بالإيحاء.. كان الوجودُ كلُّه
محمود حيدر
لو تدبَّرنا هذا المنفسح من التفكير بـ “الماوراء”، لَفَهِمنا أنَّ عالمًا موصولًا بالوحي هو عالمٌ لا يدنو منه زَلَلٌ ما دام كلُّ موجود لا يوجد إلَّا بعِلَّة موجِدة. لهذا سيقرِّر الحكماء أنْ لو نُزِع الوحيُ عن شيءٍ انعدم وجوده في الواقع؛ ما يعني أن لا فصل ولا قطيعة بين فعَّاليَّة الوحي وانتظام الأكوان، حتى ليصير جليًّا ألَّا توجد أشياء الوجود كلِّها، ناطقة وغير ناطقة، بمعزلٍ من عطاءات الوحي وتأييده.