ارتباك الحداثة

image_pdf

أربعة عناوين تتصدر أطروحة حسين العودات المعنونة:”النهضة والحداثة بين الارتباك والإخفاق” الصادرة عن دار الساقي: النهضة العربية، والحداثة، والعلمانية والديموقراطية.

يرصد الكاتب إرهاصات الحداثة في العالم العربي منذ بداية القرن التاسع عشر، متسائلا: لماذا تعثَّرت النهضة والحداثة في العالم المجال العربي؟ ورغم أن ذلك الطرح ليس جديدا، إلا أن ذلك لا يمنع الإضاءة على أكثر الإشكاليات أهمية لجهة تعثّر الأفكار الحداثوية وسيطرة الاتجاهات التقليدية والتيار السلفي.

ويعرض الكتاب بإيجاز تجربة النهضة الأوروبية، وينتقل إلى بدايات النهضة في العالم العربي، مفنّداً الطروحات النهضوية عند غالبية التيارات، بدءاً من النهضويين الإسلاميين، مروراً بالنهضويين القوميين، وصولاً إلى دعاة العلمانية.

يفنّد الكتاب العوامل التي أدّت إلى تعثّر حركة النهضة والحداثة في البلدان العربية، ومنها إصرار التيّار السلفي الإسلامي على التطرّف ورفضه المطلق دراسة التراث ونقده، الأنظمة العربية التي حاربت ضدّ الديموقراطية وتداول السلطة، قيام دولة إسرائيل الذي أعطى القضية الفلسطينية الأولوية على حساب ضرورات التطوّر الداخلي.

ويتعرّض للأفكار النهضوية لرفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي والنهضويين الليبراليين مثل شبلي شميل وفرح أنطون، ثم إلى ما طرحه النهضويون الإسلاميون مثل محمد عبده ورشيد رضا، والنهضويون القوميون مثل نجيب عازوري وبطرس البستاني. ويشير إلى عوامل عديدة ساهمت في نشوء النهضة العربية وتطوّرها. ويتناول رفض شرائح عديدة عربية مجتمعية ورسمية لمفاهيم النهضة والحداثة، مما أبقى العلمانية والديموقراطية ومفاهيم الدولة الحديثة غريبة على المجتمعات العربية نسبياً، وأدى إلى تعثّر حركة النهضة والحداثة وإخفاقهما.

حسين العودات كاتب وصحفي سوري. مجاز في الجغرافيا واللغة الفرنسية وحائز دبلوم في الصحافة. كان مستشار رئيس الوزراء لشؤون الثقافة والصحافة في سوريا. تولّى إدارة وكالة الأنباء السورية ودار الأهالي للنشر. من مؤلفاته”الموت في الديانات الشرقية”، “وثائق فلسطين”، “العرب النصارى”، “المرأة العربية في الدين والمجتمع”، “الآخر في الثقافة العربية” الصادر عن دار الساقي.

جديدنا