الجدل الديني المسيحي الإسلامي؛ تاريخه وموقف الإسلام منه

image_pdf
  1. تاريخ الجدل المسيحي الإسلامي

تأسَّست العلاقة بين المسيحيَّة والإسلام منذ اللحظات الأولى للدعوة المحمّديَّة. وقد تميَّزت هذه العلاقة بالتعاطف كثيراً بين هذين الديانتين، وذلك قبل إعلان الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين. وكيف وقد سجَّل لهم التاريخ مواقف كريمة تجاه الإسلام والمسلمين. تجعل المسلمين دائما يقفون منها موقف التقدير والاحترام وخير مثال ما قام به الراهب بحيرى من تذكير وتنبيه لأبي طالب عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أثناء سفره إلى الشام من أجل التجارة، إلى المخاوف من غدر اليهود بابن أخيه محمد(صلى الله عليه وسلم). قال ابن إسحاق: «فلما فرغ، أقبل على عمّه أبي طالب، فقال له: ما هذا الغلام منك؟ قال ابني: قال له بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيّا، قال: صدقت، فارجع بابن أخيك إلى بلاده واحذر عليه اليهود، فو الله لئن رأوه. وعرفوا منه ما عرفت ليبعنه شراً، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده»(([1])) وقد كان (صلى الله عليه وسلم) مرافقا لعمه في ذلك السفر وهو لا يزال صغير السن لا يتجاوز عمره (صلى الله عليه وسلم) اثني عشر سنة.

ومن الواضح أن ما قام به ورقة بن نوفل(([2])) وذلك لما نزل جبريل عليه وسلم على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو بغار حراء يتحنَّث انصرف راجعا إلى خديجة رضي الله عنها فأخبرها الخبر قال ابن هشام في هذا الصدد: «وانصرفت راجعاً إلى أهلي. حتى أتيت خديجة، فجلست إلى فخذها مضيفاً إليها. فقالت: يا أبا القاسم، أين كنت؟ فو الله لقد بعثت رسلي في طلبك. حتى بلغوا مكة ورجعوا لي، ثم حدثتها بالذي رأيت. فقالت: ابشر يا ابن عم واثبت، فو الذي نفس خديجة بيده إنّي لأرجوا أن تكون نبيّ هذه الأمَّة»(([3])).

ثم مباشرة بعد هذا الحدث انطلقت خديجة رضي الله عنها إلى ورقة بن نوفل فأخبرته الخبر كما ذكر لها الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه رأى وسمع. فقال ورقة بن نوفل: «قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنَّه لنبيّ هذه الأمَّة. فقولي له: فليثبت» وفي رواية أخرى قال له ورقة: «والذي نفس محمد بيده. إنك لنبيّ هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى، ولتؤذينه، ولتخرجنه. ولتقاتلنه، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرنّ الله نصراً يعلمه، ثم أدنى رأسه منه. فقبل يافوخه، ثم انصرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى منزله»([4]).

وبعد إعلان الرسالة استمرَّت تلك العلاقة بين المسيحيَّة والإسلام تحكي لنا كتب السير والتاريخ أنه لما اشتدَّ الأذى بالصحابة رضي الله عنهم من قبل مشركي مكة؛ أشار الرسول (صلى الله عليه وسلم) عليهم بالتوجّه إلى الحبشة التي كانت تحت حكم ملكها النجاشي، وهو رجل نصراني، كان لا يزال متمسّكاً بالرسالة التي أرسل بها عيسى عليه السلام. وإلا كيف نفسِّر هذا الترحاب الذي خَّصه للمسلمين وقبوله دعوتهم الجديدة التي جاء بها محمد(صلى الله عليه وسلم) وبكاءه أثناء سماعه للقرآن الكريم من عمر بن العاص، ولا زالت قولته الشهيرة تلهج بها الألسن وتخطّها الأقلام وتزخر بها كتب التاريخ والسير، وهي قوله رحمه الله: «إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة»([5]). ويطلق على قدوم أول ثلة صغيرة من الصحابة إلى بلاد النجاشي للاحتماء فيها من اضطهاد قريش. «أول هجرة في الإسلام، وتلتها هجرة ثانيّة إلى نفس البلاد في ما يعرف بهجرة الحبشة الثانية، وذلك لما وجده المسلمون من أمان لدى النجاشي برغم محاولات قريش ثنيه عن إيوائهم و إغرائه في سبيل ذلك بهدايا حملت إليه»([6]).

ثم تتابعت العلاقة مع النصارى بشكل رسمي وذلك «في نهاية السنة السادسة للهجرة النبويَّة. ومطلع السنة السابعة، من قبيل المراسلات التي وجَّهها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لملوكهم وعظمائهم»([7]). ونذكر أيضاً «المعاملة الكريمة من ملوك النصارى في الجوار للرسل الذين بعث بهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى هؤلاء الملوك يحملون إليهم رسائله، وهم النجاشي والمقوقس في مصر. وهرقل في بلاد الروم»([8]). وكان عمر الضّمريَ أول رسول بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى النجاشي، وفي هذا الصدد يقول فاروق حمادة: «وكتب إليه كتابين يدعوه في أحدهما إلى الإسلام ويتلو عليه القرآن، فأخذ كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوضعه بين عينيه، ونزل عن سريره فجلس على الأرض تواضعاً ثم أسلم وشهد شهادة الحقّ، وقال: لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته وكتب إلى رسول الله بإجابته وتصديقه، وإسلامه على يدي جعفر بن أبي طالب لله رب العالمين. وفي الكتاب الآخر: يأمره أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان. وكانت قد هاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي فتنصر هناك ومات. وأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الكتاب أن يبعث إليه بمن قبله من الصحابة ويحملهم ففعل»([9]).

إلى جانب هذه الصورة المشرقة التي رسمها بعض النصارى في تعاملهم مع المسلمين، كما رأينا سابقاً مع الراهب بحيرى والنجاشي وورقة بن نوفل، وذلك جرياً على سنن المسيحيَّة في الحبّ والتسامح. نجد صورة أخرى معاكسة تماماً للأولى وذلك نتيجة سوء العلاقة بين معتنقي المسيحيَّة وهذا الدين الجديد، وبصيغة أخرى انتقلت العلاقة بين الطرفين من جو حميمي تعاطفي، إلى جو عدائي حربي مليء بالجدل والمعاندة والذي يهمّنا هنا هو الجدل المسيحي الإسلامي، وجدير بالذكر أنه من أراد أن يتحدَّث عن الجدل بين الطرفين أو طرف ضدّ الآخر لابد «أن يستصحب معه تاريخ العلاقة بينهما وما فيها من جدال وجلاد؛ لأنهما وجهان لعملة واحدة»([10]).

ومن أهم اللقاءات التي سجلها لنا التاريخ وزخرت بها كتب السير، لقاء وفد نجران بالنبي (صلى الله عليه وسلم). ويمكن أن نقسمها إلى ثلاث وفادات كما استخلص ذلك فاروق حمادة:

أما الوفادة الأولى لنصارى نجران كانت بمكة، إذ جاءوا النبي (صلى الله عليه وسلم) فجلسوا إليه وسألوه، وناقشوه في أمور عدة، ولما دعاهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتلا عليهم القرآن، ما كان منهم إلا أن فاضت أعينهم من الدمع لما سمعوا من الحق ولما عرفوه من كتبهم من أمر هذا النبي فأسلموا بذلك وفي هذا الصدد قال ابن إسحاق: «ثم قدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بمكة عشرون رجلا أو قريب من ذلك من النصارى حين بلغهم خبره من الحبشة، فوجدوه في المسجد، فجلسوا إليه وكلموه وسألوه، ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة، فلما فرغوا من مسألة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عما أرادوا، دعاهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الله وتلا عليهم القرآن، فلما سمعوا فاضت أعينهم من الدمع، ثم استجابوا له و آمنوا به»(([11])).

أما الوفادة الثانية فقد جاءت بعد أن بعث إليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتابه إليهم يدعوهم إلى اعتناق الدين الجديد وهذا نصه: «بسم إله إبراهيم و إسحاق ويعقوب من محمد النبي رسول الله، إلى أسقف ونجران وأهل نجران: إن أسلمتم فإني أحمد إليكم الله، إله إبراهيم و إسحاق ويعقوب. أما بعد:

فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم آذنتكم بحرب، والسلام»([12]).

فلما وصلهم الكتاب ما كان للأسقف إلا جمعهم وقرأه عليهم وسألهم عن الرأي فيه. فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا رؤوس القوم منهم ممن لهم ضلاعة في الدين. فلما أتوا النبي (صلى الله عليه وسلم) فسألهم وسألوه فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا له: ما تقول في عيسى ابن الله؟ فإنا نرجع إلى قومنا ونحن نصارى يسرنا إن كنت نبياً أن نعلم ما تقول فيه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ما عندي فيه شيء يومي هذا، فأقيموا حتى أخبركما بما يقال في عيسى، فأصبح الغد. وقد أنزل الله تعالى هذا الآية:  (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)([13]). و أبوا أن يقروا بذلك. »(([14])).

