سعيد شيمي .. الذي عشِقَ فصوَّر

image_pdf

حينما حضرتُ حفل تكريم مهرجان “رُؤى” -الذي تُقيمه الجامعة الأمريكيَّة للفيلم القصير- لمدير التصوير السينمائيّ الكبير/ سعيد شيمي؛ انتابني شعور لطيف منذ دخولي. لا لشيء؛ إلا لأنَّ مَن يُكرَّم يستحقُّ هذا التكريم. وقليلًا في بلادنا أنْ يُكرَّم مَن يستحقُّ التكريم؛ بل الغالب أنْ تذهب الأضواء والتكريمات لصانعِيْ الضجَّة، لا لصانعِيْ الإنجاز الحقيقيّ. هذا ما دار في خلدي أوَّلَ دخولي.

لكنْ مع وُلوج قدميَّ قاعة معرض الصور الذي أقاموه لفنَّان الصورة حتى تغيَّرت نفسيَّتي كلُّها؛ ولمْ أكتشف تلك البسمة التي تسرَّبتْ إلى شفتَيّ وأنا أنتقل بين صورة وأخرى. وانسلَّ وعيي من وعيي اللَّحظيِّ إلى تركيب عالَم لطيف شديد اللُّطف من تلك الذكريات التي ترصدها الصور أمامي. صور عن جيل مجتهد مُجدٍّ بحث عن المعنى والقيمة بجوار بحثه عن فتات العيش -الذي لا ينال أيَّ إنسان منه إلا الفتات مهما اتخِمَ-.

ومع تحرُّك أحدهم من حولي عدتُ إلى وعيي لأرصد تلك البسمة التي لم تزل مُرتسمةً على شفتيّ. والغريب أنَّ حال الانسجام الذي دخلتْه نفسي لمْ يفارقها بفعل مَن حولي، ولا بفعل الأستاذ سعيد نفسِهِ الذي مرَّ بجواري مرَّاتٍ، وابتسم كلانا في وجه الآخر مرَّاتٍ. وكأنَّني فارقتُ سعيد اللحظة الآنيَّة؛ لأغوص مع سعيد اللحظة الذهنيَّة والشعوريَّة، من الإنسان فردًا إلى الإنسان رحلةً وفكرةً. ومن حينها حتى تسجيل هذه السطور لا تفارقني حالُ انسجام النفس الذي وجدته في ذكريات الصور.

  • عن سعيد الحالِم

لا أحدِّد بدقة لِمَ أتتْني صورة سعيد؛ ذلك الشاب اليافع الذي يلبس ثياب العمل، ويقف أمام محلّ “قويدر” الحلوانيّ الشهير، في منقطة وسط البلد من القاهرة. حيث عمِلَ مع أخواله؛ بعدما أقنعه خاله عبد الرحيم بالعمل، كما وصف هو نفسه في كتاب “صديقي سامي السلاموني”. ولعلَّ ما أتى بهذه الذكرى في ذهني هو حكمة الأقدار في حياة الناس؛ فهل كان هذا الشاب الذي يستند مُتعبًا على جدار محل الحلوى يتوقع ما سيحدث؟!

ما علِمَ صاحبُنا الشاب ساعتَها أنَّ يدَيْهِ اللتيْنِ تقدِّمانِ للمشترين حلوى من الطعام، ستقدِّمان للناس جميعًا حلوى مصنوعة من الصورة! وما علِمَ صاحبُنا الشاب ساعتَها أنَّ الأقدار تخبِّئ عنه ما تخبِّئ! وما علِمَ أنَّ ضيقه وحَنَقه بالعمل بعيدًا عن السينما عمليَّة تهيئة وشحن انفعاليّ إنسانيّ وئيدة بطيئة ستتحوَّل -فيما بعد- إلى تفجُّرات فنيَّة! وما علِمَ أنَّ يأسه لبُعده عن صديقه محمد خان سيتبدَّل -فيما بعد- ليكوِّن شراكةً غيَّرت الكثير في مسار العمل السينمائيّ العربيّ! فيا لحكمة الأقدار التي تعمى عنها عينُ البشر!

