( دراسة تحليلية – نقدية )
الملخص:
تهدف الدراسة إلى توضيح مفهوم الانثروبولوجيا وتبيان عوامل وأسباب نشأتها كعلم يدرس المجتمعات البدائية، وتحليل ونقد طبيعة العلاقة الارتباطية بينها وبين الاستعمار. كما سعت دراسة إلى مناقشة وتحليل أثر العقلانية الأداتية الاستعمارية على مجمل الدراسات الانثروبولوجية. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي – النقدي في دراستها لموضوع البحث، كما توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها وجود علاقة ارتباطية بين نشوء الانثروبولوجيا كتخصص أكاديمي يهتم بدراسة المجتمعات البدائية وبين مفهوم الاستعمار الأوروبي التوسعي. بالإضافة إلى أن الانثروبولوجيا كان لها دوراً مهماً في فهم التطورات التي عاشتها البشرية، لكن النتائج التي توصلت إليها الانثروبولوجيا لم توظف في خدمة البشرية بل بقيت حبيسة في مكاتب سلطة الاستعمار وأتباعه من أجل استغلالها للسيطرة على المجتمعات النامية. وفي النهاية أوصت الدراسة بضرورية صياغة ميثاق أخلاقي لتوجيه مسارات الدراسات الانثروبولوجية بما لا يتعارض مع الأهداف والغايات الإنسانية التي وجدت لأجلها. وتفعيل دور أقسام الانثروبولوجيا في الجامعات العربية والإسلامية من منطلق ربط الجامعة بالمجتمع لإعداد دراسات وأبحاث عن المشكلات والقضايا التي تعاني منها تلك المجتمعات بما يتناسب مع خصوصيتها حتى لا تخرج عن سياقها التاريخي في توظيف نتائجها بشكل موضوعي.
المقدمة:
يرى معظم المتخصصين في العلوم الاجتماعية أن التطورات النوعية التي أحرزتها الانثروبولوجيا، في دراسة المجتمعات الإنسانية، بدايةً من الاثنوغرافيا والاثنولوجيا وصولاً إلى مرحلة تأسيس الانثروبولوجيا العامة، قد ساعد على منحها مكانة بارزة في مجال دراسة المجتمعات البدائية ونشر الثقافة الحداثوية والتقنية فيها، وتغير مسار العلاقة القائمة ما بين دول الشمال والجنوب من السيطرة الاستعمارية إلى المثاقفة* والتأثير والتنوير والاستقلال الذاتي.
انقسمت المدارس الانثروبولوجية بكل ما تحمل من توجهات وأهداف إلى حقل علمي وأربعة مدارس** هي: (الانكليزية والألمانية والفرنسية والأمريكية) تتنوع أسسها النظرية والمنهجية وزاوية اقترابها من الواقع المدروس ما بين التطورية والمادية التاريخية والوظيفية والبنيوية والانتشارية والانثروبولوجيا الفلسفية والوجودية… إلخ.
وقد ساد تصور إيجابي في الأوساط الأكاديمية حول الإنجازات غير المسبوقة التي حققتها الانثروبولوجيا في مجال دراسة نشأة الإنسان والتطورات التي لحقت به، ودراسة وتحليل وتفسير الأنظمة الثقافية والاجتماعية في المجتمعات البدائية بهدف فهم آلية عمل عاداتها وتقاليدها التي قد تبدو غريبة، هذا إلى جانب التركيز على المعتقدات الغيبية والمثيرة التي توجه مجمل الحياة الاجتماعية وتعمل على تماسكها وتحقيق الاستقرار فيها، مما مهد الطريق إلى معرفة بنية تلك المجتمعات وتحديد الكيفية التي تدرجت بها الإنسانية خلال مراحل تطورها حتى وصلت على ما هي عليه في المجتمعات المتقدمة والمعاصرة، كما ساعدت الانثروبولوجيا في تحديد الأطر الحضارية للمجتمعات الإنسانية لمعرفة عوامل وأسباب التغير الاجتماعي ومقارنها بالمجتمعات المعاصرة لاستنتاج مؤشرات وتوقعات اتجاه التغير المحتمل، في الظواهر الإنسانية، وبالتالي إمكانية التنبؤ بمستقبل الجماعات البشرية التي أجريت عليها الدراسة.
من خلال المنطلقات السابقة يمكننا اعتبار أن أغراض العلم الجديد كانت أغراضاً بريئة للوهلة الأولى بما تحمله من أهداف وغايات إنسانية. لكن هذه البراءة في حقيقة الأمر لم تدوم طويلاً إذ تحول هذا العلم وبسرعة كبيرة إلى أداة في يد السلطة أو السلطات الحاكمة في البلدان الأوروبية، التي كانت تشهد مع توسع البحث والدراسة في الانثروبولوجيا توسعاً جغرافياً مذهلاً في كل مناطق العالم، وبالأخص مع بداية عصر الاستعمار الأوروبي، عصر البحث عن المستعمرات، عن أسواق وعن يد عاملة وعن مواد خام وعن زبائن جدد يشترون منتجات صناعية غير متوفرة في بلدانهم.
لذا تسعى الدراسة إلى التدقيق والتحري ومراجعة الوظيفة التي تؤديها الانثروبولوجيا كعلم، وبالأخص فيما يتعلق بعلاقتها مع السلطة باعتبارها الأداة المعرفية، التي سهلت للدول الاستعمارية إحكام قبضتها على الشعوب الأقل تطوراً حسب مقاييس الحضارة المركزية الأوروبية، مما فرض قواعد جائرة لتحديد مسار وطبيعة العلاقات بين دول الشمال المتقدم والجنوب النامي تم تجسيدها من خلال تكريس مفاهيم الهيمنة والسيطرة الاستعمارية على بلدان الجنوب (العالم الثالث). بناءً عليه سنحاول تحديد الإطار النظري والمفاهيمي والمنهجي لدراسة وتحليل ونقد العلاقة الارتباطية بين الانثروبولوجيا والاستعمار. ولكن قبل أن نبدأ بإيضاح العلاقة القائمة بينهما علينا أن نتوقف قليلاً عند مفهومي الانثروبولوجيا والاستعمار.
