“وإن كان طاغية تودون خلعه عن عرشه، فانظروا أولا إن كان عرشه القائم في نفوسكم قد تهدم” جبران خليل جبران.
تعكس العلاقة المتوترة بين الحاكم والمعلم صورة العلاقة الإشكالية بين السياسي والمثقف، أو بين السياسي والأكاديمي. وكما هو معروف فإن العلاقة بين السياسة والثقافة علاقة ملتبسة تأخذ رداء التناقض ومظاهر التوتر على الأغلب. فالسياسي يستميل المثقف أو يزجره، والمثقف ينتهز السياسة سعيا إلى تحقيق الامتيازات أو يعاديها ويناوئها، وقد يلجأ الحكام إلى معادلة العصا والجزرة في احتواء المثقفين والثقافة، وهذا ما نراه سائدا في الساحة السياسية الثقافية في البلدان المنكوبة بالاستبداد والاستعباد.
وتبدو لنا آلية التقاطب والتنابذ والتناقض مشروعة في سياق ينتمي فيه المعلم إلى الثقافة بينما ينتمي فيه الحاكم المستبد إلى عالم السياسة، وضمن إطار العلاقة بين المعلم بوصفه مثقفا والسياسي بوصفه مستبدا، تنطلق السرديات لتخبرنا بأن المعلم كان دائما يحتل مكانته الخاصة في نفوس تلامذته، وإن كانوا من عتاة الطغاة، ومما لا ريب فيه تاريخيا أن كثيرا من الطغاة كانوا يجلّون معلميهم ويرفعون من قدرهم ومكانتهم مربيهم مهما بلع شأنهم في مدارج القوة والسيطرة والاستبداد.
كان الإسكندر المقدوني مُبَجِلاً لمعلمه أرسطو، ومعجباً بفلسفته الخلاقة أيما إعجاب، وكان أرسطو المبجّل حاضراً في كل جلساته وندواته وحواراته، ولم ينفك الإسكندر في الإشادة به وتعظيمه وتبجيله على مر الأيام. ويذكر المؤرخون أن الإسكندر المقدوني دعا أرسطو إلى مرافقته في غزواته شرقا ن ولكن (المعلم الأول)أنف الدعوة ورفضها وانصرف إلى علومه وفكره وفلسفته، وكان الإسكندر رغم بعد المسافات يراسله مستنصحاً إياه ومهتديا بحكمته في كل أمر من أمور الإمبراطورية المقدونية التي امتدت إلى مطالع الشمس شرقاً. وقد استغرب المقربون من الإسكندر حبه العظيم وتوقيره الكبير لأرسطو، ومبالغته في تمجيده وتعظيمه، حتى أن أحد أصدقائه المقربين منه سأله يوما: ما لي أراك أيها الإسكندر تمجد أرسطو وتعليه مجدا على أبيك؟ فأجابه الإسكندر: والدي الملك فيليب منحني الحياة الفانية، أما معلمي أرسطو فقد منحني حياتي الخالدة الباقية، وهذا اعتراف من الإسكندر بفضل معلمه على أبيه، وإن كان أبوه من أعظم الملوك قدرا وأكثرهم خطرا في عصر، وكان يرى أرسطو ملهما له في أمجاده وانتصاراته.
وهذا العلاقة الخلاقة بين الحكام ومعلميهم تجلو بحضورها في السرديات التاريخية، وليس غريبا ضمن هذا السياق، أن يقوم الرئيس الروسي بوتين مرة بزيارة أستاذه في منزله منحنيا لتقبيل يديه على مرأى من الإعلام. وفي مرة أخرى عندما شاهد بوتين معلمته العجوز تقف بين حشد من الواقفين خرق البروتوكول وسط دهشة مرافقيه وحراسه، وذهب إلى معلمته وعانقها وعانقته وهي تبكي، وأخذها وهي ترفل بجانبه وسط إعجاب الحضور كأنها أميرة البلاط الروسي. ولا ريب فهذا هو الطاغية الأمريكي ترامب يراسل معلمته بكل احترام وتقدير، وهي التي لم يكن منها إلا أنها انهمكت بتصحيح الأخطاء التي ارتكبها في كتابته للرسالة كما اعتادت أن تفعل وهي تعلمه.
وبالمناسبة فقد جاء في الأخبار “أن معلم المأمون ضربه يوما بالعصا دون سبب، فسأله المأمون: لِمَ ضربتني؟!، فقال له المعلم: اسكت. وكلما أعاد عليه السؤال، كان يقول له: اسكت. وبعد عشرين سنة تولى المأمون الخلافة، عندها خطر له أن يستدعي المعلم، فلما حضر سأله: لماذا ضربتني عندما كنت صبياً؟!، فسأله المعلم قائلا: ألم تنس؟!، فقال: والله لم أنس ولن أنسى أبدا. فرد عليه المعلم وهو يبتسم: حتى تعلم أيها الملك أن المظلوم لا ينسى، وعاد ينصحه قائلاً: لا تظلم أحداً، فالظلم نار لا تنطفئ في قلب صاحبها، ولو مرّت عليه السنون، وقد كان بمقدور المأمون حينها أن ينزل به العقاب ولكنه آثر أن يمعن في تطريمه وتبجيله واحترامه.
