الأسلوبيَّة؛ المرجعيَّة وآفاق التحليل

image_pdf

 

ملخَّص

تعد الأسلوبية منهجا من مناهج تحليل الخطاب، تبحث عما يميز الخطاب الفني عن باقي الخطابات الأخرى. وقد استفادت في ذلك من مجموعة من العلوم، كالبلاغة واللسانيات والنقد الأدبي، فعملت على استخلاص أدواتها التحليلية الخاصة في التعامل مع تحليل النصوص. وهو الشيء الذي جعل علميتها تتأرجح بين النفي والإثبات، فمن الدارسين من اعتبرها علما عامًّا، كعلم اللغة أو علم الكلام، باعتبارها منضوية في علم اللسانيات، أو فرعًا من فروع اللغة. بينما رفض بعضهم وصفها بالعلمية لعدة أسباب تدخل فيها طبيعة الدراسات الأسلوبية نفسها.

كلمات مفتاحية: الأسلوبية، المرجعية، العلمية.

 

مقدّمة

على الرغم من أن الحديث عن الأسلوبية حديث قديم، فلا ضير من  إعادة معالجتها من وجهات نظر مختلفة، بصفتها منهجا متجددًا عبر العصور والحقب، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه  يتمحور حول ما إذا أضحت الأسلوبية علمًا مستقلا بذاته كسائر العلوم أم أنها مازالت حبيسة مجموعة من العلوم كاللسانيات والبلاغة والنقد الأدبي…؟

تعد الإجابة عن هذا السؤال أمرًا يصعب تحديده، لأننا إذا ما اطلعنا على دراسات الأسلوبيين تبين لنا أن جلهم لم يصرح بهذه المسألة. إما تجنبا للوقوع في أحكام قيمة، أو لأن الأسلوبية نشأت مرتبطة بمجموعة من العلوم السابقة كالبلاغة واللسانيات والنقد الأدبي، أو لأنها، في ذاتها، لم تبلغ من النضج ووضوح الرؤية واستقامة المنهج ما يؤهلها لذلك. وهذا ما سنحاول مقاربته من خلال عنوان بحثنا “الأسلوبية: المرجعية وآفاق التحليل”، وذلك بمعالجة محاور ثلاثة:

المحور الأول: حول الأسلوب الأسلوبية.

المحور الثاني: علاقة الأسلوبية بالعلوم المحاقلة لها.

المحور الثالث: مجال اشتغال الأسلوبية.

أولا: الأسلوب والأسلوبية: التأسيس والتقعيد

يعرف الأسلوب بالتمييز بين ما يقال في النص الأدبي، وكيف يقال، أو بين المحتوى والشكل، ويشار إلى المحتوى عادة بالمعلومات أو الرسالة أو المعنى المطروح، بينما ينظر إلى الأسلوب بأنه تغييرات تطرأ على الطريقة التي تُطرح من خلالها هذه المعلومات مما يؤثر على طابعها الجمالي أو على استجابة القارئ العاطفية. وهذا ما أشار إليه ابرامز M.H.Brams في معجم المصطلحات الأدبية “Aglossary of literary  terms”، بقوله: “إن أفكار علم اللغة الحديث تستخدم للكشف عن السمات الأسلوبية أو “الخصائص الشكلية” التي يقال إنها تميز عملا معينًا، أو كاتبا معينًا، أو موروثا أدبيا، أو عصرًا معينًا. وهذه السمات الأسلوبية قد تكون صوتية (الأنماط الصوتية للكلام أو الوزن أو القافية)، أو جُملية (أنواع التركيب الجملي)، أو معجمية (الكلمات المجردة ضد الكلمات المحسوسة، التكرار النسبي، الأسماء  والأفعال والصفات)، أو بلاغية ( الاستعمال المتميز للمجاز، والاستعارة والصور ..) ([1]).

وإذا كان السؤال الذي يطرح نفسه: “ما هو الأسلوب؟ فإن الجواب بالضرورة سيكون متعددا ومختلفا باختلاف مشارب الدارسين، وحتى يتجلى ذلك بوضوح ارتأينا أن نزاوج في تحديد ماهية الأسلوب بين القدامة والحداثة.

  1. الأسلوب من المنظور اللغوي

إن كلمة أسلوب في العربية مجاز مأخوذ من معنى الطريق الممتد أو السطر من النخيل. يقول ابن منظور: “يقال للسطر من النخيل أسلوب، وكل طريق ممتد فهو أسلوب، والأسلوب الطريق والوجه والمذهب؛ يقال: أنتم في أسلوب سوء، ويجمع أساليب. والأسلوب الطريق تأخذ فيه. والأسلوب بالضم: الفن. يقال: أخذ فلان في أساليب من القول، أي أفانين منه([2]). وإذا ما تناولنا مصطلح الأسلوب من منظور المفسرين نجد الزمخشري يتناول مادة (سلب) قائلا : “سلبَه ثوبَه وهو سليب، وأخذ سلب القتيلِ وأسلاب القتلى. ولبست الثكلى السِّلاب وهو الحداد…وسلكت أسلوب فلان: طريقته، وكلامه على أساليب حسنة. ومن المجاز سلبه فؤاده وعقله واستلبه، وهو مستَلَب العقل، وشجرة سليب: أُخِذ ورقها وثمرها.. ويقال للمتكبر أنفه في أسلوب إذا لم يلتفت يمنة ولا يسرة “([3]).