– مفهوم الانثروبولوجيا: بالرغم من قدم مصطلح الانثروبولوجيا في تاريخ المعرفة الإنسانية، إلا أن استعمالها بدأ فعلياً مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث ازداد الاهتمام بها وبالأخص في الأوساط الثقافية الأنكلوساكسونية*، وكان هذا الاهتمام منصباً على الانثروبولوجيا البيولوجية أو الفيزيائية، أي أن الجسد كان محور اهتمامات الدراسات الانثروبولوجية ومركزها. وبعد ذلك جُمِعَ الموضوعين كليهما في موضوع واحد سمي بالانثروبولوجيا الاجتماعية([1]) .
اصطلاحياً، يرجع مفهوم الانثروبولوجيا إلى الكلمة يونانية المكونة من شقين أساسيين هما: الإنسان Anthropo وعلم Logy، وتعني علم الإنسان وهو علم من العلوم الإنسانية الذي يهتم بدراسة مظاهر حياة الإنسان دراسة كلية وشمولية، كما يهتم بدراسة الإنسان من حيث قيمه (الجمالية، الدينية، الأخلاقية، الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية) ومكتسباته الثقافية([2])، وهو علم يركز على كل ما هو بدائي وبسيط في حياة الإنسان في المجتمعات المعزولة والصغيرة نسبياً. ولقد تعددت اهتمامات الانثروبولوجيا في الوقت الراهن ولم تعد تقتصر على دراسة المجتمعات البدائية فقط، ولكن أصبحت تهتم بدراسة مشكلات المجتمع الحديث وخاصة المناطق المتخلفة.
خلاصة القول، ” هو علم دراسة الإنسان في ثقافته وبنائه الاجتماعي وهو أيضاً ” العلم الشمولي الذي يدرس الإنسان وأعماله، الذي تتمحور أبحاثه حول طبيعة الإنسان كمخلوق ينتمي إلى العالم الحيواني”([3]) ، ويذكر جاك لومبار أن هذا العلم يهتم بدراسة المجتمعات البعيدة والغريبة، أي دراسة “الآخر” الذي يختلف عن الإنسان الغربي في ثقافته وعاداته وتقاليده، ودرجة وعيه وتقدمه، وهذه إشارة إلى الشعوب البدائية ذات الثقافة البسيطة والتقليدية مقارنة بثقافة الإنسان الأبيض “الغربي” ([4]).
– أما فيما يتعلق بمفهوم الاستعمار، نجد أن ظاهرة الاستعمار ظاهرة قديمة قِدم البشر والدول، ولكنها في كل عصر تأخذ طابعاً مختلفاً معيناً، أو يمكن تعيينه، وإن بقى الجوهر واحداً، “وليست إيديولوجية الاستعمار أكثر من تبشير يدّعي الأخلاق والعلم”([5]). وفي مفهومه الحديث ارتبط الاستعمار بالحضارة الأوروبية الغربية، حيث استطاعت منجزات العلم التجريبي أن ينقلها إلى ثورة صناعية، شكل الاستعمار محور هذه الثورة طمعاً بمصادر الطاقة والخامات والمواد الأولية الموجود في العالم الشرقي التي لم تكن تمتلكها القارة الأوروبية إلا بنسب قليلة لا تغطي كل احتياجاتها مما دفعها إلى الزحف إلى مناطق متعددة من العالم لاحتلالها واستغلال مواردها الطبيعية بهدف تحقيق مصالحها على حساب الآخرين([6]).
ولا يعرف تاريخ العالم في سجله الطويل أسوأ من مدنية الغرب في معاملة الآخرين، وتجاهل مصالحهم، ومصادرة حقوقهم. بل إنه لا يعرف أسوأ من هذه المدنية في إراقة الدماء بغزارة، بل إن هذه المدنية تتميز ببراعتها الفائقة في فرض إثمها على أنه شرف، وإبراز شهواتها وكأنها قوانين نزيهة. فالمستعمر يملأ الدنيا ادعاء بأنه رسول الحضارة والارتقاء والسلام ([7]). فالاستعمار جاء من رحم الحضارة الغربية ولن تفرّط الأم في ولدها ما عاشت ([8]).
يعني مفهوم الاستعمار لغوياً التعمير والأعمار، وكلمة استعمار تفترض وجود فراغ أو تأخر في منطقة أو بقعة ما من العالم، فيجد المستعمر من هذه الحجج ذرائع للقدوم إلى هذه المواقع الجغرافية واحتلالها بدعوى (أعمارها) وبحجة تحويل التأخر التي يقبع فيها أهل هذه المنطقة أو تلك إلى وضع أفضل من خلال مشاريع البناء والأعمار التحديث. ” ولكن المرء ليعجب أيما عجب للاختلاف الشاسع بين مفهوم لفظ الاستعمار، وبين مدلوله المألوف: فلفظ الاستعمار من أصل اشتقاقها كلمة عمر الخراب، فهو عامر، أي معمور. ولكن الاستعمار كما عرفناه وعرفه الناس جميعاً، إذا ما تسلل إلى بلد ما، فقد حل به الخراب، ونزل به الدمار” ([9]). على الرغم من أن دعوى الاستعمار قائمة على “رسالة الرجل الأبيض” أو الأمانة التي اضطلعت بها الحضارة الأوروبية لإصلاح أمم العالم([10]).
