التنويريتربية وتعليمسلايدر

البحث التربوي ودوره في تطوير العمليَّة التعليميَّة بجامعة الحديدة

 

ملخَّص الدراسة

هدفت هذه الدراسة إلى رسم الصورة التي تمثِّل واقع البحث التربوي بجامعة الحديدة، وتوضح أبعاده واتِّجاهاته، والإسهام بتقديم تصوُّر لأهداف البحث التربوي وأولويّاته، والكشف عن المعوقات التي تحول دون قيامه بدوره في تطوير العمليَّة التعليميَّة   بالجامعة،   والخروج بالتوصيات والمقترحات المناسبة للنهوض بأوضاع البحث التربوي بجامعة الحديدة وتعزيز دوره للارتقاء بالجامعة إلى مستوى  القدرة على تحقيق أهدافها وأداء وظائفها بدرجة عاليَّة من الكفاءة والاقتدار.

وأظهرت نتائج الدراسة إلى أن البحث التربوي بجامعة الحديدة لا يزال في طور التأسيس  والتكوين ولم تتحدَّد أبعاده واتِّجاهاته بصورةٍ واضحة، وأوضحت النتائج الخطوات والإجراءات اللازمة لتحديد أهداف البحث التربوي وأولوياته، وأشارت النتائج إلى المعوقات التي تعيق البحث التربوي والمتمثِّلة بغياب خطَّة محدَّدة للبحث التربوي وعدم وجود جهة متخصِّصة للبحث العلمي في إطار الجامعة.

وخلصت الدراسة للتوصية بوضع خطَّة للبحث العلمي والتربوي، وإنشاء مركز متخصّص للبحث العلمي في إطار الجامعة وغير ذلك من التوصيات والمقترحات الكفيلة بتطوير البحث العلمي والتربوي وتعزيز دوره في تطوير العمليَّة التعليميَّة بجامعة الحديدة والارتقاء بها إلى مستوى أفضل.

خلفيَّة الدراسة :

لم يعد ممكنا إغفال الأهميَّة الكبيرة لدور مؤسَّسات التعليم العالي، ولا سيما الجامعات في تلبية احتياجات التنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة الشاملة، وفي تحقيق طموحات المجتمع وتطلعاته في التقدُّم والازدهار. فقد غدا التعليم الجامعي والعالي يحتلّ مكانة متقدِّمة ومهمَّة بين مختلف المراحل التعليميَّة، باعتباره يمثِّل أحد الوسائل المهمَّة للنهوض بالدول النامية ومساعدتها على تطوير طاقاتها وقدراتها الذاتيَّة في إعداد الكفاءات البشريَّة المؤهَّلة والمدرَّبة القادرة على الإسهام في بناء المستقبل بدرجةٍ عالية من الفاعليَّة والتأثير ( القبيسي، 1999ب ).

وعلى الرغم من النتائج الإيجابيَّة التي شهدها التعليم الجامعي في الوطن العربي، خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، إلا أنَّ قدرته على مواكبة التقدُّم العلمي والتكنولوجي لثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتّصالات، واستجابته لتلبية احتياجات عمليَّة التنـمية الاجتمـاعيَّة والاقتـصاديَّة والـثقافيَّة والسـياسيَّة للمجتـمعات العربيَّة ما زالت دون المـستوى المطلوب ( ضحاوي، 2000).

وإذا ما حاولنا الوقوف على واقع العمليَّة التعليميَّة بجامعة الحديدة، وإلقاء الضوء على النتائج التي تمكَّنت الجامعة من تحقيقها خلال السنوات الست التي مضت عليها منذ تأسيسها، فإننا لابد وأن نسلم بأن الجامعة قد قطعت شوطاً لابأس به، بحكم ما حقّقته من تطوّر على مستوى التوسُّع الأفقي والرأسي،  وفي الوقت نفسه يمكن القول بأنَّ  أوضاع التعليم  بجامعة الحديدة لا تخرج بمجملها عن أوضاع التعليم الجامعي  في اليمن، وبهذا الخصوص، يشير الأغبري ( 2000) إلى  أننا إذا ما تتبعَّنا حركة تطوير التعليم الجامعي في اليمن، فإنّه يمكن التأكيد على أن زيادة إقبال الطلاب على التعليم الجامعي في ظلِّ غياب الكليَّات والمعاهد المتوسِّطة والزيادة السكانيَّة وخاصَّة بعد توحيد اليمن، والتطوّر العلمي والتكنولوجي تمثِّل العوامل الأساسيَّة التي أسهمت في تطوير هذا النوع من التعليم على مستوى الأهداف والقبول والكادر التدريسي وأساليب التدريس.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الجوانب الإيجابيَّة التي حقَّقتها جامعة الحديدة، ألا أنها كمثيلاتها من الجامعات اليمنيَّة  الأخرى التي يقدَّر عمر بعضها بحوالي خمسة أضعاف عمر  جامعة الحديدة ، كجامعتي عدن وصنعاء ، فهي جميعا  تعاني جملة من المعوقات والصعوبات في الجوانب المختلفة، فعلى مستوى الأهداف،  يمكن تحديد  أهداف جامعة الحديدة  في ضوء أهداف الجامعات اليمنيَّة المنصوص عليها في المادة رقم ( 5 ) من قانون الجامعات اليمنيَّة ( مقدام، 2001 ).

وتتَّفق العديد من الدراسات أن أهداف التعليم العالي في الجمهوريَّة اليمنيَّة، يشوبها الغموض، وتفتقر إلى التحديد والوضوح، كما أنها في الغالب لا تأخذ بعين الاعتبار ظروف المجتمع اليمني وخصوصياته، ولذلك فإنها في بعض جوانبها تكاد تكون مقطوعة الصلة بحاجات المجتمع وبمتطلبات التنمية، ويرجع السبب في ذلك بحسب بعض الدراسـات التي تناولـت التعليم الجامعي في اليمن، إلى أنها مقتبسة من أهداف جامعات عربيَّة متقدمة، تختلف في ظروفها وفي أوضاع البلدان التي تنتمي إليها عن ظروف الجامعات اليمنيَّة والواقع الاجتماعي القائم ( الاغبري، 2000، الشيباني، 2000، ناجي، 2000 ).

كما يتَّفق عدد كبير من الباحثين إلى أن العلاقة التي تربط التعليم العالي في اليمن بالمجتمع وبعمليَّة التنمية، وبخصائص العصر الراهن تبدو ضعيفة للغاية ويرجع السبب في ذلك في رأي الكثير منهم إلى سياسة الباب المفتوح المتَّبعة في عمليَّة قبول الطلاب، وغياب الضوابط والمعايير التي تتحكَّم بقبول الطلاب، ممَّا يؤدِّي إلى زيادة عدد الطلاب المقبولين عن الطاقة الاستيعابيَّة للجامعات، وبمعدّلات تفوق إمكانيات الجامعات ومواردها المتاحة ( الاغبري، 2000، الحاج، 2000، الشيباني،  2000، القربي، 2000 ).

وفي ضوء ذلك يمكننا أن نلاحظ أن الطلاب المقيدين بجامعة الحديدة، قد بلغ عددهم للعام الدراسي 2002/ 2003 ( 15317 )، وبالرجوع إلى الجدول رقم ( 1 )، يتبيَّن أَّن هناك اختلالاً واضحاً في توزيع الطلاب على مستوى الكليات بالنسبة للجنسين، وتفاوت  عدد الذكور والإناث في كليات الجامعة المختلفة. أما بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس نلاحظ أن غالبيَّة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من الأساتذة والأساتذة المشاركين والمساعدين هم من غير اليمنيين الوافدين كما هو مبيَّن في الجدول رقم (2) (جامعة الحديدة، 2003 ).

في ظلِّ السياسات الثابتة التي تفتقر للمرونة،  وفي ظل ضعف العلاقات التي تربط بين مؤسَّسات التعليم العالي وبين المجتمع وخطط التنمية، فإنَّ جامعة الحديدة ليست أحسن حالاً من الجامعات اليمنيَّة أو العربيَّة الأخرى التي تتميَّز بعمر أطول وخبرة أعمق وبإمكانيّات أوسع، ومع ذلك فهي كغيرها من الجامعات اليمنيَّة والعربيَّة تعاني من جوانب قصور كثيرة تتمثَّل بالنمطيَّة المتمثلة في الخطط والمناهج الدراسيَّة  المقرَّرة، الناجمة عن سيطرة المفهوم التقليدي الضيِّق للمنهج الذي لا يرى في المنهج سوى إطار للمعلومات  والمعارف النظريَّة، ويتحدَّد على أساسه دور المدرس الذي يقوم بدور الملقن لها ، ويتحوَّل  دور الطالب في إطار هذا المفهوم إلى متلقي سلبي مهمّته حفظ  المعلومات  واسترجاعها عند الحاجة ( الرازحي، 2003 ).

أمّا فيما يتَّصل بطرائق التدريس ، يشير العمايرة ( 1999 ) إلى أن طرائق التدريس المتبعة في معظم الجامعات العربيَّة رتيبة وتقليديَّة، وبهذا الصدد يشير إلى أن عفراوي عند استعراضه لطرائق التعليم في جامعات  الوطن العربي، توصَّل إلى أن طريقة المحاضرة هي أكثر الطرق شيوعاً، ترافقها في بعض الأحيان فصول خاصَّة لمناقشة أهم النقاط التي أثيرت في المحاضرة، ولذلك فان الطرائق المتَّبعة تكون في الغالب نمطيَّة غير مرتبطة بالأهداف، وتركِّز على الجوانب النظريَّة، وبالمثل فان البرامج الدراسيَّة لا تعبِّر عن احتياجات الطالب ولا تتَّسق مع أهداف البرنامج، يغلب عليها الطابع النظري، ولا تتكامل مع مكوّنات البرنامج ومتطلبات التخصُّص الأخرى ( القبيسي، 1999 ،  والسويدي وحيدر ، 1998).

في وضع كهذا، فان نظام التقويم والاختبارات يكاد  يقتصر على الطالب وعلى قياس  نتاجات التعلّم  المعرفي لديه  باستخدام الاختبارات التحصيليَّة، ويهمل تقويم المؤسَّسات والأنظمة التعليميَّة والتربويَّة بجوانبها ومجالاتها المختلفة، وعلى الرغم من أهميَّة التقويم ودوره عمليَّة الإصلاح والتطوير  للمؤسَّسات والأنظمة التعليميَّة والتربويَّة المختلفة، باعتبار أن التقويم يمثِّل المدخل الحقيقي للتطوير، فان معظم التجارب التربويَّة في الوطن العربي تعَّثرت أو اندثرت  بسبب أن التقويم لم يصبح جزءًا عضوياً من تلك الأنظمة ( المركز العربي، 1981، الرازحي، 2001 ).

في هذا السياق، وفي ضوء كل ما سبق، يمكننا التنبُّؤ  بالظروف والعوامل المهيأة للبحث العلمي والتربوي والإمكانيّات المتاحة له سواءً في جامعة الحديدة، أو في غيرها من الجامعات اليمنيَّة والعربيَّة، وعلى أساس ذلك يمكن أن نخلص للقول بأن الدور المتوقَّع للبحث العلمي والتربوي في ظلِّ أوضاع وظروف كهذه، سيكون بالضرورة دوراً ضعيفاً  في فاعليته، محدوداً  في تأثيره.

لذلك  فمن الطبيعي، أن تعاني هذه الجامعات من اختلال التوازن في وظائفها، فعلى الرغم من أنَّ البحث العلمي يعدّ واحداً من الأهداف الأساسيَّة للجامعات المعاصرة، حيث أشارت نتائج الدراسات التي تناولت الأهداف الرئيسيَّة للجامعات إلى أنَّ  الجامعة تمِّثل مجتمعاً علميّاً يهتم بالبحث عن الحقيقة، وأن وظائفها الأساسيَّة تتمثَّل في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، إلا أنَّ معظم الجامعات العربيَّة تركِّز جل اهتمامها على الجوانب التعليميَّة، وتغفل الوظائف الأخرى ذات الصلة بالبحث العلمي وخدمة المجتمع، ويتبدَّى ذلك في غياب الرؤية  الواضحة للبحث العلمي والتربوي ودوره، وفي ضآلة المخصَّصات الماليَّة، وغياب الميزانيات والأموال المرصودة اللازمة  لتغطية نفقاته ( العمايرة، 1999، صائغ، 2000 ).

وانطلاقاً من العلاقة التي تربط  الجامعة بالمجتمع باعتبارها مؤسَّسة تربويَّة واجتماعيَّة، فلابد لها أن  تستجيب للمناخ الحضاري والتغيّرات في العلاقات الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة في البيئة المحيطة، وذلك عن طريق الإسهام بدور فاعل وإيجابي في عمليَّة  التجويد والإصلاح التي تتطلَّب المعالجة العلميَّة للمشكلات التربويَّة، واكتشاف الصيغ الجديدة للعمليَّة التربويَّة، والبحث عن أساليب ووسائل تعليميَّة أكثر كفاءة ومواءمة لظروف الحياة ومتغيّراتها المستقبليَّة.

إنَّ قوام  التجديد والتحديث يعتمد على البحـث التـربوي في مناخٍ يحض  على العلم، وتتهيأ فيه  الحريَّة العلمـيَّة للباحث، باعتبار أن البحث التربوي جهد علمي يهدف للتوصل إلى المعرفة، والتأكد من صحتها، وتحليل العلاقات المتـبادلة لمكوناتها، واكتشاف  التفسيرات  السببيَّة لها. وابتكار أدوات جديدة للبحث، وتطوير الأنظمة المناسبة لزيادة كفاءتها (إبراهيم، 1989 )

نخلص مما سبق، بأن الجامعة لا تستطيع  أن تؤدِّي مهامها بنجاح، ولايمكن لها البقاء والاستمرار أو النمو والتطور دون التزام محدد برؤيَّة واضحة لوظيفة الجامعة ولطبيعة العلاقة التي تربطها بالمجتمع، والانطلاق في ضوء ذلك إلى معالجة مشكلاتنا التربويَّة والاجتماعيَّة  بأسلوب علمي، والاعتراف بأهميَّة التجديد التربوي بصفة عامَّة، وهو ما ينبغي أن يكون منطلقاً  رئيسياً للجامعات وركناً أساسيا من أركانها. وإذا سلمنا بذلك فعلينا أن نسلم  بضرورة اهتمام الجامعة بالبحوث التربويَّة وإعطائها الأولويَّة التي تستحقها، وأن توفر لها أسباب النجاح والتقدم، التي لا تتأتَّى  ألا إذا طبقنا  نظم ومعايير الجودة الشاملة، وتمكَّنا في الوقت ذاته من تطبيق نظم إدارتها على منظومة البحث التربوي بدرجة عالية من الكفاءة والاقتدار ( إبراهيم، 1989 ومازن، 2003 ).

إنَّ النهوض بأوضاع جامعة الحديدة وغيرها من الجامعات اليمنيَّة، اصبح يفرض وبشدة على العاملين  بها والقائمين عليها  وعلى الأنظمة التربويَّة، ضرورة تضمين مفاهيم وآليات ومعايير الجودة الشاملة و إدارتها في إطار منظومة البحث التربوي والمنظومة التعليميَّة لمؤسَّسات التعليم العالي، وتطبيق نظام الاعتماد الأكاديمي  والتربوي في تقويم الجامعات والمؤسّسات  التعليميَّة، وذلك لضمان مستوىً جيِّد من  الأداء الأكاديمي والتربوي، والإسهام في بناء المجتمع من خلال الرفع من كفاءة مؤسَّساته التعليميَّة، وكذا تبصير المؤسَّسة التعليميَّة بإيجابياتها  وسلبياتها، والحصول على منتج أو مخرج تعليمي جيد تتوافر فيه صفات الجودة العالميَّة، وبما يؤدِّي إلى  توفير الوقت والجهد والمال  ( الطيري، 2001 ومازن، 2003 ).

انطلاقاً من كل ما سبق تأتي الدراسة الحاليَّة لتلبي الحاجة للنهوض بواقع البحث التربوي بجامعة الحديدة، وتعزيز دوره في حل المشكلات التربويَّة القائمة، والإسهام بتطوير أوضاع الجامعة والارتقاء بها إلى مستوى أفضل من الفاعليَّة والتأثير، وذلك بالوقوف على واقع البحث التربوي بجامعة الحديدة والكشف عن اتِّجاهاته العامَّة، والإسهام بتقديم تصوّر لأهدافه وأولوياته، والتعرف على العوامل التي تعيقه عن ممارسة دوره من أجل الخروج بالتوصيات والمقترحات اللازمة لتهيئة البيئة المناسبة لنموّه وتطوره.

هدف الدراسة :

تسعى الدراسة الحاليَّة إلى تحقيق الأغراض الآتية :

  • الوقوف على واقع البحث التربوي بجامعة الحدييدة وتحديد اتجاهاته.
  • تقديم تصور بأهداف البحث التربوي وأولوياته.
  • إلقاء الضوء على العوامل التي تعيق البحث التربوي بجامعة الحديدة، وتحول دون نموه وتطوره.
  • الخروج بالتوصيات والمقترحات المناسبة للنهوض بأوضاع البحث التربوي بجامعة الحديدة وتعزيز دوره في إصلاح العمليَّة التعليميَّة بالجامعة وتطويرها.

واقع البحث التربوي واتجاهاته :

من  أجل الوقوف على واقع البحث التربوي بجامعة الحديدة، وتحديد أبعاده واتجاهاته، يلزمنا أولا تحديد إسهامات الجامعة في مجال البحث العلمي والتربوي، ثم بعد ذلك إخضاع تلك الإسهامات للدراسة والتحليل، بغرض رسم الصورة التي تمثِّل واقع البحث التربوي بجامعة الحديدة، وتوضح أبعاده واتجاهاته. وفي ضوء ذلك يمكن تحديد إسهامات الجامعة من البحوث والدراسات وحصرها بالحالات الآتية :

  • إنجازات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من البحوث والدراسات المقدمة للمشاركة في المؤتمرات واللقاءات العلميَّة الداخليَّة والخارجيَّة، أو المنشورة في الدوريات والمجلات العلميَّة للجامعة أو في الدوريات والمجلات العلميَّة الصادرة عن المؤسسات العلميَّة على مستوى الداخل والخارج.
  • الرسائل والأطروحات العلميَّة المقدَّمة  لنيل درجة  الماجستير أو الدكتوراه من قبل أعضاء الهيئة التدريسيَّة  المساعدة  في الجامعة (من المعيدين والمدرسين المساعدين) الذين تتحمَّل الجامعة نفقاتهم  للدراسة والتخصُّص في إطار برامج الدراسات العليا لمستوى الماجستير والدكتوراه .
  • الرسائل والأطروحات العلميَّة المقدَّمة من الطلبة المنتسبين لبرامج الدراسات العليا بجامعة الحديدة .
  • مشاريع التخرّج للطلبة الملتحقين ببرامج الدراسة الجامعيَّة على مستوى كليات الجامعة المختلفة.