دار هذا كلُّه في خلدي -وغيره الكثير-؛ وأنا أستردّ صورة الشاب سعيد وهو يعمل في محلّ أخواله. لكنَّ ذروة ما فكَّرتُ فيه أنَّ سعيدًا كان يستند إلى جدار يقابله على الطرف الآخر من الشارع دارُ عرض سينمائيّ؛ ينظر إليها ومنتهى أمله أنْ يدخل عروضها التي كان يخطِّط لحضورها -كما كتب بنفسه-، وما علِمَ سعيد أنَّ مَن يستند إلى هذا الجدار لنْ يدخل عروض السينما وحسب، بل سيكون من أبرز صُنَّاعها على مدار تاريخها! فسبحان صاحب التدبير!

  • عن سعيد العاشق

واستدعيتُ سعيدًا؛ ذلك الطفل الذي كان يشاهد الأفلام الغربيَّة التي ترد عليه، هو وصديقه محمد خان. ويأخذ الطفلانِ في تقليد ما رأياه من أفلام معًا؛ فيتحاربانِ ويتقاتلانِ، ويُصوِّرانِ المجرم والمحقِّق، ويعيشانِ حيوات الغير التي شهداها على الشريط في حياتهما الحقيقيَّة. ولمْ أستدعِ هنا فكرة العشق الذي يُداخل المرء مِنَّا تجاه معنى أو فكرة أو جهة أو شيء؛ فيُغيِّر من تركيب نفسه، ويُعدِّل من ترتيب أولويَّاته. لكنَّني استعديت معنى أشدَّ عُمقًا؛ هل ما نعشقه يُشكِّلنا؟ أمْ أنَّا نُشكِّله بنفوسنا التي تتداخل معه في طُرُق عميقة لا يمكن تحليلها بنظرة عَجلى أو غير عَجلى؟!

وبعيدًا عن إجابة السؤال، فقد بقي في ذهني عشق سعيد؛ وكيف شكَّل وتشكَّل، وكيف أسَرَ حياتَه كلَّها ذلك التكوينُ الصُّوريُّ الذي رآه منذ طفولته ونشوء مدارك وعيه؛ ذلك التكوين الذي قالوا له: إنَّ اسمه “سينما”. وها هو سعيد قد عشق، وها هو سعيد قد أخلص لما عشقه.

  • عن سعيد المُثابر

ما زلت أتذكَّر وصفه لحياته في بدايتها؛ عندما قابلتْه عاصفة من الرفض لرغبته في الانضمام إلى معهد السينما -الذي كان في سنواته الأولى-، مع الإصرار على إلحاقه بالعمل مع أخواله.  وكيف كان الشاب يشعر بالضيق من كل الظروف التي تحيط به؛ وها هو يصف حاله بنفسه فيقول في “صديقي سامي السلاموني”: “أصابني الإحباط والملل من ذلك. وكانت مشكلتي الأساسية أنَّه لا وقت يكفي لمشاهدة الأفلام الجديدة … وقررت التمرد على الوضع، وأنْ أسعى إلى حريتي ومصيري بيدي”. فيقرِّر أنْ يستقلَّ بحياته، ويعمل عملًا بسيطًا يكفله ليُقيم في فندق.

ويكمل سعيد مُثابرته على هدفه؛ فيتقدَّم إلى معهد السينما، ويخونه معهد السينما الذي ضحَّى من أجله، ويرفض ضمَّه أكثر من مرة. بسبب الواسطة -كما صرَّح بنفسه- التي تُدخل المحسوب علينا، لا المُستحقّ. كما ما زالت تعمل بكامل قوَّتها لتُكرِّم المحاسيب، لا أصحاب القدرات والاستحقاق.

