقل من 5 سنوات.

Ÿ مناقشة النتائج:

يهدف هذا البحث إلى دراسة تأثير مرض السكري على الطفل خاصة فيما يتعلق بالجانب النفسي والأكاديمي، كما يهدف البحث إلى الكشف عن الثغرات الموجودة في أساليب إدارة هذا المرض في البيئة المدرسية في تونس من خلال التركيز على دور أعضاء الإطار التربوي والعاملين في المدرسة. يتم تسجيل وتحليل إجابات المعلمين وأولياء الأمور الذين تمت مقابلتهم، ونتائج المقابلات ودراسة الحالة٠

وأظهرت النتائج أن مرض السكري يؤثر على الصحة النفسية للأطفال، وهذا ما أكده 64.5% من المعلمين و67% من أولياء الأمور. تتوافق هذه النتائج مع استنتاجات دراسة أجريت في تونس من قبل وحدة أمراض سكري الأطفال التابعة لقسم استشارات طب الأطفال والطوارئ والعيادات الخارجية بمستشفى البشير حمزة في تونس العاصمة[7]. أثبتت هذه الدراسة وجود تأثير نفسي لمرض السكري من النوع الأول لدى عينة من الأطفال، وكشفت أن 22.6% من الأطفال ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب المقنع، في حين أعرب 18.8% عن ضرورة استشارة طبيب نفسي للأطفال[8]. وكانت نتائج الدراسة الحالية أعلى بنسب مئوية من هذه الدراسة المذكورة. ونلاحظ أيضًا هذا الاتساق مع نتائج الدراسة التي أجراها ARMSTRONG B. وMACKEY E. R. وSTREISAND R. في عام 2011[9] وJASSER. S في عام 2008[10] حيث تمت الإشارة إلى أن الأطفال المصابين بالسكري يعبرون بمشاكل نفسية وأن الاكتئاب هو المشكلة الكبرى.

يؤثر مرض السكري أيضًا على الأداء الأكاديمي للطلاب، في الواقع لاحظ 64.4% من المعلمين و54.5% من أولياء الأمور أن مرض السكري يؤثر على الأداء الأكاديمي لأطفالهم. وتتوافق هذه النتائج بنتائج دراسة بوريشة في الجزائر سنة 2020[11] ومع نتائج الدراسة السابقة في تونس[12]. حيث تبين أن 16.7% من المرضى يظهرون تراجع في الدراسة بعد ظهور مرض السكري. وتتزامن هذه النتائج أيضًا مع نتائج الدراسة التي أجراها DESROCHER M, ROVET J في عام 2004[13].

يمكن تفسير هذا التراجع في الأداء الأكاديمي بعدة عوامل، فقد أظهرت النتائج أن مرض السكري يمكن أن يسبب انخفاض التركيز وهو ما يلاحظه معظم المعلمين وأولياء الأمور وهذا الانخفاض في التركيز أحد مضاعفات نقص السكر في الدم و قد ثبت ذلك أيضا في دراسة ROBINSON D, COONS M, Haensel H et al. في [14]٠2018  تم الكشف عن عوامل أخرى كذلك كسبب لهذا الانخفاض في الأداء مثل ثقل التوقيت المدرسي والغيابات بسبب الفحوصات الطبية التي لاحظها معظم المعلمين. تمت الإشارة إلى جميع هذه العوامل أيضًا في الدراسة التي أجرتها Pauline DELANNOY,   Hélène GEURTS et Antoine DEROBERTMASURE  في بلجيكا في عام [15]2020.

تمت المقابلة الأولى يوم 16 فبراير 2023 بالمستشفى الجهوي بزغوان مع أخصائية التغذية الدكتور “ب، د” لمدة ساعة واحدة. كما أجرينا المقابلة الثانية مع الأخصائي النفسية الدكتورة “ن، م” بتاريخ 17 فبراير 2024 في نفس المكان ولمدة 45 دقيقة. وكان الهدف من هاتين المقابلتين توضيح رؤيتنا حول مرض سكري الأطفال بناءً على آراء المختصين والتحقق من فرضياتنا ومعرفتنا بالإضافة إلى الحصول على معلومات أكثر موثوقية. وتكشف نتائج كليهما أن مرض السكري لدى الأطفال يؤثر بالفعل على الأداء الأكاديمي للطالب المصاب وكذلك صحته النفسية بطريقة يمكن أن تتعطل حياته اليومية. وأكدت المختصتان أن للمعلمين دوراً مهماً فيما يتعلق بالأطفال المصابين بالسكري في البيئة المدرسية. ويجب أن يكون المدرس مثقفاً وعلى دراية بمرض السكري وأن يعي آثاره على الطفل المصاب سواء صحياً أو تربوياً أو نفسياً. تبدأ الإدارة السليمة لمرض السكري بالوعي والفهم لهذا المرض.