 

ونظراً لصعوبة الحصول على البيانات والمعلومات اللازمة لأجراء مسح شامل للتعرّف على تجربة الجامعة في مجال البحث العلمي، ودراسة إنجازاتها من البحوث والدراسات على مستوى كل مصدر من المصادر المشار إليها سابقا. اكتفى الباحث بالرجوع إلى مجلة تهامة الصادرة عن الجامعة، باعتبارها تمثِّل المصدر الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه والوثوق بما يمكن أن يمدّنا به من البيانات والمعلومات لتغطية جانب من جوانب تجربة الجامعة في مجال البحث العلمي والتربوي.       

في ضوء ذلك  قام الباحث بمسح الدراسات والبحوث المنشورة ضمن الإعداد التي صدرت من مجلة جامعة الحديدة (مجلة  تهامة )  خلال الفترة الزمنيَّة من عام 2000 إلى عام 2003  التي تشمل الإعداد من ( 1 –6) وإخضاعها للدراسة والتحليل. ومن بين أبرز النتائج التي تمَّ التوصّل إليها يمكن الإشارة إلى ما يأتي:

  • أظهرت النتائج أن البحوث والدراسات التي تضمّنتها أعداد المجلة التي تعود لأعضاء هيئة التدريس بجامعة الحديدة تقدَّر بـ (57) بحثاً. وأشارت النتائج إلى أن إسهامات الباحثين من الجامعات اليمنيَّة الأخرى تقدَّر بـ(18 ) بحثاً، أمَّا البحوث والدراسات التي تعود لباحثين من المؤسّسات العلميَّة غير اليمنيَّة فإنَّ عددها لا يتجاوز الثلاثة بحوث فقط وبذلك  فان مجموع ما نشر في المجلة من البحوث والدراسات يقدَّر بحوالي ( 78 ) بحثاً كما هو موضح في الجدول رقم( 4 ).
  • أوضحت النتائج أنَّ ( 12) بحثاً من البحوث المنشورة بمجلة تهامة تمثِّل إسهامات أعضاء هيئة التدريس بجامعة الحديدة من البحوث التربويَّة، وقد توزَّعت تلك البحوث بواقع ( 7) بحوث تمثِّل إسهام غير اليمنيين من أعضاء هيئة التدريس، و(3) بحوث تمثِّل إسهام اليمنيين من أعضاء هيئة التدريس، واثنين من تلك البحوث صنِّفت كبحوث مشتركة. أمَّا إسهامات أعضاء هيئة التدريس بجامعة الحديدة من البحوث المصنَّفة كبحوث غير تربويَّة فقد بلغ عددها ( 45 ) بحثاً، توزَّعت بواقع  ( 27 ) بحثاً لغير  اليمنيين، و( 13 ) بحثاً لليمنيين، و( 5) بحوث صنفت كبحوث مشتركة،  كما هو موضح في الجدول رقم ( 5).

وأظهرت نتائج التحليل، أنَّ المؤشّرات التي يمكن الخروج  بهـا حـول البحوث التربويَّة المنشورة كانت ضعيفة، لا تصلح لإصدار أحكام محدَّدة  تبيِّن اتِّجاهات البحث التربوي  وأبعاده  بجامعة الحديدة، ويبدو أن البحوث والدراسات  المنشـورة ترتبط بظروف واعتبارات ترقية عضو هيئة التدريس وتحسين وضعه الماديأاكثر من ارتباطها بالمشكلات التربويَّة  القائمة . ويتَّفق ذلك مع ما أشار إليه سعد ( 2000 ) من أن الدافع الرئيسي لعضو هيئة التدريس في الجامعات اليمنيَّة للقيام بالنشاط البحثي هو الترقية وتحسين الوضع المادي له وكثيراً ما يبدأ هذا النشاط بالضعف بعد الحصول على الترقية، وقد يكون للأوضاع المـاديَّة والمعيشيَّة لأعـضاء هيئـة التـدريس من اليمنيين دلالتها في تفسير سبب انخفاض مستوى نشاطهم وإسهامهم في مجال البحث العلمي والتربوي.

وعلى مستوى علاقة البحوث والدراسات المنشورة بالمراحل التعليميَّة، أظهرت النتائج أنه من بين ( 12) بحثاً صنفت( 5) بحوث منها ضمن  البحوث  ا لمصنَّفة في إطار المرحلة الثانـويَّة، و( 4) بحـوث منها، من البحـوث المصنَّفة ضمن مرحلة التعليم الجامعي، وبحث واحد  صنف فـي إطار مرحلة التعليم الأساسي، ومن بين تلك البحوث فإنَّ بحثين منها  اعتبرت كبحـوث غـير مصنَّفة لعدم ارتباطها بمرحلة تعليميَّة محدَّدة.

أما فيما يتَّصل  بتصنيف البحوث التربويَّة المنشورة على مستوى نوع البحث، أظهرت النتائج أن غالبيَّة البحوث والدراسات المنشورة اعتمدت إجراءت يمكن تصنيفها في إطار المنهج الوصفي، وإذا ما أخذنا بالتصنيف المقترح من Verma and beard، 1981)) لأنواع البحوث التربويَّة فأننا سنجد أن بعض البحوث المنشورة تقع خارج إطار التصنيف المقترح الذي يمكن اعتماده كمعيار لتصنيف البحوث التربويَّة بحسب النوع. وبصورة عامَّة فإن النتائج السابقة تدل على أن إسهامات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة في مجال البحث العلمي والتربوي تعبر عن جهود فرديَّة، يغلب  عليها العشوائيَّة وتفتقر للتنظيم نتيجة لغياب خطة بحثيَّة واضحة تتحدَّد في ضوئها أهداف البحث العلمي والتربوي وأولوياته، وتوجه البحوث والدراسات التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس في نسق واضح من التوجّهات والاهتمامات.

تجدر الإشارة إلى أن  الإسهامات  الأخرى  لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة من البحوث والدراسات المنشورة في المجلات والدوريات العلميَّة الأخرى، أو المقدَّمة للمشاركة في المؤتمرات واللقاءات العلميَّة التي عقدت في داخل الجمهوريَّة اليمنيَّة أو خارجها، قد أغفلت ولم يتم التعرّض لها أو تناولها، نظراً لأن البيانات والمعلومات المتّصلة بها غير متوفرة، ويصعب الحصول عليها وتحديدها.وقد يكون لمثل هذه الصعوبات دلالاتها الخاصة المرتبطة بمشكلات النشر والتوثيق لبحوث أعضاء هيئة التدريس ودراساتهم، مما يستلزم توجيه الاهتمام إلى هذا الجانب، والعمل على حل المشكلات التي تواجه الباحثين من أعضاء هيئة التدريس، وتعيقهم من نشر بحوثهم، وفي هذا المجال فانه سيكون من المفيد الإشارة إلى أهميَّة تطوير قدرات الجامعة وإمكانياتها في مجال النشر ، وكذا التأكيد على أهميَّة دراسة تجربة مجلة تهامة وتقييمها، بما يؤدي إلى رعاية هذه التجربة وتطويرها في ضوء نتائج التقييم.

وبالنسبة للرسائل والأطاريح العلميَّة المقدمة لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه من قبل أعضاء هيئة التدريس المساعدة بالجامعة من المعيدين والمدرسين المساعدين الذين أكملوا دراستهم العليا في مستوى الماجستير والدكتوراه على نفقة الجامعة، وهي كثيرة، فأنها قد أغفلت أيضا ولم يتم التعرض لها أو تناولها بالدراسة والتحليل، نظراً لصعوبة  الحصول على بيانات ومعلومات وافيَّة حولها. والملاحظة الوحيدة التي يمكن تسجيلها حول هذا النوع من الإسهامات، تتصل بتحديد موضوع الرسالة أو الأطروحة، حيث يقوم الباحث بتحديد موضوع الرسالة أو الأطروحة بصورة مستقلة، بعيداً عن تدخل الجامعة، ولذلك فان اختيار موضوع الرسالة أو الأطروحة وتحديده لا يرتبط بمبادئ أو أسس أو إجراءات معينة تحددها الجامعة.

إن مثل هذا الوضع هو نتاج طبيعي لغياب جهة متخصصة بالبحث العلمي في إطار الجامعة تتولى الاهتمام بترسيخ قواعد البحث العلمي في الجامعة  من خلال العمل على وضع استراتيجيَّة بحثيَّة واضحة المعالم تساعد في رسم الخطط البحثيَّة وتوضح القضايا والمشكلات التي تتطلب البحث والدراسة .