يتبين من خلال التحديد اللغوي لكلمة “أسلوب” أنه يجمع بين بعدين:

  • أحدهما: البعد المادي الذي يمكن أن نلمسه في تحديد مفهوم الكلمة من حيث ارتباطُها بمعنى الطريق الممتد أو السطر من النخيل، ومن حيث ارتباطُها أحيانا بالنواحي الشكلية، كعدم الالتفات يمنة أو يسرة.
  • والثاني: البعد الفني الذي يتمثل في ربطها بأساليب القول وأفانينه. كما نقول: سلكت أسلوب فلان أي طريقته وأفانينَه.
  1. المفهوم الدلالي للأسلوب في التراث العربي

يعرف ابن خلدون الأسلوب قائلا :”إنه عبارةٌ عن المنوال الذي يُنسج فيه التراكيب أو القالب الذي يفرغ فيه، ولا يرجع إلى الكلام باعتبار إفادته كمال المعنى من خواص التركيب الذي هو وظيفة البلاغة والبيان، ولا باعتبار الوزن كما استعمله العرب فيه الذي هو وظيفة العروض، وإنما يرجع إلى صورة ذهنية للتراكيب المنتظمة كلية باعتبار انطباقها على تركيب خاص.. وتلك الصورة التي ينتزعها الذهن من أعيان التراكيب وأشخاصها، ويعيدها في الخيال كالقالب والمنوال، ثم ينتقي التراكيب الصحيحة عند العرب باعتبار الإعراب والبيان، فيرصّها فيه رصًّا، كما يفعل البناء في القالب والنساج في المنوال، حتى يتسع القالب بحصول التراكيب الوافية بمقصود الكلام، ويقع على الصورة الصحيحة باعتبار ملكة اللسان العربي فيه، فإن لكل فن من الكلام أساليب تختص فيه وتوجد فيه على أنحاء مختلفة”([4]).

يقول صلاح فضل معقبًا على هذا التعريف: “من الواضح أن هذا المفهوم التركيبي الدقيق للأسلوب إنما هو اصطلاحي لا لغوي، ويسبق بقرون دخول الأسلوب في المصطلح النقدي الأوربي”([5]).

  1. الأسلوب من منظور علماء العرب

 تعريف محمد حسين المرصيفي

اعتمد محمد حسين المرصيفي على ما قاله ابن خلدون واتفق معه في أن الأسلوب لا يكفي في تحصيله أن تتوفر فيه ملكة الكلام العربي على الإطلاق، بل يحتاج فيه إلى تلطف في العبارة، ومحاولة في رعاية الأساليب التي اختصت العرب بها في استعمالها([6]).

تعريف أحمد الشايب

يعتبر أحمد الشايب من الباحثين العرب الذين درسوا الأسلوب دراسة تمهيدية في وقت مبكر، فبعدما بحث الكاتب عن المعنى اللغوي للأسلوب، عمد إلى تحديده بصفته مفهوما قال عنه: “الأسلوب هو فن من الكلام يكون قصصا أو حوارا، تشبيها أو مجازا، استعارة أو كناية، تقريرا أو تصويرا، حِكما أو أمثالا([7]).يلاحظ من خلال هذا التعريف إشارة واضحة إلى أن كلمة أسلوب تضم أيضا الأشكال والأجناس الأدبية.

يبدو أن منطلق الشايب في دراسة الأسلوب كان هو منطلق حسين المرصيفي، أي كلام ابن خلدون في تعريف الأسلوب وتحديد مفهومه، فكلاهما أورد تعريفه نفسه، وناقش من خلاله القضايا الفنية التي نبعت من خلال هذا التعريف، غير أن الشايب كان أوسع أفقا، وأدقّ فهما، وحاول أن يمزج مبحثَه بكثير من معارفه في النقد الغربي الحديث.

 

  1. الأسلوب من المنظور الغربي

تعريف شارل بالي

يعد شارل بالي Charles Bally (1947-1865) مؤسس علم الأسلوب  في المدرسة الفرنسية، وخليفة سوسور في علم اللغة العام بجامعة (جنيف)، فقد أرسى قواعد الأسلوبية ابتداء من سنة 1902 بنشر كتابه الأول “بحث في علم الأسلوب الفرنسي”، ثم أتبعه بدراسات أخرى، أسس بها علم أسلوب التعبير الذي عرفه على أنه “العلم الذي يدرس وقائع التعبير اللغوي من ناحية محتواها العاطفي، أي التعبير عن واقع الحساسية الشعورية من خلال اللغة ووقائع اللغة عبر هذه الحساسية”([8]).

يتضح أن أسلوبية بالي “التعبيرية”(الوصفية) تقوم على دراسة المحتوى العاطفي والإيحائي للغة. يعزز ذلك بيير غيرو pierre Guiraud بقوله: “إن أسلوبية التعبير دراسة القيمة الأسلوبية لوسائل التعبير، وخلجات عاطفية وإرادية وجمالية وتعليمية… تلون الدلالة. فثمة قيم تعبيرية تخون مشاعر، رغبات، طبع، مزاج، وضع الذات المتكلمة وأصلها الاجتماعي. وقيم انطباعية تعرب عن مقاصدها المصممة، والانطباع الذي تريد تركه، وقيم مهمة بصفة خاصة في التعبير الأدبي” ([9]).

تعريف ليو سبيتزر Léo Spitzer

عرف ليوسبيتزر الأسلوب بقوله: “الأسلوب هو تشغيل العناصر التي توفرها اللغة بصفة منهجية”([10]). والمقصود بالمنهجية هنا إعمال العقل والمنطق والاستدلال، أي الاستقراء والاستنتاج والتحليل والتأويل.

تعريف ماروزو  Marouzeu

يعتبر الأسلوب بالنسبة لـ ماروزو بمثابة “الموقف الذي يتخذه المستعمل وهو يتكلم أو يكتب تجاه الأدوات التي توفرها له اللغة” ([11]).

يلاحظ من خلال التعريفين السابقين أن سبيتزر اشترط المنهجية في توظيف مكونات اللغة، في حين ألح ماروزو على الموقف الذي يتوجب على المتكلم أو الكاتب اتخاذه من اللغة عينها والأساليب السابقة عن أساليبه اللاحقة؛ ذلك أن الموقف يختلف من فرد إلى فرد، ومن فرد إلى جماعة، ومن جماعة إلى جماعة. فقد يكون الموقف تأييدًا أو تفنيدًا، انطباعيًّا أو انتقاديًّا، اتباعيا أو إبداعيا، إجباريا أو اختياريا “ففي الأدوات التي يوفرها لنا النسق العام للغة، نقوم باختيار ليس من قبل الوعي الذي لدينا بهذا النسق وحسب، بل من قبل الوعي الذي نفترض وجوده عند من نوجه إليه الملفوظ([12]).

