التنويريتربية وتعليمسلايدركورونا

من الصدمة الكورونية إلى الانتفاضة التربويَّة؛ إضاءات في  مستقبل التربية العربية

“سيزود الطلاب في العقود القادمة بمستشعرات بيو-إلكتروينة ذكية لاكتساب المعرفة وإنتاجها، وهي أجهزة دقيقة خارقة تغرس في الجسد وفي الدماغ فتجعل الطلاب قادرين على التفكير بدرجات عالية من الذكاء والإبداع”.

 

مقدمة:

هل ستؤدي الصدمة الكورونية إلى يقظة التربية العربية وانطلاقها في مسارات الحضارة الإنسانية المعاصرة؟ وهل يمكن للتربية العربية أن تعتمد التعليم الإلكتروني بوصفه فلسفة حضارية جديدة يمكنها من الانطلاق بمجتمعاتها نحو التقدم والازدهار؟ وهل يتحتم على التربية العربية أن تتخذ من التعليم الإلكتروني منهجا وطريقة ثورية جديدة يخرجانها من دوائر الجمود والانكسار؟

فالتربية العربية – كما نعرفها – تعيش اليوم – كما في الأمس – أزمتها الوجودية التي تتمثل في حالة انفصال واضح عن ممارسة دورها الحضاري في النهوض بالحياة الفكرية والمعرفة العلمية في العالم العربي. وقد تكون هذه الحقيقة صادمة لمن لا يعرف التربية العربية السائدة على حقيقتها، فالتربية العربية كما تتجلى في الاتجاهات الفكرية النقدية تأخذ صورة تربية ماضوية بطبيعتها، إذ توظف جميع الفعاليات التربوية التقليدية لترويض الأجيال وتطويعها وإخضاعها لمنظومات أيديولوجية متخلفة في بنيتها وأهدافها ومنهجها. ويمكن القول في هذا السياق: إن التربية العربية السائدة تطرح نفسها بوصفها بنية من الأزمات والاختناقات في مناهجها واستراتيجياتها. وإنه لمن الصعوبة بمكان أن نتحدث اليوم عن إيجابيات في الأنظمة التربوية العربية من محيطها إلى خليجها؛ إذ تدور هذه المنظومات التربوية في دائرة السلب الخالص. وعلى هذا النحو، فإن المدرسة العربية تعيش أزمتها الحضارية المزمنة منذ عهد محمد علي في مصر وحتى أيامنا هذه، وهي تجسد بوسائلها وممارساتها عملية تدمير ممنهجة كارثية لعقول الأجيال ومستقبلهم الحضاري، إذ تقوم على ترويض الأطفال وإخضاعهم وتطويعهم وإعادة إنتاج التخلف عبر مناهجها وبرامجها، وهي إضافة إلى ذلك كله تشكل حربا على الإبداع، ودعوة إلى الجمود والتخلف والقطيعة المعرفية. وهي إذا جاز القول: تعيش في مستنقعات الماضي وتغتذي على أعشابه الضارة. وهناك اليوم آلاف الدراسات والبحوث النقدية التي تؤكد سلبية المدرسة العربية وقصورها.

أزمة التربية العربية:

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى مقالة نقدية للباحث حبيب عبد الرب سروري وسمها بـ (التعليم العربي: بناءٌ فوقيٌّ غربيّ، وتحتيٌّ تأسّسَ في عصر الانحطاط!) يتناول فيها أزمة التربية العربية حيث يقول: ” يتعلم الطالب في المدرسة العربية كيف يتلقّن، كيف يسلِّم بالواقع ويكرّره، كيف يقبلُ رؤيةً ما للعالم كما هي. يتعلّم باختصارٍ شديد كيف يلغي الإرادة والعقل، ويعيش حياة الاستهلاك والتقوقع. فيما يلزم على المدرسة أن تُعلِّمه كيف يُكوّن رؤيته الخاصة للحياة دون أدنى فرضية مسبقة لا تقبل النقد والجدل والرفض، كيف يُفجّر إرادته وعقله وملكاته دون حدود، كيف يبني عالما على أنقاض آخر!” (سروري، 2009). وباختصار، فإن التعليم في العالم العربي يعيش أزمته المزمنة الخانقة منفصلا عن العصر بعيدا عن مآلاته الحضارية. وثمة شبه إجماع حاليا على أن ما يواجهه التعليم العربي “من تحدّيات في المرحلة الراهنة ليس إلا امتدادًا لأزمة سابقة عرفت فيها الأنظمة التعليميّة، ولا تزال، ضمورًا في دورها وفي إنتاجها المعرفيّ” (منهجيات، 2020، 2).

