الدُّهماء في عصر التفاهة
حسام الدين فياض
تتمحور فكرة كتاب نظام التفاهة لـ ” آلان دونو ” في أن كل نشاط في المجال العام (سياسياً، اجتماعياً، ثقافياً،…) أصبح أقرب إلى ” لعبة “، يعرفها الجميع رغم أن لا أحد يتكلم عنها. ولا قواعد مكتوبة لهذه اللعبة، ولكنها تتمثل في الانتماء إلى كيان كبير ما، تُستبعد القيم فيه من الاعتبار، فيختزل النشاط المتعلق به إلى مجرد حسابات مصالح متعلقة بالربح والخسارة الماديين (كالمال، والثروة)، أو المعنويين (كالسمعة، والشهرة، والعلاقات الاجتماعية)، وذلك إلى أن يصاب الجسّد الاجتماعي بالفساد بصورة بنيوية، فيفقد الناس تدريجياً اهتمامهم بالشأن العام، وتقتصر همومهم على فردياتهم الجزئية والصغيرة. وهكذا، فنحن نلعب لعبة أعظم من أنفسنا أو نتظاهر بالخضوع لها، ونوسّع من نطاق قواعدها طوال الوقت، أو نخترع لها قواعد جديدة حسب الحاجة.