أما الوفادة الثالثة: فإنهم جادلوا فيها النبي (صلى الله عليه وسلم) حول عيسى بن مريم رضي الله عنها، والرواية تقول: «فلما كلما الحبران- أي وفد نجران- الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال لهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «اسلما» قالا: قد أسلمنا، قال: «إنكما لم تسلما فأسلما» قالا: بلى قد أسلمنا قبلك. قال: «كذبتما يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً، وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير». قالا: فمن أبوه يا محمد؟ فصمت عنهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فلم يجبهما، فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم كله صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آيَّة منها. . . فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقالوا يا أبا القاسم: قد رأينا ألا نلاعنك، وأن نتركك على دينك، ونرجع على ديننا»([15]).

ومن خلال تتبعنا لهذه الوفادات الثلاث لنصارى نجران إلى المدينة تبيّن لنا أنها كانت متكررة فرديَّة وجماعيَّة. «وكانت هذه الوفود تروح وتغدو على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وتسأله ويجيب في فترات متقاربة أو متباعدة. وكانت موضوعات الحوار والجدال هي العقيدة النصرانيَّة»([16]).

ونلاحظ من خلال الحوارات التي جرت بين النبي (صلى الله عليه وسلم) وأفراد نصارى نجران الوافدة عليه «أن أهل من نصارى نجران يعلمون صدق نبوًّة محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأنه هو النبي المذكور في الإنجيل، ومع ذلك فقد امتنع جزء منهم من الدخول في الإسلام، نظراً لما لهم من صلات سياسيَّة وعقديَّة واقتصاديَّة ومصالح ماديَّة مع البيزنطيين»([17]).

وبعد عرضنا لهذه اللقاءات التي جمعت بين وفد نصارى نجران والنبي (صلى الله عليه وسلم) والتي جاءت على ثلاث وفادات تشكل في مجملها نموذجاً لحالتين التسليم كما رأينا في الوفادة الأولى والثانية، وحالة الجدل كما رأينا مع الوفادة الثالثة.

ننتقل لنتوسَّع أكثر عبر التاريخ ولن نحيط بجميع ما حوته كتب التاريخ من مجادلات بين المسيحيَّة والإسلام ولكن نقتصر على بعض منها لنستطيع أن نرسم ولو صورة مصغَّرة حول الجدل المسيحي الإسلامي وذلك في الشرق والغرب.

كان الإسلام في البداية حبيس رقعة جغرافيَّة محدودة هي مكة المكرمة، فلما انتقل إلى أجزاء بعيدة في الشرق والغرب عن طريق الفتوحات الإسلاميَّة وعرف انتشاراً واسعاً، أصبح يشكل خطراً كبيراً على أصحاب الديانات الأخرى. ومن المهم أنه ليس من السهل ترك الإنسان لدينه ومعتقداته وعاداته مهما بلغ به الأمر. ومن هنا قام أصحاب هذه الديانات بالدفاع عن دينهم، صيانة لمقدّساتهم ومعتقداتهم. ولم يقتصر الأمر على استخدامهم السيف فقط في الدفاع عن دينهم بل استعملوا سلاحاً آخر وهو أخطر من الأول وهو سلاح القلم بعد أن عجز السيف عن تحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال الطعن في أهم أصوله التي يقوم عليها، مستعينين في ذلك بملكتهم الجدليَّة ودراستهم اللاهوتيَّة. وفي هذا السياق يقول أحد رجال الدين النصارى موجّها خطابه إلى المسلمين «إنني لا أهاجمكم، كما يفعل كثيرون بيننا بالسلاح. إنني أوجِّه إليكم كلمات فقط. بغير عنف، وبتعقُّل وهدوء من غير كراهية وبحب كبير»([18]). وفي هذا الكلام إشارة إلى حرب أخرى تتمثَّل في المواجهة الفكريَّة والجدليَّة.

ويمكن أن نرجع تاريخ هذه المواجهة والتصدِّي للإسلام إلى القرن السابع الميلادي. وفي هذا الإطار تذكِّر الباحثة اليونانيَّة أنجيليكيغريغورييزياكا في أحد مقالاتها قائلة: «تعرف العالم اليوناني والكنيسة الأرثوذكسيَّة الشرقيَّة إلى الإسلام منذ أوَّل خطواته (من القرن السابع إلى القرن الخامس عشر) حيث نمت بين العالمين الهلينيستي المسيحي الشرقي والإسلامي صلات ومعارضات ليست عسكريَّة فحسب بل علميَّة أيضا، وكانت معظم كتابات الأدباء البيزنطيين آنذاك عن الإسلام تحمل في أكثرها طابعاً دفاعياً اعتراضياً»([19]).