وإذا كانت “مناهجنا حتّى اليوم معتمدةً على التلقين والحفظ السلبيّ للمعلومات، فقد آن الأوان لطرح تساؤلات عديدة حول هذا الدور للبحث في كيفيّة تعديله، أو تطويره، أو ربما إعادة بنائه (اللقيس، 2020، 6). إنّ “نظامنا التعليميّ التقليديّ ولّد أجيالاً بعيدةً نوعًا ما عن الفكر النقديّ والفكر الإبداعيّ، لذلك غالبًا ما نرى كميّةً هائلةً من المعلومات الخطأ والشائعات السلبيّة التي يتناقلها طلبتنا وأولياء أمورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، دون التدقيق في صدقيّة محتواها، أو دراسة تأثيرها السلبيّ في سلوكيّات متلقّي هذه المعلومات” (اللقيس، 2020، 6).

ومنذ عقود طويلة والمصلحون العرب ينادون بتطوير المدرسة وتحديثها مع متطلبات العصر ومع حركته المستمرة. ومنذ عقود والمفكرون التربويون العرب يرفعون شعار التغيير والتجديد في التعليم العربي، لكن هذه الأصوات والنداءات ذهبت أدراج الرياح، إذ استمرت المدرسة العربية والتعليم العربي في التبلور ضمن مساراتهما التقليدية المنافية لروح العصر والمضادة لكل صيغ التقدم والتنوير، إلى درجة الموت سريريا ضمن كهوف الماضي ومستنقعات التقليد.

ثم جاءت جائحة كورونا على غير موعد، كارثةً يندر أن يكون لها مثيل في تاريخ الإنسانية، ولاسيما من حيث تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية. ولكن المصائب غالبا ما تحمل في خطوبها بعضا من الأمل، وقد تكون في الغصة فرصة، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. ففي عام 1665، أغلقت جامعة كامبريدج أبوابها بسبب وباء الطاعون الأسود الذي ضرب إنجلترا، واضطر إسحاق نيوتن (Isaac Newton, 1642 – 1727)) إلى مغادرة الجامعة والاستقرار في منزله في وولشتورب مانور. وفي أحد الأيام، وهو جالس للتأمل في حديقة منزله لاحظ سقوط التفاحة المشهورة التي ألهمته الكشف عن قانون الجاذبية الذي يعد من أهم الاكتشافات العلمية في تاريخ الحضارة(UNESCO IESALC, 2020). وكما يقول المثل: رب ضارة نافعة، وكل محنة وراءها فرصة، فكثيرا ما تؤدي الأزمات والويلات والكوارث الى نتائج في صالح البشرية بصورة اكتشافات علمية واختراعات. والسؤال هنا: ما الذي يمكن لهذه المصيبة الكورونية أن تحمل للتربية العربية المستقبلية؟ وهل هناك بصيص أمل في أن تكون صدمتها مفيدة في مجال تطوير التربية العربية؟

صدمة كورونا:

لقد جاء اليوم كورونا اليوم ليصعق المدرسة العربية بصدمته الوجودية العاتية التي يرجى لها أن توقظ التعليم العربي وتخرجه من كهوفه المظلمة ومن مستنقعاته الآسنة. وقد حانت اللحظة التاريخية ليقظة التعليم العربي من سباته الأسطوري علّه يخرج من دوائر اختناقه إلى عالم النور والحياة. ومما لا شك فيه أن صدمة كورونا كانت قوية ومهولة جدا اهتزت لها الحياة التربوية العربية وارتجت أوابدها التاريخية الموغلة في القدم، فهل تستيقظ التربية العربية على وقع الصدمة وضجيج المحنة؟ هل ستخرج التربية العربية بعد تعرضها لهذه الصدمة التاريخية من مأزقها الحضاري تحت مهماز الجائحة وضرباتها القوية؟ هل يمكن للتربية العربية أن تأخذ منحى التطوير والمصالحة مع العصر في زمن الثورة الصناعية الرابعة الجارفة؟ وأخيرا، ما الذي ينتظر التربية العربية على مفارق هذه الأزمة ومساراتها المؤلمة؟

ويمكننا في هذا المقام أن نماثل بين جمود التربية العربية ووضعية “الضفدع المغلي”، في أمثولته المشهورة؛ فالضفدع عادة عندما يوضع في ماء ساخن يقفز ويخرج من الإناء بسرعة هائلة، ولكن بعض التجارب العلمية بينت أمراّ مهما آخر، وهو أنه إذا وضع الضفدع في إناء من الماء يتم تسخينه تدرجيا بدرجات حرارة شبه صفرية، فإن الضفدع يتكيف مع ارتفاع درجة الحرارة تدريجيا دون أن يقفز، وعندما تصل درجة الحرارة إلى العتبة التي لا يستطيع الضفدع احتمالها، فإنه يفقد القدرة على القفز خارج الإناء بمياهه الساخنة فيموت بتأثير سخونة الماء وغليانه. ويعود السبب وفق تقدير العلماء إلى أن الضفدع قد استهلك جلّ طاقته في التكيف التدريجي مع الماء الساخن، إلى درجة أنه سيفقد القدرة على القفز خارج الإناء حين تحين اللحظة المناسبة للقفز والنجاة. والتعليم العربي أشبه بالضفدع الذي يتكيف مع أوضاع التخلف وسخونة التقاليد حتى كاد يفقد قدرته على القفز والخروج من دوائر الماضي ومستنقعاته القاتلة عندما تحين الفرصة. وعلينا هنا أن نتساءل: هل تستطيع صدمة كورونا أن توقظ التعليم العربي من غفوته قبل أن يأخذه غليان التخلف ويدفع به إلى دائرة الموت والعدم؟ وهل سيؤدي الوباء إلى انتزاع التعليم التقليدي من أقفاصه المظلمة ويدفع به إلى عالم النور حيث تكون المعرفة القائمة على أكثر منتجات العقل البشري تطورا عبقريا وإتقانا؟

