الترابط بين علم النفس والأدب والتاريخ
إبراهيم أبو عواد
إنَّ عِلْمَ النَّفْسِ قائمٌ على تَحليلِ العَالَمِ الداخلي للإنسان، وإرجاعِ حياته الباطنية إلى عناصرها البِدائية الأوَّلِيَّة، وربطِ السلوكِ اليَومي بتأثيراتِ العقلِ وإفرازاتِ الشخصيةِ وأساليبِ التفكيرِ، مِن أجْلِ فَهْمِ وُجودِ الإنسان كَكَائن حَي وحُر، والتَّحَكُّمِ بِمَسَارِه، والتَّنَبُّؤ بِمَصِيرِه. وكُلُّ إنسان لَدَيه حَيَوَات كثيرة وشخصيات مُتعددة، وَوَحْدَها اللغةُ هي القادرةُ على وَضْعِ الخُطوطِ الفاصلةِ بَين حَيَوَاتِ الإنسانِ، وتَحديدِ نِقَاطِ الاتصالِ والانفصالِ بَيْنَ شخصياته. وهذا لَيس غريبًا، فاللغةُ هي الطاقةُ الرمزيةُ التي تَجْمَع بَين السُّلوكِ والشُّعورِ في إطار التَّسَلْسُلِ الفِكري المَنطِقي.