ومن المهم أن معظم المؤرخين والدارسين المسلمين يعتبرون المسيحي اللاهوتي يوحنا الدمشقي(([20])) هو أول «من حاول تأصيل هذا الاتجاه الفكري والديني المناهض للإسلام والتشكيك في رسالة نبيه، وذلك في كتاب له لقي انتشاراً لدى أبناء ملته، وضعه تحت عنوانDe haeresbuis) ) وترجمته العربيَّة «الهرطقة»([21])، خصَّص أحد فصوله لما أسماه بـ«هرطقة الإسماعليين»، وادَّعى فيه زيف نبوة نبي الإسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)»([22]). وهذا ما سنراه بالتفصيل فيما يأتي -إن شاء الله- ثم جاء بعده تلميذه ثاودوروس أبو قرة([23])، أوَّل أديب مسيحي يكتب بالعربيَّة – بجانب اليونانيَّة- للدفاع عن الدين المسيحي ضدّ آراء اليهود والمسلمين المعارضة. ولذلك كما تقول الباحثة اليونانيَّة أنجيليكيغريغوريزياكا: «جاءت معظم مصنّفاته اللاهوتيَّة التي انتقلت إلينا بالعربيَّة، وبعض المقتطفات اليونانيَّة، المعنونة بــ«ضد هرطقات اليهود والمسلمين» كتب بأسلوب حواري، وهذا الأسلوب يمثل أول محاولة لفهم الإسلام بوصفه تعليماً جديداً ينبغي مواجهته»([24]). وقد تنوّعت مؤلفاته ما بين الأعمال الدفاعيَّة، والأعمال الهجوميَّة، والأعمال اللاهوتيَّة، وكلها تتعلق بالإسلام.

أما الأعمال الدفاعيَّة، فنذكر منها على سبيل المثال([25]): «الرد على اعتراض إسلامي حول الثالوث الأقدس» و «الردّ على اعتراض إسلامي على ألوهيَّة المسيح، وأن المسيح المتجسِّد هو الإله الحق» و «عن موت المسيح وعن اتّحاده الأقنومي. النصّ ضد المسلمين ومؤلمي الأب».

أما أعماله الهجوميَّة فنجد عمله المسمَّى «ضد البعثة النبويَّة المحمديَّة» وهو عبارة عن محاورة جرت بين مسلم ومسيحي. وقد ذكرت أنجيليكيغريغوريزياكا مقتطفا من هذا الحوار، يسأل فيه المسلم الأسقف السؤال التقليدي للمسلمين وهو: «لماذا لا يؤمن المسيحيون بنبوة محمد؟ أي أن الإله(سر الوجود المتّسق في النص المشار إليه) وأن محمداً عبده ورسوله، رغم أن النبوءة بمجيء محمد وردت في الإنجيل، فيجيب الأسقف أنه لم ترد نبوءة عم محمد في الإنجيل، وكذلك لم يأتِ محمد بمعجزاتٍ تشهد لصدق نبوته»([26]).

ومن أعماله الهجوميَّة أيضاً(([27])): «تملك الشيطان لمحمد» و«سمو الزواج بواحدة فقط». أما أعماله اللاهوتيَّة فنذكر منها(([28])): «حوار مع والي حمص عن وجود الله، وإثبات وجود الثالوث الأقدس» و «عن ابن الله» و «حقيقة المسيحيَّة تسطع برغم الضعف».

وبالجملة فإن كل ما أسهم به يوحنا الدمشقي و تلميذه ثاودوروس، يعتبر أول اتصال بالإسلام، وهذا أمر مهم كما تشير إلى ذلك الباحثة اليونانيَّة أنجيليكيغريغوريزياكا ليس بالنسبة للمسيحيين فحسب؛ بل بالنسبة للمسلمين أيضاً، ولهذا تقول: «فهؤلاء المدافعون عن الدين المسيحي بنقدهم المنهجي للمعتقدات الإسلاميَّة جعلوا المتكلمين المسلمين ينهضون، واضطروهم إلى استلهام منهج الحجج المنطقيَّة من اللاهوت المسيحي، وبالتالي اليوناني، وعلى الأخص المنطق الأرسطي كي يعبروا به عن لاهوتهم الإسلامي(علم الكلام)»([29]).