  • تعريف بيير جيرو

ذهب بيير جيرو إلى “أن كلمة أسلوب إذا ردت إلى تعريفها الأصلي، فإنها طريق للتعبير عن الفكر بوساطة اللغة ([13]).

إنه يعتبر الأسلوبية دراسة للمتغيرات اللسانية إزاء المعيار القاعدي، لأن القواعد مجموعة من القوانين، أي مجموعة من الالتزامات التي يعرضها النظام والمعيار على مستعمل اللغة. والأسلوبية تحدد نوعية الحريات داخل هذا النظام. ومن ثم فإن “القواعد هي العلم الذي لا يستطيع مستعمل اللغة أن يصنعه. أما الأسلوب، فهو ما يستطيع صنعه”([14]). وهذا يعني أن الأسلوب –من وجهة النظر هذه- هو مجال التصرف.

ومن حيث الترتيب التاريخي لمصطلحي الأسلوب والأسلوبية نجد أن مصطلح الأسلوب Le style بدأ استعماله منذ القرن الخامس عشر، في حين لم يظهر مصطلح الأسلوبية   La stylistique إلا مع بداية القرن العشرين كما تدلنا على ذلك القواميس التاريخية في اللغة الفرنسية فهي “تصعد بالأول منهما إلى بداية القرن الخامس عشر، وبالثاني منهما إلى بداية القرن العشرين”([15]). أي أنه خلال القرون من الخامس عشر إلى التاسع عشر كان يوجد مصطلح الأسلوب فقط، والذي كان يقصد به النظام والقواعد العامة مثل “أسلوب المعيشة” أو “أسلوب الموسيقى “أو الأسلوب البلاغي” لكاتب ما.. أما في القرن العشرين، فقد استمر هذا المصطلح أيضا، ولكن وجد إلى جواره مصطلح آخر هو “الأسلوبية” الذي اقتصر على حقول الدراسات الأدبية وإن امتد به بعض الدارسين مثل “جورج مونان” إلى الفنون الجميلة عامة ([16]).

  ارتبط مصطلح “الأسلوب” لفترة طويلة بمصطلح البلاغة « La rhétorique »، إذ ساعد على تصنيف القواعد المعيارية التي تحملها البلاغة إلى الفكر الأدبي والعالمي منذ عهد الحضارة الإغريقية، وكتابات أرسطو، على نحو خاص. “واكتسبت كلمة” الأسلوب” شهرة التقسيم الثلاثي الذي استقر عليه بلاغيو العصور الوسطى، حين ذهبوا إلى وجود ثلاثة ألوان من الأساليب: الأسلوب البسيط، والأسلوب المتوسط، والأسلوب السامي. وهي ألوان يمثلها عندهم ثلاثة نماذج كبرى في إنتاج الشاعر الروماني “فرجيل” الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد” ([17]).

كما درس التراث العربي الظاهرة الأسلوبية ضمن الدرس البلاغي. تناول ذلك عدد من العلماء العرب أشهرهم عبد القاهر الجرجاني الذي وقف عند قضية اللفظ والمعنى ولم يجد داعيا للتنافس في معرفة أيهما أفضل اللفظ أم المعنى، منتهيا في آخر المطاف إلى أن لكل منهما دورا هاما للنص، ذلك أن الاعتماد على اللفظ لوحده يفقد النص روحه وحيويته، ومن ثمة لا يؤدي الجدوى من الكلام. يقول عبد القاهر: “إن العلم باللغة من حيث هي ألفاظ وقواعد، لا يؤدي حتما إلى جودة الكلام والشعر، فأولئك الذين فضلوا شعر الأقدمين بحجة أنهم أعلم من المحدثين باللغة، أو فضلوا شعر العرب على المولدين بحجة أنهم دخلاء عليها…وأن الدخيل في اللغة لا يبلغ مبلغ من نشأ عليها، فقد أخطأوا خطأ كبيرا، فليس الفضل في علم بألفاظ اللغة أو قواعدها، وإنما هو في طريقة الاختيار والتصرف بهاتيك القواعد وهاتيك الألفاظ”([18]).

يعد عبد القاهر الجرجاني رائدا في فهم المستوى الأسلوبي للنص البنيوي، من خلال نظرية النظم، وملاحظاته الدقيقة للعلاقة بين الأسلوب الذي هو صيغة الكلام، وبين اللغة والنحو والبلاغة، وبذلك يقترب كثيرا من الأسلوبيين والبنيويين، ذلك “أن كثيرا من آرائه يتطابق في وجوه النظم والأسلوب، وعلاقة ذلك باللغة والنحو والبلاغة، مع آراء البنيويين المعاصرين والأسلوبيين المجددين في النقد الأدبي والبلاغي..”([19]).

إلى جانب عبد القاهر الجرجاني، نجد الباقلاني الذي ركز، من خلال كتابه “إعجاز القرآن”، على اللفظة وأثرها في تركيب النص وتناسقه، واتخذ من القرآن الكريم أنموذجا لتطبيق آرائه وأفكاره، إنه يرى أن الذوق يكمن في اختيار اللفظة ووضعها في مكانها المناسب، وحسب ما يتطلبه النص، إذ إن البلاغة وحسن البيان يكمنان في وضع اللفظة في السياق السليم. عبر الباقلاني عن ذلك بقوله: “إن إحدى اللفظتين قد تنفر في موضع، وتنزّل عن مكان لا تنزّل عنه اللفظة الأخرى، بل تتمكن فيه وتضرب بجرانها، وتراها في مظانها، وتجدها فيه غير منازعة إلى أوطانها، وتجد الأخرى،    لو وضعت موضعها، في محل نفار، ومرمى شراد ونابية عن استقرار([20]).