مكنتننا دراسة الحالة من ملامسة واقع طفلتين مصابتان بمرض السكري من النوع الأول. الحالة الأولى فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات سلطت النتائج الضوء على التحديات التي تواجهها هذه التلميذة. ورغم الجهود التي يبذلها والديها لضمان سلامتها من خلال محاولة توفير نظام غذائي صحي، والاتصال الدائم بالمدرسة، تواجه التلميذة صعوبات نفسية واجتماعية مرتبطة بمرضها. أولا رفضها مشاركة حالتها الصحية مع رفاقها يوضح بطريقة غير مباشرة عدم تقبلها للمرض. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن أدائها الأكاديمي قد تأثر حيث أن هناك انخفاض بنتائجها الدراسية بعد الإصابة بمرض السكري من معدل 18 بالسنة الأولى قبل الإصابة إلى 16 بالسنة الثانية بعد الإصابة ثم 14 بالسنة الخامسة، رغم هذا الانخفاض لا تزال طالبة متفوقة. إدارة مرض السكري في المدرسة لا تسير بشكل جيد بسبب عدم وجود ممرضة ونقص المعرفة حول كيفية التدخل الفعال في حالة تدهور صحة التلميذة. يؤدي نقص السكر في الدم إلى عدم استقرار الحياة المدرسية واليومية بشكل كبير ويؤدي الغياب لفترات طويلة (5 أو 4 أيام متتالية) إلى نقص في التحصيل الدراسي ولا يتم تدارك هذا النقص كما يجب فيما بعد. أما بالنسبة للحالة الثانية فهي فتاة تبلغ م العمر 7 سنوات تعتبر في مرحلة التعرف على مرضها أكثر، قد تعاني من مشاكل مرتبطة بمرض السكري سواء كانت نفسية أو أكاديمية، الفتاة تعاني من مرض السكري من النوع الأول منذ أن كانت في الطفولة الباكرة، وقد بدأت الأعراض وزيارات الأطباء في سن مبكرة. يبذل الوالدين مجهودًا لتلبية احتياجاتها الصحية من حيث الحمية الغذائية والحقن بالأنسولين والنشاط الرياضي. تواجه الطفلة صعوبة في تلقي الحقن بالأنسولين وتشعر بالألم، لكنها تقبلها بعد الحوار الهادئ مع والدتها. هذه الأخيرة تعمل على توعية الإدارة والمعلمين في المدرسة بحالة ابنتها وضرورة توفير بيئة مدرسية مناسبة لها. كتلميذة هي تواجه بعض التحديات في المدرسة مثل الرغبة في تناول الوجبات الحلوة وتعرضها للتنمر، ولكنها تلقى الدعم من المعلمين. نذكر أيضا أنها تظهر فقدانًا جزئيًا للتركيز خلال بعض الأوقات في القسم.

من الواضح أن مرض السكري من النوع الأول يؤثر بشكل كبير على حياة هاتين التلميذتين، سواءا من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو الأكاديمية. نذكر أولا التحديات النفسية والاجتماعية والتي نلاحظها في صعوبة تقبل حالتهما الصحية والتعامل معها في بيئة المدرسة. قد تواجهان مشاكل مثل التنمر والعزلة بسبب حالتهما الصحية، مما يؤثر على ثقتهما بأنفسهما وعلاقاتهما مع الآخرين. نذكر أيضا الأثر الأكاديمي حيث يبدو أن المرض قد يؤثر على الأداء الدراسي للتلميذتين بسبب التحديات الصحية التي يواجهانها، مثل عدم استقرار مستويات السكر في الدم والتعب الناتج عنها. قد يترتب على ذلك انخفاض في النتائج الدراسية وصعوبة في التركيز خلال الدروس. وأخيرا نذكر تحديات إدارة هذا المرض في المدرسة نظرًا لنقص الموارد مثل عدم وجود ممرضة مخصصة وقلة المعرفة حول كيفية التدخل الفعال في حالات الطوارئ.

باختصار، يجب على المجتمع المدرسي والوالدين والمختصين في الرعاية الصحية العمل سويًا لتقديم الدعم الشامل للتلاميذ المصابين بمرض السكري من النوع الأول، بما في ذلك توفير الدعم النفسي والبحث عن حلول لتدارك نقص التحصيل الدراسي.