ومن المهم أيضاً أن فترة يوحنا الدمشقي وتلميذه ثاودوروس، تشكل المرحلة الأولى من مواجهة الإسلام التي تمت في دمشق عاصمة الخلافة الإسلاميَّة الأولى، وكذا في دير القديس «سابا» بفلسطين قلب الحكم الإسلامي الأموي؛ وهذا كله يؤكد كما تذكر أنجيليكيغريغوريزياكا «أن العالم الإسلامي في هذه الفترة وإن كان على قدم وساق في فتوحاته المتعددة؛ فقد سادته روح الحريَّة في انتقال الأعمال الفكريَّة، وإذا أُخذ في الاعتبار صوت الحريَّة هذا والجرأة التي استخلصها الكاتبان المذكوران، يستخلص المرءُ أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين داخل منطقة النفوذ الإسلامي كانت تتصف بالتسامح»([30]).

أما المرحلة الثانية لمجابهة الإسلام والتي يمكن أن نرجعها إلى العقود الأولى من القرن التاسع الميلادي، واستمرت حتى منتصف القرن الرابع عشر، وقد حددت الباحثة أنجيليكيغريغوريزياكا بدايَّة هذه الفترة بالضبط من منتصف القرن التاسع حتى القرن الثالث عشر، وفي هذه الفترة بالخصوص زادت فيها الكتابات الهجوميَّة على الإسلام«ولكن حجج يوحنا الدمشقيوثاودوروس أبي قرة كانت تمثل الأساس، وتتكرر بأساليب مختلفة، ومع ذلك أضيف إليها الآن مواقف واتهامات جديدة، فكثير من هذه النصوص الاعتراضيَّة خلال هذه الفترة الطويلة الممتدة كتبت أساساً في العاصمة البيزنطيَّة، وأيضاً في مراكز أخرى محددة بالشرق( الرهان في سوريا، وحرّان في العراق)»([31]).

وفي هذا المضمار نذكر من أهم هذه الكتابات التي كتبت أثناء هذه الفترة ضد الإسلام؛ كتاب «تاريخ تيوفانيس المعترِف»([32])الذي خصص فيه تيوفانيس([33])فصلا وجيزاً عن الإسلام ونبيه محمد(صلى الله عليه وسلم)، ويعتبر أي تيوفانيس أول من ادعى مرض نبي الإسلام بالصرع، وهو أمر قد أصبح مفصلاً للأدب البيزنطي حول الإسلام.

وكتاب آخر المسمَّى «تاريخ مقتضب لجورج الراهب»([34])خصَّص فيه فصلاً لمحاربة دين الإسلام والنبي العربي. وقد اقتفى جورج الراهب([35])أثر تيوفانيسوذلك «بعرض موجز لحياة محمد، ويحكي قصة خدمته لخديجة قريبته الثريَّة التي تزوجها، ثم يتعرض لاختلاطه بالمسيحيين واليهود أثناء رحلاته بالقوافل في فلسطين، واقتباسه لأقوال وتعبيرات الكتاب المقدس، ويزعم جورج أن محمداً تتلمذ على راهب مهرطق أريوسي فيقول: «ومحمد هذا عدو لله ملحد، فلقاؤه باليهود والمسيحيين المزعومين أريوسيينونساطرة، ووجوده وسط اليهود جعله يأخذ عنهم- أي اليهود – الوحدانيَّة، وعن الأريوسيين خَلق الكلمة والروح، وعن النساطرة عبادة البشر وأعدّ منها جميعاً دينا له»(([36])). بل وصل به الأمر أن يتّهمه (صلى الله عليه وسلم) «في معتقداته عن الجنة في دين الإسلام، وفي تعاليمه عن الوحي الإلهي للقرآن الذي يرفضه صراحة، ويعتبر أقوال محمد هوساً وإلحاداً»([37]).

ومن أهم الأعمال كذلك التي كتبت ضد الإسلام في هذه الفترة مقالة مجهولة بعنوان «ضد محمد»([38])وهذه الأخيرة تجسد حسب رأي الباحثة أنجيليكيغريغوريزياكا وجهة نظر يوحنا الدمشقي ومفادها أن محمداً تحدّث إلى راهب أريوسي، وتعلّم منه هرطقته عن عقل الله([39]). ومقالة أخرى لصاحبها نيكيتا البيزنطي([40])«دحض للكتاب المزيف من قبل محمد العربي»(([41])) وهي عبارة عن مقالة كبيرة يعرض فيها نيكيتا لجواهر التعاليم المسيحيَّة ويحقّر الدين الإسلامي.