ولنذهب مجددا إلى ألمانيا، إلى السيدة ميركل صانعة الأمجاد الألمانية، التي عرف عنها بتقديرها الكبير وتعظيمها للعلم والعلماء والمعلمين. ففي إحدى المواقف الاحتجاجية التي طالبها فيها الأطباء والمهندسون بزيادة رواتبهم أسوة بمعلميهم، فأجابتهم: هل يمكن لنا أن نساويكم بهؤلاء الذين علموكم وصنعوكم؟ وكانت إجابة مفحمة لهم وملجمة.
ويُروى عن طاغية روسيا الشهر ستالين أنه في إحدى جولاته قام بزيارة أحد مصانع النسيج في لينينجراد، ولما لم يجرؤ أي من المهندسين في المعمل على الوقوف إلى جانب ستالين خوفا من بطشه وجبروته، تقدم أحد صغار المهندسين الصغار ليقوم بالمهمة الصعبة فوقف إلى جانب الطاغية ستالين ليشرح له مختلف مراحل عملية الإنتاج والتوزيع والتسويق للمصنع، وقام بالرد على تساؤلاته دون خوف أو وجل. واستطاع هذا المهندس الصغير أن يدهش ستالين بجرأته وعلمه وثقافته، وعندما عاد إلى موسكو أصدر قرارا بتعيين هذا المهندس الصغير وزيرا لصناعة الغزل والنسيج في الاتحاد السوفيتي، وشهدت صناعة الغزل والنسيج تطورا ملحوظا في عهده. وقد قدر لهذا المهندس “ألكسي كوسجين” أن يغدو فيما بعد أشهر رئيس وزراء عرفه الاتحاد السوفيتي وأكثرهم تفوقا ونجاحا.
ويعلمنا التاريخ، والتاريخ خير معلم، دروسا عظيمة في تعظيم القادة حتى الطغاة منهم لمثقفي بلدانهم ومفكريها، لقد استنهض ستالين جيوشه ومواطنية في روسيا وحثهم على الدفاع عن ستالينغراد التي كادت أن تسقط في يد الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية بنداء تاريخي لشعبه ذهب مثلا بقوله ”دافعوا عن أرض تولستوي، عن أرض دوستويفسكي، عن أرض نيقولاي غوغول، عن أرض بوشكين”، واستطاع هذا النداء أن يصنع المستحيل ويدفع الروس إلى تحقيقي أعظم أساطير البطولة ضد أكثر القوى العسكرية جبروتا وقوة ووحشية في ذلك الوقت، وانتصر تولستوي وبوشكين ودوستويفسكي وانتصرت روح روسيا على إيقاع الروح الثقافية لروسيا المتمثلة في عظمائها، فكان النصر كما هو معروف لموسكو وجيشها وشعبها ضد القوات النازية. وهكذا استطاعت روح روسيا العظيمة أن تسقط أكبر جبروت عسكري في تاريخ الإنسانية.
وعندما انطلقت ثورة الطلاب الفرنسيين في مايو 1968 رفض الجنرال الفرنسي ديغول اعتقال جان بول سارتر ورفاقه مطلقا عبارته الشهيرة، التي خلدتها صفحات التاريخ: ” فرنسا لا تعتقل فولتير، وقد تنحى الرئيس الفرنسي ديغول أثناءها عن الحكم حرصا على دماء الفرنسيين وتقديرا لثقافتهم المشهود لها في طلب الحرية.
وإذا كانت روسيا تهزم أساطير القوة دفاعا عن تولستوي، وإذا كانت فرنسا “لا تعتقل فولتير” بوصفه، فإن الأنظمة السياسية الاستبدادية العربية لا تتردد- كما تبرهن الأحداث التاريخية – في أن تسحق مفكريها وتطحن عظامهم، وتقطع أثرهم وتمحو وجودهم، لأنهم يشكلون خطرا يهدد كيان الاستبداد والقهر والاستعباد. ومثل هذه الأنظمة الديكتاتورية التي تصول غربا وشرقا في ربوع العالم العربي تمجد كلمة جوزيف غوبلز وزير الدعاية الألمانية الذي يقول: ” كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي” وتأخذ منه هذه العبارة شعارا لها، وتعمل بوحي منها في عملية مستمرة لتدمير كل ما هو ثقافي وفكري وإنساني وأخلاقي.
ويروى أيضا عن الديكتاتور النازي الجبار أدولف هتلر أنه لما أدرك بأن هزيمة ألمانية في الحرب قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى قام باستدعاء أحد كبار مستشاريه، وأمره بإعداد كشف بأمهر المهندسين الألمان المتخصصين في كل المجالات الهندسية، ومن ثم أمره بأن يأخذهم جميعا ويضعهم في أكثر الأماكن أمنا في ألمانيا وأن يتولاهم بالرعاية والحماية والاهتمام. وقد تعرض الفوهرر النازي لانتقادات قياداته المدنية والعسكرية الذين اعترضوا بشدة على هذا التصرف من هتلر وأخبروه أنهم في أمس الحاجة لهؤلاء المهندسين وأنه لا يمكن الاستغناء عنهم في الوقت الذي يخوضون فيه معارك مصيرية مع العدو، ولكن هتلر أصر على قراره وقال لهم: إن الوقائع تشير إلى احتمال خسارتنا للحرب، وأن ألمانيا تحتاج إلى هؤلاء أكثر من حاجتنا لهم ؛ فهم الذين سيعمرونها بعد الحرب ويعيدون ألمانيا كما كانت. وذلك هو ما تحقق فعلا، فبعد أن انتهت الحرب بخسارة ألمانيا استعان المستشار الألماني ديناور الذي جاء بعد هتلر بأولئك المهندسين الذين أعادوا إعمار ألمانيا وأصبحت ألمانيا خلال عشرين عاما من أقوى دول العالم اقتصاديا، وعادت إلى وضعها الريادي في العالم وأصبحت اقتصادها أهم الاقتصاديات العالمية حتى اليوم.
وعندما ننظر واقعنا العربي نجد نماذج أخرى ولكنها مرعبة في علاقة الحاكم بالمعلم والإنسان. ففي لقاء بين رئيس عربي وبين وفد من أساتذة الجامعة تحدث الرئيس عن أوضاع الجامعة وعن دور الأستاذ الجامعي في نهضة البلاد وصون كرامتها ثم نبّه سيادته إلى التقصير القائم من قبل أساتذة الجامعة في مجال أداء دورهم والتضحية من أجل وطنهم. واسترسل مستنكرا سلوك أستاذ جامعي هاجر إلى خارج البلاد، فقال لهم: لقد نبا إلى أن أستاذا جامعيا غادر البلاد هاجر واغترب!، ثم استأنف وهو في غمرة الضحك ! هل تعرفون لماذا؟ لماذا هاجر وغاد وطنه؟ أصيب الحاضرون بالوجوم فهم لا يعرفون القضية! ثم أجاب قائلا: لقد غادر البلاد لأن حارس الأمن الجامعي صفعه على وجهه مرة أثناء مروره من بوابة الجامعة ! فهل يعقل أن يترك الأستاذ الجامعي جامعته ووطنه من أجل صفعة واحدة على وجهه !!!؟ ولم يكن أمام الوفد الجامعي المسكين إلا أن ينفجر معه في الضحك والسخرية من هذا الأستاذ الجامعي الغبي المعتوه الذي خان وطنه من أجل صفعة عابرة !!!. والسؤال هنا الذي نطرحه هنا: ماذا يبقى للأستاذ الجامعي من كرامة بعد أن يصفع على بوابات جامعته؟ أي كرامة للإنسان الأكاديمي الذي يصفع على وجهه وهو يعبر مدخل جامعته متجها إلى طلابه ومريديه؟ أي بؤس هذا يا سيادة الرئيس؟ هذه هي ثقافة الطغاة، طغاتنا وفلسفتهم في مفهوم الكرامة والحرية. فالصفع والسجن والتحقير هو نوع من تكريم المواطن في بلادنا مع الأسف !!.
والشيء بالشيء يذكر ففي السبعينات من القرن الماضي أوعز رئيس عربي للجهات الأمنية باعتقال أستاذه فاختطف هذا الأستاذ واعتقل واختفى! ويقال أنهم قطعوا لسانه في السجن ثم أعدم رميا بالرصاص، وهو الأستاذ هو الذي قام بتعليم الرئيس أبجديات اللغة العربية الفصحى التي برع بها. قٌتل هذا المعلم لأنه قال قصيدة يهاجم فيها الاستبداد والظلم والقتل والقهر السائد في بلاده. ولم يشفع له انه كان معلما للرئيس كي ينجو بلسانه أو بحياته.
كان ستالين طاغية كبرى كما يصوره أغلب المؤرخين ولكنه رغم كان طاغية عاشقا للتقدم والعلم والتكنولوجيا وإلى جهوده تعود اليوم بعض الإنجازات الكبرى الحضارية في الاتحاد السوفييتي سابقا ومنها “مترو موسكو ” وغيره كثير من المنجزات الحضارية. ومهما حلت به لعنات التاريخ فلن ينسى له شعبه وأمته دوره في بناء هذه العطاءات الحضارية. كان ستالين يضحي بأجيال الحاضر من أجل مستقبل الأجيال التي لم تولد بعد، ومع أن هذا إجرام بحق الإنسانية والإنسان والأجيال.