ومما لا شك أننا نأمل للتعليم العربي الذي يعاني من موت سريري أن ينتفض اليوم تحت مضارب الثورة الصناعية الرابعة ومطارقها. وما لم يستيقظ وينتفض فإنه مما لا شك فيه سيواجه الموت في مستنقعاته الآسنة، وقد تصعب معها عملية يمكن إنعاشه، وربما لا تنفع معه الصدمات القوية للجوائح والنكبات. نقول هذا ونحن ندرك أن التعليم الإلكتروني يواجه أيضا كثيرا من التحديات والصعوبات والانتقادات، وهذا كله يؤخذ بعين الاعتبار، ولكن ضمن مسار التطور والتطوير، فالتعليم الإلكتروني الذكي هو مصير وصيرورة حضارية، مهما كانت صعوباته وتحدياته وسلبياته.

مستقبل التربية العربية:

مما لا شك فيه أن مستقبل التعليم العربي سيكون بعد الكارثة مستقبلاً ملحمياً مثقلاً بالأحداث الجسام والقرارات الصعبة الحاسمة، فهناك تحولات عميقة جوهرية ستقلب ظهر المجن على التعليم التقليدي بمرتكزاته وفلسفاته وهيكلياته المترهلة، ومما لا شك فيه أن كورونا جاء ريحاً صرصراً أوقد نار التغيير وعواصف التجديد في بنية التعليم التقليدي. ومع أهمية إدراكنا اليوم لأمر التغيير في بنية التعليم، فإن كثيرا من الغموض والضبابية ما زالت تلفّ طبيعة هذا التغيير واتجاهاته.

وهنا وفي هذا المقام يجب على الحكومات العربية أن تستيقظ من غفوتها الحضارية على صرير عجلات التقدم في العالم الذي يتحرك بسرعات ضوئية في مجال التقدم العلمي والمعرفي والتكنولوجي. فالعالم يعيش اليوم سحر التكنولوجيا وأساطيرها المدهشة التي تزلزل الوعي الإنساني في العالم، في الوقت الذي ما زال عالمنا العربي يغطّ عميقا في عالم من أوهام عصور الظلام، ويغرق في مستنقع الصراعات الطائفية والعنصرية وكل أشكال التعصب ومخلفات الاقتتال والحروب الداخلية.

فالصدمة الكورونية التي ضربت كيان المجتمع الإنساني في عالم يتفوق فيه الذكاء الاصطناعي ويهيمن فيه سحر التكنولوجيا الذي يعصف بحياة الأمم والشعوب، توجب علينا اليوم أن نأخذ بعين الاعتبار حتمية التقدم نحو الضوء والعيش تحت الشمس أو الموت في أوحال التخلف ومستنقعات التقاليد المميتة، وهذا يعني بالضرورة أن ما يشهده العالم من تقدم في مجال التكنولوجيا الرقمية، سيحتم علينا في النهاية أن نعمل على التوافق مع قوانين الحتمية التاريخية التي تتجسد في القانون الذي يقول إن التغير والتغيير سنة الوجود، وإنه في الثبات يكمن الموت والعدم، وإن هناك شيئا واحدا لا يتغير هو قانون التغير نفسه، بوصفه ناموساً كليا لحركة الوجود وصيرورته ضمن تقاطعات الزمان ومتاهات المكان. وهذا يعني أنه لا يمكن الثبات في عالم متغير، وأنه في حالة الإصرار على الثبات في عالم متغير فإن هذا يفرض علينا حالة عدمية أبدية ربما لا يكون بعدها تغير أو تطور أو تغيير.

ضرورة التغير :  تغير أو تتغير .