ويدل هذا المفهوم في معناه السياسي على التخريب والدمار والاستنزاف واستعباد الشعوب من قبل المستعمِرين، ذلك أن واقع الاستعمار يتميز بأنماط معينة منها: الاستعباد، السيطرة، الاستغلال، وإذا كان المستعمرون يعتقدون بأنهم يقومون بالأعمار والبناء من أجل مصلحة البلاد. حيث يأخذ مفهوم الاستعمار مدلولاً إيجابياً، فإن واقع الحال هو ليس كذلك. فالشعوب التي تعرضت للاستعمار قد عانت منه الكثير وهي تعتبره ذا مدلول سلبي لأنه أينما حل الاستعمار كان الاستغلال، والاستعباد، والتمييز العنصري، والتبعية بكافة أشكالها.
ويشير مفهوم الاستعمار بمعنى “Colonialism” إلى الاستعمار الاستيطاني، وهو مستمد من كلمة “Colony” المشتقة من اللاتينية “Colonia” ذات المعاني العديدة وفي مقدمتها “المزرعة، الحقل” إلخ. والمفردة الأخيرة مشتقة من المفردة اللاتينية “Colonus“، التي تعني: مزارع، فلاح، حارث، في إشارة إلى أن أصل الاستعمار هو السيطرة على الأرض أو مصادرتها، ومن ثم زرعها وفلاحتها، أي إعمارها. ومن الجدير بالذكر أن بريطانيا كانت تطلق على مستعمراتها مصطلح “Plantation“، أي مزرعة. بالمقابل يضمن هذا النوع من الاستعمار (الاستيطاني) حركة انتقال المواطنين من دولتهم الأصلية إلى إقليم ما وراء البحار – الأجنبي عنهم- والاستيطان به استيطاناً دائماً([11]).
تعتبر القوة بمفهومها السياسي المحرك الرئيسي للعلاقات السياسية الدولية([12])، ولأن الدول بصفة عامة تسعى دائماً إلى زيادة قوتها وتحسين وضعها الدولي بهدف مواجهة غيرها من الدول. فقد تنامت ظاهرة الاستعمار بشكل واضح وجلّي في قاموس العلاقات الدولية على مر العصور، بسبب المحاولات المتكررة للدول القوية في بسط سيطرتها على أراضٍ أجنبية عنها من أجل زيادة قدراتها وإمكاناتها وبالأخص الاقتصادية، ويبدو هذا الوضع طبيعياً في ظل مجتمع دولي يتميز بعدم وجود قوة مركزية تنظم وتضبط سلوك تلك الدول لتمنعها من الاعتداء على بعضها البعض، أو التوسع على حساب الآخرين من الشعوب الضعيفة من أجل استغلال ثرواتها وموادها الطبيعية أبشع الاستغلال، وتُعرف هذه الظاهرة الشائعة في العلاقات الدولية بمفهوم (الاستعمار). لذا يحظى هذا المفهوم بأهمية خاصة في العلاقات الدولية، لأن يلقي الضوء على كيفية ممارسة القوة في أبشع صورها على الشعوب المستعمَرة ويبدو هذا الاهتمام واضحاً في الدول النامية التي وقعت غالبيتها العظمى فريسة الاستعمار، مما كان له تأثيره الواضح على العلاقات الدولية([13]).
بذلك يعتبر الاستعمار ظاهرة سياسية واقتصادية وعسكرية، تتجسد في قدوم موجات من سكان البلدان المستعمِرة إلى المستعمرات قبل الاحتلال العسكري أو بعده بقصد استيطانها والإقامة فيها بشكل دائم أو الهيمنة على الحياة الاقتصادية والثقافية واستغلال ثروات البلاد. وبشكل عام ترافق هذه الظاهرة اللا إنسانية حملات عسكرية عنيفة من أجل حماية المستوطنين والمرتبطين بالدولة الإمبريالية (الأم)، بهدف تأمين استمرارية النهب الاستعماري لهذه البلاد وربطها نهائياً بعجلة الإمبريالية العالمية. أما الاستعمار المباشر فهو الذي يكتفي باستغلال البلاد وحكمها بواسطة جيوشه وعملائه، كما حدث لمعظم البلدان العربية في فترة وقوعها تحت الاستعمار الغربي (الأوروبي). إلا أننا نجد في النهاية أن كلا الاستعمارين هو نهب وسلب منظم لثروات البلاد المستعمَرة، فضلاً عن تحطيم كرامة شعوب هذه البلاد وتدمير تراثها الحضاري والثقافي، وفرض الثقافة الغربية الاستعمارية على أنها الثقافة الوحيدة القادرة على نقل البلاد المتخلفة إلى حضارة العصر([14]). أما عن فترة تنامي هذه الظاهرة بشكل واضح وصريح، فقد أثبت الدراسات تاريخياً أن الظاهرة الاستعمارية قد بدأت تطفو على السطح كظاهرة عالمية عند بداية ظهور الثورة الصناعية في أوروبا، حيث تعتبر تلك الظاهرة نتيجة منطقية لتطور النظام الرأسمالي وضرورة استمراره، بالأخص في أواخر القرن التاسع عشر([15])، فلم تستهدف هذه الظاهرة “الاستغلال المادي فحسب، بل ركزت، على أن تكون أيضاً إجهازاً على كل ما له صلة بهوية المجتمعات المستعمرة ومقومات شخصيتها التاريخية”([16]).
بناءً على ما تقدم ولتحقيق الغاية التوعوية من هذه الدراسة نطرح على أنفسنا السؤال التالي: ما هي طبيعة العلاقة الارتباطية القائمة بين الانثروبولوجيا والاستعمار.
