” تعد السوسيولوجيا بالنسبة إلى ماكس فيبر، العلم الذي يستطيع الباحث من خلاله فهم الإنسان وفهم العالم وفهم طبيعة الأشياء كما هي وليس كما يريدها هو أن تكون، وبما أن الواقع الاجتماعي مليء بالتعقيدات ولا نستطيع فهمه وتفسيره بسهوله، استعان فيبر بآليات متميزة ومفاهيم أصبحت مرتبطة باسمه وبتاريخه الفكري، ولذلك نجده يعرّف السوسيولوجيا على أنها العلم الذي يحاول الفهم من خلال التأويل للفعل الاجتماعي والتفسير بطريقة سببية لتطوره وآثاره “ ([1]).
إذا كانت المنظورات الوظيفية والصراعية تؤكد على أهمية البناء الاجتماعي في تشكيل وتوجيه أفراد المجتمع والتأثير على سلوكهم الإنساني، فإن نظرية الفعل الاجتماعي تقف على الطرف الآخر، حيث تولي اهتماماً كبيراً لدور الفعل والتفاعل بين أفراد المجتمع في تكوين تلك البنى الاجتماعية. وفي هذا السياق، يبرز دور علم الاجتماع في استيعاب المعاني التي ينطوي عليها الفعل الاجتماعي والتفاعل، لا في تفسير طبيعة القوى الخارجية التي تدفع الناس إلى نمط معين من الأفعال.
يعتبر ماكس فيبر* من أوائل المفكرين السوسيولوجيين الألمان الذين دعوا إلى تبني منظور الفعل الاجتماعي، ” وأبرز رواد الفكر الحديث الذين تركوا بصمات واضحة على مسار الفكر السوسيولوجي منذ بدايات القرن العشرين وحتى يومنا هذا “([2])، وذلك بتجاوز التفسير العلمي نحو التأويل الذاتي والإنساني من خلال التركيز على الفعل الاجتماعي بدلاً من البنية الاجتماعية، والتمييز بين العلوم الوضعية القائمة على التفسير السببي والعلي، والعلوم الإنسانية والثقافية المبنية على انجاز فهم الفعل الاجتماعي وتأويله من أجل الوصول إلى نتائجه ومساراته.
يرى فيبر أن الدوافع والأفكار البشرية هي التي تقف وراء التغير الاجتماعي، وبمقدور الآراء والقيم والمعتقدات أن تسهم في التحولات الاجتماعية. وبوسع الفرد أيضاً – حسب فيبر- أن يتصرف بحرية ويرسم مصيره في المستقبل. ولم يكن يعتقد فيبر كما يعتقد دوركايم وماركس أن للبنى الاجتماعية وجوداً مستقلاً عن الأفراد بل كان يرى أن البنى في المجتمع إنما تتشكل بفعل تبادلي معقد بين الأفعال، ومن هنا فإن من واجب عالم الاجتماع أن يتفهم المعاني الكامنة وراء هذه الأفعال([3]).
يعتقد فيبر أن العلم يستطيع أن يساعد البشر بالوسائل التي يتيحها وليس بالغايات، ذلك لأن العلم لا يستطيع أن يدلنا على القيم الحقيقية، ومن ثم فإن الصراع بين القيم مسألة حتمية وبخاصةً في المجتمعات الحديثة التي تتسم بالتعقيد. هذا بالإضافة إلى أنه من المستحيل ترتيب القيم من خلال العلم بالنظر إلى مقياس شامل متفق عليه. وفي إطار ذلك فإن كل ما يستطيع العلم أن يمدنا به هو الوضوح.
وفي حالة علم الاجتماع فإن الوضوح يتجسد فيما يتعلق بسلوكنا من حيث دوافعه وغاياته ونتائجه، ذلك لأن علم الاجتماع يساعدنا على توضيح طبيعة التوجيه القيمي لأفعال البشر وأنماط القيم التي ينبغي عليهم اعتناقها. هذا بالإضافة إلى أنه يساعد على إيضاح وسائل تحقيق هذه القيم، وتحديد تكاليف نتائج ذلك بالنسبة للقيم الأخرى. يعني ذلك أن علوم الثقافة التي ينتمي إليها (التاريخ وعلم الاجتماع) حسب فيبر تعمل على فهم الإنتاج الإنساني الذي يخلق القيم.
بناءً على ما تقدم نجد أن فيبر يركز بدراسته على الفعل الاجتماعي([4]) الذي يتحقق بالتفاعل بين الذوات والآخرين. ويتخذ هذا الفعل معنى ذاتياً وغرضياً. ومن هنا فقد انتقل ماكس فيبر بعلم الاجتماع من عالم الأشياء الموضوعية إلى الأفعال الإنسانية. أي انتقل من الموضوع إلى الذات، أو من الشيء إلى الإنسان. ويعني هذا أن فيبر كان يأمل لعلم الاجتماع أن يحتفظ بميزات العلوم الثقافية والروحية. فضلاً عن ميزات العلوم الطبيعية([5]).
ويعرف فيبر السوسيولوجيا، بأنها: ” العلم الذي يعنى بفهم الفعل أو النشاط الاجتماعي* وتأويله، ومن ثم التفسير السببي لمساره ونتائجه “([6]). ويمكن القول أيضاً هي العلم الذي يحاول أن يدرس الفهم التأويلي للفعل الاجتماعي من أجل الوصول إلى تفسير علمي لمجراه وآثاره “. ويشتمل الفعل الاجتماعي على كل مظاهر السلوك الإنساني طالما يضفي عليها الأفراد معناً ذاتياً، أي الفعل الذي له معنى الذي يمكن فهمه، والمعاني هي البواعث التي تحرك سلوك الأفراد وتحوله إلى سلوك اجتماعي. ” وهذا يعني أن فيبر نظر إلى الفعل Action بأنه سلوك إنساني، ظاهر أو مستتر، يمنحه الفرد الفاعل معناً ذاتياً. فالسلوك الذي يخلو من المعنى الذاتي لا ينتمي إلى الدراسة السوسيولوجية المتعمقة “([7]).
لذا لابد لنا في هذا السياق أن نفرق بين الفعل الاجتماعي وبين الفعل الإنساني. فالفعل الإنساني: ” هو (فقط) ذلك السلوك أو النشاط، الذي يمكن أن ننسب إليه قصد أو معنى ذاتي لتبرير ما قام به الفاعل من نشاط “. أما الفعل الاجتماعي ” هو أحد أنواع الفعل الإنساني، حيث له خصوصية تميزه عن غيره من الأفعال، وهو يعتبر الأساس الذي تقوم عليه ” السوسيولوجية الفيبرية “، ويأخذ صفة الفعل الاجتماعي، إذا تعلق معناه المقصود من قبل فاعله أو فاعليه بسلوك الآخرين، الذين يوجهون حدوثه”. إذاً الفعل الاجتماعي هو الذي يتوجه بسلوك الغير، ويرتبط بمعنى مشترك معه، فالمعنى الذي يفكر فيه الفرد ويقصده هو الذي يجعل الفعل الذي يقوم به اجتماعياً. مثال ذلك: إن زيارة شخص ما لشخص آخر هو سلوك اجتماعي أما معنى هذه الزيارة فيمثل في كونها للتهنئة أو للعتاب أو لاقتراض المال أو للتملق.
وهكذا نجد أن السوسيولوجيا عند فيبر” هي علم بخصوص الفعل الاجتماعي. وهو بنظرته تلك يرفض الحتمية التي يمتدحها ماركس ودوركايم اللذان يحبسان الإنسان ضمن نسيج من الضغوط الاجتماعية غير الواعية، ويعتقد فيبر أن هذه الضغوط وهذه الحتميات لا تعدو كونها نسبية. ليس المقصود قوانين مطلقة، إنما توجهات تترك على الدوام مكاناً للصدفة وللقرار الفردي.
أما فيما يخص تعريف المجتمع يرى فيبر أنه نتاج لفعل الأفراد الذين يتصرفون تبعاً للقيم والدوافع وللحسابات العقلانية. إن توضيح الاجتماعي يعني التنبه إلى الطريقة التي يوجه بحسبها الناس فعلهم. هذا النهج هو نهج السوسيولوجيا التفهمية. وفي هذا السياق يقول فيبر: ” إن ما ندعوه سوسيولوجيا هو علم مهمته الاستيعاب (الفهم)، عن طريق تأويل النشاط الاجتماعي “([8]).
ويعني هذا أن المجتمع يتكون من مجموعة من الأشخاص الذين يقومون بسلوكيات أو أفعال أو أعمال، وهذه الأفعال هي جوهر علم الاجتماع. فالمقاربة الفيبرية مقاربة فردية، تدرس سلوك الفرد داخل المجتمع، في إطاره التواصلي والتفاعلي. ويعني هذا أن الإنسان كائن واعي، يتصرف عن وعي وهدف، ولسلوكه معنى وقصد، على عكس الأشياء التي يمكن إخضاعها للدراسة العلمية. هنا، ضرورة فهم العالم في ضوء أفعال الفرد، وفهم مقاصدها وأهدافها ونواياها ودلالاتها. ويستوجب فهم العالم دراسة سلوك الأفراد داخل المجتمع، ورصد دلالات الأفعال ومعانيها ومقاصدها. ويقترب هذا من البعد التواصلي التفاعلي.
– أنماط الفعل الاجتماعي عند فيبر: يعتبر الفعل الاجتماعي من المفاهيم الرئيسية التي أسهم بها ماكس فيبر في بناء رؤيته للواقع الاجتماعي. ونظراً لأن مفهوم الفعل الاجتماعي يعتبر العنصر الأساسي الذي يشكل جوهر المشروع النظري لماكس فيبر، ولأن مفهوم الفعل الاجتماعي هو نقطة البدء المنطقية عنده، فإننا نجده يطلق اسم الفعل على أي اتجاه أو نشاط إنساني يخلع الفاعلون عليه أو مجموعة الفاعلين معنى ذاتياً([9]). ويصنف فيبر الفعل الاجتماعي إلى أنماط، وهي على الشكل التالي ([10]):
1- الفعل التقليدي: ينبني هذا الفعل على العادات والقيم والأعراف والتقاليد، وهو فعل يشمل القليل من التفكير الواعي في الغايات والوسائل، فالأنشطة اليومية لا تتصف بالضرورة بالعقلانية، مثل: الأكل بالشوكة أو المصافحة بالأيدي تتأتى من الفعل التقليدي.
2- الفعل الوجداني أو العاطفي: هو ذلك الفعل الذي توجهه العواطف. وبالتالي، فهو فعل غير عقلاني. والأمثلة على هذا النمط من السلوك عديدة حينما يختار المرء الوسائل لا على أساس صلتها بالغايات أو القيم وإنما باعتبارها تنبع من تيار العاطفة مثال ذلك: عقاب الأم لابنها بطريقة عاطفية وانفعالية.
3- الفعل العقلاني بالنظر إلى القيمة: هو فعل يتجه صوب القيم، له درجة عالية من الوعي، ويرتبط بهدف ما ضمن نظام القيم. بمعنى آخر، يتحقق هذا الفعل ” حينما يلتزم الفرد بقيمة أو مجموعة من القيم التي توجه أفعاله وتلك القيم أقل ملموسية من الأهداف، وليس من الضروري أن تكون طريقة الحصول على تلك القيم مجدية أو مؤثرة “([11]). مثال ذلك: ربان السفينة الذي يغرق مع سفينته، حين استحالة إنقاذها ” فعل التضحية“.
4- الفعل العقلاني بالنظر إلى الهدف: إن العقلنة كما يفهمها فيبر، والتي يقرنها أحياناً بمفهوم الفكرنة، هي نتيجة التخصص العلمي والتمايز التقني الخاص بالحضارة. إنها تقوم على تنظيم الحياة، بتقسيم مختلف النشاطات وتنسيقها، على أساس دراسة دقيقة للعلاقات بين البشر، ومع أدواتهم ومحيطهم، في سبيل المزيد من الفعالية والإنجاز ([12]).
يرتبط هذا الفعل بالتخطيط والترشيد العقلاني والتدبير الجيد ” واستعمال الفرد الوسيلة الأكفأ لتحقيق هدفه “([13]). أي: يخطط قبل التنفيذ، ويقارن بين الوسائل المتاحة قبل العمل للوصول إلى أهدافه المرجوة، ويحلل النتائج المتوقعة الناتجة عن هذا الفعل المرتقب. بعبارة أخرى، نجد أن فيبر يحدد العقلانية بالنظر إلى قدر المعرفة التي لدى الفاعل. مثال ذلك: المهندس الذي يرغب بتنفيذ وتشييد بناء، أو القائد العسكري الذي يختار أفضل الخطط التي تحقق له النصر في الحرب.
ويعني ذلك أن فعل الفرد إما تقليدي، وإما عاطفي، وإما عقلاني. فالمستهلك يكون عقلانياً حينما يختار منتوجاً لشرائه حسب دخله المادي، ووفق الأجرة التي يحصل عليها (فعل عقلاني)، وقد يكون مدفوعاً بعاداته الاستهلاكية التقليدية لاختيار منتوج ما (فعل تقليدي)، أو عن طريق رغباته التي لا تقاوم (فعل وجداني). وهكذا تتشابك الأنماط الثلاثة في النشاط الواحد للفرد (نشاط المستهلك).
ترتبط هذه الأنماط الأربعة من السلوك ارتباطاً وظيفياً بأنماط العلاقات الاجتماعية: فالسلوك العقلي بنوعيه هو الفعل الاجتماعي الذي يسود المجتمع عامة. أما السلوك العاطفي فهو خاص بالجماعة. في حين أن السلوك التقليدي يخص الإنسانية جمعاء، وقوامه جملة من العادات والتقاليد التي قد تتحول إلى سلطة اجتماعية قاهرة. وتنكب سوسيولوجيا الفهم عند فيبر على رصد هذه الأفعال في المجتمع المدروس، بتصنيفها وتنميطها والبحث عن دلالاتها الظاهرة والخفية، مع تمجيد الفعل العقلاني الهادف والبناء. وترجع أهمية هذا التصنيف إلى عدة عوامل تتمثل في([14]):
أ- إن فيبر اعتبر علم الاجتماع علماً شاملاً للفعل الاجتماعي لذا فإن تنميط الأفعال يعتبر أكثر المستويات تجريداً في النسق التصوري الموجود في المجال الاجتماعي.
ب- وفي الوقت نفسه اعتبر فيبر علم الاجتماع علماً شاملاً للفعل الإنساني ويهدف من هذا إلى فهم المعنى الذي يضفيه كل فرد على سلوكه الخاص لذا فمن المهم الوصول إلى فهم شمول للمعاني الذاتية عن طريق تصنيف أنماط الأفعال كمدخل لفهم البناء الواضح لهذا السلوك.
ج- أثر تصنيف فيبر لأنماط الأفعال على تفسيره للحقبة الزمنية المعاصرة له، فقد رأى أن الخاصية الرئيسية للعالم الذي يعيش فيه هي التعقل Rationalization، ويظهر هذا في اتجاه المجتمعات الحديثة الساعية إلى توسيع دائرة الأفعال العقلية المرتبطة بالأهداف.
د- يرتبط تصنيف الأفعال بجوهر فلسفة فيبر وهو علاقات الارتباط بين العلم والسياسة أو استقلالهما.
ختاماً، زعم فيبر أن السعي إلى فهم الفعل الاجتماعي يدفع عالِم الاجتماع إلى السمو على فوضوية الحياة، حتى يمكنه تبين الأنماط التكرارية لسلوكيات الأفراد خلال مواقف بعينها. فإذا تصرف الفرد بعقلانية خلال موقف معين، فمن المحتمل جداً أن يتصرف بالطريقة نفسها التي تولد تماثلات واستمراريات. ومن الممكن التنبؤ بالسلوك، وبالتالي تأويل فعل الفرد وتبعات ذلك الفعل. والحقيقة ناقش فيبر أن مثل هذه التماثلات بزغت من الفعل العقلي حيث كان أساساً لنظام وبنية اجتماعية، وليس من أعراف وقيم مشتركة ([15]).
بذلك، يؤمن فيبر أن الفعل العقلاني المرتبط بالتخطيط والترشيد العقلاني يتمثل في السلطة القانونية والبيروقراطية، حيث الإيمان المطلق بسيادة القانون واحترام الحاكم للسلطة القانونية، ووصوله إلى الحكم عن جدارة واستحقاق، كما تفترض وجود مجموعة رسمية من المعايير المستقرة نسبياً، التي تسعى إلى تنظيم السلوك كي يكون سلوكاً رشيداً من خلال تأسيس مجموعة من العلاقات بالنظر إلى مبادئ العقل والمعقولية. وهذا ما يسعى إليه فيبر عندما يدافع عن الفعل العقلاني الهادف، والسلطة القانونية، وهما أساس الليبرالية العاقلة والراشدة.
د. حسام الدين فياض
([1]) إكرام عدنني: سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ما كس فيبر، منتدى المعارف، بيروت، ط1، 2013، ص(7).