خلاصة

يؤثر مرض السكري من النوع الأول على الأطفال المصابين في مختلف جوانب حياتهم، بدءًا من صحتهم الجسدية والنفسية إلى تجربتهم التعليمية في المدرسة. يفرض هذا المرض تغيرات في نمط حياة الطفل وتشمل هذه التغييرات الحاجة المستمرة لرصد مستويات السكر في الدم وإدارة الأنسولين والالتزام بنظام غذائي محدد، يؤثر هذا بشكل كبير على روتينهم اليومي وتجاربهم الشخصية.

من الناحية الأكاديمية، يعاني الأطفال المصابون بمرض السكري من تحديات في التركيز أثناء الحصة خاصة في حالة تقلب مستويات السكر في الدم. هذا قد يؤدي إلى تراجع في أدائهم الأكاديمي وتدهور في مستوى التحصيل الدراسي.

لذلك، فإننا نشدد على ضرورة الوعي والتثقيف حول مرض السكري في البيئة المدرسية لتوفير الدعم اللازم للتلاميذ المصابين. ينبغي على المعلمين وأولياء الأمور والمختصين في الرعاية الصحية العمل بتناغم لضمان إنشاء بيئة تعليمية تلبي احتياجات الطلاب المصابين وتوفر لهم الدعم اللازم لتحقيق نجاحهم الأكاديمي واستقرارهم النفسي.

ومن خلال تطبيق استراتيجيات مدروسة والتوعية المستمرة، يمكن للمجتمع المدرسي تحقيق التقدم في فهم مرض السكري النوع الأول وتطوير طرق ناجعة لإدارته ودعم التلاميذ المصابين في بيئة المدرسة.

قائمة المراجع:

  1. American Diabetes Association: American Diabetes Association Complete Guide to Diabetes. 4th ed. Alexandria, VA, American Diabetes Association, 2005
  2. Aquaportail. (2011, 6 14). aquaportail.com. Consulté le 8 28, 2021, sur https://www.aquaportail.com/dictionnaire/definition/9854/ilot-de-langerhans
  3. Armstrong B., Mackey E. R., Streisand R. (2011). Parenting behavior, child functioning, and health behaviors in preadolescents with type 1 diabetes. Journal of Pediatric Psychology, 36(9), 1052–1061. https://doi.org/10.1093/jpepsy/jsr039
  4. Ben Amor, A., Essaddam, I., Snene, H., & Ben Becher, S. (2015). Retentissement psychologique du diabète type 1 sur l’enfant. Expérience d’une unité de diabétologie pédiatrique. European Psychiatry, 30(Suppl. 8), S132. https://doi.org/10.1016/j.eurpsy.2015.09.258
  5. Desrocher, M., Rovet, J. F., & SickKids. (2004). Neurocognitive correlates of type 1 diabetes mellitus in childhood. Child Neuropsychology, 10(1), 36-52. DOI: 10.1076/chin.10.1.36.26241 https://doi.org/10.1076/chin.10.1.36.26241
  6. Dumouchel, N., Kambites, S., & Nakhla, M. (2015, 1). Le diabète pédiatrique : un guide pour la famille. hopital de Montreal pour enfants, 33.
  7. Geoggfroy & Gonthier, 2012 ; OMS, 2016
  8. Jaser S. S., Whittemore R., Ambrosino J. M., Lindemann E., Grey M. (2008). Mediators of depressive symptoms in children with type 1 diabetes and their mothers. Journal of Pediatric Psychology, 33(5), 509–519. https://doi.org/10.1093/jpepsy/jsm104
  9. Pauline Delannoy, Hélène Geurts et Antoine Derobertmasure, « Comment les équipes éducatives prennent-elles en compte la situation d’enfants atteints du diabète de type 1 ? Analyse du propos des enseignants en Belgique francophone », Éducation et socialisation [En ligne], 65 | 2022, mis en ligne le 30 septembre 2022, consulté le 18 avril 2024. URL : https://journals.openedition.org/edso/20928 ; DOI : https://doi.org/10.4000/edso.20928
  10. Robinson D, Coons M, Haensel H et al. Diabetes Canada 2018 Clinical Practice Guidelines for the Prevention and Management of Diabetes in Canada: Diabetes and Mental Health. Can J Diabetes 2018; 42 (Suppl 1): S130-S141. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29650085/ 
  11. Winslow, T. (2001). diabète : comment les cellules souches pourraient-elles aider? EuroStemCell. Récupéré sur https://www.eurostemcell.org/fr/diabete-comment-les-cellules-souches-pourraient-elles-aider
  12. World Health Organization (WHO), & International Diabetes Federation (IDF). (2009). IDF Diabetes Atlas (éd. the Fourth Edition of Diabetes Atlas). Consulté le octobre 10, 2010, sur http://www.diabetesatlas.org
  13. بوریشة، ج. (2020). مرض السكري (النوع الأول) وأثره على تقدير الذات والتحصيل الدراسي: دراسة عيادية لدى ثلاث حالات متمدرسين مصابين بمرض السكري (النوع الأول). دراسات نفسية وتربوية، 13(3)، 320. https://www.asjp.cerist.dz/en/article/125611