إن المؤشرات والدلائل ذات الصلة بأوضاع البحث العلمي بجامعة الحديدة  تدل دلالة واضحة على الحاجة لإنشاء مركز متخصص بالبحث العلمي داخل الجامعة يعنى بتوجيه جهود الباحثين وأعضاء هيئة التدريس في مجال البحث العلمي والتربوي،وتنظيم تلك الجهود والإشراف على تنفيذها وتقويمها وتطويرها. ومد قيادة الجامعة بما تحتاجه من البيانات والمعلومات وغير ذلك من الدراسات والاستشارات ذات الصلة باتخاذ القرار. وكذا العمل على مساعدة الباحثين وأعضاء هيئة التدريس في تنفيذ مشاريع البحوث والدراسات المرتبطة بالمشكلات القائمة، وتقديم الخدمات اللازمة لهم لتنفيذ تلك المشاريع، فضلا عن إنجاز المهام المتصلة بتوثيق علاقة الجامعة بالمجتمع وبمؤسساته المختلفة.

وفيما يتصل بالرسائل والأطاريح العلميَّة المقدمة من الطلبة المنتسبين في إطار برامج الدراسات العليا بالجامعة، فإنه وبعد الرجوع لإدارة الدراسات العليا بالجامعة، وفي ضوء البيانات والمعلومات التي حصلنا عليها من الإدارة المذكورة، يمكن الإشارة إلى أن برامج الدراسات العليا بالجامعة، تكاد تكون محصورة  في برنامج الماجستير المقدَّم في إطار قسم  اللغة الإنجليزيَّة بكليَّة التربية بالحديدة، الذي بدأت الجامعة بتقديمه ابتداءً من العام الدراسي 1997/ 1998، باعتباره البرنامج الوحيد الذي تقدّمه الجامعة على مستوى الدراسات العليا.

وفي ضوء ذلك فإن عدد رسائل الماجستير المقدَّمة في إطار هذا البرنامج يقدَّر بحوالي  (19) رسالة موزعة بواقع (13) رسالة في مجال اللغة، و( 4 ) رسائل في مجال الأدب، ورسالتين  في مجال طرق التدريس  ( إدارة الدراسات العليا، 2002 ) . ويمثل هذا العدد من رسائل الماجستير كل  إسهامات  طلبة الجامعة في مجال البحث العلمي، نظراً لأن النظام المتبع في الجامعة فيما يتصل بتخرج الطالب من الجامعة وحصوله على درجة البكالوريوس يعتمد على أساس النتائج التي حققها في الاختبارات التحصيليَّة التي تقدم لها خلال فترة دراسته بالجامعة، وبموجب هذا النظام لا يكون الطالب معنياً بتقديم مشروع محدَّد يؤهّله للتخرج من الجامعة.

إن الأخذ بنظام مشاريع التخرج  وتطبيقه على طلبة  السنة النهائيَّة من مرحلة الدراسة الجامعيَّة واعتبار مشروع تخرج الطالب أحد المتطلبات الأساسيَّة اللازمة لاستكمال دراسته الجامعيَّة، وشرط من شروط تخرجه وحصوله على الشهادة الجامعيَّة، يمكن إن يسهم في النهوض بأوضاع البحث العلمي بجامعة الحديدة، خصوصاً إذا حرصت الجامعة على تهيئة الشروط والعوامل اللازمة لتطبيق هذا النظام ونجاحه، وذلك من خلال القيام بمراجعة الخطط والمناهج الدراسيَّة وإدخال التعديلات المناسبة، واتِّخاذ الإجراءات والخطوات الكفيلة بتغيير طبيعة عمل الأساتذة  والطلاب، ليصبح التعليم والبحث العلمي وإنتاج المعرفة والإضافة إليها محور العمل داخل الجامعة.

أهداف البحث التربوي وأولوياته :

لعل التقييم الموضوعي لأوضاع البحث التربوي في الوطن العربي، سيمدنا ببعض المؤشرات المفيدة، التي قد توضح لنا بعض ما يحيط  بالبحث التربوي من مشكلات،  خصـوصاً المتصـلة منها بتعدد المنظورات التي تنطلق منها البحوث والدراسات التربويَّة، ووفقاً لهذا التعدد فان بعض البحوث والدراسات تنظر إلى البحـث التربوي على انه جهـد كمي وفـني معقد، ومنها ما يرى فيه نشاطاً كيفياً بسيطاً، ومنها ما يعالج مشكلات التعليم في إطار نظريَّة فلسفيَّة للمعرفة أو السـياسة  أو الأخلاق، ومنها ما يتعامل مع تلك المشكلات من خلال أطر إحصائيَّة أو رياضيَّة، ومنها ما ينظر إلى البحث التربوي كعمليَّة أهداف أو سياسات في المقام الأول ( إبراهيم ، 1989 صباريني والرازحي، 1991 ).

أن نشوء مثل هذا التعدُّد الذي يضفي على وضعيَّة البحث التربوي في الوطن العربي وفي البـلاد المتقـدمـة صبغة عامة ومشتركة.  قـد يرجـع بحسب ما يشـير إليـه لـوري ( Lawery ، 1980) من أن جهود الباحثين التربويين لـم تتمكن من التوصل إلى تعريف يتفق عليه ويقتنع به الجميع للتربيَّة باعتبارها كنظام ، مما يجعلهم يلجـأون إلـى مجالات أخرى ، وهم  غالباً ما يلجأون إلى نظريات علم النفس لتوجيه بحوثهم، وبطبيعة الحـال فإن ذلك يؤدِّي إلى تقـدم علم النفس وليس إلى تقدم التربيَّة، ولـذلك ينطلـق  بعـض الباحثين التربـويين من مفهوم ضيـق للبحـث  التربـوي وغيـاب الإطـار المنظـومي  (Paradigm)  الذي تتناسق فيه وتتكامل  من خلالـه جهـود أولئك الباحثين (ابيض، 1987،   yager، 1984، Hurd، 1982، Lawery ، 1980).

ومن المشكلات التي يعاني منها البحث التربوي في الوطن العربي ما يشير إليه الغنـام (1984 ) من قصور العلاقة بين البحث  التربـوي والنظام التعليمي وضعـف التفـاعـل والتأثير المتبادل فيما بينهما، ويتأكـد ذلك من خـلال ما يشير إليـه أبو زينة وصوالحـة  (1987)  من أن البحث التربوي لا يرتبط بمشكلات تربويَّة قائمة بقـدر ما يرتبط بظروف واعتبارات أخرى، حيث أن توجهات واهتمامات البحث التربـوي فـي الأردن تتـركز في مجالات ومراحل تعليميَّة في حين تعاني المجالات والمراحل الأخرى من غياب شبه تام لمثل تلك التوجهات والاهتمامات.

يتفق ذلك مع ما أكده إبراهيم ( 1989 ) حول واقع البحث التربـوي فـي مصر، حيث يشير إلى أن بعض البحوث التربويَّة بعيدة عن المشكلات التربويَّة القائمة في الواقع ، ولا ترتبط بهـا كـما إنها لا تتناول قضايا خـاصة بالتجويد والتحديث تتفق مـع واقع المجتمع المصـري من حيث أنه مجتمع نام، ولكنها غالباً ما تستمد مجالاتها من اتجاهـات البحوث في المجتمعات الغربيَّة، ومن ثم فإنها تبدو مغتربة عن واقعنا التربوي(إبراهيم، 1989).

فضلاً عن ذلك، يمكن الإشارة إلى بعض مشكلات البحث التربوي في الوطن العربي، منها غياب السياسات والخطط في مجال البحث التربوي وعدم تحديد أولوياته، بالإضافة إلى ما يرافق ذلك من نقص في الكفاءات والكوادر العلميَّة المتخصصـة، وقلة الإمكانات  الماديَّة اللازمة، وضعف التنسيق والتكامل بين الأجهزة المعنيَّة بالبحث التربوي على مستوى الوطن العربي   ( الصانع وتوفيق، 1983، والغنام، 1984، وكريم الدين ، 1987 ).

وبالنسبة لواقع البحث التربوي بجامعة الحديدة، وفي غيرها من الجامعات اليمنيَّة، فانه  على الرغم من أن البحث العلمي عموماً يمثِّل أحد الأهداف المعلنة للتعليم الجامعي في اليمن، إلا أنه كما يشير إلى ذلك سعد ( 2000 ) لم يجد طريقه  لأن يترجم إلى واقع وإجراءات واضحة، لكي يصبح جزءً عضوياً من مهام الجامعة وأنشطتها اليوميَّة. ولذلك فان تجربة البحـث التربوي بجامعة الحديدة، وفي غيرها من الجامعات اليمنيَّة ستظل تجارب هامشيَّة وقاصرة، ما لم  تحظ بالمزيد مـن الرعاية والاهتمام، وتصبح هدفاً للمزيد من الجهود الموجهة نحو تهـيئة الـمناخ المناسـب للنهوض بأوضـاع البحث التربوي، وتطويره.

لذلك، فإن العمل على تحديد أهداف واضحة للبحث التربوي بجامعة الحديدة، وتحديد أولوياته، تمثل واحدة من أهم الخطوات اللازمة للنهوض بالبحث التربوي، وتعزيز دوره في تطوير العمليَّة التعليميَّة بجامعة الحديدة وربطها بعلاقات أوثق وأمتن بالمجتمع وبعمليَّة التنمية.

وبهذا الصدد، تجدر الإشارة إلى إن الرفع من كفاءة الدور الذي يمكن للبحث التربوي أن ينجزه في تطوير العمليَّة التعليميَّة، يستلزم تحديد أهداف البحث التربوي وأولوياته في إطار من الخطوات والإجراءات العمليَّة الصحيحة، ومن خلال العمل على بلورة اتجاهات حديثة في البحث التربوي تقوم على أساس ربط البحوث التربويَّة  بخطط التنمية، والارتقاء بها الى مستوى القدرة على مواجهة تحديات المستقبل عن طريق التنوع والتكامل والشمول في المجالات كافة، والتوجه نحو القضايا والمشكلات التي تواجه التعليم على نحو مباشر ووضع الحلول المناسبة لها ( الخليلي، وبلة، 1990).

لذلك، فان مثل هذا التوجّه يأتي متّفقاً مع ما أشار إليه الغنام (1984) في تأكيده على أن الأولويَّة في اختيار البحوث والمفاضلة بينها في كل من مجالات البحث ينبغي أن تكون لأبحاث الميدان المرتبطة بمشكلات الواقع أكثر من أبحاث التخصص المرتبطة بالتصنيف العلمي للتخصصات التربويَّة والعلوم المساعدة لها، وكذا بالاهتمام بأبحاث الحاضر والمستقبل أكثر من أبحاث الماضي وللأبحاث الكليَّة أكثر منها للجزئيَّة.

في ضوء ذلك، فانه من اجل  تحديد أهداف البحث التربوي وأولوياته بجامعة الحديدة  بصورة واقعيَّة، وحتى تأتي  تلك الأهداف والأولويات منسجمة مع هذا التوجه، فان عمليَّة ربط البحث التربوي بالمشكلات الحقيقيَّة التي يعاني منها العاملون في الميدان تقتضي أن يتصدى عدد من الباحثين لحصر هذه المشكلات ليس بناءً على انطباعات وتصورات ذاتيَّة، ولكن بناءً على دراسات فعليَّة. وقد يكون مسح أراء العاملين في الميدان أحد الأساليب الفعالة في حصر المشكلات القائمة وتحديد مجالات البحث التربوي الرئيسيَّة وترتيبها حسب الأولويَّة  ( الخليلي، وبلة، 1990 ).

ويرى عزت جرادات (1984) أن استطلاع أراء الأجهزة الفنيَّة والإداريَّة، والقيادات في المؤسَّسات التربويَّة، يمثِّل واحداً من الأنماط  الأكثر واقعيَّة في تحديد مجالات البحث التربوي، خصوصاً أن العديد من البحوث التربويَّة لم تخرج عن حدود الخصائص والإجراءات المميزة لهذا النمط Yager and khale، 1982، Abraham، renner and )Grant، 1982).

فضلاً عن ذلك، ومع أهميَّة الأبعاد السابقة وضرورتها في تحديد أهداف البحث التربوي وأولوياته، فان عمليَّة اختيار البحوث التربويَّة والمفاضلة فيما بينها يمكن أن تقوم على أساس الأبعاد المشار إليها سابقاً، مع مراعاة أبعاد واعتبارات أخرى إضافيَّة، يمكن أخذها بعين الاعتبار في تحديد أهميَّة البحوث وترتيبها بحسب الأولويَّة، وذلك بالنظر إلى المرحلة التعليميَّة، ومجالات العمليَّة التعليميَّة، وأنواع البحث التربوي، وأهداف التعليم الجامعي كأبعاد لها أثرها وأهميتها لرسم صورة شاملة ومكتملة تتحدَّد على أساسها الأولويات بوضوح.

فعلى مستوى المرحلة التعليميَّة، يمكن ترتيب المراحل التعليميَّة بحسب الأهميَّة والأولويَّة، وعلى أساس ذلك، فإن التعليم الجامعي ومشكلاته يمكن أن تكون من المراحل التي تحتل موقعاً متقدّماً بالمقارنة مع المراحل الأخرى، كما يمكن أن تكون مجالات العمليَّة التعليميَّة كالمناهج، والمدرسين، وأساليب التدريس والتقويم بعداً من الأبعاد التي يمكن اعتمادها في ترتيب المشكلات التربويَّة بحسب أهميتها وتأثيرها.

وفيما يتَّصل بأنواع البحث التربوي، فإذا ما أخذنا بالتصنيف المقترح من ( Verma And beard، 1981 ) لأنواع البحوث التربويَّة، فأنها يمكن أن تمثِّل بعداً أساسياً من الأبعاد المعتمدة في تحديد أهداف البحث التربوي وأولوياته.

وفي ضوء التصنيف المشار إليه، فانه يمكن التعامل مع البحوث التربويَّة وتصنيف المشكلات التي تتناولها في إطار الأنواع الآتية :

  • البحث الأساسي: ويتضمَّن البحوث الموجهة نحو تطوير النظريات وتوسيع حدود المعرفة الإنسانيَّة. وتعد البحوث الأساسيَّة من البحوث التي تتطلب إمكانيات وقدرات تتجاوز إمكانيات الباحثين والأفراد وقدراتهم ( عودة وملكاوي، 1987 ).ولذلك فإن هذا النوع من البحوث يقع في الغالب ضمن اهتمام مراكز البحث التربوي ومؤسّسـاته (Peritz، Teitelbaum And Sor ، 1989 ) وبحكم الصعوبات التي تحول دون تهيؤ الظروف الداعية لأجراء البحوث الأساسيَّة، فان البحث التربوي بعامة  ينتقد لقصوره في الاهتمام بالبحوث الأساسيَّة ( Hart، 1981).

في ضوء ذلك، فان الشروط اللازمة لإجراء البحوث الأساسيَّة بجامعة الحديدة لا تزال غائبة، ومن غير الممكن في الظروف الحاليَّة على الأقل  اللجؤ إلى مثل هذا النوع من البحوث.

  • البحث التطبيقي: ويرتبط هذا النوع أساساً بتطبيق المعرفة الجديدة في حل المشكلات التربويَّة القائمة، ويهدف إلى تحسين الواقع العملي من خلال اختبار البنى النظريَّة في مواقف فعليَّة. وعلى الرغم من أن ظروف أجراء البحوث التطبيقيَّة تكاد تكون افضل من ظروف أجراء البحوث الأساسيَّة، إلا أنها تأتي بالدرجة الثانية من الأولويَّة بعد البحوث التقويميَّة والوصفيَّة.
  • البحث التقويمي: ويشير هذا النوع إلى الإجراءات  المنظمة التي تتخذ لجمع ومعالجة البيانات المتعلقة بالحكم على فعاليَّة  برامج محددة وتفيد مثل هذه البحوث في اتخاذ القرارات. في إطار ذلك، فانه على الرغم من أن الجهد العلمي في مجال البحوث والدراسات  التقويميَّة  على مستوى الوطن العربي ما يزال محدوداً،  إلا أن حاجة الأنظمة التربويَّة العربيَّة للاهتمام بالبحوث التقويميَّة قائمة وملحة، فقد أكَّدت دراسات كثيرة على حاجة الأنظمة التربويَّة العربيَّة للتقويم باعتبار أنَّ التقويم يمثِّل المدخل الحقيقي للإصلاح والتطوير ( الرازحي، 2001 ).

وبهذا الخصوص أشارت المنظَّمة العربيَّة للتربيَّة ( 1982 ) إلى أن علاقة التقويم التربوي بالنظام التربوي ضعيفة، فالتقويم التربوي لم يصبح بعد جزءًا عضوياً من النظام التـربـوي، وإلـى أن الدراسات والبحوث التقويميَّة الهادفة للتأكّد من مدى تحقيق النظام التربوي لأهدافه الأساسيَّة قليلة ونادرة، في الوقت الذي تتزايد فيه حاجة الأنظمة التربويَّة العربيَّة، إلى مزيد من المراجعة المستمرة للأهداف والخطط والبرامج التربويَّة، لتحقيق مزيد من الالتحام مع أهداف التنمية وحاجات المجتمع، والتأكيد على نوعيَّة التعليم وكفاءته.

4- البحث الوصفي: يهتم هذا النوع من البحوث، بدراسة المواقف والظروف القائمة من حيث طبيعتها ومستواها، ويتم الحصول على المعلومات بالاعتماد على الملاحظة أو بالطرق التي تنسجم مع طبيعة البحث وأهدافه. وفي البحوث الوصفيَّة قد يكون من الصعب إصدار الأحكام على البيانات المتاحة وتفسيرها. ويحتل البحث الوصفي بأنواعه المختلفة الأولويَّة ومكان الصدارة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى نظراً لظروف واعتبارات تتصل بسهولة إجراءاته ، ولكون الإمكانيات والقدرات المطلوبة لإنجاز البحوث الوصفيَّة  لا تتجاوز الحدود الممكنة والمقبولة  ( صباريني والرازحي، 1991).

معوقات البحث التربوي:

شهدت الجمهوريَّة اليمنيَّة في العقدين الأخيرين تطوراً ملحوظاً في التعليم الجامعي، وتمثل هذا التطور بالتوسع في إنشاء الجامعات وفي الارتفاع الكبير في أعداد الطلاب الملتحقين بها. وبالرغم من التطور الذي تحقق في مجال التعليم الجامعي والعالي، ألا أن هذا النوع من التعليم يواجه مشكلات كثيرة أعاقته عن أداء دوره وحالت دون تحقيقه لأهدافه، ومن بين تلك المشكلات ضعف المستويات العلميَّة للخريجين، وتشبع سوق العمل بهم، مما أدى إلى تكدس العاطلين عن العمل من الخريجين، وانتشار البطالة بين صفوفهم (الاغبري ، 2000).

ويذكر الدكتور القربي أن أسباب الاختلالات التي تعانيها كثير من البلدان في مجال التعليم العالي ترجع في معظمها إلى تأثير الأيديولوجيَّة السياسيَّة للأنظمة الشموليَّة الاشتراكيَّة، وأنظمة الحكم الوطنيَّة على السياسات التعليميَّة لتلك البلدان، وتعميمها لمبدأ التعليم كحقٍّ للجميع في مختلف المراحل، واتباع سياسة الدولة في التوظيف للخريجين، واستيعابها لنسبة كبيرة منهم، أدَّى إلى تكديس موظفين في أجهزة الدولة في مجالات واختصاصات لا تمت بأي صلة لا إلى مجالات عمل تلك الأجهزة ولا إلى احتياجاتها، فكانت النتيجة تضخم ميزانيَّة الدولة، وتوجيه نسبة كبيرة منها لتغطية باب المرتبات بدلاً من توظيفها في مشاريع استثماريَّة تنمويَّة ( القربي، 2000).

إنَّ انتهاج الأنظمة التعليميَّة لمثل تلك السياسات أدَّى إلى توثيق علاقة تلك الأنظمة بالدولة، وزيادة هيمنتها عليها، مقابل ضعف صلة  تلك الأنظمة بمجتمعاتها وباحتياجات عمليَّة التنمية فيها، وفقدان الأنظمة التعليميَّة لرعاية المجتمع ودعمه. وعلى الرغم من ذلك، فقد استمر الطلب الاجتماعي للتعليم بالزيادة والتصاعد بسبب الزيادة السكانيَّة العاليَّة، فارتفعت بفعل ذلك أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي، بمعدلات تفوق الطاقة الاستيعابيَّة للجامعات الحكوميَّة، وتفوق  في الوقت نفسه مواردها المتاحة، مما أدى إلى تدني مستوياتها التعليميَّة، وضعف كفايتها الإنتاجيَّة الكميَّة والنوعيَّة ( الحاج، 2000،  والقربي، 2000).

أن ظروف البحث التربوي  وأوضاعه في الجامعات اليمنيَّة عموماً وفي جامعة الحديدة على وجه الخصوص مرتبطة بأوضاعه على المستوى الوطني، كما تتأثر أوضاع البحث العلمي في الجامعات بظروف تلك الجامعات وأوضاعها  التي تتأثر في الوقت نفسه بظروف المجتمع وأوضاعه. وفي نهايَّة المطاف،  فان مؤسسات التعليم ليست سوى نظام مفتوح يرتبط بغيره من الأنظمة الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والثقافيَّة السائدة في المجتمع، لا يمكن لها النمو والتطور والازدهار، إلا إذا تفاعلت مع قضايا المجتمع والبيئة المحيطة ، أما إذا انعزلت هذه المؤسسات وانفصلت عن مجتمعاتها، فسيؤدي  ذلك بطبيعة الحال إلى ضعفها وإصابتها بحالة من الضمور والاضمحلال، وإلى فقدانها للرعاية والدعم المادي والمعنوي لها من قبل المجتمع أفراداً ومؤسسات (صانع ، 2000).

في ظل هذه الظروف، فإن الصعوبات والمعوقات التي يواجهها البحث التربوي بجامعة الحديدة ترتبط من جهة بأوضاع البحث العلمي والتربوي على المستوى الوطني، وترتبط بحداثة جامعة الحديدة وتجربة البحث العلمي والتربوي فيها من جهة ثانية،  ومن بين تلك المعوقات ما يأتي:

  • يغلـب على تجـربة البـحث التـربـوي بجامعة الحديدة الطـابع الفردي، وذلك لأن إسهامات الجامعة من البحوث والدراسات التربويَّة المقـدَّمة من أعضاء هيئة التدريس ترتبط بظروف واعتبارات فرديَّة، وتهدف لخدمة أغراض تتـصل بترقية عضو هيئة التدريس وتحسين أوضاعه الماديَّة أكثر من ارتباطها بمشكلات تربويَّة قائمة. ويرجع السبب في ذلك إلى غياب خطة محدَّدة لتـوجيه البـحث التـربوي بجامعة الحديدة.
  • ظروف العمل والمعـيشة، وتـدنِّي مستوى الدخل لأعضاء هيئـة التدريس، يدفع بالكثير منهم إلى البحث عن فرص لتحسـين أوضـاعهم الماديَّة وزيادة دخلهم عن طريق اللجؤ للقيام بأعمال إضافيَّة  للتدريس في الجامعات الحكوميَّة والأهليَّة. وبهذا الصدد فان مازن ( 2003) يرى أن من أسباب ضعـف البحـث التربوي في الوطن العربي انخفاض راتب أستا ذ الجامعة الذي لا يزيد عن 320 دولار أمريكي شهرياً في بعض الدول العربيَّة – بلا تحديد – في حيـن أن أستـاذ الجامعة في دول تعيش تحت خط الفقر مثل بوركينا فاسو وتوجو والمكسيك يتقاضى في أول السلم الجامعي راتباً شهرياً لا يقل عن 2500 دولار أمريكي، يتزايد سنوياً حتى يبلغ سبعة آلاف دولار لوظيفة أستاذ.
  • عدم وجود جهة متخصَّصة بالبحث العلمي داخل الجامعة تتولى توجيه جهود أعضاء هيئة التدريس في مجال البحث العلمي والتربوي وتعمـل على تنظيم تلك الجهود وتنفيذها وتقويمها وتطويرها، وتساعد إدارة الجامعة في تنفيذ مهامها في مجـال رعاية الباحثين وتشجيعهم، وتقديم الخدمـات الـلازمة لتنفيذ مشاريعهم وخططهم وبرامجهم من البحوث والدراسات بما يتفق مع توجهات الجامعة بهذا الخصوص.
  • ضعف الطلب الاجتماعي على البحوث والدراسات والاستشارات العلميَّة، التي يمكن أن تقوم بها الجامعة وأعضاء هيئة التدريس فيها، التي تلبي حاجة الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة القائمة في المجتمع، نظراً لضعف الثقـة بالجامعة، وضعف العلاقة القائمة بينهما وبين مؤسَّسات المجتمع العامة والخاصَّة، التي غالباً ما تلجأ إلى  المؤسَّسات ومراكـز البـحوث والمختبرات في الخارج  للحصول على حاجتها من الدراسات الاستشارات.
  • ضعف وسائل الاتصـال وتبـادل المعـلومات وخدمات التوثيق والمكتبات وتبادل المعلومات مع الجامعـات والمؤسسـات العلميَّة، وصعوبة الحصول على مصادر المعرفة المختلفة من المراجع والكتب والمجـلات والدوريَّة العلمـيَّة، وغـير ذلك مـن العوامـل التـي تعيـق عضـو هيئـة التـدريس من التواصـل العلــمي والمعرفي والاطلاع على الجديد من البحوث والمكتشفات والنتاجات العلميَّة الحديثة.
  • الصعوبات المتصلة بعمليَّة النشر، التي ترجع في بعض الأحيـان إلى الشـروط والإجراءات المتبعة في نشر البحوث والدراسات في المجـلات والدوريات العلميَّة، وغير ذلك من الصعوبات الأخرى المتصلة بالنفقات والأعبـاء الماديَّة، وما تتطلبه  من إمكانيات تتجاوز في أحيان كثيرة قدرات الباحثين وإمكانيتهم الذاتيَّة، وأثر ذلك على تعميم نتائج البحوث والدراسات ووصولها إلى المعنيين والمستفيدين.
  • ضعف الميزانيات والمخصّصات الماليَّة المرصودة للبحث العلمي عامـة والبحث التربوي خاصة، وانعكاس هذا الوضع على واقع البحث العلمي والتربوي، وما يترتب عنه من أثار تؤدي إلى ضعـف دوره في عمليَّة التنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة الشاملة.