 

أما فيما يخص مولد علم الأسلوب(الأسلوبية) فيتمثل في ما أعلنه العالم الفرنسي “جوستاف كويرتنج” عام 1986 في قوله: “إن علم الأسلوب الفرنسي ميدان شبه مهجور تماما حتى الآن.. فواضعوا الرسائل يقتصرون على تصنيف وقائع الأسلوب التي تلفت أنظارهم، طبقا للمناهج التقليدية.. لكن الهدف الحقيقي لهذا النوع من البحث ينبغي أن يكون أصالة هذا التعبير الأسلوبي أو ذاك، وخصائص العمل أو المؤلف التي تكشف عن أوضاعها الأسلوبية في الأدب، كما تكشف بنفس الطريقة عن التأثير الذي مارسته هذه الأوضاع.. ولشد ما نرغب في أن تشغل هذه البحوث أيضا بتأثير بعض العصور والأجناس على الأسلوب.. وبالعلاقات الداخلية لأسلوب بعض الفترات بالفن وبشكل أسلوب الثقافة عموما([21]).

لكن “الهزة القوية لبعض قواعد الأسلوب المعيارية جاءت على يد “جورج بوفون” (1707-1788) في عمله المشهور “مقال في الأسلوب” الذي انتهى فيه إلى أن الأسلوب هو الرجل”([22]) . أي أنّ لكل إنسان طريقته الخاصة في التعبير.

إنّ مصطلح الأسلوبية لم يظهر إلا في بداية القرن العشرين مع ظهور الدراسات اللغوية الحديثة، التي نذكر منها ما قدمته مدرسة عالم اللغة السويسري فيرديناند دي سوسور التي ضمت مجموعة من اللغويين الفرنسيين، ورفضت اعتبار اللغة جوهرا ماديا خاضعا لقوانين العالم الطبيعي الثابتة، إذ إنها خلق إنساني ونتاج للروح البشري، تتميز بدورها كأداة للتواصل، ونظام من الرموز المخصصة لنقل الفكر، فهي مادة صوتية، لكنها ذات أصل نفسي واجتماعي([23]).

تأسيسا على ذلك نشأ اتجاهان في علم الأسلوب، أحدهما يتمثل في علم أسلوب التعبير، ويدرس العلاقة بين الصيغ والفكر في عمومه. والثاني هو علم الأسلوب الفردي، وهو في واقع الأمر، نقد للأسلوب بدراسة علاقة التعبير الفردي أو الجماعة التي تبدعه أو تستخدمه، ومن هنا فهي دراسة توليدية، وليست تقييمية ولا تعقيدية، مما يجعل محورها مختلفا عن محور المدرسة الأولى. فعلم أسلوب التعبير لا يخرج على نطاق اللغة، ولا يتعدى وقائعها في حد ذاتها. أما علم الأسلوب الفردي فهو يدرس نفس هذا التعبير في علاقته بالأشخاص المتحدثين به. فالأول يعتد بالأبنية اللغوية ووظائفها داخل النظام اللغوي، أي إنه وصفي بحت. والثاني يحدد بواعثها وأسبابها، أي إنه توليدي. الأول يهتم بالنتائج ويتوقف على علم الدلالة، ودراسة المعاني في ذاتها. والثاني يعنى بالمقاصد ويرتبط بالنقد الأدبي([24]).

ومنذ سنة 1941 عبر ماروزو Jules Marouzeau عن أزمة الدراسات الأسلوبية، فهي تتذبذب بين موضوعية اللسانيات ونسبية الاستقراءات، وجفاف المستخلصات، فنادى بحق الأسلوبية في شرعية الوجود ضمن أفنان الشجرة اللسانية العامة ([25]).

وفي سنة 1960 انعقدت بجامعة (آنديانا) Université d’Indiana بالولايات المتحدة الأمريكية ندوة عالمية حضرها أبرز اللسانيين ونقاد الأدب وعلماء النفس وعلماء الاجتماع، وكان محورها “الأسلوب”. ألقى خلالها ر.جاكبسون Roman Jakobson محاضرته حول “اللسانيات الإنشائية”، فبشر يومها بسلامة بناء الجسر الواصل بين اللسانيات والأدب([26]). وبعد ذلك عمل ت.تودوروف Tezvetan Todorov على إصدار أعمال الشكلانيين الروس مترجمة إلى الفرنسية.

وفي عام 1969 أكد الألماني “أولمان” Stephen Ullmann استقرار الأسلوبية علما لسانيا نقديا، وذلك من خلال قوله: “إن الأسلوبية اليوم هي من أكثر أفنان اللسانيات صرامة على ما يعتري غائيات هذا العلم الوليد ومناهجه و مصطلحاته من تردد، ولنا أن نتنبأ بما سيكون للبحوث الأسلوبية من فضل على النقد الأدبي واللسانيات معًا” ([27]).

ثانيا: آراء حول الأسلــوبية في علاقتها بالعلوم الأخرى

سنخصص هذا المحور لآراء بعض الدارسين حول علمية الأسلوبية، ومواقفهم التي تتأرجح بين النفي والإثبات؛ فمنهم من اعتبرها علما عامًّا، كعلم اللغة، أو علم الكلام، باعتبارها منضوية في علم اللسانيات أو فرعًا من فروع اللغة، بينما رفض بعضهم وصفها بالعلمية لعدة أسباب تدخل فيها طبيعة الدراسات الأسلوبية نفسها. يقول كمال أبو ديب: “لا أستطيع أن أوحد بين شيئين، الشيء الأول هو القول بعلمية الأسلوبية، والثاني هو أن الأسلوبية محاولة لاكتشاف الخصائص الفردية في كل كيان لغوي متشكل، كالخطاب الأدبي، ومن هنا لا يبدو لي سهلا أن نوحد بين اكتشاف الخصائص الفردية المكونة، التي لا يمكن في النهاية أن تؤدي إلى مجموعة من القوانين التي تحكم تطور الحقل المعرفي الذي نتحدث عنه، ويبدو لي أن محاولة الجمع بين صفتين للأسلوبية أمر صعب، لأننا حين نتحدث عن العلم نتحدث عن مجال محدد لنشاط ما، يؤدي إلى اكتشاف القوانين التي تحكم المجال الذي يكون موضوعا لهذا العلم، العلم يكاد أن يكون في النهاية منهجية معينة ووسائل معينة، تقود إلى اكتشاف سلسلة من القوانين التي تحكم المادة موضوع العلم. أنا لا أنكر علمية التناول ولكني أعترض على وصف الأسلوبية بالعلم، أي العلم القائم بذاته، والذي له استقلاليته ومنهجه وأدواته التحليلية وغاياته التي ترتبط بمجموعة قوانين يمكن اكتشافها، إذا كانت الأسلوبية تتحرك في مجال اكتشاف الخصائص الفردية المكونة للنص، فلا يبدو لي سهلا بل هو مستحيل أن تتشكل من مجموعة الخصائص الفردية المكونة للنص، ومن النصوص، منظومة من القوانين التي يمكن أن تسمح لي في النهاية بتشكيل مجال عمل يمكن تسميته علما” ([28]).

