التنويريسلايدرمكتبة التنويري

“سوسيولوجيا الحرب والعنف” بترجمة عربية

صدر حديثًا كتاب “سوسيولوجيا الحرب والعنف” لمؤلفه الباحث في علم الاجتماع سينيشا مالشيفيتش، عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بترجمة طارق عثمان.

يبحث الكتاب، بحسب الناشر، علاقة البشر بالعنف والحرب. فمن ناحية، يوجد استنكار شبه كوني لأعمال العنف، استنكار متجلٍّ في التحريمات المعيارية الصارمة لإلحاق الأذى الجسدي بالآخرين، ومدعوم بأنظمة قانونية في شتى ربوع العالم.

لكن من الناحية الأخرى، فإن الثقافة الشعبية، والروايات، وكتب التاريخ، ووسائل الإعلام، والفن، والألعاب، ولُعب الأطفال، وغيرها من تصاريف الحياة اليومية، مُشبعة كلها بصور العنف وأدواته.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد شخص عاقل من شأنه أن يدافع جهارًا عن القتل المنظم لغيره من البشر، إلا أن ثمة افتتانًا، بل حتى هوسًا ملموسًا وشائعًا بالعنف والحرب. فبنظرة سريعة إلى التصانيف الأكثر رواجًا في العقود الأخيرة، يغدو جليًا أن هنالك ظمأ لا يُروى للكتب والوثائقيات والأفلام التي تصوّر الحركات الاجتماعية العنيفة ومُسعّري الحروب، بينما لا تجذب أعمال غاندي، والأم تريزا، ومآثرهما، سوى النزر اليسير من الجماهير.

وعلى الرغم من أن السلام والحب الأخوي هما المُثل التي تروّج علانية، إلا أن الحرب والعنف هما ما يجذب انتباه الناس ويستهويهم حقًا.

ويضيف الناشر: يتطرق الكتاب من ناحية أولى إلى ماكيافيلي، وهوبز، اللذين يريان أن الإنسان مخلوق منافق، وأنه تحت سطح سلوكياته المتحضرة، وأخلاقه الإيثارية، يرقد وحش يتربص أول فرصة لكي ينقض على إخوته في البشرية، ويمارس العنف، كالذئاب يفترس بعضهم بعضًا.

ومن ناحية أخرى، يتطرّق إلى روسو، وكانط، اللذين يريان أن البشر هم، في الأساس، مخلوقات مُسالمة وحصيفة ورحيمة ومتعاونة، قد أضحت عنيفة تحت تأثير “الأسقام الاجتماعية”، كالملكية الخاصة، أو التقسيم الطبقي، أو الجشع المُمأسس، أو غيرها.

ولكن المؤلف يرى أنه على الرغم من أن هذين المنظورين المتقابلين قد حظيا بكثير من التركيز على مدار القرون الثلاثة الماضية، إلا أن أيًّا منهما لا يقدم تفسيرًا سوسيولوجيًّا دقيقًا لعلاقة البشر بالحرب والعنف.

ومن هذا المنطلق، اشتغل في هذا الكتاب على تقديم تفسير ونظرية سوسيولوجية لنشأة العنف والحرب في المجتمع الإنساني.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة