صوفيَّة السرد في فضاء الصحراء؛ قراءة في “بدو على الحافة” لعبد العزيز الراشدي
هجر شفيق
إن هذه الكتابة من وفاء السارد لأصله التكويني البدوي الذي عشش التصوف في أركانه، وبصم كل صغيرة وكبيرة فيه، في الأفراح والأقراح بإيقاع القصائد والأذكار وحكايا الأولياء والأنبياء وبِلذَّة الألحان الحزينة، يعود إليها ليرتاح مهما ابتعد أو سافر للبلاد البعيدة، ثم يختار أن يشكل قوامها ويعجنها بالمرأة –ملاذ الصوفية جميعا- ويسكب عليها صفاته الخاصة من الغنج والبياض والدلال والتمنع، وخصوصية الجنوب أيضا الذي يصبغ عنقها بالسمار بفعل شمسه، ويصبغها ببساطته أيضا.