لقد برهنت الأحداث التاريخية على أن كل ما لا يتغير يموت ويتوارى ويندثر. وهذا يجري في عالم الاقتصاد بوضوح أكبر، ففي واحد من أكبر شواهد الاندثار عندما لا يتم التغيير والتطوير قيام “نوكيا” (Nokia QYI) أكبر شركة اتصالات في العالم ببيع أصولها إلى شركة ميكروسوفت (MICROSOFT JNOKIA)، وحينها وقف مدير الشركة يذرف الدمع في خطابه الوداعي قائلا: ” نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، لكن بطريقة ما، خسرنا ” ثم بكى فريق الإدارة بمن فيهم هو نفسه عندما قال: ” نوكيا كانت شركة محترمة، ولم تمارس أي فعل خاطئ خلال مسيرتها. ولكن العالم تغير بسرعة كبيرة ونحن لم نأخذ بأسباب التغير والتعلم والتطور، ولذا فقدنا فرصة ثمينة كانت في متناول اليد لنجعل من شركتنا أكثر عملقة وقوة ونفوذا، ونحن لم نفوت فرصة كبيرة لتحقيق مكاسب مالية هائلة فحسب بل فقدنا فرصتنا في البقاء على قيد الحياة!” (أمين،2020). وفي هذه القصة دلالة اقتصادية تاريخية تقول إذا لم تكن تتغير فستخسر وجودك وينتهي أمرك إلى العدم. وهذه الوضعية تنطبق على أي من المؤسسات الاجتماعية والتربوية دون استثناء.

ربما استطاع كورونا إيقاظ التربية العربية بصدمته العنيفة للانتقال إلى التعليم الإلكتروني بوصفه فلسفة ومنهج حياة وحتمية حضارية قائمة على قانون التغير وحتمية التبدل التاريخي، فالتعليم الرقمي بأدواته وفلسفاته يشكل المنطلق الحقيقي الانتقال بالتربية العربية من آفاق عزلتها الحضارية إلى مرابع نهوضها وانطلاقها الإنساني. ومن هذا المنطلق يجب أن ننظر إلى التعليم الإلكتروني بوصفه فلسفة حياة ومسألة وجود، لأنه يمثل المدخل الحضاري للتربية العربية الجديدة إلى عالم الحضارة والتنوير. ومما لا شك فيه أن الانتقال إلى التعليم الإلكتروني يحتاج إلى جهود كبيرة وجبارة من قبل الدول والحكومات والوزارات المعنية، وسيكون هذا الانتقال محملا بكثير من الصعوبات والتحديات الكبيرة في مختلف المستويات المادية والاجتماعية والاقتصادية. ولا يمكن للتربية العربية أن تفكّ رهانها اليوم وتنطلق ما لم تواجه هذه التحديات ضمن مشروع عربي سياسي واقتصادي واجتماعي لإنقاذ المجتمع والنهوض به تربية واقتصادا وسياسة. وهذا يعني أن هذا الانتقال يحتاج بالضرورة – كما ألمحنا – إلى مشروع سياسي تنموي مجتمعي كبير للانتقال إلى مرحلة جديدة تمكّن هذه المجتمعات من الانطلاق في مساراتها الحضارية المأمولة.

تثوير التربية العربية:

وإذا كان المشروع الحضاري يمثل زمام المبادة للنهضة الحضارية، فإن تخلفه عن الركب لا يعفي التربية العربية من مسؤولية تطوير ذاتها وأدواتها في سياق التحضير الأولي لمثل هذا المشروع الحضاري الكبير. وهذا يعني أن على المربين والمعلمين والمسؤولين أن يبدؤوا ويبادروا إلى العمل على تثوير التربية والتعليم بالتكنولوجيا التربوية التي تشكل مدخلا أساسيا إلى معالم الثورة الصناعية. فالتعليم الإلكتروني هو صيغة من صيغ الذكاء الاصطناعي الذي يؤهل التعليم، ومن بعده المجتمع، للانتقال إلى الفعالية الحضارية المطلوبة له في القرن الحادي والعشرين.

فالتعليم الإلكتروني الذي ننشده اليوم ليس بدعة جديدة فرضتها كورونا، وليس مجرد دعوة منافية لروح التطور الحضاري، بل هو مشروع إنساني فرضته الثورة الصناعية الثالثة، وعززته الثورة الصناعية الرابعة بطفرتها الإبداعية في مجال الابتكار الرقمي في التعليم وفي مختلف مظاهر الوجود الإنساني. والدعوة إلى تبني هذا التعليم ليست ترفًا أو هوسا حضاريا كما يتوهم كثير من الكتاب والباحثين، بل هي ضرورة حضارية للتفاعل مع العصر ومواكبة الإنجازات الحضارية الفاعلة فيه التي تتمثل في الوصول إلى ذروة الذكاء الاصطناعي الذي يبشر بميلاد جديد للبشرية يكون الذكاء متمثلا في أكثر أشكاله حضورا وتميزا كإطار عام للحضارة الإنسانية القادمة.