وكيف ثابَرَ سعيد في أثناء بُعده عن السينما، وانضمامه لكليَّة الآداب قسم التاريخ؛ وكيف فكَّر في صناعة فيلم تسجيليّ بعنوان “حياة جامعيَّة” 1965. فإذا كان معهد السينما قد رفضه؛ فقد طوَّع صاحبُنا الظروف المُحيطة به ليصير صانعًا سينمائيًّا دون المعهد. إلى أنْ يتولَّى الأستاذ أحمد الحضري ويقبل سعيدًا في المعهد، ليترك كليَّته، ويبدأ مشوار حياته الذي شهدنا.

  • عن سعيد المُغامر

لمْ تتركْ لي الصور العديدة في القاعة فرصة التفكُّر في مَلمَح للرجل؛ فقد بادرتني بمَلمَح المغامرة الذي تتسم به نفسه. ولعلَّ السيد سعيدًا من أبرز مَن امتازوا بسمة المغامرة؛ فمُغامرةٌ أنْ تسعى وراء حُلمك الذي يراه الآخرون سرابًا محضَ سراب؛ خاصةً إنْ كان “الآخرون” هُم خاصة أهلك وعشيرتك، ومُغامرةٌ أنْ تُعارض واقعًا مضمونًا وعملًا حقيقيًّا موجودًا من العائلة، يوفِّر أجرًا في اليد، بل من الممكن لذي العقليَّة التجاريَّة أنْ يراه فرصة ارتقاء وصعود، ومُغامرةٌ أيضًا أنْ تترك كليَّتك بعد نجاح فيها إلى غيرها المجهول. وخلاصة الأمر أنَّ سعيدًا اختار كلَّ الخيارات الصعبة، وراهَنَ عليها. وها قد انتصر.

أمَّا عن سمة المغامرة في عمله؛ فالحديث يطول. وتكفي نظرة للقبه “مُصوِّر الشوارع” لنتأكَّد كم كان مُغامرًا. التصوير في الشارع أحد أصعب الأعمال في التخطيط والتنفيذ، والأصعب منهما هو التعامُل اللحظيّ مع المُستجدات التي تطرأ أثناء التصوير. وإذا بي أستدعي -كما يستدعي هو نفسُهُ في كتابه “أفلامي مع عاطف الطيب”- مواقف تصوير قام بها؛ منها موقف فيلم “البريء” في شجار الممثل أحمد زكي أمام محطة مصر، والحشود تحيط به، وكيف استطاع السيطرة على الموقف؛ في ظلّ أنَّ المشهد الذي يُصوَّر لا يمكن إعادته ثانيةً. وأفكر في طبيعة سعيد الذي يغامر من منطلق العشق، لا من منطلق التهوُّر.

ولعلَّ سمة المُغامرة من منطلق العشق هي التي دفعتْ سعيدًا إلى تعلُّم الغوص تحت المياه، بعدما عبر الأربعين عامًا من عُمره عبورًا مطمئنًّا. وهل غير العشق المُغامِر يدفع إلى هذا؟! تعلَّم الغوص برغبة منفردة منه؛ ليصطحب بعد تعلُّمه مَعشوقتَه الكاميرا في رحلات غوص متتالية؛ سيُسفر عنها إنتاج عدد من الأفلام العربيَّة المُصوَّرة تحت المياه، وسيُسفر عنها الأهمُّ؛ وهو إقرار هذه التقنية في السينما الناطقة بالعربيَّة، وافتتاحها على يديه.

ومن منطلق العشق التُقطت له عديدُ الصور؛ وهو نفسه يُصوِّر أفلامه في أوضاع من المُغامرة بمكان، وبعضها قد يودي بحياته حقًّا. فمرةً وفريق التصوير يُمسكه بينما هو مُتدلٍّ من حافلة للنقل العام، ومرةً وهو فوق سُلَّم مُتهالك يكاد ينهار به ليقع من شاهق، وأخرى وهو مثبت على ظهور السيارات.. وغيرها الكثير الذي لا يترك لك مساحة إلا لاحترام تلك الشخصيَّة المُتفانية في عملها، العاشقة لها.