وجدير بالملاحظة أن هؤلاء الأدباء البيزنطيين كانوا أعلم باللغة العربيَّة والقرآن، ولهذا سهل عليهم التعرف على الإسلام أكثر ودحضه انطلاقاً من مصادره الدينيَّة الأساسيَّة، وفي هذا الإطار تقول الباحثة اليونانيَّة أنجيليكيغريغوريزياكا: «ولكون نكيتا على علم بالعربيَّة وبمحتوى القرآن، قام بدحض تعاليم محمد بالترجمة التفصيليَّة، وإيراد الآيات القرآنيَّة المقصودة بالاعتراض، فينتقي أساساً آيات السور القرآنيَّة التي يعتقد أنها تعبّر وتسلط الضوء على المقاصد الدفينة، أعني تدمير المسيحيَّة وسيادة الإسلام، ويتخذها وسيلة ضد رسالة محمد، وأصالة الوحي الإسلامي»([42]).

وتضيف الباحثة قائلة :«ففي رأيه أن تلك المقاصد الدفينة سيطرت على سيكولوجيَّة مؤسس الإسلام محمد فيبدي الاحترام للمسيح(عيسى)؛ ولكنه ينزع عنه الألوهيَّة ليطمئن المسيحيين، ويلهيهم عن مقصده، فاعتراض نيكيتا على القرآن به كثير من السمات الفريدة، فنراه يحاول بأساليب جدليَّة أن يعرض لسمات القرآن التي يظن أنها تكشف عن زيف الإسلام من حيث التعاليم والأخلاق»([43]).

والأمر أكثر تقززاً تقول الباحثة أنجيليكيغريغوريزياكا أنه: «يضيف عمداً تفاسير متعسفة للقرآن محرّفاً أحياناً معاني آياته»([44]). كما أنه في محاولته لدحض تعاليم الإسلام وفق منهجه الجدلي والاستدلال المنطقي عرض بمهارة وأسلوب مبتكر تعاليم المسيحيَّة([45]).

ومن أبرز الأعمال كذلك التي كتبت ضد الإسلام وتعاليمه، رسالة لاون أغسطس الإمبراطور الملقب بالفيلسوف إلى عمر ملك السراسنة، عن حقيقة وأسرار الإيمان المسيحي واختلافه عن هرطقة وتجديف المسلمين([46]). وكذا رسالة أريثاس([47])أسقف قيصريَّة إلى أمير دمشق الموسومة بــ «رسالة إلى أمير دمشق»([48]) وهي رسالة تسخر من الإسلام وقضاياه وخصوصاً من شخصيَّة محمد(صلى الله عليه وسلم)، ونبوّته وكتاب إفثيميوسزيغافينوس الذي سماه «الدرع العقائدي»([49]) وهو كتاب يقع في 28 فصلا وضمن هذه الفصول يوجد فصل بعنوان«ضد السراسنة» وهو فصل موجه «لمعارضة الإسلام، ومصادره التي يستمد منها مادته لمهاجمة الإسلام هي في الأساس كتابات يوحنا الدمشقي، وكتابات جورج الراهب، ونيكيتا البيزنطي»([50])، ثم كتاب «كنز الإيمان الأرثوذكسي»([51])لنيكيتا خونياتي([52])، والفصل العشرون من كتابه هذا خصَّصه لدراسة الإسلام وعنونه «عن دين الهاجريين»(([53])). ثم رسالة إفثيميوس الراهب «محاورة عن الدين مع فيلسوف سراسني بمدينة ميليتيني»، وكتاب بارثولوميوسالرهاوي([54])، الموسوم بــ«تفنيد هاجري»([55]).

نستخلص مما سبق أن تاريخ الجدل المسيحي ضدّ الإسلام وتعاليمه وكذا مصادره بدأ -مبكراً جداً- وذلك مع أول صدام بين المسلمين والجماعات المسيحيَّة في الأراضي الخاضعة للدولة البيزنطيَّة، وقامت الشام بأكبر الأدوار و أهمها في تاريخ الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن الكريم، وقد تعدَّدت مراحل الجدل التنصيري ضد القرآن، وتباينت معها أساليب الجدل و أطروحاته. وكان الشرق مهداً لنشأة الجدل التنصيري ضدّ أصالة القرآن الكريم، نظراً لأنه كان نقطة التقاء الإسلام الفاتح بعقائده وكتابه وشرائعه مع المسيحيَّة الشرقيَّة بمذاهبها المختلفة من أرثوذكسيَّة مخالفة وأريوسيَّة توحيديَّة. كما يضاف إلى ذلك العامل اللغوي الذي مكَّن مجادلي التنصير المشرقيين من الاطلاع بيسر وسرعة على القرآن الكريم في لغته العربيَّة، والوقوف على ما احتواه من عقائد وشرائع وأخلاق وقصص، ومن ثمَّ الشروع في الجدل ضده. بخلاف مجادلي الغرب اللاتين الذين احتاجوا إلى عدة قرون كي يتمكَّنوا من قراءة القرآن في إحدى ترجماته.([56]