ومما لا شك فيه أن كورونا جاء بوصفه موجة دفع قوية نحو هذا التعليم في خضم الحركة التاريخية لتسونامي الثورة الصناعية الجبارة، لقد شكل كورونا – كما أشرنا – دفعة حيوية للتعليم من أجل كسر الجمود القائم بين التعليم والحياة، وهو ليس أكثر من موجة عاتية ضربت أعتاب الأبراج العاجية للتعليم التقليدي في العالم العربي وغيره من عوالم التخلف في مختلف مناحي الكوكب الإنساني. لقد جاءت الجائحة لتفرض على الدول العربية الانتقال المفاجئ إلى التعليم عن بعد ملاذا للنجاة من ذلك الإعصار الذي كان شديد الوطأة والصدمة. ومع أهمية هذا الانتقال لا تزال التجارب العربية في هذا الميدان شديدة التواضع باستثناء بعض التجارب الخليجية التي سجلت نجاحا جزئيا ناجما عن وفرة الموارد والإمكانات المالية واللوجستية لهذا النمط الجديد من التعليم. وفي المقابل لم تستطع دول عربية كثيرة تبني هذه التجربة نظرا لغياب الإمكانات اللوجستية والمالية وترهل البنى التحتية المناسبة لهذا النمط الجديد من التعليم عن بعد.

كثيرا ما تساق الحجج على أن التعليم الإلكتروني مجرد تعليم أداتي يقوم على نقل المعلومات والمعارف عبر الإنترنت ويفتقر إلى أبعاده الإنسانية. ومن جديد، نلح على أهمية التمييز بين مفهومي التعليم في حالة الطوارئ وبين التعليم الإلكتروني بوصفه بنية تربوية حضارية تقوم على أسس فلسفية ورقمية متكاملة.

التعليم الإلكتروني:

فالتعليم الإلكتروني يقوم على فلسفة تتمثل في النظريات البنائية الجديدة التي تهدف إلى إزالة الحواجز القائمة بين المدرسة وبين المجتمع، وكل الحواجز التي تسد منافذ العقل الاستبصاري النقدي وترفض كل الصيغ التي تحاول أن تجعل من العقل طاقة سلبية تستجمع المعلومات والبيانات، وهي في سعيها تعمل على تحويل العقل إلى مُفاعلٍ منتج للمعرفة الإبداعية ومخصِّب لها في أكمل تجلياتها وأرقى مستوياتها. فالعصر الذي نعيش فيه عصر الإبداع المعرفي وليس عصر المعلومات الذي أصبح من مخلفات الزمن المعرفي.

ونحن اليوم ما زلنا في مرحلة التطور التدريجي للتعليم الإلكتروني، ولم نشهد بعد تأثيره الهائل. وما زالت الحاجة تحكمنا إلى معرفة أعمق وأشمل بقدراته الحقيقية. ويمكن القول في هذا السياق إن التعليم الإلكتروني النموذجي قادر على إعادة صياغة فلسفة التعليم ومقاصده بطريقة تتناسب مع مقاصد العصر وثوراته المعرفية والرقمية. ومما لا شك فيه أن التعلم الإلكتروني سيحدث تحولا في أنماط التعليم والتعلم في القرن الحادي والعشرين إذا توصلنا إلى فهم أفضل وأعمق لإمكاناته ومزاياه (غاريسون وأندرسون،2006، 25).

جاء كورونا – كما أسلفنا – ليشكل صدمة حيوية لتحثّ التعليم العربي وتحرضه على الانتفاضة نحو مصيره الحضاري، وإذا لم يستطع النظام التعليمي العربي تثوير نفسه في هذا الاتجاه فمصير الأنظمة التربوية العربية سيكون متشحا بأكثر ألوان الخطر، وذلك لأن زمن الثورة الصناعية يحتم على التربية العربية بأنظمتها التعليمية أن تحضر نفسها لثورة تربوية شاملة قوامها مجاراة العصر والدخول في معتركه الرقمي. وهذا يعني أن التعليم الإلكتروني هو المدخل الحقيقي للتعليم نحو العصر والحضارة الرقمية المعاصرة.

