قد لا تكون عنصرياً متحيزاً وأنت مقتنع بذلك حقاً، ولكن دماغك على الأرجح مبني عضوياً كذلك، والتحيز متأصل في آلية عمله، ويمكن أن يتأثر سلوكنا بالتحيزات المخاتلة في آلية عمل أدمغتنا الداخلية والتي لا نشعر بها أو ندركها. تعتبر هذه التحيزات الضمنية مهمة بشكل خاص عند تقييم الارتكاسات البشرية التي تحدث بسرعة أو غريزياً أو تلقائياً. عندما يُضخ هرمونا الأدرينالين والكورتيزول في مجرى الدم لدينا ونحن في وضع القتال أو الهروب أو الشدة النفسية والعقلية عموماً، يمكن للتحيزات أن تستولي على أذهاننا العقلانية وتؤدي بنا إلى التصرف بطرق غير مألوفة.
التحيزات الضمنية المضمرة
تطورت أدمغتنا لاتخاذ العديد من الطرق المختصرة والتي لا تحتاج لصرف الكثير من الوارد الطاقي الغذائي من أجل التحرك والاستجابة بناء عليها، وأحد النتائج السلبية لذلك هو حقيقة أننا نميل إلى الوصول إلى استنتاجات تلقائية غير واعية عن أي من هم ليسوا مثل المجموعة البشرية التي تنتمي إليها. وفي الواقع حتى إذا كنت تعتبر نفسك واسع الأفق ومعتدلاً، فإن التحيز مبتنى عضوياً بعمق في تكوين وآلية عمل دماغك مثل كل بني البشر الآخرين. وهنا يجب التفريق بين حقيقة أنك على دراية بتحيزاتك الصريحة وهي جملة المواقف تجاه مجموعة من الأشخاص و التي تعترف بها بوعي، و بين التحيزات الضمنية التي هي مختلفة عن تلك المجموعة الأولى، إذ إنها نتاج عمليات معرفية خفية لا ندركها في كثير من الأحيان ولا تكون تحت سيطرتنا المقصودة.
يمكن اختبار التحيزات الضمنية بطرق مختلفة، وقد ثبت وجودها في سياق التحيزات على أساس العرق، والجنسية، والجنس، والوضع الاجتماعي، وفئات أخرى. إحدى الطرق التي يقيس بها العلماء التحيز الضمني تسمى التمهيد المتسلسل والذي مفاده بأنه عندما يرتبط مفهومان ببعضهما البعض في ذاكرتك، فإن تقديم أحدهما سيؤدي إلى تسهيل ظهور الآخر، وبالتالي سوف يسهل عليك تذكر العنصر الثاني أو التعرف عليه بعد انخراطك في التفاعل مع المحفز الأول.
قام الباحثون أيضاً بقياس التحيز الضمني باستخدام تقنيات التصوير العصبي، وتتبع موجات الدماغ وتنشيط مناطق الدماغ المعنية بالعواطف والتفاعلات الاجتماعية. ولقد اكتشفوا أنه عندما يتعرض الشخص لمحفز يجد أنه يمثل تهديداً، مثل البندقية، يتم تنشيط منطقة اللوزة الدماغية تلقائياً. للوزة العديد من الوظائف، إحداها التأكد من أن الأحداث العاطفية يتم تذكرها بشكل أفضل من الأحداث المحايدة؛ من أجل استخلاص العبر منها والتعلم بأن نتصرف بسرعة عندما نشعر بالتهديد أو الخوف بشكل تلقائي قد يحفظ الحياة والتأخر في التفكر فيه قد يؤدي إلى فقدانها. في دراسات التحيز الضمني عبر استخدام تقنيات التصوير العصبي المسحي للدماغ، وجد العلماء أنه عندما يعرض على المشاركين صور لوجوه ببشرات سوداء، على سبيل المثال، فإن الأشخاص الذين يظهرون تحيزات ضمنية تجاه الملونين سيظهرون نشاطاً أكبر للوزة المخية عند مشاهدة هذه الوجوه مقارنةً بالنظر إلى وجوه ذوي البشرات البيضاء، على سبيل المثال.