ويرى محمد الهادي الطرابلسي أن الأسلوبية لم تنجح في إثبات كونها علما قائما بذاته على الرغم من قدرتها الواضحة على التعامل مع النص الأدبي، قال: “لم تنجح حتى الآن في أن تثبت أنها علم قائم بذاته، ولا أن تؤسس منطلقات واضحة الهوية، ومستقلة الذات، ولكنها إلى جانب ذلك توصلت إلى إثبات أنها قادرة على التعامل مع النص الأدبي من وجهات مختلفة([29]).

أما محمد شكري عياد فقد انتهى إلى أن الأسلوبية مازالت دراسة جزئية، لم ترسم طريقها ولم تهتد إلى سنّ منهج متكامل متمايز، وأنها مازالت قاصرة عن تفحص مظاهر كثيرة من الظاهرة الأدبية بكفاءة واقتدار. ويضيف أن من آيات قصورها عجزها عن معالجة ظاهرة الأبنية العليا الشاملة للنصوص الأدبية([30]). لكن ما يؤخذ عن عياد عدم شرحه للمقصود بالأبنية العليا، حتى يتبين للقارئ مدى صحة رأيه في عجز الأسلوبية عن فرض ذاتها كعلم مستقل بذاته.

وإذا ما نظرنا من منظور غربي نجد الأسلوبية لم تقو على مغادرة دائرة اللسانيات، فظلت فرعا من فروعها شأنها في ذلك شأن علم الدلالة وعلم الإشارة (السيميولوجيا) وعلم الأصوات. وهذا ما قرره في حقها كل من “ريفاتير” و “دولاس” و “ميشيل أريفه”:

  • رأي دولاس: “الأسلوبية تعرف بأنها منهج لساني” ([31]).

 

  • رأي ميشيل أريفه Michel Arrivè : “الأسلوبية وصف للنص الأدبي حسب طرائق مستقاة من اللسانيات”([32]).
  • رأي ريفاتير: ” الأسلوبية لسانيات تعنى بظاهرة حمل الذهن على فهم معين وإدراك مخصوص” ([33]).

إن الحديث عن علمية الأسلوبية أمر لم يحسم لدى الدارسين، لسبب واضح هو أن الأسلوبية نشأت مرتبطة بالدراسات اللغوية، ثم استفاد منها النقاد في دراسة النص وتحليله. فأصبحت بذلك صلة اللسانيات بالأدب ونقده، وبها تنتقل من دراسة الجملة لغة إلى دراسة اللغة نصا، فخطابا، فأجناسا. فكانت بذلك “جسر اللسانيات إلى تاريخ الأدب” ([34]). وبناء على ذلك أصبحت الأسلوبية تجمع بين المنهج العلمي في دراسة اللغة، والمنهج النقدي في دراسة النص الأدبي، أي أنها تجمع بين العلم والمنهج، ذلك “أنها تبوأت منزلة المعرفة المختصة بذاتها أصولا ومناهج”([35]). الشيء الذي جعلها تمتلك ميكانيزمات تحليلية تميزها عن باقي العلوم الأخرى التي استفادت منها كاللسانيات والنقد الأدبي، على الرغم من عدم التنصل النهائي من هذه العلوم. يقول عبد السلام المسدي في كتابه الأسلوبية والأسلوب: “من حقائق المعرفة أن الأسلوبية ترتبط باللسانيات ارتباط الناشئ بعلة نشوئه، فلقد تفاعل علم اللسان مع مناهج النقد الأدبي الحديث حتى أخصبه فأرسى معه قواعد علم الأسلوب، وما فتئت الصلة بينهما قائمة أخذا وعطاء بعضها في المعالجات وبعضها في التنظير، غير أن كلا العلمين قد قويت دعائمه وتجلت خصائصه فتفرد بمضمون معرفي جعله حليفا بمجادلة الآخر في فرضياته وبراهينه وما يتوسل به إلى إقرار حقائقه”([36]). مضيفًا أن الأسلوبية لا تتطاول على النص الأدبي فتعالجه إلا ولها منطلقات مبدئية تحتكم فيها إلى مضامين معرفية، وعلم الأسلوب يقتفي في ذلك ضوابط العلوم، شأنه في ذلك شأن علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الجمال.. فلا أحد منها يقارب النصوص بالشرح أو يكاشفها بالتأويل إلا وله مصادراته النوعية. وذلك يعزز طرحنا في كون الأسلوبية استفادت من مجموعة من العلوم، وعملت على استخلاص أدواتها التحليلية الخاصة في التعامل مع تحليل النصوص.

وهكذا نخلص إلى أن الأسلوبية وليدة العديد من العلوم التي سبقتها؛ فإذا ما نظرنا إلى علاقتها باللسانيات، نجدها ترتبط بها ارتباط الناشئ بعلة نشوئه([37]). وإذا ما نظرنا إلى علاقتها بالبلاغة نجدها وليدتها ووريثها الشرعي. ويتضح ذلك من خلال ما صرح به عبد السلام المسدي بأن “الأسلوبية وليدة البلاغة ووريثها الشرعي “([38]). وهذا يدل على متانة الصلة بين البلاغة والأسلوبية لدرجة أن الدارسين العرب عدوها الامتداد الطبيعي للبلاغة. لكن هذا لا يعني أن البلاغة قد فنيت بحلول الأسلوبية، إنما الأسلوبية منهج جديد، كسائر المناهج، لها أدواتها الجديدة في التحليل.