  • عن سعيد المُتقبِّل لغيره

وممَّا يتصل بالمَلمَح السابق فكرةُ تقبُّله لغيره، ولوجهات نظر غيره في العمل وغير العمل. وأتذكَّر -وهو يروي عشرات المواقف التي واجهته أثناء التصوير- أنَّ هذه المواقف الصعبة جاءت نزولًا منه عند رغبة زملائه المُخرجين الذين كانوا يطلبون منه -كما يتوقعون- الأصعب.

وأتذكَّر موقفه حينما طلب منه محمد خان أن يصور أحد المشاهد بتقنية “اللقطة الواحدة”؛ فكان المطلوب منه حمل الكاميرا الضخمة بين أسرِّة أحد المشافي والعبور بها بينها. كما أتذكَّر ابتسامته الرقيقة وهو يروي هذه وغيرها من تنفيذه لآراء زملاء العمل؛ عن ثقة واحترام، لا عن تمسُّك أعمى.

بل قد روى هو نفسه في “أفلامي مع عاطف الطيب” ذكرياته مع عاطف حينما أصرَّ على إخراج فيلم “الغيرة القاتلة”؛ بينما سعيد لمْ يكن يرى في الفيلم فرصة فنيَّة حقيقيَّة. وحينما صار عاطف مريضًا، بات أشدَّ إصرارًا وتمسُّكًا برأيه، وأشدَّ صعوبةً في التعامُل معه. وكيف كان يتعامل معه حريصًا على مشاعره، مُحاولًا احتواءه تغليبًا لمبدأ الودّ والصداقة.

  • عن سعيد الصديق

وبذِكر الأصدقاء فتسابقني أسماء الكُتُب التي دوَّنها سعيد في الإخبار عن هذا المَلمَح العطِر في نفسه. بل إنْ قلتُ: دارت حياة سعيد بقوَّة الصداقة؛ لم يكُن قولي تعدِّيًا على الحقيقة. فما أدخَلَ العشق للسينما في شعاب نفسه إلا صديق “محمد خان”، وما صاحَبَه في أفلامه الأولى إلا صديق “هاشم النحَّاس، أحمد راشد….”، وما شجَّعَه لعالَم الاحتراف والأضواء إلا صديق “محمد خان”، وما شارَكَ في كُبريات التجارب السينمائيَّة إلا بصُحبة صديق “علي عبد الخالق”، وما ساهَمَ في قمم السينما العربيَّة إلا بدَفقات نَفْس صديق “عاطف الطيب”.

ويدور الزمان، ويفارق الأصدقاءُ سعيدًا، ويُفارق سعيدٌ نفسُهُ الكاميرا؛ فيأبى سعيد إلا أن يكون مع أصدقائه. فيُمسك قلمه ويكتب “صديقي سامي السلاموني”، وينشر “خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي” بعد فراق صاحبها، ويُعيد نشر أنغومة الحب “أفلامي مع عاطف الطيب” مرةً بعد أخرى. كما يكتب سعيد قبلها عن أساتذة علَّموه التصوير، وكانوا في مقام أصدقائه، مثل كتابه عن “عبد العزيز فهمي”، ويكتب عن زملائه وأقرانه مثل كتابه عن “محسن نصر”. وغيرها الكثير.

  • عن سعيد الإنسان

لا أعرف من صفات السيد سعيد صفةً تتبادر إلى ذهني إلا أنَّه إنسان طيب متواضع، إنسان حقيقيّ. ولستُ أدري هل كانت محبَّته لمحمد خان هي التي أكسبته صفة الإنسانيَّة؟ أمْ الأستاذ أحمد الحضري الذي ساهم في قبوله في معهد السينما بعد مرَّات الإخفاق؟ أمْ خاله عبد الرحيم الذي كان يفهم رغباته ويدرك أنَّه يسعى وراء عشقه؟ أمْ صديقه الإنسان عاطف الطيب الذي أبرز كثيرًا من الإنسانيَّة في شخصيَّته؟ أمْ ثُلَّة الأصدقاء الذين كان يجتمع بهم أمام مبنى المونتاج في مدينة السينما -كما أخبر في “أفلامي مع عاطف الطيب”-؟ أمْ أنَّ مُجمَل ما مرَّ به من مضايق ومن أزمات، ومُجمَل مواقف أناس طيبين أحاطوا به هو ما عزَّز في نفسه تلك الصفة. لكنَّ المستقرَّ أنَّها من صفاته اللصيقة به.

  • عن سعيد المهموم بالمعنى

وسعيد إنسان مهموم بالمعنى. ولعلَّ هذا الملمح يظهر من كثرة صناعته للأفلام التسجيليَّة؛ وهي مُتمحِّضة للمعاني لا ترجو من التجارة أنْ تنظر إليها بعين الرضا لتُعرض في دُوْر العرض كالأفلام الشعبيَّة. ولعلَّ هذا المَلمَح يظهر أيضًا في أنَّه كان يختار الأفلام، ويقرأ السيناريو بعناية قبل قبولها، ويُبدي آراءً في بعض الأحيان كلَّفتْه خسارة شركاء وأعمال. ولعلَّه يَظهَر كذلك في نوعيَّة الأفلام التي شارك فيها؛ حيث هي من أفضل ما تمَّ إنتاجه في كل السينما الناطقة بالعربيَّة. ولن أذكر أسماء أفلام حتى لا أظلم فيلمًا؛ أمَّا على سبيل الحديث النفسيّ فلا أنسى أفلام: البريء، كتيبة الإعدام، سواق الأتوبيس، العار. وهي أقربها إلى نفسي.

وليس همُّه بالمعاني أقلَّ ظهورًا في رحلة كتابته المُثمرة؛ التي كان همُّها الأكبر إدخال ثقافة الصورة إلى الوعي الجمعيّ. وأذكر هنا كلمات له من كتابه القيِّم “تلابيب الصورة”، تعبِّر عن هذا الهمّ بالحثّ على إضافة هذا المدخل الثقافيّ الواسع. يقول: “الوعي المرئيّ هو تجميع فاهِمٌ لنعم النظر والعاطفة والإدراك مُجتمعةً. والوعي المرئيّ للإنسان جزء هام وأساسيّ من وعيه الكُليّ”.

ومع ختام جولتي في معرض الصور وختام الاحتفاليَّة؛ قابلتني صورة الأستاذ سعيد في الفيلم اللطيف المُسجَّل لتكريمه في المهرجان، والذي أخرجه الأستاذ/ عبد الرحمن العطَّار، وأدارتْه المخرجة/ عرب لطفي. وهو يُنهيه بقوله: “سعيد شيمي، مدير تصوير سينمائيّ”، ثمَّ يُلاطف الجميع بتحريك يدَيْه إلى جوار رأسه، وإخراج لسانه ببهجة؛ في تكوين يشبه صورة “ألبرت إينشتاين” الشهيرة. ليضحك الحضور من فنان الصورة الذي همَّه المعنى، وألِفَ الناسَ وألِفُوه.

وإذا أردتُ أنْ أحيي تحيةً تليق بالأستاذ الكريم؛ فأودُّ أنْ أكتبها شعرًا من بيت واحد. فأقول:

ولأنِّيْ لا أنظُمُ شِعرًا للغيرْ

فدُعائي -سعيدُ- أنْ تظلَّ بخيرْ
___________
*الأستاذ عبد المنعم أديب.

جديدنا