العدد الثالث من مجلّة “علم المبدأ”؛ “الفتوَّة بما هي عيشٌ فائق”

image_pdf

صدر العدد الثالث من مجلَّة “علم المبدأ”، وهي فصليَّة مُحكَّمة تُعنى بمعارف الميتافيزيقا والحكمة الإلهيَّة، وتضمن الأبحاث والدراسات الآتية:

*في “المفتتح”:

– كتب رئيس التحرير محمود حيدر عن “الفتى الحاضر في الرحمانيَّة”، معتبرًا أنَّ الاقتدار سِمَة الفتوَّة وسمْتُها جسمًا وروحًا ومعنى، وهو بالنسبة إلى أهلها شأنٌ ذاتيٌّ، وهوية فعليَّة. والفتى المقتدر يدرك معنى ما هو عليه، ذلك بأن صبغته الانتباه، ولولا انتباهه إلى ما هو عليه شأنه وشأنيَّته في الحق، لانحدر إلى وادي الغفلة فلا يغادرها قط. من أراد سؤاله عن فتوَّته يقول: ما تعرَّض العقل الغارق في اللهو واللعب لـ”الوارد الرحماني” إلَّا نجا من ضلالات التيه، حتى إذا عرف نفسه، عرف الكون، ولو عرف نفسه وتبصَّر آفاق الكون ، عرف الله”.

*في باب “المحور”:

– كتب قويدري الأخضر عن “تجلّيات الفتوَّة في التصوُّف الإسلامي”(قراءة في تنظير المفهوم وأفعاله) فرأى أن خُلُق الفتوَّة أحد المرتكزات الجوهريَّة التي يتأسس عليها علم التزكية عند الصوفية، وأحد المداخل الأساسية للمعرفة بالله، معتبرًا أنَّ السفر عبر مقامات العرفان ينبغي أن تصحبه أخلاق عليَّة تفيض بالرحمة والمحبة للمخلوقات كلها”.

– وبحث رضا موسى الكيلاني ومحمد شكيبادل في “رسائل الفتوَّة”(السلوك العرفانيّ وتأثيره على الإبداع الحرفيّ)، فاعتبراها  من أبرز منازل السلوك العرفاني في التأثير على الإبداع الفني، طبق طريقة المريد والمراد. وسعيا للإضاءة على اعتمادها من قبل أصحاب الصناعات والفنون الحرفية في الثقافة الإيرانية والإسلامية القديمة، بهدف السلوك في طريق الحق، وتربية الطلبة الفنانين. كانت غايتهما تأصيل مفهوم الفتوَّة من وجهة نظر معرفيَّة لها خصوصيَّتها في فضاء التصوُّف والعرفان الإسلامي.

– وتطرَّقت ليلى عبد الكريم خليفة إلى “فتوَّة الروح في فتوحات محيي الدين ابن عربي”(بين الوجود الحق ومحق العدم)، فرأت أن مفهوم الفتوَّة يلتقي بمفاهيم النبوَّة والحكمة والعلم في مذهب محيي الدين ابن عربي، بما يحويه من مكارم الأخلاق والقوة والاقتدار، فهو يعتبر “الفتى الروح” بمثابة القلب ذي” النسب الإلهي الشريف، والمنصب الكيانيّ المنيف، ويستدل على كرمه من فتوته”.

– وعالج علي محمد مؤذني وفاطمة مهري مسألة “الفتوَّة بما هي تظهير للتصوُّف المدني”(تقريب سوسيو- ثقافي)، فاعتبرا أنهذه الوجهة السلوكيَّة لدى المتصوِّفة والعرفاء كان لها الأثر الكبير على “الحياة المدنيَّة” للمجتمعات الإسلامية، ومثل هذا التأثير لم يكن على المستوى الفكري فحسب، بل تخطى ذلك أيضًا نحو التأثير السياسي والاجتماعي.

– وكتب رضوان محمد سعيد أيزولي عن “الرباط العرفاني مكانة الفتوَّة في مقاومة استعمار أفريقيا”، فتناولمفهوم الفتوَّة في مقام المرابَطة، وشرح موقف التصوف ودور أعلامه في مقاومة المستعمر الأوروبي للقارة الأفريقية، كما ركَّز على بيان الحقائق التاريخيَّة لهذا الدور الذي جرى تجاهله من قبل المؤرخين.

– وبحث جعفر نجم نصر في مسألة “الفتوَّة الحِكْميَّة(درس العرفان السياسي عند سعيد النورسي)، فأضاء على مفهوم الفتوَّة السياسيَّة لدى العارف بديع الزمان سعيد النورسي، والذي كان استكمالًا للحلقات التي أقامها المتصوفة والعرفاء عبر أزمان متباعدة، بيد أنه تميز عنها بسيره وفق المواريث الأخلاقية لأجل مواجهة التحولات السياسية المرعبة التي عاشتها تركيا إبان عصر كمال أتاتورك وما تلاها.

– أمَّا أحمد ماجد فعالج في بحثه “الفتوَّة في القرآن والعرفان(دلالات المعنى)، دلالات مفهوم الفتوَّة في الإسلام الذي أقرَّه وأشبعه بالمعاني الدينية، وربط بينه وبين حركة النبوَّة في الاجتماع الإنساني، واستعرض حضور هذا المفهوم في الدلالات القرآنية، طارحًا عددًا من الأمثلة، قبل الانتقال إلى الصوفيَّة ورصد حضوره فيها.

*في باب “محاورات”:

– حوار مع المفكِّر الروسي ألكسندر كنيش، أنشأه ونقله إلى العربية هادي محمد اللواتي، وأعدّه للنشر جاد مقدسي، وطرح فيه قضايا تتعلق  بمفاهيم صوفية وعرفانية، ومعارف ميتافيزيقية كان له فيها اختبارات بحثية وذوقية في فضاءاتها المتعالية.

واتَّخذ الحوار سمة المفارقة من أوجه عدة، فهو أولًا يطلُّ على الشخصي من سيرته الذاتية والعلمية، وثانيًا من تدرُّجه المعرفي الذي اتخذ دربة مخصوصة اجتمعت فيها مشاغل البحث العلمي والتدريس، وثالثًا من توجّهه الصوفي.

*في باب “حقول التنظير”:

– بحث للبروفسور في جامعة برنستون الأميركية كانر داقلي، تحدث فيه عن بداية نظام جديد للفلسفة الإسلامية ، مضيئًا على تأثير الدراسات والترجمات القيمة للتقاليد الإسلامية، الفلسفية، والصوفية، واللَّاهوتية التي شهدها العقدان الماضيان.  

– أمَّا صابر أبا زيد فكتب عن “الاستشراق الأنثروبولوجي للتصوُّف” (مسعى انتقادي)، شارحًا المعطيات التي قدَّمتها الدراسات الاستشراقية الغربية حيال التصوف الإسلامي، ونقد ما تنطوي عليه من معاثر معرفية وتوظيفات إيديولوجية، ولا سيما لدى أولئك المستشرقين درسوا التصوف وفق المنهج الأنثروبولوجي.

* في باب “أفنان”:

– بحث لرزقي بن عومر حول “التجلّيات الوجوديَّة للحروفتأويليَّة اللغة العرفانيَّة عند الشيخ العلاوي”، قدَّم فيه مقاربة لأبعاد ودلالات الحروف في لغة العرفاء، وخصَّص لهذه الغاية أعمال العارف بالله الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي، وأقام حقلًا معرفيًّا لبيان التجليات الوجودية للحروف، ولاسيما تلك التي وردت في الكلام الإلهي.

* في باب “مكنز الكتب”:                                                              

– مقالان تحليليان، الأول كتبه خالد العلي حول كتاب “آلام العقل الغربي” لريتشارد تارناس، والذي يضيء فيه على تراجيديا الحضارة المتشائمة، والثاني للشاعر والكاتب اللبناني نعيم تلحوق يعالج فيه كتاب “فيزياء الإيمان” للعالمين الروسيين ف. يو. تخيبولاف، و ت.س. تخيبولاف، لافتًا إلى إمكان رفع التناقض بين العلم الطبيعي والوحي الديني. 

جديدنا