والواقع أن الأسلوبية على الرغم من ارتباطها بالبلاغة، فقد قويت دعائمها وتجلت خصائصها، فتفردت بمضمون معرفي جعلها جديرة بمعالجة النصوص وتحليلها وفق منطلقات مبدئية تحتكم فيها إلى مضامين معرفية تميزها عن باقي العلوم الأخرى. يرجع الفضل، في ذلك، إلى (شارل بالي) في نقل درس الأسلوب من الدرس البلاغي-بتأثير اللسانيات عليه منهجا وفكرا-إلى ميدان مستقل يدعى علم الأسلوب أو الأسلوبية.

  ثالثا: مجال اشتغال الأسلوبية

يرى جاكبسون أن مجال اشتغال الأسلوبية يكمن في البحث عما يميز الخطاب الفني عن باقي الخطابات الأخرى، وذلك من خلال قوله: “الأسلوبية بحث عما يتميز به الكلام الفني عن بقية مستويات الخطاب أولا، وعن سائر أصناف الفنون الإنسانية ثانيا”([39]).ولما كانت اللغة “تكشف في كل مظاهرها وجها فكريا ووجها عاطفيا، ويتفاوت الوجهان كثافة حسب ما للمتكلم من استعداد فطري وحسب وسطه الاجتماعي والحالة التي يكون فيها([40]). فإن الأسلوبية تعمل على تتبع بصمات الشحن التي تتخلل الخطاب، أو ما يسميه ج مونان” “بالتشويه” الذي يصيب الكلام والذي يحاول المتكلم أن يصيب به سامعه في ضرب من العدوى.

يتضح مما سبق أن الأسلوبية تعنى بالجانب العاطفي في الظاهرة اللغوية وتقف نفسها على استقصاء الكثافة الشعورية التي يشحن بها المتكلم خطابه في استعماله النوعي. ومن هذا المنطلق حدد بالي حقل الأسلوبية بظواهر تعبير الكلام وفعل ظواهر الكلام على الحساسية([41]).

فمعدن الأسلوبية حسب “بالي” ما يقوم في اللغة من وسائل تعبيرية تبرز المفارقات العاطفية والإرادية والجمالية، بل حتى الاجتماعية والنفسية، فهي إذن تنكشف أولا وبالذات في اللغة الشائعة التلقائية قبل أن تبرز في الأثر الفني([42]).

يقوم موضوع الدرس الأسلوبي لدى “بالي” ،إذن، على أمرين: يتمثل الأول في علاقة اللغة بالتفكير. أما الثاني فيضع فيه “بالي” الأسلوبية في خارج دائرة الدرس اللساني للنص الأدبي.

أما الأول فيقول فيه: “إذا كانت الدراسة اللغوية هي دراسة لنسق العلاقة بين الذهن والكلام، فإن الأسلوبية لا تستطيع أن تكون كذلك، وذلك لأن ميدانها الخاص، إذا كانت هي هكذا، لن يتميز من الميدان العام للبحث اللساني. وأيضا، فإن إعطاء تعريف أكثر اتساقا سيجعل منها دراسة وسطا بين علم النفس واللسانيات، بينما نحن نرى أن موضوع الأسلوبية يكمن في حدث التفكير”([43]).

وأما الثاني فيمكن إيجازه في أمرين :

الأول ويتمثل في أن عمل الأسلوبية يتجلى في البحث عن العبارة وعن سماتها الوجدانية، وعن مكانها ضمن النسق التعبيري، وفي الطرق التي تعطي لهذه العبارة صورتها. أما الثاني فيتمثل في فصله الأسلوبية عن ميدان النقد الأدبي، يقول: “وأما أن نخضع هذه العبارة للامتحان لكي نعرف مدى تناسقها مع اللهجة العامة للنص، أو نبحث عن مدى ملاءمتها لسمة الشخصية المتكلمة، إلى آخره، فإننا نكون بهذا قد درسنا الجماليات الأدبية ومارسنا النقد وليس الأسلوب”([44]).                                                                                                   يتضح من خلال تحديد “بالي” لموضوع الأسلوبية أنه فصل بين الدرس الأسلوبي والنقد الأدبي، وفي تحديده هذا تقييد لمجال اشتغال الأسلوبية، وحرمانها من ولوج ميادين هي بها أولى. فهو لا يرى في الأسلوب حدثا لغويا يفصح عن شكله الخاص، كما لا يرى في الأسلوبية شكلها المضاعف المتمثل في كونها “علم التعبير ونقد الأساليب الفردية”([45]).يقول صاحب “التركيب اللغوي للأدب”: “ينبغي أن تكون الأسلوبية نقدا  يحدوه تلطف وإعجاب، إذ لا سبيل إلى استيعاب الأثر الأدبي إلا من داخله ومن حيث هو كل، وذلك ما يستوجب التعاطف مع الأثر وصاحبه” ([46]).

شكلت وجهة نظر “بالي” نقطة مركزية في تطور مفهوم الأسلوبية، فهو يرى أن الأسلوبية تدرس “الأفعال والممارسات التعبيرية في اللغة المنظمة إلى حد رؤية أثرها المضموني، وذلك من حيث التعبير عن الأعمال الوجدانية باللغة، ورؤية أثر الأفعال اللغوية في الوجدان الحسي”([47]). هذا وقد كان لـ”بالي” وجهة نظر نحو الأدب، فقد عده فرعا للغة، خصوصا أنه كان من العلماء اللغويين الذين يولون اهتماما كبيرا للغة، فهو يحاول مثلا أن يدرس الأسلوب ” بالاعتماد على دراسة المنابع الأساسية للغة، ثم بعد ذلك تأتي دراسة الأدب، أي أن اللغة هي الأصل والأدب فرع لذلك([48]).