وإذا كانت روسيا تهزم أساطير القوة دفاعا عن تولستوي، وإذا كانت فرنسا “لا تعتقل فولتير” بوصفه، فإن الأنظمة السياسية الاستبدادية العربية لا تتردد- كما تبرهن الأحداث التاريخية – في أن تسحق مفكريها وتطحن عظامهم، وتقطع أثرهم وتمحو وجودهم، لأنهم يشكلون خطرا يهدد كيان الاستبداد والقهر والاستعباد. ومثل هذه الأنظمة الديكتاتورية التي تصول غربا وشرقا في ربوع العالم العربي تمجد كلمة جوزيف غوبلز وزير الدعاية الألمانية الذي يقول: ” كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي” وتأخذ منه هذه العبارة شعارا لها، وتعمل بوحي منها في عملية مستمرة لتدمير كل ما هو ثقافي وفكري وإنساني وأخلاقي.
أما طغاتنا الذين يصولون ويجولون في بلداننا عسفا وظلما وقهرا، ويحاصرون كل معاني الديمقراطية والأخلاقية هل يمكن أن نقول عنهم ولو للحظة واحدة أنهم يتحركون بعقول علمية وحضارية؟ هل يضحي هؤلاء بحاضر شعوبهم من أجل مستقبلها أم أنهم يضحون بمستقبل الأمة من أجل ملذاتهم وجشعهم الذي لا يتوقف؟ أم أنهم يضحون بالحاضر والمستقبل والماضي في آن واحد من أجل لحظات سادية عابرة؟ والسؤال الأكثر أهمية هل يعمل الطغاة في بعض بلداننا البائسة على احتواء معطيات الحضارة؟ أم أنهم يحاربونها بكل ما أوتوا من قوة وقدرة وذكاء وإمكانية؟ والدليل على ذلك أن بعض البلدان العربية ما زالت في الدرك الأسفل من الوجود الحضاري مع أنها تملك كل مبررات الوجود الحضاري والثقافي والإنساني. فبعض الحكومات في الوطن العربي ما تزال تعتقد بأن دخول الأنترنيت يشكل خطرا على وجودها، وما زالت تعتقد بأن ثورة الاتصالات بكل ما تنطوي عليه من فضائيات وهواتف خلوية واتصالات بنكية كارثة قد تحل بوجودها. وخلاصة القول أن ما نعانيه ليس هو الاستبداد فحسب بل هو جهل المستبدين الذي يرهب عطاءات الحضارة. وإذا كان الطغاة المتنورين لعنة على شعوبهم فإنهم المستبدين في الوطن العربي يشكلون لعنة باستبدادهم وألف لعنة عندما يتفاعل جهلهم وعدائهم للحضارة مع الاستبداد.
نعم هذه هي أحوال طغاتنا بالمقارنة مع طغاتهم، طغاتهم يسجلون مجدا لأوطانهم – مع أنهم طغاة بالمقاييس التصنيفية للطاغية – فالإسكندر كان طاغية ولكنه صنع مجد الإغريق ورفع من شأن الفكر والحكمة والفلسفة وبادر إلى تكريم أستاذه أرسطو الملقب بالمعلم الأول سيد العارفين في العصر الإغريقي القديم. وكان ستالين طاغية ولكنه بنى مجدا لروسيا وأسس لحضارتها وقوتها ورسخ أمجادها. هتلر كان طاغية ولكنه أراد أن يبني مجدا لألمانيا، وأن يجعل منها القطب ألأوحد في العالم سياسة وفكرا ومجدا وقوة … وكان نابليون طاغية ولكن بنى مجد فرنسا وسطر لها انتصاراتها. بوتين طاغية ولكنه بنى ويبني مجدا لروسيا معلياً من شأن معلميه وأساتذته. هكذا يفعل طغاة العالم المتقدم، أما طغاتنا فهم يصنعون مجدهم الخاص بالقتل والفتك والتدمير، يصنعون مجدا بائسا لأنفسهم، ومجتمعاتهم ويهدمون حضارة دولهم، طغاتهم يحتفون بمعلميهم ومفكريهم ومثقفيهم، وطغاتنا يقتلونهم ويقطعون ألسنتهم ويزجون بهم في أعماق السجون، بؤس الطغاة، كل الطغاة، ولا سيما هؤلاء الذين يقتلون حس الكرامة والإنسانية في معلميهم ومربيهم ومواطنيهم.
____________
*أ. د علي أسعد وطفة.