وربما تكون الطريقة الأكثر شيوعاً للكشف عن التحيزات الضمنية السلوكية هي من خلال اختبار الترابط الضمني، الذي تم تطويره في التسعينيات وأصبح منذ ذلك الحين أداة مهمة في أبحاث علم النفس الاجتماعي. بشكل أساسي، يضع اختبار الترابط الضمني استجابتين متنافستين ضد بعضهما البعض، مما يجبرك على قمع التداخل إذا كان لديك تحيز. ويعمل اختبار الترابط الضمني من خلال تقييم الارتباطات الضمنية الخاصة بك واكتشاف ما إذا كنت قد أجريت روابط بين سمات معينة، حتى لو لم تكن على دراية بها. على سبيل المثال، هل تربط العلم بالجنس الذكر، حتى لو كنت تحترم الكثير من العالمات؟ يمكن لاختبار الترابط الضمني أن يسلط الضوء على هذه الأنواع من التحيزات والصور النمطية اللاواعية.
نحن نعلم أن ذكريات الأشياء التي لا ندركها بوعي يمكن أن تؤثر على سلوكنا. يتمثل نهج اختبار الترابط الضمني في أنه، بنفس الطريقة، يمكن للارتباطات التي نقوم بها ضمنياً تغيير كيفية تصرفنا وطبيعة استجاباتنا للمواقف التي نتعرض إليها. ووفقاً لاختبار الترابط الضمني يُظهر معظم الأشخاص البيض في الولايات المتحدة تفضيلاً ضمنياً للبيض على السود. لكن حوالي 50٪ فقط من السود الذين تم اختبارهم أظهروا تفضيلاً ضمنياً للسود على البيض. وكذلك يفضل معظم الناس الشباب على كبار السن بغض النظر عن أعمارهم.
ولكن على الرغم من انتشار وشعبية اختبار الترابط الضمني، إلا أن له منتقديه، إذ يشير النقاد إلى حقيقة أن الدراسات وجدت تناقضات في درجات تفاعل الفرد عبر جلسات اختبار متعددة. هذه الحقيقة تمثل مشكلة إذا كان من المفترض أن يكتشف الاختبار التحيزات التي نحملها معنا طوال الوقت، والتي تبدو أنها ليست ثابتة دائماً وبنفس الحدة.
يمكن أن يؤدي التلاعب البسيط من قبيل الطلب من الشخص الذي يتم الاختبار عليه التفكير في نماذج إيجابية للأمريكيين من أصل أفريقي قبل إجراء الاختبار، وذلك يؤدي بشكل شبه ثابت إلى درجة تحيز أقل في اختبار الترابط الضمني حول العرق.
وأظهرت دراسات أخرى أن الأشخاص ثنائيي اللغة يظهرون تحيزاً أكبر عند إجراء الاختبار بلغتهم الأصلية مقابل لغتهم الثانوية. وقد يُحدث الوقت من اليوم فرقاً، حيث تميل الاختبارات التي تُجرى في الصباح إلى إظهار تحيز أقل من الاختبارات التي يتم إجراؤها في فترة ما بعد الظهر أو المساء.
ولا ينبغي لنا أن نتجاهل عدم اتساق اختبار الترابط الضمني دائماً، إذ قد تكون هذه المرونة من حيث إظهار التحيز ودرجته انعكاساً لما يحدث بالفعل في أدمغتنا، وقد يكون لدينا تحيزات ضمنية، لكنها أيضاً مرنة إلى حد ما، اعتماداً على السياق الذي يظهر التحيز فيه.
وفي الواقع، عندما يتعلق الأمر بتحيزاتنا، فإن السياق مهم للغاية، لأن التحيزات تعتمد على كيفية تعريفنا لمجموعتنا الاجتماعية التي ننتسب إليها. تتمثل إحدى طرق تجميع أنفسنا حسب لون البشرة الذي نعتقد بأننا نحمله، ولكن في لعبة كرة القدم، قد نقوم بتجميع أنفسنا حسب الفريق الذي نشجعه، وليس حسب العرق. يمكن أن ينطبق المنطق التصنيفي الاختزالي نفسه في تصنيف المجموعة التي ننتسب إليها بناء على الطوائف الدينية، والميول السياسية، على سبيل المثال.
فهم التحيزات الضمنية
القوالب النمطية هي معتقدات حول السمات التي يُعتقد أنها من سمات أعضاء مجموعات معينة. ويمكن أن تؤدي القوالب النمطية بعد ذلك إلى التحيز، وهو موقف سلبي أو استجابة عاطفية تعميمية تجاه مجموعة معينة وأفرادها.
يُعتقد أن القوالب النمطية والتحيزات الضمنية تعكس العمليات العصبية الاختزالية والتعميمية والتبسيطية التي يقوم بها الدماغ لتوفير الطاقة. ويبدو أن التحيزات الضمنية تنطوي على نظام تعلم يحركه اللوزة. وينتج التحيز بعد تقييم تبسيطي للموضوع، ومدى احتمال أن يكون مصدراً للتهديد في المستقبل بالاستناد إلى استنتاجات من تجارب شخصية أو تجارب الآخرين. لهذا السبب يتم تعلم أنماط التحيزات تلك غالباً أثناء التجارب العاطفية، وغالباً بعد حادث واحد فقط، ولهذا السبب أيضاً يمكن أن تستمر ويصعب انطفاؤها مع مور الزمن.
على النقيض من ذلك، تكوين القوالب النمطية بنتيجة التعلم المفاهيمي والاستشراب الهادف الذي يتم في الفص الصدغي وقشرة الفص الجبهي يستغرق وقتاً وتكراراً، ومثل أي عادة بعد ترسيخ الصور النمطية سواء بشكل هادف أو غير واعٍ، قد يكون من الصعب تغييرها. لكن الدراسات أظهرت أنه يمكن للناس التغلب بنجاح على الصور النمطية من خلال مراقبة سلوكهم والمحاولة الواعية لإضعاف الصورة النمطية، ولكن ذلك يحتاج جهداً ودأباً ليس بالقليل.
والسؤال المتكرر هو لماذا نحن عرضة للقوالب النمطية والتحيز في المقام الأول؟ لماذا لا يمكننا فقط تقييم كل موقف بطريقة عقلانية وفريدة من نوعها، بدلاً من التأثر بالارتباطات السابقة؟ والجواب يتمثل في أن أدمغتنا تميل إلى عمل الاختصارات والاختزالات والتعميمات والقوالب الفكرية الجاهزة من أجل توفير الطاقة الاستقلابية الهائلة التي يستهلكها الدماغ، والتي تصل إلى خمس الوارد الطاقي الذي يستهلكه الفرد. والحقيقة أنه لا يمكننا معالجة كل المعلومات المتاحة لنا في موقف معين بشكل تأملي متمعن عميق، لذلك نبحث عن الأسس أو المعلومات و القوالب الجاهزة التي يمكن أن تساعدنا في اختيار كيفية التصرف دون تأخير. وبالنظر إلى هذا الاتجاه الطبيعي، يعد تصنيف الأشخاص والمجموعات هو أحد أنماط الاختزالات والاختصارات التي يمكن لأدمغتنا استخدامها للتعامل مع تعقيد التفاعلات الاجتماعية التي نواجهها يومياً.
قد يساعدنا هذا في فهم سبب استمرار تسيد الصور النمطية عن الآخرين خلال مسيرة حيواتنا، على الرغم من حقيقة أنها تسبب الكثير من المعاناة للآخرين ولنا في كثير من الأحايين.
تقترح الفرضية الإدراكية الاختزالية أن الصور النمطية تبسط بيئتنا الاجتماعية حتى نتمكن من اختيار تفاعلاتنا بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وهناك أطروحة تفسيرية أخرى لآلية تشكل الصور النمطية المستبطنة مفادها أننا نستخدم الصور النمطية للتطابق مع مجموعة اجتماعية والتوافق معها، إذ نؤكد على الجوانب الإيجابية للمجموعة التي نريد الانتماء إليها، وفي نفس الوقت نفرق أنفسنا عن المجموعة التي لا ننتمي إليها من خلال تتبع سماتها السلبية. تنبع هذه الفكرة من نظرية الهوية الاجتماعية، والتي جوهرها بأننا نصوغ هوياتنا الاجتماعية على أساس المجموعات التي ننتمي إليها.
وقد يستقيم القول بأن ضغوط الاصطفاء الطبيعي التي شكلت أدمغتنا إلى حالتها الفائقة الحالية كانت مدفوعة إلى حد كبير ببيئتنا الاجتماعية، لذلك فليس من المستغرب أن نكون مهيئين بشكل خاص لتقييم الآخرين كأصدقاء أو أعداء. المشكلة هي أن ما تم ابتناؤه في عمق دارات الدماغ البشري الفطرية وآليات عملها ليس صحيحاً دائماً، خاصة مع تغير الأحوال والأجيال.
لقد ولدنا لنفضل أعضاء «مجموعتنا»، لكن هذا لا يعني أننا نولد بأشكال محددة ومسبقة من التحيز، وتلك فكرة مهمة إلى درجة فائقة. على سبيل المثال، لا يبدو أننا نفرق بشكل طبيعي بين المجموعات حسب لون البشرة إذ يتم تعليم واستبطان هذا التمييز اجتماعياً. من خلال بعض التلاعبات البسيطة للغاية، يمكن للباحثين تغيير الطريقة التي تجمع الأشخاص أنفسهم في فئتين «نحن» و «هم». ونحن كبشر ننتمي جميعاً إلى مجموعات مختلفة متعددة، مما يسمح لنا بتصنيف أنفسنا بعدة طرق: حسب العرق والجنس والجيل والميل السياسي وما إلى ذلك. وببساطة عن طريق التأكيد على طريقة التصنيف، يمكن للباحثين سحبك من خارج مجموعة ما إلى داخل مجموعة أخرى، ودون أن تشعر بالغبن جراء ذلك ودون أن تشعر بعدم الاتفاق مع المجموعة الجديدة التي أصبحت عضواً فيها.
وهنا لا بد من ملاحظة هامة مفادها بأن كلمة تحيز ضمني مستبطن مضمر لا تعني بأنه فطري. فقط لأن التحيز لاشعوري ولا يتم إدراكه لا يعني أنه لم يتم تعلمه واستبطانه من المحيط الاجتماعي. تظهر الدراسات التي أجريت على الأطفال أن التحيزات تتطور بمرور الوقت مع تراكم الخبرات.
نحن نميل بشكل خاص إلى استخلاص التحيزات بعد التجارب العاطفية. هذه هي الطريقة التي يمكن أن يؤدي بها التحيز الضمني التعميمي إلى التمييز والتحيز ضد الآخرين. من قبيل خلاصة تجربة سيئة مع فرد ينتمي إلى مجموعة عرقية، أو إثنية، أو دينية، أو ما كان على شاكلتها يتم تعميمها على كل أفراد تلك المجموعة ليصبحوا كما لو أنهم الفرد الذي تم التماس السلبي معه.
ويمكن القول إن أقوى قوة تخلق تحيزات ضمنية هي العنصرية الاجتماعية المنهجية والتي تتمثل في العيش في ثقافة يسود فيها التحيز بشكل مبرمج ومنظم ومؤسسي.
والحقيقة بأننا مخلوقات اجتماعية، مضبوطة بدقة للتواؤم مع مواقف وآراء من حولنا، حيث يمكن القول إن أدمغتنا تطورت للسماح لنا بالعيش في مجموعات اجتماعية كبيرة نسبياً، على الأقل مقارنة بأبناء عمومتنا من الرئيسيات. لذلك، يمكن أن تتأثر التحيزات الضمنية التي نستبطنها من تجاربنا، ومقول آبائنا، وسيرورة عواطفنا، ومجتمعنا.
وهناك ارتباط آخر استنتجه بعض الباحثين وهو بين التحيز وحاجتنا إلى تعزيز قيمة الذات، حتى لو كان ذلك بشكل سلبي؛ بمعنى آخر، ربما تغذي الصور النمطية غرور بعض الجاهلين الفارغ وتساعدهم على بناء وسائل دفاع نفسية يمكنهم من نظرة أكثر تثميناً تجاه كينوناتهم الفارغة، بشكل يتماشى مع تحيزاتهم الذاتية المختلقة من أجل ذلك.