 

  1. موقف الإسلام من الجدل الديني مع المسيحيين

نحاول أن نجيب عن هذا السؤال الآتي: هل يسمح الإسلام بالجدل الديني مع المسيحيين؟

جاء القرآن الكريم بموقف صريح من هذا الجدل، وهو المنع، إذ يقول الله تعالى:(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)[57]، ويقول الله تعالى:( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)[58]. والطريقة (التي هي أحسن) مذكورة في قوله تعالى:(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)[59].

وأما موقف الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو وحي من الله، فيمثل الموقف الأمثل تجاه أي نداء إلى الجدل والخصومة مع أهل الأديان الأخرى، ويتمثل هذا الموقف لما قدم وفد نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجادلوه حول حقيقة عيسى عليه السلام، حاولوا أن يثبتوا ألوهيته. فلم يسمح لهم بالجدل حول هذا الموضوع لظهور وجهة نظر المسلمين الصريحة في شأن عيسى عليه السلام، واكتفى بدعوتهم إلى المباهلة. عملا بقوله تعالى: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكافرين)[60].

وفي هذا السياق يقول أبو البقاء في كتابه “الردّ على النصارى”:”والمتأمل لطبيعة النفس البشريَّة يدرك السبب في تحذير القرآن المسلمين من الخوض في المجادلات الدينيَّة، ذلك أن قضيَّة الإيمان هي بطبيعتها قضيَّة شخصيَّة، والموقف الذي يتَّخذه أي منا حيال أي معتقد هو موقف روحي نفسي أكثر منه عقلي، فالذي تروق له نفسيا. مبادئ دين أيا كان، أو تعجبه عقيدة مهما يجد نفسه منقادا إلى اعتقادها، دون حاجة إلى سند عقلي صارم، بل إنه يعتنقها حتى وإن تعارضت مع مبادئ العقل البسيطة، والذي لا يجد في عقيدة ما لا يلائم طبيعته، فإنه لا يستطع الإيمان بها، وإن أحاطت به الأدلة العقليَّة الدامغة من كل جانب. بل إنه يرفضها وإن دلت على صحتها المعجزات”[61].

ولعل هذا الذي ذكره أبو البقاء، يتوافق مع قوله تعالى:(ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آيَّة ما تبعوا قبلتك وما أنت تابع قبلتهم)[62]، ومن أجل هذا وضع القرآن الكريم هذا المبدأ: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)[63]، وفي إطار هذا المبدأ تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الإلهي:( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد)[64].

ولقد استمر المسلمون على هذا النهج طَوالَ الفترة التي سبقت الفتوح والتي أعقبته مباشرة؛ وبعد ذلك انجروا في جدال مرير مع أهل الكتاب. وقد علل بعض من تصدى لجدال النصارى النهي عن الجدل مع أهل الكتاب الوارد في القرآن الكريم بأن النهي لم يتجه إلا إلى المسلمين الأوائل، وذلك قبل أن تتسع رقعة الإسلام ويشتد ساعده، أما بعد ذلك فقد أصبح الجدل معهم مسموحا به بل اعتبره البعض جهادا في سبيل الله[65].

ومن الواضح أن انسياق المسلمين نحو الجدل كان بفعل الظروف، فلم يكن أمامهم سوى هذا الاختيار، ومعلوم أن الرقعة التي انتشر فيها الإسلام بفعل الفتح كانت نسبة أهل الكتاب فيها كبيرة، ممن يدينون بالنصرانيَّة أو اليهوديَّة، وليس غريبا أن يحدث احتكاك متعدد الصور والجوانب بين المسلمين، وتلك الديانات، خصوصا على الجانب الفكري والعقدي، وكان من الضروري أن ينكبّ كل فريق لينصر عقيدته ويبين مميزاتها ومحاسنها.