[1] American Diabetes Association: American Diabetes Association Complete Guide to Diabetes. 4th ed. Alexandria, VA, American Diabetes Association, 2005

[2] Geoggfroy & Gonthier, 2012 ; OMS, 2016

[3] aquaportail. (2011, 6 14). aquaportail.com. Consulté le 8 28, 2021, sur https://www.aquaportail.com/dictionnaire/definition/9854/ilot-de-langerhans

[4] Winslow, T. (2001). diabète : comment les cellules souches pourraient-elles aider? EuroStemCell. Récupéré sur https://www.eurostemcell.org/fr/diabete-comment-les-cellules-souches-pourraient-elles-aider

[5] Dumouchel, N., Kambites, S., & Nakhla, M. (2015, 1). Le diabète pédiatrique : un guide pour la famille. hopital de Montreal pour enfants, 33.

[6] World Health Organization (WHO), & International Diabetes Federation (IDF). (2009). IDF Diabetes Atlas (éd. the Fourth Edition of Diabetes Atlas). Consulté le octobre 10, 2010, sur http://www.diabetesatlas.org

[7] Ben Amor, A., Essaddam, I., Snene, H., & Ben Becher, S. (2015). Retentissement psychologique du diabète type 1 sur l’enfant. Expérience d’une unité de diabétologie pédiatrique. European Psychiatry, 30(Suppl. 8), S132. https://doi.org/10.1016/j.eurpsy.2015.09.258

[8] Source précedente.

[9] Armstrong B., Mackey E. R., Streisand R. (2011). Parenting behavior, child functioning, and health behaviors in preadolescents with type 1 diabetes. Journal of Pediatric Psychology, 36(9), 1052–1061. https://doi.org/10.1093/jpepsy/jsr039

[10] Jaser S. S., Whittemore R., Ambrosino J. M., Lindemann E., Grey M. (2008). Mediators of depressive symptoms in children with type 1 diabetes and their mothers. Journal of Pediatric Psychology, 33(5), 509–519. https://doi.org/10.1093/jpepsy/jsm104

[11] بوریشة، ج. (2020). مرض السكري (النوع الأول) وأثره على تقدير الذات والتحصيل الدراسي: دراسة عيادية لدى ثلاث حالات متمدرسين مصابين بمرض السكري (النوع الأول). دراسات نفسية وتربوية، 13(3)، 320. https://www.asjp.cerist.dz/en/article/125611

[12] Ben Amor, A., Essaddam, I., Snene, H., & Ben Becher, S. (2015). Retentissement psychologique du diabète type 1 sur l’enfant. Expérience d’une unité de diabétologie pédiatrique. European Psychiatry, 30(Suppl. 8), S132. https://doi.org/10.1016/j.eurpsy.2015.09.258

[13] Desrocher, M., Rovet, J. F., & SickKids. (2004). Neurocognitive correlates of type 1 diabetes mellitus in childhood. Child Neuropsychology, 10(1), 36-52. DOI: 10.1076/chin.10.1.36.26241 https://doi.org/10.1076/chin.10.1.36.26241

[14] Robinson D, Coons M, Haensel H et al. Diabetes Canada 2018 Clinical Practice Guidelines for the Prevention and Management of Diabetes in Canada: Diabetes and Mental Health. Can J Diabetes 2018; 42 (Suppl 1): S130-S141. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29650085/ 

[15] Pauline Delannoy, Hélène Geurts et Antoine Derobertmasure, « Comment les équipes éducatives prennent-elles en compte la situation d’enfants atteints du diabète de type 1 ? Analyse du propos des enseignants en Belgique francophone », Éducation et socialisation [En ligne], 65 | 2022, mis en ligne le 30 septembre 2022, consulté le 18 avril 2024. URL : https://journals.openedition.org/edso/20928 ; DOI : https://doi.org/10.4000/edso.20928

وسوم:

اترك رد

جديدنا