هناك دليل على أن لدينا تحيزاً ضمنياً لبناء كينونة “الأنا” وتصورنا عنها فنحن نفضل مجموعتنا الخاصة، سواء تم تحديدها من قبل الفريق الرياضي الذي ندعمه، أو الكلية التي التحقنا بها، أو الدين الذي نتبعه، أو لون بشرتنا، فنحن نفضل ضمنياً الأشخاص والأماكن والمهن التي تتطابق مع هويتنا بطريقة ما.
هناك العديد من الطرق التي تؤدي فيها التحيزات والصور النمطية إلى أمراض اجتماعية بدلاً من تعزيز التماسك الاجتماعي، إذ يمكن للقوالب النمطية أن تمنعنا من تحقيق فهم أكثر عمقاً للآخرين فهي دائماً تقف عائقاً في طريق التفكير النقدي والموضوعي.
عندما تعمل التحيزات الضمنية على تعزيز الأنا على حساب التقليل من قيمة الآخرين، يمكن أن تصبح الصور النمطية أساساً للتحيز والتمييز الذي يؤدي إلى تآكل نسيج المجتمع، حيث إنها تحافظ على أنظمة الامتياز والظلم ويمكنها منعنا من فهم كيف كينونة الآخرين وسلوكاتهم في الحقيقة والواقع، وبدلاً من ذلك نسبغ عليهم تصوراتنا بما نعتقد أنهم عليه، وذلك وبال خطير في أي مجتمع كان.
ما الذي يمكننا فعله حيال هذا؟
يمكن أن تساعدنا عمليات التفكير السريعة والتلقائية والبديهية لدينا على الإبحار في عالم معقد بسرعة وكفاءة، ولكنها قد تؤدي بنا أيضاً إلى الضلال. في المقابل، يمكن لعقولنا البطيئة، والمفكرة، والعقلانية أن تساعدنا في أن نصبح مجتمعاً متحضراً، لكن هذا النظام المعرفي كسول، كما أشار دانيال كانيمان، لذلك نحن بحاجة إلى إشراكه عن عمد.
تم تصميم الاختبارات مثل اختبار الترابط الضمني IAT لقياس ردود الفعل السريعة على التفكير البطيء. والخبر السار هو أن التدخلات – مثل الأداة البسيطة للتفكير في نموذج يحتذى به ينتمي إلى مجموعة متحيزة ضدها – يمكن أن تكون فعالة في تهدئة وحتى تغيير ردودنا التلقائية.
لسنا بحاجة إلى أقصى درجات اللياقة السياسية لمعالجة هذه المشكلة في المجتمع. بدلاً من ذلك، فإن الوعي بميولنا وغرائزنا وردود أفعالنا يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً نحو حل المشكلة.
تعد التفاعلات بين المجموعات من أكثر الطرق نجاحاً لتقليل التحيزات الضمنية والصريحة. تتحدى هذه التفاعلات القوالب النمطية من خلال زيادة المعرفة حول أعضاء خارج المجموعة، وإضفاء الطابع الإنساني عليهم، وتقليل القلق المرتبط بالتفاعل معهم، وزيادة التعاطف وتبني وجهات النظر. حتى مجرد التفكير في تفاعل إيجابي، يصبح فيه أحد الأعضاء خارج المجموعة حليفاً، يمكن أن يقلل التحيز كما تم قياسه بواسطة اختبار الترابط الضمني IAT.
العنصرية والتحيز الضمني والقوالب النمطية متأصلة في مجتمعنا وتترك أثراً في أدمغتنا نتيجة لذلك. لكن الخبر السار هو أن هناك تدخلات فعالة، وعادة ما يكون الدافع لتجاوز الغرائز التلقائية كافياً لمنعنا من التصرف بشكل سيء.
________
* الدكتور مصعب قاسم عزاوي.
**تعريب فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع لملخص محاضرة قدمها الطبيب مصعب قاسم عزاوي باللغة الإنجليزية في مركز دار الأكاديمية الثقافي في لندن.
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.