في حقيقة الأمر، تباهى الغرب كثيراً بتقدمه العلمي الذي يعزيه إلى عبقرية علمائه، ولكن مسيرة العلم الحديث لا يمكن بطبيعة الحال فصلها عن تاريخ الغرب الاستعماري، الذي كان العلم جزءاً أساسياً في تمكينه وتوطيده، مساهماً بذلك في تعميق النظرة العنصرية ضد الشعوب المستعمَرة ([17]).
إن سعي الاستعمار الحديث للسيطرة على الشعوب لم يكن بالقوة العسكرية والسلاح المدمر، بل كان أيضاً بالهيمنة الثقافية والعمل على إعطاء التبريرات الوافية حول إبادة هذه الشعوب واستغلال خيراتها الطبيعية والبشرية، ولقد كرست الجهود التي توغلت إلى الخصوصيات الثقافية للوقوف على مكان القوة والضعف عن طريق الملاحظة الدقيقة والمتأنية للوصول إلى نتائج مهمة، ويقول أحد الباحثين في هذا السياق ” لا استعمار جيد بدون اثنولوجيا محكمة… ولا يمكن أن يتم الاستعمار بالتجريب حين تساعد أضواء الملاحظة العلمية على إتمامه وبمعدل نجاح كبير” ([18]).
لقد نشأت الانثروبولوجيا كأداة فكرية لتعزيز سلطة الاستعمار، فكانت مرتبطة بشدة كبيرة بالإدارة الاستعمارية ([19]). والدليل على ذلك أنه إذا كان الاستعمار موجوداً في كل زمن، فإن دراسة الشعوب الخاضعة للاستعمار لم تجر إلا في الاستعمار الأوروبي وهي تجري بشكل علمي([20]). “حيث استطاع المستعمِر أن يجد مبررات لتوظيف علماء الانثروبولوجيا لدراسة المستعمرات التي تمثلت في غياب الدراسات التاريخية حول هذه الشعوب” ([21])، مما جعل الانثروبولوجيا حليفاً حقيقياً للاستعمار الباحث عن أراضي جديدة وثروات إضافية لتلبية الحاجات الصناعية في أوروبا، فقد كان الاعتماد على تقنيات و وسائل الانثروبولوجيا واضحاً لدى الإدارة الاستعمارية من خلال الاعتماد على وصف تركيبة الشعوب المستعمَرة ونظمها الاجتماعية وثقافاتها…، كما كانت هذه العمليات تتم من قبل ضباط الجيوش الاستعمارية الذين كانوا في الواجهة، مما مكنهم من إعداد التقارير حول الخصائص التي تميز الشعوب وحول طبيعة البيئات التي تسكنها، وكل هذا من أجل التمهيد الثقافي والفكري للغزو العسكري أو للمحافظة على بقاء واستمرار النظام الاستعماري([22]).
ويعني ذلك أن الدراسات الانثروبولوجية لم تقتصر على دراسة وتحليل وتفسير المجتمعات البشرية بهدف المعرفة الأكاديمية وفهم الطبيعة الإنسانية، بل تم توظيفها واستخدامها لخدمة غايات استعمارية دنيئة. والدليل على ذلك أن الحركة الاستعمارية الأوروبية كانت عندئذ في حاجة إلى البحث عما يدعم هيمنتها، وإلى معرفة الخطوط العامة للسياسية التي يمكن أن تحافظ على هذه الهيمنة. فظهرت العلاقة الجدلية بين المعرفة الانثروبولوجية كنظرية، وبين السياسة الاستعمارية كواقع تاريخي، فالسياسة هنا تمد المعرفة بموضوعها وبالاتجاه الذي ينبغي أن تسير فيه، والمعرفة بدورها تمد السياسة بالمعطيات التي تساعدها على تنفيذ مشروعها وعلى تبرير مشروعيتها كما تمدها بصيغة للتعبير عن أهدافها ([23]).
بذلك “وصمت الانثروبولوجيا كعلم من حيث النشأة والهدف بأنها علم استعماري بامتياز، لأنه كان مطية الاستعمار التي مكنت الدول الغربية من استعمار دول وشعوب كثيرة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. حدث ذلك من خلال سلسلة متتابعة من الباحثين الذي ارتدوا قناع التبشير بينما هم في حقيقة الأمر مقدمة لذلك الزحف الاستعماري الغربي الذي رزح فوق كاهل تلك الشعوب لسنوات عديدة.
عمل الانثروبولوجيون من خلال مهمتهم التبشيرية المزعومة إلى جمع العديد من المعلومات حول المجتمعات المستعمرة أو التي يشكل استعمارها هدفاً مستقبلياً، ومن الطبيعي أن تستغل تلك المعلومات المجموعة إما في تثبيت الاستعمار أو تهيئة المناخ المناسب له للانقضاض على ضحية جديدة للاستعمار وبأقل الخسائر الممكنة، بالنسبة للدول الاستعمارية طبعاً”([24]). ولا يستقيم ذلك إلا بمعرفة متعمقة للغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم والعلوم الاجتماعية الاستعمارية ضرورية للحفاظ على هيمنتها ولضمان استمرار هذه الهيمنة ([25]).
ويعبّر الانثروبولوجي الإنكليزي إيفانز بريتشارد (1902- 1973) عن العلاقة الارتباطية بين الاستعمار والانثروبولوجيا بقوله: “إذا كانت السياسة الاستعمارية لحكومة ما، تقوم على حكم شعب من الشعوب بواسطة رؤسائه، فمن المفيد أن يعرف من هم هؤلاء الرؤساء، ما هي وظيفتهم، وسلطتهم وامتيازاتهم، وواجباتهم، فإذا سلمنا بأن حكم شعب ينبغي أن يتم وفقاً لشرائعه الخاصة وعاداته الخاصة، فيحب أولاً أن نكتشف هذه الشرائع وهذه العادات” ([26]).