إن الذكاء الاصطناعي الخارق بمظاهره المتنوعة المتفردة، يوجب على مجتمعاتنا أن تواكب ما يجري في هذا العالم من تطورات وتغيرات جوهرية. فالتطبيع الرقمي للأشياء، وهيمنة الواقع الافتراضي، والحضور المكثف للذكاء الاصطناعي، وثورة الميديا والإنترنت، والانفجار المعلوماتي الرقمي، تشكل في مجموعها قوى اندماجية هائلة تهدد بنية الأنظمة التعليمية ووظائفها التقليدية برمتها. فالمهارات والقدرات التي يتطلبها مجتمع الثورة الصناعية الرابعة مختلفة كليا عن تلك التي عرفناها في ظل الثورات السابقة، فالوظائف الجديدة في العصر القادم تتطلب مهارات جديدة، وقدرات نوعية مختلفة عن تلك التي نعرفها اليوم، أو تلك التي تقوم الجامعات بإعداد الطلاب لشغلها. فالذكاء الاصطناعي ببرمجياته الفارقة بدأ يغزو التعليم ويفرض على الطلاب جميعهم نوعا من التعلم الآلي الذكي الذي يتصف بطابع الشمولية والذاتية، وهذا يشكل أكبر وأهم التحديات التي تواجه تصوراتنا ومعارفنا حول مفاهيم “المعرفة” knowledge. أو “المهارة” skill والتربية والتعليم. هذه التغيرات الموعودة غير المسبوقة في المعرفة والتكنولوجيا ستضرب بقوة أنظمة التعليم في مختلف أنحاء العالم، ولاسيما فيما يتعلق بوظيفة هذا التعليم ومبررات وجوده الاجتماعية والمعرفية. فالوظائف التي يعد لها التعليم العالي اليوم في وضعيته الحالية سيختفي معظمها. وسيفرض هذا التحدي الكبير نفسه على وظيفة التعليم العالي واستراتيجياته وفلسفاته على نحو كلي في مختلف مكوناته في مستويات المناهج العلمية والمعرفية وفي مستوى الأداء المعرفي.

وإزاء هذا التدفق في الاندفاعات الخاطفة المتسارعة للثورات العلمية والتكنولوجية في زمن الثورة الصناعية الرابعة، يقف العلماء والباحثون – في كثير الأحيان – عاجزين عن تقديم تصورات واضحة عن الوظيفة الجديدة للتعليم ودوره في الحضارة الجديدة؛ أي في زمن الثورة الصناعية الرابعة. وإزاء هذا التسونامي الثوري في عالم المعرفة والحضارة والإنسان ثمة أسئلة جوهرية تطرح نفسها بقوة على المفكرين والباحثين العرب، منها: كيف يمكن للتعليم أن يواكب هذا التدفق الأسطوري في معطيات الثورة الصناعية الرابعة بما تنطوي عليه من تدفق الثورات في مختلف ميادين الحياة والوجود الإنساني؟ وكيف له أن يتكيف مع هذه الطفرات الهائلة في ميدان التكنولوجيا الرقمية والاندفاعات الثورية للمعرفة والعلوم التي تتجلى في كل أرجاء المكان وتعينات الزمان؟ هذه الأسئلة الاستراتيجية – وغيرها كثير – تشغل اليوم العلماء والمفكرين والباحثين والدول والحكومات والمؤسسات العالمية. ومما لا شك فيه أن عددا كبيرا من الباحثين ينصرف اليوم إلى العمل على تشكيل نماذج مستقبلية وافتراضات حول التشكلات الجديدة للتعليم في ظل هذه الموجات التسونامية للتغير في معالم الأشياء. فالمدارس والجامعات اليوم مطالبة بمواجهة التوقعات المتعلقة بطبيعة التحديات المستقبلية بشكل خطير وجدي، ولاسيما الحاجة الواضحة إلى تغييرات جذرية في الاستراتيجيات والأهداف التعليمية.

الثورة الصناعية وحتمية التغيير:

فالثورة الصناعية الرابعة تتدفق بمنظومة من المخترعات العبقرية، والابتكارات التكنولوجية الفائقة مثل: الثورة الرقمية (Digital revolution )، والذكاء الاصطناعي (Artificial intelligence) وتكنولوجيا النانو Nanotechnology، وإنترنت الأشياء (Internet of Things)، والهندسة الحيوية (Biotechnologies) والويب ذي الدلالات اللفظية )الويب الذكي Semantic Web)، والحوسبة السحابية (Cloud Computing)، والألعاب المعتمدة على التقاط الحركة (Motion-Capturing Games)، وتطبيقات الهواتف الذكية (Smartphone Apps) والحواسب اللوحية(Tablets)، والشاشات اللمسية (Touch Screens) ونظام تحديد المواقع (GPS- Global Positioning System)، والرفقاء الاصطناعيين (Artificial Companions)، والرجال الآليين (Robots) ووسائط الإعلام الاجتماعي (Social Media) والحرب السيبرانية (Cyberwar) وأخيرا الإنترنت الفائق بنسخته الرهيبة (G5) (فلوريدي، 2017،10). لقد استخدم فينور فانج Vernor Vinge مصطلح “التفرد التكنولوجي” (Technological singularity) [1]بشكل أكثر تحديدا للدلالة على النقطة التي يتجاوز فيها الذكاء الاصطناعي المجموع الكلي للذكاء البيولوجي (الإنساني)، ويرى فانج أنه لا يمكن التنبؤ عمليا بالعواقب الكاملة لهذه المرحلة، وقد شبهها بخصائص الفيزياء فيما وراء الثقب الأسود. ولكنه يؤكد ببساطة أن هذه المرحلة من تطور الذكاء الاصطناعي أمر حتمي لا مفر منه، وأنه لا يمكن التنبؤ بعواقب هذا التطور الملهم ونتائجه في المجتمعات الإنسانية((Wilson, Lennox, Hughes and Brown, 2017)..