* ماكسيميليان كارل إميل فيبر عالم اجتماع موسوعي الثقافة ومبدع فريد من نوعهولد في مدينة إيرفورت الألمانية 21 نيسان/ أبريل عام 1864، بذلك يعتبر فيبر من أهم علماء الاجتماع الألمان، ومن أهم الفلاسفة وعلماء القانون والإدارة والاقتصاد السياسي. ويعتبر أيضاً من أهم رواد السوسيولوجيا المعاصرة، ومن الأوائل الذين انتقدوا الحداثة. وقد انساق كثيراً وراء السياسة بالتحليل والتنظير والتقعيد، وكان من بين المحررين لدستور جمهورية ڤايمار عام 1919- 1933. توفي في 14 حزيران/ يونيو عام 1920 وذلك عن عمرٍ ناهز الـ 56 عاماً.
([2]) إكرام عدنني: سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ما كس فيبر، مرجع سبق ذكره، ص(7).
([3]) حسام الدين فياض: المدخل إلى علم الاجتماع (من مرحلة التأصيل إلى مرحلة التأسيس)، مكتبة الأسرة العربية، إسطنبول، ط1، 2021، ص(337).
([4]) انظر ماكس فيبر: مفاهيم أساسية في علم الاجتماع، ترجمة: صلاح هلال، مراجعة وتعليق: محمد الجوهري، المركز القومي للترجمة، القاهرة العدد: 1675، ط1، ص(50 وما بعدها).
([5]) حسام الدين فياض: المدخل إلى علم الاجتماع، مرجع سبق ذكره، ص(338-339).
* نقصد بالنشاط السلوك الاجتماعي (ليس من المهم أن يتعلق الأمر بفعل خارجي أو ذاتي، بإهمال أمر أو بتسامح) عندما وبقدر ما يعطيه الفاعل أو الفاعلون معناً ذاتياً. ونقصد بالنشاط الاجتماعي المتعلق بتصرف الآخر الذي يتوجه إليه مسار النشاط وذلك بحسب المعنى الذي يقصد الفاعل أو الفاعلون. بذلك يتحدد موضوع علم الاجتماع عند فيبر في فهم (الفعل) النشاط الاجتماعي وتأويليه، أما عند دوركايم دراسة وتفسير الظواهر الاجتماعية كأشياء.
([6]) جان ميشال بريتلو: بناء علم الاجتماع، ترجمة: جورجيت الحداد، عويدات للنشر والطباعة، بيروت، ط1، 1999، ص (44).
([7]) نيقولا تيماشيف: نظرية علم الاجتماع طبيعتها وتطورها، ترجمة: محمود عودة وآخرون، مراجعة: محمد عاطف غيث، سلسلة علم الاجتماع المعاصر، الكتاب: الثاني، دار المعارف، القاهرة، ط5، 1978، ص (262).
([8]) فيليب كابان و جان فرانسوا دوريته: علم الاجتماع من النظريات الكبرى إلى الشؤون اليومية، ترجمة: إياس حسن، دار الفرقد، دمشق، 2010، ص (48).
([9]) علي ليلة: ماكس فيبر والبحث المضاد في أصل الرأسمالية المعاصرة، المكتبة المصرية، القاهرة، 2004، ص (107).
([10]) المرجع السابق نفسه، ص (109-110-111).
([11]) جون سكوت: علم الاجتماع المفاهيم الأساسية، ترجمة: محمد عثمان، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، ط1، 2009، ص (293-294).
([12]) ماكس فيبر: مقالات في سوسيولوجيا الدين (الثقافة البروتستانتية)، ترجمة: منير الفندري، مراجعة: فضل الله العميري، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2015، ص (12).
([13]) جون سكوت: علم الاجتماع المفاهيم الأساسية، مرجع سبق ذكره، ص (293).
([14]) علا مصطفى أنور: التفسير في العلوم الاجتماعية- دراسة في فلسفة العلم، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، 1988، ص (223)
([15]) جون سكوت: علم الاجتماع المفاهيم الأساسية، مرجع سبق ذكره، ص (295).
____________________
*د. حسام الدين فياض/ الأستاذ المساعد في النظرية الاجتماعية المعاصرة/ قسم علم الاجتماع كلية الآداب في جامعة ماردين- حلب سابقاً.