بالمقابل لم يشفع للانثروبولوجيا أن المعلومات التي جمعت حول شعوب ودول العالم الثالث والنامي، قد أذهلت العلماء والباحثين حيث اتضح لهم أن الدول المستعمَرة أو المستهدفة للاستعمار لها من النظم والحضارة، والتقاليد ما يمكنها من الصمود ليس فقط في وجه الاستعمار المكشوف وإنما في وجه مختلف أشكاله المستترة.
وهكذا نجد أن المواقف المضادة للانثروبولوجيا بمختلف مجالاتها لها ما يبررها سياقياً: ابستمولوجياً وتاريخياً. إذا أخذنا في الحسبان الارتباط الوثيق فيما بين العلوم الاجتماعية عموماً (المساوقة لحركة الاستعمار) وبين إيديولوجيا الاستعمار، وكذلك النظرة للآخر: كمتوحش أو إنسان من درجة أقل. اعتباراً في التقسيم العلمي للسوسيولوجيا، كما دعا إليه أوغست كونت نفسه في دروسه الوضعية، بين سوسيولوجيا تدرس المجتمعات الصناعية – الوضعية، وأخرى تدرس المجتمعات غير الغربية أو ما قبل الحالة الوضعية، ألا وهي الانثروبولوجيا نفسها، التي شكلت الأسس الابستمولوجية للعلوم الاجتماعية الاستعمارية وللإيديولوجيا الاستعمارية. بغض النظر عن أسسها النظرية المشبوهة في النظر إلى الإنسان اللا غربي أو إلى خلفياتها الإيديولوجية الممتدة للاستشراق، فإنها لم تتجاوز منهجياً تزامنيتها القاتلة، في اقتصارها على الحاضر والتجربة الملموسة في مقابل تهميش التجارب التاريخية المتميزة للثقافات الشرقية، كما هو الشأن لثقافتنا العربية. لكن، هل ينطبق ذلك على الانثروبولوجيا اليوم؟ هل ما زالت مرتبطة بالاستعمار وإيديولوجيته؟ هل ما زالت تنظر إلى الآخر كماض للثقافة الغربية؟ هل ما زالت المعرفة الانثروبولوجية، تزامنية صرفة؟ هل ما زالت تنظر إلى الإنسان غير الغربي، كآخر متوحش، أو إنسان من درجة ثانية، أو كماضٍ- حاضر([27]).
نستنتج مما تقدم، أنه تم إحداث الانثروبولوجيا السياسية تحت تأثير الاستعمار، لأن المجتمعات التي درسها الانثروبولوجيون كانت قد تمت إعادة هيكلتها، لكي تكون تابعة سياسياً واقتصادياً للخارج، بمعنى أن الهدف من هذا التخصص لم يتأسس أساساً انطلاقاً من ضرورات معرفية، بل انطلاقاً من تاريخ علاقات الغرب بباقي العالم. هذا يعني أن تاريخ توسع المجتمعات الرأسمالية الأوروبية شكّل الإطار الذي ولدت فيه الانثروبولوجيا السياسية([28]).
ويعني ذلك أن الحضارة الغربية المادية التي تمتلك زمام القوة والسلطة المادية على مستوى العالم أجمع، حيث يعتبر الاستعمار الأوروبي أحد أهم مفرزاتها، قد بدأت مرحلة الهبوط والانحدار لا بسبب فقدانها القوة المادية أو القوة الاقتصادية، ولكن بسبب إفلاسها في عالم القيم السامية والأخلاق الفاضلة والمبادئ الإنسانية العادلة، وبسبب فقدانها الهدف والمنهج القويم الذي ترتكز عليه الحضارات وبسبب انحرافها عن الطريق الصحيح، وبسبب عنصريتها وعدوانيتها التي وصلت إلى حد من البشاعة لم تصل إليه في تاريخ الإنسانية الطويل، حيث استطاعت السلطة السياسية في العالم الغربي استغلال وتوظيف نتائج دراسات وأبحاث العلوم الإنسانية والاجتماعية لتحقيق مصالحها وغاياتها في كثير من المواقف ويعود ذلك إلى ظاهرة تفوق العالم الغربي التي منحته إمكانات القوة وفتحت له أبواب السيطرة والهيمنة وصوغت له ممارسة العنف بدون حسيب ولا رقيب ليست قدراً إلهياً ولا حتمية إنسانية، وإنما جاءت بناءً على جهد بشري وتخطيط إنساني وعمل اجتماعي وسياسي متواصل ودؤوب خلال أجيال متعاقبة قامت على أكتافها المدنية الأوروبية.
وهذا يعني أن بداية تطور وتقدم العلم الغربي الحديث كان متشابكاً بشكلٍ لا فكاك منه مع الاستعمار، وخاصة الإمبريالية الأوروبية الاستعمارية. ومن بين تلك العلوم في المجال الاجتماعي “الانثروبولوجيا“. إلا أن الموقف لم يبقى على حاله وبالأخص بعد حصول معظم البلدان الواقعة تحت سيطرة الاستعمار على استقلالها، فشنت العديد من البلدان المتحررة حرباً أخلاقية ضد علم الانثروبولوجيا واعتبرته علماً استعمارياً يجب إبعاده وعدم الاعتراف به بسبب تعاون الانثروبولوجيين مع المستعمر ومده بالمعلومات والنتائج تمهيداً لاحتلالها ([29]).
