فينومينولوجيا الغيب.. بَداؤها عينُ خفائِها
محمود حيدر
تتَّخذ «فينومينولوجيا الغيب» سَيْريَّة «جمع الشمل» بين ذات الموجود وصورته التي يظهر فيها. على هذا المتَّخذ، ومن هذا المحلِّ، يصير ممكنًا عقلًا صوغُ المبدأ الذي تُستخرجُ منه نظريَّةٌ معرفيَّةٌ متبصِّرةٌ ترى إلى الشيء في ظهوره بما هو عين حقيقته في خفائه. فالموجودُ الأعيانيُّ – وفقًا لهذا المبدأ- موصولٌ بالأمر الغيبيِّ، ومنه يستمدُّ ماهيَّته وهوّيَّته وظهورَه. وبهذا الوصل ينفتح الأفق أمام شهود العقل على فعل الغيب، عبر تعرُّفٍ صيروريٍّ تغدو معه منزلةُ الإظهار بمصدرها الغيبيِّ، ومنزلةُ الظهور بواقعها المرئيِّ، على نشأةٍ واحدة.