مفاد ذلك أن الأسلوبية تحتاج في تحليلها للخطاب إلى رؤية شمولية. وليتحقق ذلك، لا بد لها أن تتحول إلى دراسة النص، واعتباره الوحدة التركيبية والدلالية الأساس التي تنتظم بها وحدات أصغر، إن على مستوى اللفظ وإن على مستوى الجملة. مما يجعلها تستفيد، بشكل أعمق، من منجزات الدراسات العلمية في مختلف ميادين العلوم الإنسانية: اللسانيات وعلم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة والأنتروبولوجيا والأنتولوجيا والتاريخ وعلوم أخرى تشهد دقة مناهجها بقيمة تطورها، ومدى صلاحيتها في إغناء الدرس الأسلوبي.

 

خاتمة

نخلص مما سبق إلى أن التحليل الأسلوبي يتعامل مع ثلاثة عناصر:

الأول ويتمثل في العنصر اللغوي، إذ يعالج نصوصا قامت اللغة بوضع رموزها.

والثاني ويتمثل في العنصر النفعي، يندرج ضمنه الأحداث والشخصيات المتحاورة والرسالة وموضوعها والهدف الذي ترمي إليه.

والثالث ويمثله العنصر الجمالي الأدبي (العاطفي)،يكشف عن تأثير النص في القارئ وتقييمه له.

إن تقديمنا لهذه النقاط على ما فيها من سرعة وإيجاز، يظهر لنا مجال الدرس الأسلوبي وميدان اشتغاله في علاقته بالعلوم الأخرى. لكن كما أسلفنا إذا لم تتجاوز الأسلوبية في تحليلها الوقوف على الكلمة والعبارة، صوتا وتركيبا ودلالة لتدخل ميدان النص، فإنها ستنتهي إلى طريق مسدود، ولعل مستقبل الدراسات الأسلوبية يكمن في هذا، بالإضافة إلى الإرث العلمي الذي تحمله معها. لأن الأسلوبية تعمل على التقاط الوظائف المرتبطة بالتأثير الانفعالي في المتلقي، وما يترتب عليها من توصيل شحنة انفعالية لتحلها مكانة الصدارة في مجال اهتماماتها. ولا يتم النفاد إلى هذه الشحنة إلا من خلال النص، والانطلاق من شحناته التعبيرية وأنماط عناصره اللغوية.

 

قائمة المراجع

  • العربية
  • الباقلاني أبو بكر، إعجاز القرآن، تح: سيد أحمد صقر، ، مصر، دار المعارف، ط: 2،1971.
  • برامز. م. هـ، المدارس النقدية الحديثة، تر: عبد الله معتصم الدباغ في الثقافة الأجنبية،1987،ص:55.
  • جيرو بيير ، الأسلوبية، تر: منذر عياشي،ط:2 ،1994.
  • خفاجى عبد المنعم وآخرين، الأسلوبية والبيان العربي، الدار المصرية اللبنانية،ط:1، 1992.
  • ابن خلدون، عبد الرحمان بن محمد، مقدمة ابن خلدون، نشر الدكتور علي عبد الواحد وافي، القاهرة، 1960.
  • خليل إبراهيم، الأسلوبية ونظرية النص، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1997.
  • درويش، أحمد ،دراسة الأسلوب بين المعاصرة والتراث، دار غريب للطباعة والنشر، مصر.
  • الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمر بن أحمد، أساس البلاغة، تح: محمد باسل عيون السود، مادة سلب، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: 1.
  • سويرتي محمد ،النحو العربي من المصطلح إلى المفاهيم- تقريب توليدي وأسلوبي وتداولي، افريقيا الشرق،1900.
  • الشايب أحمد، الأسلوب- دراسة بلاغية تحليلية لأصول الأساليب الأدبية، مكتبة النهضة المصرية،1988.
  • شكري، محمد عياد، مدخل إلى علم الأسلوب، ط: 2، 1992.
  • فضل صلاح ،علم الأسلوب مبادئه وإجراءاته، دار الشروق،ط:1998،1.
  • عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، دار المعرفة، بيروت، 1981، ص: 192-193.
  • المرصيفي، محمد حسين، الوسيلة الأدبية إلى العلوم العربية، تح: عبد العزيز الدَّسُوقي، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  • المسدي عبد السلام، الأسلوبية والأسلوب، الدار العربية للكتاب،ط:3،ص:22.
  • ابن منظور، لسان العرب، تح: عبد الله علي الكبير وآخرين، دار المعارف، القاهرة،1119.

 

  • الأجنبية:
[1] – Charles Bally ,Traité de Stylistique Française, paris, Klincksleek,3ème éd,1951.

__________
*محمد الديناري- أستاذ مادة اللغة العربية- دكتوراه في البلاغة وتحليل الخطاب- جامعة القاضي عياض مراكش/المغرب.

[1] – م. هـ. برامز، المدارس النقدية الحديثة، تر: عبد الله معتصم الدباغ في الثقافة الأجنبية،1987،ص:55.

[2] – ابن منظور، لسان العرب، تح: عبد الله علي الكبير وآخرين، دار المعارف، القاهرة،1119مادة: سلب، ص:24/2058.

[3] – الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمر بن أحمد، أساس البلاغة، تح: محمد باسل عيون السود، مادة سلب، دار الكتب                               العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1/468.

[4] – ابن خلدون، عبد الرحمان بن محمد، مقدمة ابن خلدون، نشر الدكتور علي عبد الواحد وافي، القاهرة، 1960.

[5] – فضل صلاح ،علم الأسلوب مبادئه وإجراءاته، دار الشروق،ط:1998،1،ص:94.

[6] – المرصيفي، محمد حسين، الوسيلة الأدبية إلى العلوم العربية، تح: عبد العزيز الدَّسُوقي، الهيئة المصرية العامة للكتاب،2/465.

[7] – الشايب أحمد، الأسلوب- دراسة بلاغية تحليلية لأصول الأساليب الأدبية، مكتبة النهضة المصرية،1988،ص:41.