أجبرت تلك المواقف الانثروبولوجيا تحت تأثير الاتجاهات التحررية في الستينيات والسبعينيات إلى إعادة التفكير في علاقاتها وارتباطها مع السلطة السياسية (الاستعمار)، وتوصل الانثروبولوجيون إلى قناعة مفادها أنه يجب إعادة الاعتبارات الإنسانية لعلم الانثروبولوجيا وتوظيف أبحاثها في خدمة المجتمعات الإنسانية لا السيطرة عليها. والدليل على ذلك رفض عدد كبير من الانثروبولوجيين توظيف علمهم لخدمة الإدارة الحكومية أياً كان نوعها وهدفها، على أساس أن ذلك يمثل استخداماً غير أخلاقياً لمعلوماتهم عن الشعوب أو المجتمعات التي أولتهم الثقة ومنحتهم فرصة الدراسة.
كما أصر هذا الاتجاه السائد في فترة التحرر على استخدام نتائج الدراسات والأبحاث الانثروبولوجية لمساعدة المجتمعات النامية على النهوض والتقدم في إطار عمليات التغير الاجتماعي والاقتصادي والتنمية الشامل ([30]). وهذا يعني بطبيعة الحال أن الانثروبولوجيا المعاصرة قد تبدل موقفها من الإنسان غير الغربي ولم تعد تنظر إليه كآخر متوحش، أو إنسان من درجة ثانية بسبب تغير الأوضاع السياسية على مستوى العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى التحولات المجتمعية الجذرية التي شهدتها المجتمعات الغربية وغير الغربية لاحقاً، من عولمة، وتعميم للحضريات الجديدة، وتطور وسائل الاتصال… وَضَعَ ما سُمِّي بالعلوم الاجتماعية الاستعمارية الانثروبولوجيا تحديداً في أزمة. وضعها موضع سؤال. وهو ما فرض عليها أن تعيد النظر في ذاتها: موضوعاً ومنهاجاً([31]).
نشأت في عام 1968 الجمعية الانثروبولوجية لبحث قضايا المسؤوليات الأخلاقية للانثروبولوجيين تجاه المجتمعات والجماعات التي قاموا بدراستها، حيث تم مناقشة سؤال رئيسي وهو كيف ولمصلحة من تستخدم البحوث الانثروبولوجية؟ وانتهت إلى إصدار بيان أو وثيقة الأخلاقيات عام 1973 تحددت من خلالها علاقة الانثروبولوجيين ومسؤولياتهم الأخلاقية والأكاديمية تجاه الأفراد الذين يدرسونهم، وعلاقتهم بالحكومات المضيفة وأيضاً تحديد مسؤولياتهم المهنية تجاه زملائهم وطلابهم. منعاً لانحراف الأبحاث والدراسات الانثروبولوجية عن مساراتها في خدمة الإنسانية ([32]).
إن جميع البشر هم إخوة بالإنسانية ولكل منهم حضارة وثقافة يعتز بها التي تعتبر تراثاً مشتركاً بين جميع البشر، فالعلم يجب أن يسخر في خدمة الجميع وليس لتفضيل شعب عن شعب آخر نتيجة للون بشرته، أو لغته، أو انتمائه القومي، أو الديني، واعتبار أن جميع البشر يمكن لهم أن يساهموا في بناء الحضارة الإنسانية والتأثير فيها بطريقته الخاصة، وهذا يترتب على عالِم الانثروبولوجيا أن يضع علمه في خدمة هذه الأهداف النبيلة وليس في تفرقة الشعوب… هذا ما تطمح إليها الانثروبولوجيا المعاصرة ([33]).
خلاصة القول، صحيح أن الانثروبولوجيا قدمت خدمة بالغة الأهمية للاستعمار، وقد كانت على علاقة وطيدة به طيلة الفترة الاستعمارية، استطاع من خلالها الانثروبولوجيون أن يجمعوا رصيداً كبيرة من المعارف الثمينة عن المجتمعات الإنسانية، التي لازالت لم تحض بالنقد العلمي وإزالة كل الشبهات الإيديولوجية عنها. لكن يبقى الدور الملقى على الحكومات، حتى يكتمل تحررها من براثن الإيديولوجيا الاستغلالية أن تعيد النظر والقراءة المتعمقة لهذا الموروث المعرفي، واستغلاله في خدمة الإنسانية والتعايش السلمي والاجتماعي، بالإضافة إلى تفعيل دوره في عملية تنمية المجتمعات المدروسة من قبل الانثروبولوجيا والفكر السوسيولوجي الذي ارتبط أيضاً بالنظريات الغربية بعد الاستقلال وفرض نفسه على هذه الشعوب عقوداً طويلة من الزمن، حيث نشأ الرعيل الأول على هذا الفكر المهمين على الدراسات والأبحاث الإنسانية والاجتماعية. بينما الحقيقة التي ينبغي أن تبرز في ميدان العلوم الاجتماعية هي أن يتحرر كل من علماء الانثروبولوجيا والسوسيولوجيا من الأفكار والمناهج الغربية ([34])، إذا ما أرادوا تأسيس علوم اجتماعية حقة تسعى إلى حل المشاكل والقضايا التي تعترض استقرار وتوازن أفراد المجتمع مع واقعهم، بالإضافة إلى تحرر الإنسانية من كل عوامل استغلال واضطهاد الإنسان لأخيه الإنسان. وبناء جسور التعايش السلمي والإنساني بين شعوب العالم التي تشترك جميعها مفهوم الإنسانية الذي لا يتجزأ.