وهنا علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن أنظمة التعليم لا يمكنها الاستمرار في الوجود ما لم تتكيف مع العالم الجديد بمخترعاته ومدهشاته الرقمية. فالتربية نظام اجتماعي يؤدي وظائف اجتماعية تتناسب مع متطلبات المجتمع ومستويات تطوره الحضاري، وهي تفقد ذاتها ودورها إذا لم تستطع أن تطور نفسها لمواكبة العالم الجديد بمرتكزاته الصناعية الجديدة.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيحل بوظيفة النظام التعليمي التقليدي السائد إذا علمنا وفقا للمعطيات أن 80% من الوظائف التي يزود الطلاب بها ستختفي خلال ثلاثة عقود قادمة. ويقدر الاقتصاديون، في هذا السياق، أن التطور الذي تحدثه الثورة الصناعية الرابعة سيؤدي إلى إبعاد 80% من قوة السكان إلى البطالة وخارج سوق العمل، وذلك لأن 20% من القوة العاملة المؤهلة إلكترونيا ستؤدي – بصورة مثالية – إلى مختلف متطلبات العمل والإنتاج في المستقبل. وهذا يعني أن 80% من السكان لن يخسروا عملهم فحسب بل جوهرهم الإنساني، انطلاقا من أن العمل نفسه يمثل جوهر الإنسان وقيمته( مارتين وشومان، 1998).

ويخبرنا تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في دافوس عام 2016 ([2]) حول مستقبل التوظيف أنه “وفقا لتقديرات الخبراء فإن 65% من الأطفال الذين يلتحقون بالمدرسة الابتدائية اليوم سيحصلون على وظائف غير موجودة الآن. ويتضح أيضا أن ما بين (80-70)% من المهن والأعمال والوظائف ستختفي خلال العشرين سنة القادمة، صحيح أنه ستتوافر فرص عمل كثيرة، ولكن توفرها سيتطلب وقتاً أطول من ذلك. على صعيد الزراعة، سيقوم إنسان آلي قيمته 100 دولار فقط بالزراعة في الحقول بحيث يتحول مزارعو العالم الثالث إلى مديرين لمزارعهم بدلاً من الكدح طوال النهار بحراثتها وسقيها.

فالثورة الرابعة تفرض تغييرا جوهريا فيما يتعلق بالوظيفة التربوية القائمة على نقل المعلومات للطلاب، حيث يتطلب الواقع الجديد نوعا من التعليم الذي يركز على عملية إنتاج المعرفة، وعلى ما يسمى بتنمية الذكاء الفارق أو الخارق. ومثل هذا الذكاء يتعارض كليا مع الوظيفة التقليدية للمؤسسات التعليمية. فالطلاب في العقود القادمة سيزودون بمستشعرات بيو-إلكتروينة ذكية لاكتساب المعرفة وإنتاجها، وهي أجهزة دقيقة خارقة تغرس في الجسد وفي الدماغ فتجعل الطلاب قادرين على التفكير بدرجات عالية من الذكاء والإبداع. وما هو مؤكد أن المؤسسات التعليمية ستعتمد على تزويد الطلاب بما يسمى “الألبسة الذكية” التي تتيح لهم التواصل عبر إنترنت الأشياء مع مختلف مصادر المعرفة. وما هو أهم وأخطر أن التواصل بين الطلاب سيكون عبر وسائط تقانية جديدة تتيح لهم التواصل المسحي، أي بعملية تبادل كميات هائلة من المعلومات والأفكار ليس عن طريق اللغة بل عن طريق الضخ الرقمي لكميات ضخمة من المعلومات في أجزاء من الثانية وعلى مستوى واسع يشمل جماعات متباعدة في الزمان والمكان.