التوصيات والمقترحات :

تسعى المجتمعات النامية وبلادنا واحدة منها للأخذ بالأساليب العلميَّة والبحث عن الحلول والمعالجات للمشكلات التي تواجهها بانتهاج الأسلوب العلمي في التخطيط للتنميَّة الشاملة. في إطار ذلك، وفي ضوء الظروف المحيطة بواقع البحث التربوي ، وبحكم الحاجة الملحة لاصلاح أوضاع التعليم سيكون من المفيد أن نضع أمام المعنيين بشؤون التعليم الجامعي في اليمن بصورة عامة، والمسؤولين عن جامعة الحديدة على وجه الخصوص التوصيات والمقترحات الآتية:

  • العمل على تهيئة المناخ المناسب لتشجيع البحث العلمي، بإعادة النظر في أوضاع التعليم الجامعي وتصحيحها، بما يساعد على تحقيق درجة من التلاحم بين المهام والأنشطة التدريسيَّة لعضو هيئة التدريس في إطار الأقسام والكليات مع المهام والأنشطة البحثيَّة، ودمج البحث العلمي بالعمليَّة التعليميَّة، لكي يصبح البحث العلمي جزءًا عضوياً من النظام التعليمي والتربوي داخل الجامعة.
  • وضع خطة واضحة ومحددة للبحث العلمي والتربوي بالجامعة، تقوم على أساس الدراسة العلميَّة الهادفة لفهم الواقع الاجتماعي والتربوي والمشكلات القائمة، وتحقيق الترابط والتلاحم بين متطلبات التنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة الشاملة، ومتطلبات تطوير التعليم الجامعي ، والخروج برؤيَّة شاملة تتجلى فيها الظروف والأوضاع القائمة، ودور البحث العلمي والتربوي وأهدافه وأولوياته، وترجمتها في إطار خطة زمنيَّة واضحة ومحددة، تتحدد فيها متطلبات التنفيذ من خطوات وإجراءات ووسائل.
  • إنشاء مركز متخصص للبحث العلمي في إطار الجامعة يتولى توجيه جهود الباحثين وأعضاء هيئة التدريس في مجال البحث العلمي والتربوي، يعمل على تنظيم تلك الجهود وتنفيذها وتقويمها وتطويرها، ويقدم لقيادة الجامعة كل وسائل العون والمساعدة اللازمة لاتخاذ قراراتها وتنفيذ مهامها، والعمل على رعاية الباحثين وتشجيعهم، وتقديم الخدمات اللازمة لتنفيذ مشاريعهم وخططهم وبرامجهم البحثيَّة بما يتفق مع حاجات المجتمع حسب أولوياتها. فضلاً عن ذلك، المساعدة في إنجاز المهام المتصلة بتعميم نتائج البحوث على كافة الأجهزة والمؤسسات المستفيدة والمعنيَّة، والعمل على فتح القنوات وإقامة الجسور اللازمة لتحقيق التلاحم والتفاعل والتكامل بين الجامعة والمجتمع بتكويناته ومؤسساته العامة والخاصة وتيسير السبل أمامها للاستفادة من طاقات الجامعة وقدراتها وإمكانيتها المتاحة.
  • إعادة النظر في مناهج التعليم بالجامعة وخططه وفي البرامج الدراسيَّة القائمة، بما يتفق مع أهداف التعليم الجامعي ووظائفه، وتحقيق التنوع والتكامل والشمول في الأهداف والوظائف المتصلة بالبحث العلمي وتقدم العلوم والآداب والفنون وخدمة المجتمع، وغيرها من الأهداف والوظائف المنصوص عليها في قانون الجامعات اليمنيَّة لتحويل الجامعة اليمنيَّة عموماً وجامعة الحديدة على وجه الخصوص من جامعة تدريسيَّة إلى مؤسسة تربويَّة بحثيَّة تتفاعل مع الوسط الإجماعي المحيط بها وتتكامل معه. والعمل على اتخاذ الخطوات والإجراءات الكفيلة بتغير طبيعة عمل الأساتذة والطلاب، ليصبح التعليم والبحث وإنتاج المعرفة والإضافة إليها محور العمل، في ظل تفاعل أكبر مع المجتمع. وتحويل الجامعات إلى بيوت خبرة تقدم العون  والمساعدة اللازمة للمجتمع، وتمده بالرأي والخبرة والمشورة ( سعد، 2000).
  • الاهتمام بتطوير المنشئات والمرافق الجامعيَّة وتحديثها، عبر الاهتمام بالمكتبات ومراكز الاتصال وتبادل المعلومات ووسائل النشر والترجمة، وغير ذلك من المختبرات والمعامل والورش، وتزويدها بالمعدات والأجهزة والمستلزمات اللازمة لتشغيلها، وغير ذلك من المشروعات والمرافق المعنيَّة بتقديم الخدمات المساندة لتنفيذ مهام الجامعة وإنجاز أنشطتها وتحقيق أهدافها في مجالات العمل والاختصاص بمستوياتها المختلفة.
  • الاهتمام بتحسين الأوضاع الماديَّة والمعيشيَّة لأعضاء هيئة التدريس وتشجيعهم على أجراء البحوث والدراسات العلميَّة والتربويَّة، وتطوير التشريعات واللوائح الهادفة إلى تهيئة المناخ المناسب للبحث العلمي والتربوي، والبحث عن الوسائل والأساليب المناسبة لحث أعضاء هيئة التدريس على أجراء البحوث والدراسات، والعمل على ردم الهوة القائمة بين الجامعة والمجتمع ز وفتح القنوات المناسبة اللازمة لتعزيز ثقة المجتمع بالجامعة وبقدراتها العلميَّة.
  • الإسهام بحل المشكلات المرتبطة بعمليَّة النشر، والعمل على تيسير وتسهيل الإجراءات والشروط اللازمة لنشر البحوث والدراسات، وإتاحة الفرص المناسبة أمام الباحثين لنشر بحوثهم من خلال المشاركة في المؤتمرات والندوات أو نشرها في المجلات والدوريات العلميَّة، وتقديم الرعاية والدعم اللازم للباحثين لنشر أبحاثهم والاستفادة من نتائج تلك البحوث. ومن الأمور ذات الدلالة والصلة بتذليل الصعوبات التي تعيق أعضاء هيئة التدريس وتحول دون نشر بحوثهم وتوثيقها، التأكيد على أهميَّة العمل تطوير قدرات الجامعة  وإمكانياتها في مجال النشر، واتخاذ الخطوات والإجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك، وفي هذا الإطار فان دراسة تجربة مجلة تهامة وتقييمها، للخروج بنتائج تسهم في رعاية التجربة وتطويرها تمثل واحدة من الخطوات التي تحتل موقع الصدارة من بين الخطوات اللازمة لتطوير قدرات الجامعة في مجال النشر.

قائمة المراجع :

  • إبراهيم، محمود أبو زيد. ( 1989 ). نحو رؤية نقديَّة للبحث التربوي في مصر. دراسات في المناهج وطرق

 التدريس.( 6 ).

2- أبو زينة، فريد وصوالحة، محمد. (1987). البحث التربوي والتنمية، توجهات البحث التربوي واهتماماته في الأردن. المجلة العربيَّة لبحوث التعليم العالي. (6).

  • ابيض، ملك. (1987). البحث التربوي : مفهومه ووظائفه ومجالاته الأساسيَّة في الوطن العربي . المجلة العربيَّة للبحوث التربويَّة .  7 (2).

4- إدارة الدراسات العليا. ( 2002 ). التقرير السنوي لإدارة الدراسات العليا. قطاع الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الحديدة _ جامعة الحديدة _ الحديدة _ الجمهوريَّة اليمنيَّة.

5- الأغبري، بدر سعيد .  التعليم الجامعي في اليمن ودوره في تأهيل الكادر البشري .  مجلة تهامة. العدد الأول.

6-جامعة الحديدة.  (2000 – 2003). مجلة تهامة.  الأعداد  ، 2، 1 3، (4 – 5 ) ، 6.

7-جامعة الحديدة. (2001). دليل جامعة  الحديدة. جامعة الحديدة – الحديدة.

8-جامعة الحديدة. ( 2003 ). النشرة الدوريَّة الإحصائيَّة  . الحديدة _ الجمهوريَّة اليمنيَّة.

9- جرادات، عزت. مجالات البحث ومجالات التطوير الأكثر إلحاحاً في الأردن. وقائع ندوة البحث والتطوير التربوي  مركز البحث والتطوير التربوي   جامعة اليرموك. اربد – الأردن.

10-الحاج، أحمد علي. (2000). التعليم الجامعي الأهلي في اليمن، كتاب أبحاث مؤتمر التعليم الأهلي ( المحور الأول ) جامعة الملكة أروى _ صنعاء.

11-حزام، عديله أحمد. ( 1991). واقع البحـث التربوي وأفـاق تطويره. كتاب الندوة الوطنيَّة الأولى حول واقع البحث التربوي وأفاق تطويره في الجمهوريَّة اليمنيَّة .  وزارة التعليم العالي والبحث العلمي – صنعاء.

12-الخليلي، خليل وبلة، فكتور. ( 1990). أولويات البحـث التربوي في الأردن. مجلة أبحاث اليرموك ( سلسلة العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة ) 6 (3).

13- الرازحي، عبد الوارث عبده سيف.  ( 2001 ). تطوير نموذج  معياري لتقويم كفاءة نظام أعداد الاختبارات العامة. المؤتمر العربي الأول للامتحانات والتقويم التربوي.  المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي _ القاهـرة .

14- الرازحي، عبد الوارث عبده سيف. ( 2003). منهجيَّة التساؤل في كتب العلوم بالمدرسة الأساسيَّة اليمنيَّة. كتاب أبحاث المؤتمر العلمي الخامس عشر للجمعيَّة المصريَّة للمناهج وطرق التدريس ( المجلد الثاني ) . القاهرة.

15-سعد، عبد الجبار عبد الله. ( 2000). التعليم الجامعي في اليمن ودوره في خدمة التنمية. كتاب أبحاث مؤتمر التعليم الأهلي ( المحور الثاني ). جامعة الملكة أروى – صنعاء.

16-السويدي، خليفة وحيدر، عبد اللطيف حسين. أساليب رفع كفاءة الأداء لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة. دراسات في المناهج وطرق التدريس. ( 48 ).

17-الشيباني، أمين احمد علي. ( 2000). أهداف وسياسات التعليم العالي ودورها في التنمية. كتاب أبحاث مؤتمر التعليم العالي الأهلي ( المحور الثاني ). جامعة الملكة أروى _ صنعاء .