كما لم يعد اليوم مقبولاً، لدى مثقفينا العرب، النظر إلى الانثروبولوجيا نظرة كلاسيكية، عتيقة، ومتقادمة، أي كعلم يدرس المجتمعات التقليدية والمستعمرة، لأن انثروبولوجيا اليوم، تجاوزت ذاتها إلى انثروبولوجيا مغايرة، انثروبولوجيا العالم المعاصر. إننا إذاً أمام أنثروبولوجيا جديدة لعالم جديد: عالم المدينة، عالم التفردات والكونية، الوحدة والتعدد، الأمكنة واللا أمكنة، الحداثة وما فوق الحداثة، الهوية والاختلاف، المحلي والكوني.. عالم المعنى والحرية. إنه عالم المفارقات. وعلى هذا النحو، فإننا في حاجة ملحة للانثروبولوجيا. انثروبولوجيا للعوالم المعاصرة([35]).
– أهم نتائج الدراسة:
1.توصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن هناك علاقة ارتباطية بين نشوء الانثروبولوجيا كتخصص أكاديمي يهتم بدراسة المجتمعات البدائية وبين مفهوم الاستعمار الأوروبي التوسعي.
2.أثبتت الدراسة أن العقلانية الأداتية التي ارتكز عليها الاستعمار كان لها الدور الأساسي في انحراف الانثروبولوجيا عن مساراتها العلمية في خدمة القضايا والمشاكل الإنسانية، مما جعلها أداة للسيطرة والهيمنة الاستعمارية على شعوب العالم النامي.
3.توصلت الدراسة إلى أن الانثروبولوجيا كان لها دوراً مهماً في فهم التطورات التي عاشتها البشرية، لكن النتائج التي توصلت إليها لم توظف في خدمة البشرية بل بقيت حبيسة في مكاتب سلطة الاستعمار وأتباعه من أجل استغلالها في التخطيط للسيطرة على المجتمعات المختلفة عن الأثنية الأوروبية.
4.بيَّنَت الدراسة أنه تم تصحيح مسار توظيف الدراسات الانثروبولوجية في ترسيخ مفاهيم التعايش والتفاهم السلمي والتواصل الإنساني بين مختلف شعوب وحضارات العالم وفي معالجة المشاكل والقضايا التي تعاني منها الدول التي وقعت تحت سلطة الاستعمار.
5. وأخيراً، توصلت الدراسة إلى أن أحداث السياق الاجتماعي وتفاعلاته وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية أدت إلى بروز الاتجاهات التحررية في الستينيات والسبعينيات في كثير من الدول مما اجبر الانثروبولوجيا إلى إعادة التفكير في علاقاتها مع السلطة الاستعمارية، كما توصل الانثروبولوجيون إلى قناعة مفادها أنه يجب إعادة الاعتبارات الإنسانية لعلم الانثروبولوجيا وتوظيف أبحاثها في خدمة المجتمعات الإنسانية لا السيطرة عليها.
– التوصيات والمقترحات: استناداً لما سبق لنتائج توصي الدراسة، وتقترح الآتي:
1.ضرورية صياغة ميثاق أخلاقي لتوجيه مسارات الدراسات الانثروبولوجية بما لا يتعارض مع الأهداف والغايات الإنسانية التي وجدت لأجلها.
2.يجب علينا تغيير وجهة نظرنا تجاه الانثروبولوجيا وبالأخص لدى المثقفين العرب، لأن النظرة الكلاسيكية للانثروبولوجيا نظرة أصحبت نظرة عتيقة، ومتقادمة، فلم تعد الانثروبولوجيا علم يدرس المجتمعات التقليدية والمستعمرة، بل تجاوزت الانثروبولوجيا ذاتها إلى انثروبولوجيا مغايرة، في العالم المعاصر، بهدف توظيف نتائج أبحاثها ودراستها في خدمة الرفاه الإنساني.
3.وأخيراً، توصي الدراسة بضرورة تفعيل دور أقسام الانثروبولوجيا في الجامعات العربية من منطلق ربط الجامعة بالمجتمع لإعداد دراسات وأبحاث عن المشكلات والقضايا، التي تعاني منها تلك المجتمعات، بحيث تراعي خصوصيتها حتى لا تخرج عن سياقها التاريخي في توظيف نتائجها بشكل موضوعي.
* المثاقفة هي التفاعل بين الثقافات على أساس الاحترام والاعتراف المتبادل بالخصوصيات والتعايش والتسامح والتواصل.
** لمزيد من القراءة والاطلاع انظر: بارث وآخرون، فريدرك. (2017). الانثروبولوجيا حقل علمي وأربعة مدارس. ط1. (ترجمة، أبو بكر أحمد باقادر وإيمان الوكيلي). (مراجعة، ساري حنفي). المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. بيروت.
* الدول الأنجلو ساكسونية هي تلك الدول الناطقة باللغة الإنكليزية أي لغتها الرسمية هي اللغة الإنكليزية، أشهرها بريطانيا وأمريكا، كما نجد دولاً ناطقة باللغة الفرنسية نسميها الدول الفرنكوفونية.
([1]) تيلوين، مصطفى. (2011). مدخل عام في الانثروبولوجيا. ط1. دار الفارابي ومنشورات الاختلاف. بيروت والجزائر، ص(17).
([2]) المرجع السابق نفسه، ص(19-20).
([3]) الحسني، السيد نبيل. (2009). الانثروبولوجيا الاجتماعية الثقافية. ط1. قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، العراق. ص(15).
([4]) العربي، بوحسون. (ديسمبر 2011). الاستشراق والانثروبولوجيا والاستعمار (دراسة تحليلية لطبيعة العلاقة). العدد: الثاني. مجلة الإنسان والمجتمع. الجزائر، ص(44).
([5]) لكلرك، جيرار. (1990). الانثروبولوجيا والاستعمار. ط1. (ترجمة، جورج كتورة). المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ص(35).
([6]) الجندي، أنور. (بدون تاريخ). الاستعمار والإسلام. دار الأنصار. القاهرة، ص(3).
([7]) الغزالي، محمد. (يناير 2005). الاستعمار– أحقاد وأطماع. ط 4. نهضة مصر. القاهرة، ص(68).
([8]) الدين، عمار محيي. (الجمعة 7 ديسمبر 2018 ). الاستعمار الثقافي والفكري وخطره على الشعوب. العدد: 19741. مجلة الثورة، ص(7).
([9]) العقاد، عباس محمود. (2019). لا شيوعية ولا استعمار. مؤسسة هنداوي. المملكة المتحدة، ص(52).
([10]) الجندي، أنور. الاستعمار والإسلام. مرجع سبق ذكره، ص(3).
([11]) منى، زياد. (19/4/ 2012) مثقفون… وما شبه لنا. موقع الجزيرة نت. قسم المقالات/ تحليلات/ العالم العربي. قطر.
([12]) مجاهد، حورية توفيق. (1975). الاستعمار كظاهرة عالمية (حول الاستعمار والإمبريالية والتبعية). عالم الكتاب. القاهرة، ص(9).
([13]) شايب، قدادرة. (2007). الحزب الدستوري التونسي الجديد وحزب الشعب الجزائري 1934- 1954 (دراسة مقارنة). رسالة دكتوراه، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية. قسم التاريخ وعلم الآثار. جامعة منتوري – قسنطينة. الجزائر، ص(2).
([14]) كيالي، عبد الوهاب. (1985). موسوعة السياسة. ط2. الجزء:1. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت، ص(172).
([15]) Borras, Eduardo Ysern.(1984). The Colonized Personality: Frantz Fanon’s Concept of the Psychology of People Living Under Socio – Political Conditions Colonialism. PH.D. the Wright Institute Berkeley. University Microfilms International. p (59).
([16]) مالكي، محمد. (1994). الحركات الوطنية والاستعمار في المغرب العربي. ط2. سلسلة أطروحات الدكتوراه (20). مركز دراسات الوحدة العربية. بيروت، ص(332).
([17]) طرابلسي، كريم. (23/4/2018). العلماء والاستعمار… حينما استخدم الغرب العلم لتبرير التحكم بالشعوب. ميدان موقع الجزيرة.
([18]) منصور، مرقومة. (2016). الانثروبولوجيا والنزعة الاستعمارية الحديثة. المجلد:4. العدد:8، مجلة التدوين. الجزائر، ص (83-84).
([19]) ماكفيت جيه دي، مونتجمري. (2019). الانثروبولوجيا ومكافحة التمرد. مركز تنمية الفكر الاستراتيجي. بدون مكان نشر، ص(11).
([20]) لكلرك، جيرار. (1990). الانثروبولوجيا والاستعمار. ط1. (ترجمة، جورج كتورة). المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ص(37).
([21]) العربي، بوحسون. الاستشراق والانثروبولوجيا والاستعمار (دراسة تحليلية لطبيعة العلاقة). مرجع سبق ذكره، ص(48).
([22]) ميمون، سفيان. (تاريخ 16/3/2018).الجزائر وانثروبولوجيا الاستعمار. العدد: 5817. الحوار المتمدن.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=592455
([23]) فهيم، حسين. (فبراير 1986). قصة الانثروبولوجيا- فصول في تاريخ علم الإنسان. العدد: 98. سلسلة عالم المعرفة. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. الكويت، ص(102).
([24]) الفوال، صلاح مصطفى. (1982). علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية-علاقات ومجالات وميادين. عالم الكتب. القاهرة، (177-178).
([25]) فهيم، حسين. قصة الانثروبولوجيا- فصول في تاريخ علم الإنسان. مرجع سبق ذكره ، ص(102).
([26]) العربي، بوحسون. الاستشراق والانثروبولوجيا والاستعمار (دراسة تحليلية لطبيعة العلاقة). مرجع سبق ذكره، ص(49).
([27]) لكعشمي، عثمان. (مارس 2019). من أجل انثروبولوجيا جديدة لعالم جديد. قسم المقالات. مجلة الفيصل. الرياض.
([28]) بيلون، ليز. (2018). السياسي في الانثروبولوجيا – نحو انثروبولوجيا سياسية. ( ترجمة، مولود أمغار). مؤمنون بلا حدود. المغرب، ص(5).
([29]) الوزاني، الطيب بن المختار. (19/7/2016). مرتكزات الهيمنة الغربية على العالم. موقع إسلام ويب.
https://www.islamweb.net/ar/article/211084/
([30]) العربي، بوحسون. ( نوفمبر 2019). الانثروبولوجيا من علم الاستعمار إلى علم التنمية. العدد:10. مجلة الدراسات الثقافية واللغوية والفنية. المركز الديمقراطي العربي. برلين، (72).
([31]) لكعشمي، عثمان. من أجل انثروبولوجيا جديدة لعالم جديد. مرجع سبق ذكره.
([32]) العربي، بوحسون. الانثروبولوجيا من علم الاستعمار إلى علم التنمية. مرجع سبق ذكره، ص (72).
([33]) منصور، مرقومة. الانثروبولوجيا والنزعة الاستعمارية الحديثة. مرجع سبق ذكره، ص(85)
([34]) العربي، بوحسون. الانثروبولوجيا من علم الاستعمار إلى علم التنمية. مرجع سبق ذكره، ص (82).
([35]) لكعشمي، عثمان. من أجل انثروبولوجيا جديدة لعالم جديد. مرجع سبق ذكره.
__________________
*د. حسام الدين فياض/ الأستاذ المساعد في النظرية الاجتماعية المعاصرة/ قسم علم الاجتماع كلية الآداب في جامعة ماردين- حلب سابقاً.
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.