إن الثورة الرابعة ستقتحم أنظمة التعليم والتعليم العالي فيما يتعلق بالتكنولوجيا الذكية التي تفرض نفسها في عملية التدريس والإعداد والتعليم. وسيقتحم الذكاء الاصطناعي التعليم العالي بتكنولوجيا تربوية جديدة مذهلة وفارقة. ومنها وسائل التعليم وبرمجياته ولاسيما التعليم بوسائط الذكاء الاصطناعي أو بطريقة التعليم عبر الواقع الافتراضي المعزز Education through enhanced Virtual reality الذي يشكل ثورة تربوية بحد ذاتها، فضلا عن وسائط وتكنولوجيا التعليم الجديدة التي تفوق كل التصورات فيما يتعلق بكفاءاتها وقدراتها. ويضاف إلى ذلك، على سبيل المثال وليس الحصر، الدورات التدريبية المفتوحة على الإنترنت [(MOOCs) massive open online courses] التي تشكل اليوم أحد معالم الثورة التربوية في التعليم العالي، حيث يتمكن الطالب من التحرر كليا من قيود الزمان والمكان التقليديين. وهناك أيضا المنصات التي تعتمد على تقانات الكروما (Chroma key) والهولوغرام (hologram technology ) والهولوبورتيشن (Holoportation). وهذه الابتكارات ستؤدي إلى تغييب كامل لأساليب التدريس التقليدية التي أصبحت اليوم من الماضي. ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى التوظيف المهول لوسائط محاكاة الواقع الافتراضي الذي أحدث فعليا ثورة جبارة في ميدان التعليم والتدريب في مختلف مستويات التعليم. فعلى سبيل المثال، يمكن اليوم للتلميذ أن يترحل افتراضيا داخل الشعيرات الدموية للجسد عبر ما يسمى بالنانو تكنولوجي، ويمكنه أن يزور قيعان البحار ويتجول بين النجوم ويتوغل في العصور القديمة ويتعرف عليها بحيوية العالم ثلاثي الأبعاد عبر الواقع الافتراضي المعزز. ومن المتوقع أن تركز المناهج الدراسية المستقبلية على التقنيات الناشئة، مثل: الروبوتات، وتكنولوجيا الفضاء. والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والنانو تكنولوجي، والجينوميات والتكنولوجيا الحيوية.

وفي خضم هذه التوقعات العاصفة فإن أنظمة التعليم التقليدية ستكون أكثر الأنظمة عرضة للسقوط والانهيار تحت مطارق هذه الثورة الصناعية الرابعة. فالتعليم التقليدي العربي بصورته الحالية وبآليات اشتغاله لن يصمد أمام هذه التغيرات العاصفة، لأن التغيير سيكون صاعقا وشاملا في مختلف مكوناته واستراتيجياته. وستفقد جامعات اليوم قدرتها على الاستمرار في العالم الجديد ما لم تُغيرْ وتتغير وما لم تثر وتُثور. وهذا يعني في نهاية الأمر أن التعليم الإلكتروني سيكون قدر ومصير الأنظمة التعليمية والتربوية، وبعبارة أخرى سيكون حتميا ومصيرا لا مفر منه إذا أرادت تلك الأنظمة الاستمرار في الحياة والوجود.

خاتمة:

جاءت كورونا بالدروس والعبر التي لا يمكن لنا أن ننكر جدواها وتأثيرها في حياتنا ووجودنا. وما قدمناه حول دروس كورونا ليس ألا غيضا من فيض، فالدروس التي تعلمها البشر خلال هذه التجربة المأسوية تفوق قدرتنا على الإحاطة والحصر. والدروس في التربية كثيرة جدا وهي لا تقل أهمية عنها في الاقتصاد والحياة الإنسانية برمتها بأدنى تفاصيلها وأكثرها تعقيدا، وقد لا نبالغ إذا قلنا بأن كورنا قد أحدث ثورة في المفاهيم والتصورات في مختلف الميادين وفي مختلف أوجه الحياة والفكر الإنساني في الفلسفة وعلم الاجتماع والتربية والفن والأدب. ومن هنا يكرر المفكرون عبارة إن ما بعد كورونا لن يكون كما قبلها. فكورونا يشكل مرحلة فاصلة في تاريخ الإنسانية وهو في كل الأحوال دفعة قوية نحو المستقبل نحو زمن الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي الخارق.

وكل ما نتمناه هو أن تعمل الدول العربية بأنظمتها التربوية على الاستفادة من معطيات هذه المرحلة والدروس الكبيرة التي علمنا إياها كورنا القاتل. فنحن اليوم على مفترق طرق ونأمل أن تقوم مجتمعاتنا بتطوير أنظمتها التربوية لتلحق بعصر الثورة الصناعية وثوراته الرقمية اللامتناهية في دائرتي الزمان والمكان.

 

[1] – يستخدم الباحثون اليوم مصطلح “التفرد التكنولوجي” (Technological singularity)، للإشارة إلى المصير التكنولوجي للإنسانية، ويعزى استخدام هذا المفهوم لأول مرة إلى ستانيسلاف أولام Stanislaw Ulam في نعيه لجون فون نيومان John von Neumann عام 1958

-[2] عقد المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس السويسرية في 23 يناير 2016، وحضر المنتدى الذي استمر 4 أيام، زعماء سياسيون ورؤساء دول من أكثر من 40 دولة وأكثر من 2500 مسؤول حكومي ورؤساء شركات وأكاديميون من أكثر من 100 دولة. وناقش المشاركون آثار وتحديات “الثورة الصناعية الرابعة” على البشرية، كما ناقشت الاجتماعات موضوعات عدة منها الوضع الأمني العالمي، والنمو الاقتصادي ومشاكل البيئة، والنقاط الساخنة المتعلقة بالتحولات الاجتماعية.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة