النزعة الأكسيوميَّة في فصل المقال وراهنيَّة ابن رشد
إبراهيم ماين
إنَّ فيلسوفنا يتمسَّك بقضيَّة الفصل هذه، مؤكّدًا على أنَّ ما للفلسفة للفلسفة، وما للشرع للشرع، ولا يجب البحث عن الصدق في الفلسفة عن طريق الشريعة، ولا البحث عن الصدق في الشريعة عن طريق الفلسفة، فالقضايا الدينيَّة تفحص داخل الدين، والقضايا الفلسفيَّة تمحَّص داخل الفلسفة، لذلك ينبغي النظر إلى الدين والفلسفة كما يقول الجابري”كبنائين أكسيوميين، فرضيين استنتاجيين، بحيث يجب أن نبحث عن الصدق فيهما داخل كل منهما، لا خارجه، والصدق المطلوب هو صدق الاستدلال لا صدق المبادئ والمقدّمات، ذلك، لأن المبادئ والمقدّمات، في الدين كما في الفلسفة، مبادئ موضوعة، يجب التسليم بها دون برهان.