[8]– خفاجى عبد المنعم وآخرين، الأسلوبية والبيان العربي، الدار المصرية اللبنانية،ط:1، 1992،ص:14.وعندما نتحدث عن علم الأسلوب فإننا نقصد بذلك الأسلوبية. هناك من يسمي الأسلوبية “علم الأسلوب” وهناك من يتركها على أصلها “الأسلوبية”.

[9] – سويرتي محمد ،النحو العربي من المصطلح إلى المفاهيم- تقريب توليدي وأسلوبي وتداولي، افريقيا الشرق،1900، ص:61.

[10] – نفسه، ص: 57.

[11] –  نفسه ،ص:57.

[12] – سويرتي محمد ،النحو العربي من المصطلح إلى المفاهيم، ص:57-58.

[13] – بيير جيرو، الأسلوبية، تر: منذر عياشي،ط:2 ،1994، ص:06.

[14] – نفسه، ص: 06.

[15] – Le Petit Robert,P :1622-1700

 [16]- درويش أحمد ،دراسة الأسلوب بين المعاصرة والتراث، دار غريب للطباعة والنشر، مصر، ص:16.

[17] – خفاجى عبد المنعم وآخرين، الأسلوبية والبيان العربي، ص: 11. وانظر أحمد درويش، دراسة الأسلوب بين المعاصرة         والتراث،ص:17.

[18] – الجرجاني عبد القاهر، دلائل الإعجاز، دار المعرفة، بيروت، 1981، ص: 192-193.

[19] – خليل إبراهيم، الأسلوبية ونظرية النص، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1997، ص: 49.

[20] – الباقلاني أبو بكر، إعجاز القرآن، تح: سيد أحمد صقر، ، مصر، دار المعارف، ط: 2،1971، ص: 120.

[21] – فضل، صلاح ،علم الأسلوب، ص: 16-17.

[22] – خفاجى (عبد المنعم) وآخرين، الأسلوبية والبيان العربي،ص:12-13.

-“بوفون”: مفكر فرنسي، من رجال القرن الثامن عشر الميلادي. كان قصده من قولته الشهيرة “الأسلوب هو الرجل”، أن لكل إنسان طريقته الخاصة في التعبير، ولكن العبارة شاعت وتناقلها الكتاب، وتأثرت بمفاهيم العصر، فأصبح معظم الناس يفهمون منها أن الأسلوب هو مرآة الشخصية أو الخلق، (شكري محمد عياد، مدخل إلى علم الأسلوب،ص:14).

[23] – فضل، صلاح، علم الأسلوب: مبادئه وإجراءاته، ص:10.

[24] – فضل، صلاح، علم الأسلوب: مبادئه وإجراءاته، ص: 10.

[25] – المسدي عبد السلام، الأسلوبية والأسلوب، الدار العربية للكتاب،ط:3،ص:22.

[26] – نفسه، ص:23.

[27] – نفسه،ص:24.

[28] – أبو ديب كمال، الأسلوبية، فصول،مج:6، ع: 1، أكتوبر- نونبر، 1984، ص: 219.

[29] – الطرابلسي، محمد الهادي، الأسلوبية، مج: 6، ع :1، أكتوبر- نونبر، 1984، ص: 218.

[30] – شكري، محمد عياد، مدخل إلى علم الأسلوب، ط: 2، 1992، ص:40.

[31] – المسدي عبد السلام ، الأسلوبية والأسلوب، الدار العربية للكتاب، ص:48.

[32] – نفسه، ص: 48.

[33] – نفسه، ص: 49.

[34] – نفسه، ص: 108.

[35] – نفسه، ص: 51.

[36] – نفسه، ص:5 .

[37] – المسدي عبد السلام ، الأسلوبية والأسلوب، ص:5.

[38] – نفسه، ص:52.

[39] – نفسه، ص:37.

[40] – Charles Bally ,Traité de Stylistique Française, paris, Klincksleek,3ème éd,1951,13/1

[41] – المسدي عبد السلام ،الأسلوبية والأسلوب،ص:41. وانظر صلاح فضل، علم الأسلوب مبادئه وإجراءاته، ص:18.

[42] – المسدي عبد السلام ،الأسلوبية والأسلوب،ص:41.وانظر أيضا مقال موريس أبو ناضر، أشار إلى نظرية “بالي” في مقال له بعنوان: “الأسلوب وعلم الأسلوب”، مجلة الثقافة العربية، السنة الثانية، ع :9، سبتمبر، 1975، ص: 40-46.

[43] – عياشي منذر ،الأسلوبية وتحليل الخطاب، ص:31.

[44] – نفسه، ص:31.

[45] – بيير جيرو، الأسلوبية، تر: منذر عياشي، ص: 5.

جاء رأي “بالي” حول موضوع الدرس اللساني ردا على مقولة “بيفون” الشهيرة: “الأسلوب هو الرجل”، محاولا أن يبرز أن الأسلوب لا يقتصر على الفرد القائل فحسب وإنما يراعى مجموعة من الظروف الأخرى. وذلك من خلال قوله: “إننا لا نعترض على هذه الحقيقة، ولكنها تستطيع أن تجعلنا نعتقد أننا إذا درسنا أسلوب “بلزاك” ،مثلا، فإننا ندرس الأسلوبية الفردية لبلزاك، وسيكون هذا الأمر خطأً عظيما. فثمة هوة لا يمكن تجاوزها بين استعمال الفرد للكلام في الظروف العامة التي تشترك فيها مجموعة لسانية، والاستعمال الذي يقوم به شاعر أو روائي أو كاتب من الكتاب”. وتكمن علة ذلك عنده في أن رجل الأدب “يصنع من اللغة استعمالا إراديا ومقصودا، ويستعمل اللغة بقصد جمالي”. (منذر عياشي، الأسلوبية وتحليل الخطاب، ص: 32.

[46] – التركيب اللغوي للأسلوب، ص: 103-107. وانظر عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب، ص: 169.

[47] – ساندريس فيلي، نحو نظرية لسانية، ص: 33.

[48] – خليل إبراهيم، الأسلوبية ونظرية النص، ص: 79.

وسوم:

التعليقات:

Comments are closed.

جديدنا