18- صائغ، عبد الرحمن بن أحمد. ( 2000) التعليم بعد الثانوي الحكومي والأهلي في البلدان العربيَّة . كتاب أبحاث مؤتمر التعليم الأهلي ( المحور الأول ). جامعة الملكة أروى – صنعاء .

19- الصانع، محمد عبد الله وتوفيق، عبد الجبار. ( 1983). تطوير البحث التربوي وأجهزته في الوطن العربي. المجلة العربيَّة للبحوث التربويَّة.  3  ( 1).

20- صباريني، محمد سعيد والرازحي، عبد الوارث عبده. ( 1991). واقع البحث التربوي في مجال التربيَّة العلميَّة بالجامعات الأردنيَّة. مجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلميَّة . 13(1).

21-ضحاوي، بيومي محمد. ( 2000). نحو مشاركة فعالة في التنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة. كتاب أبحاث مؤتمر التعليم الأهلي ( المحور الثالث ). جامعة الملكة أروى – صنعاء .

22-  الطيري، عبد الرحمن بن سليمان .  ( 2001) . تقويم مؤسسات التعليم العالي  ( نموذج مقترح ) .  المؤتمر العربي الأول للامتحانات والتقويم التربوي.  المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي _ القاهرة  .

23- العمايرة، محمد حسن. (1999 ). اثر التخصص العلمي لأعضاء هيئة التدريس في كليَّة العلوم التربويَّة على طرق التدريس التي يستخدمونها. المجلة العربيَّة للتربيَّة. 19 (2).

24- الغنام، محمد أحمد. (1984).   البحـث الـتربوي في العالم  العـربي سياساته وأولوياته وخططه. المجلة العربيَّة للبحوث التربويَّة . 4 (2).

25- فضل، نبيل عبد الواحد. ( 1988). دراسة ميدانيَّة لتحديد أولويات البحث في مجال التربيَّة العلميَّة للدول العربيَّة الخليجيَّة. المجلة التربويَّة . 4(15).

26- القبيسي، محمد حسن .  (1999 ا ) .  التعليم العالي بدول الخليج   ( المشاكل أفاق المستقبل ). دراسات في المناهج وطرق التدريس.  ( 52 ).

27- القبيسي، محمد حسن .  (1999 ب ) . الجامعة بين النقد والتقويم ( دراسة حالة جامعة قطر ). دراسات في المناهج وطرق التدريس. ( 61 ).

28- القربي، أبو بكر عبد الله. ( 2000). التعليم العالي الحكـومي في اليـمن…..  إلى أين ؟.  كتاب أبحاث مؤتمر التعليم الأهلي ( المحور الأول ). جامعة الملكة أروى – صنعاء .

29 – كريم الدين، عبد الله. ( 1987). البحث التربوي في الوطن العربي. الواقع والمشكلات. المجلة العربيَّة للبحوث التربويَّة. 7(1).

30- مازن، حسام محمد. ( 2003 ). نموذج مقترح لمنظومة  البحث التربوي في ضوء معايير ومتطلبات الجودة الشاملة واحتياجات المواطن العربي والمعاصرة  ( رؤيَّة مستقبليَّة ). المؤتمر العلمي الخامس عشر للجمعيَّة المصريَّة للمناهج وطرق التدريس   ( المجلد الثاني ). القاهرة.

31- مقدام، علي حمود. (2001).  قرار جمهوري بالقانون رقم (18) لسنة 1995 بشأن الجامعات اليمنيَّة وتعديلاته بالقانون رقم ( 30) لسنة 1997 وتعديلاته بالقانون رقم (33) لسنة 2000. جامعة صنعاء – صنعاء

32- المركز العربي للبحوث التربويَّة لدول الخليج. ( 1981 ). تقويم البرامج التربويَّة في الوطن العربي _ الكويت.

33 – مكتب التربيَّة العربي لدول الخليج. (1983). محاضرات في البحث التربوي.الكويت  .

34- ناجي، عبده عبد الرب. ( 2000 ). أهداف وسياسات التعليم الأهلي ودورها في التنمية .  مؤتمر التعليم العالي الأهلي  ( المحور الأول ). جامعة الملكة أروى _ صنعاء.

35-Abraham، M.R ، Renner،  J.W. ، Grant ، R.M. and westbrook، S، L. ( 1982).                                  Priorities for research in science education. A survey. Journal of Research in science Teaching. 19(8)

36-Hart، E. P. (1981 ).  Identification of Key Characteristics : of Environmental Education.  Journal of Environmental Education               .

37-Hurd ، P.D. ( 1982).Trasformation of science Education : Challenge and Criteria. science Education.66 (2)

38-Lawery، L.F. ( 1980). Toward imProving the  science Education research enterprise. Journal of Research in science Teaching، 17( 4).

39-Peritz، B. C ، Teitelbaum، R. and Sor، D. ( 1984 ). Education research in Israel : abibliometric Survey. 1974  – 1985.  Education research. 31 (1).

40- Verma، G. and Bread، R. ( 1981). What in  educational research ? Aldershot، Gower.

41-Yager، R.E. and Khale،  J.B.(1982). Priorities for needcd Polices and research in science education. Journal Research in science Teaching. 19(2).

42- Yager، R.E. (1984).defining the DisciPline of  science Education. Science Education، 68 (1) .

 

ملحق الدراسة

جدول رقم (1)

عدد الطلاب المقيدين للعام الجامعي 2202-2003

الكليَّة

ذكور

إناث

المجموع
التربيَّة الحديدة

1247

1878

3125
التربيَّة زبيد 2237 637 2874
التجارة والاقتصاد 2744 766 3510
الشريعة والقانون 1479 209 1688
الآداب 604 909 1513
علوم البحار 188 32 220
التربيَّة البدنيَّة 260 260
العلوم الطبيَّة 687 460 1147
الفنون الجميلة 122 86 208
الحاسوب 604 166 770
الإجمالي العام 10174 5143 15317

                                   جدول رقم (2)            

إحصائيَّة بأعضاء هيئة التدريس اليمنيين بحسب الكليَّة للعام 2002-2003

  الدرجة العلميَّة

 

الكليَّة

أستاذ ا. مشارك ا. مساعد م. مساعد معيد المجموع
التربيَّة الحديدة 1 3 16 7 20 47
التربيَّة زبيد 6 2 15 23
التجارة والاقتصاد 4 9 13
الشريعة والقانون 9 6 15
الآداب 2 4 5 11
علوم البحار 1 1 8 10
التربيَّة البدنيَّة 6 6
العلوم الطبيَّة 8 4 10 22
الفنون الجميلة 6 4 10
علوم وهندسةالحاسوب 1 5 3 7 16
الإجمالي العام 2 4 57 20 90 173

 

جدول رقم (3)

إحصائيَّة بأعضاء هيئة التدريس الوافدين بحسب الكليَّة للعام 2002-2003

  الدرجة العلميَّة

 

الكليَّة

أستاذ ا. مشارك ا. مساعد مدرس مساعد    فني المجموع
التربيَّة الحديدة 6 9

9

1

2

27

التربيَّة زبيد 3 10 1 1 15
التجارة والاقتصاد 2 4 6
الشريعة والقانون 2 3 5
الآداب    1 3 6 1 11
علوم البحار 1 2 2 5
التربيَّة البدنيَّة 3 2 1 6
العلوم الطبيَّة 3 3 1 1 8
الفنون الجميلة 1 2 3
علوم وهندسةالحاسوب     –
الإجمالي العام 8 28 41 4 5 86

 

جدول رقم (4)

توزيع البحوث المنشورة في مجلة الجامعة على جهة عمل الباحث واعداد المجلة

      الجامعة

العدد

 

 

جامعة الحديدة
جامعات يمنيَّة
أخرى
 
1            7                3        – 10
2           8         2         1 11
3          12         5        – 17     1
5و4         13   2          3         2 18
6 17      3          5         – 22
المجموع 57 18         3 78

 1- يبدو أن أحد البحوث المنشورة في العدد الثاني، قد أعيد نشرها عن طريق الخطأ في العدد الثالث، ولذلك فانه لم يحتسب ضمن بحوث العدد الثالث.

  • البحث المشترك المنشور في العدد ( 4و5) أحتسب لصالح جامعة الحديدة.

      3- ا لبحث المشترك المنشور في العدد السادس أحتسب لصالح جامعة الحديدة.

 

   جدول رقم (5)

توزيع إسهامات جامعة الحديدة من البحوث المنشورة بمجلة الجامعة على نوع البحث وجنسيَّة الباحث، والكليَّة التي ينتمي إليها الباحث

نوع البحث وجنسيَّة الباحث

 

الكليَّة

تربوي غير تربوي المجموع
يمني غير يمني مشترك يمني غير يمني مشترك
التربيَّة الحديدة 2 5 2 5 16   – 30
التربيَّة زبيد 2 1 3 6
التجارة والاقتصاد 1 2 3
الشريعة والقانون 2  2  – 4
الآداب    1 1 2  – 4
علوم البحار 3 3
الفنون الجميلة 1 1
العلوم الطبيَّة 1 1 2
التربيَّة البدنيَّة 1  1   
علوم وهندسةالحاسوب     – 3   –  – 3
الإجمالي العام 3 7 2 13 27 5 57

 

___________
أ.د. عبد الوارث عبده سيف الرازحي

 


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة