الأخلاق والعناية الإلهيَّة عند سنيكا
إبراهيم ماين
تنتمي الأعمال الفلسفية لسنيكا (حوارات أو رسائل) إلى الفلسفة الرواقية، التي استمرت تُدرس في العالم القديم (الرواق القديم، الوسط والجديد) لمدة 600 سنة متتالية. كان الرواقية فلسفة يونانية متأخرة، ركزت على الأخلاق ورأت الإنسان قبل كل شيء ككائن عقلاني. في أعماله الفلسفية، لم يهتم سنيكا بتحسين النظرية بقدر ما اهتم بتكييف الفلسفة الرواقية اليونانية مع العصر الروماني. حاول سنيكا سد الفجوة بين الفلسفة والحياة العملية، بهدف جعل الفلسفة قوة حية يمكن الوصول إليها للأفراد في المجتمع، من خلال تقديم بعض المعتقدات الأخلاقية الرواقية التي اعتبرها أكثر صحة وفائدة، ليكون أساسًا للحياة.