هذا من جهة. ومن جهة ثانيَّة، فإن دين الإسلام ما انفك يدعو أهل الكتاب إلى الدخول في دين الله، الأمر الذي أصر على من آثر منهم البقاء على دينه أن يبرر رفضه للدين الجديد. فعند انتشار الإسلام وجدت الجماعات غير المسلمة ـ خصوصا النصرانيَّة ـ نفسها أمام خيارين الدخول في الإسلام أو دفع الجزيَّة، فالذين فضلوا البقاء على دينهم ودفع الجزيَّة وجدوا أنفسهم من جديد مضطرين للإجابة عن هذا السؤال: لماذا يختاروا الإسلام؟ فكان عليهم أن يشرحوا موقفهم ويبرروه، وكان شرحهم وتبريرهم مشتملا بالضرورة على نقد الإسلام[66]. يتبين ذلك من عدة مواقف وكتابات لرؤساء النصارى الدينيين، فقد لجأ يوحنا الدمشقي[67] ـ دفاعا عن بقائه على دين النصرانيَّة ـ إلى توجيه عدة انتقادات إلى الإسلام، أهمها قوله :”إن المسلمين قبلوا القرآن دون شاهد على صحته”[68] أي أن محمد عليه السلام لم يأتي بمعجزة. بعد هذا اضطر المسلمون إلى دفع هذه الاتهامات، فانكبوا على دراسة الكتاب المقدس بحثاعن ما يمكّنهم من أن يكيلوا لخصومهم الصاع صاعين، وهكذا دارت عجلة الجدل بين المسلمين والنصارى، ولم تتوقف حتى يومنا هذا.

____________

(([1]))ابن هشام: السيرة النبويَّة، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 2، ج1، ص 207.

(([2])) هو ورقة بن نوفل بن أسد بن العزّى بن قصيّ. و هو ابن عم خديجة رضي الله عنها. وكان ورقة قد تنصّر، وقرأ الكتب، وسمع من أهل التوراةو الإنجيل. (ينظر ابن هشام: السيرة النبويَّة، ج1، ص 169).

(([3]))مرجع سابق، ج1، ص 269.

(([4]))المرجع نفسه، ج1، ص 269. وانظر كذلك: صحيح البخاري 1/21/27 في بدأ الوحي. وفي الأنبياء، باب “واذكرفي الكتاب موسى إنه كان مخلصا”. وصحيح مسلم رقم (160) في الإيمان،

(([5])) ابن القيم الجوزيَّة: هدايَّة الحيارى، ت: عثمان جمعة ضميريَّة، دار عالم الفوائد، ص 60ي

(([6]))محمد رضوان: أوهام الغرب عن الإسلام، بحث في جذور معاداة الثقافة الإسلاميَّة في الغرب، مطبعة الأندلسي، الدار البيضاء، ط 2، ص 14.

(([7]))فاروق حمادة: العلاقات الإسلاميَّة النصرانيَّة في العهد النبوي، دار القلم، دمشق، ص 15.

(([8]))عبد الرحمن عطيَّة: العلاقات المسيحيَّة اليهوديَّة والعلاقات المسيحيَّة الإسلاميَّة تاريخيا ولاهوتيا، حلب – سوريَّة.

(([9]))فاروق حمادة: العلاقات الإسلاميَّة النصرانيَّة في العهد النبوي، ص 23.

(([10]))محمد بن عبد المنعم السحيم: الحوار النصراني تاريخه، و أهدافه، وغاياته، والموقف الشرعي منه، مجلة كليَّة دار العلوم بالفيوم، العدد 19 يوليوز 2008، ج2، ص 9.

(([11])) فاروق حمادة: العلاقات الإسلاميَّة النصرانيَّة في العهد النبوي، ص 105.

(([12]))المرجع السابق: ص 106.

(([13])) سورة آل عمران: الآية 59-61.

(([14]))فاروق حمادة،العلاقات الإسلاميَّة النصرانيَّة في العهد النبوي، ص 115.

(([15])) المرجع السابق، ص 115.

(([16])) حمد محمد بن صراي، الوجود النصراني في المدينة قبل الإسلام وفي العهد النبوي، ص 102.

(([17]))المرجع نفسه، ص 103.

(([18]))ريتشارد سوذرن: صورة الإسلام في أوربا في القرون الوسطى، ترجمة رضوان السيد، دار المدر الإسلامي، ط2، 2006، ص 82.

(([19]))أنجيليكيغريغوريزياكا: الإسلام في كتابات العصر البيزنطي بين الحوار والمجادلة، مجلة التسامح، العدد 27، شتاء 1431 ه- 2010م، ص 236.

(([20])) «يعتبر يوحنا (749) واحد من كبار آباء الكنيسة (الشرقيَّة)، وكتاباته لها مكانة عاليَّة في الكنيسة. نقده للإسلام، أو «هرطقة الإسماعليين». (ينظر: Rthodoxchristian information center: St. John of damascus’s Critique Of Islam).

(([21])) «كلمة أصلها يوناني ((hairesis مشتقة من كلمة تعني «انتقاء» أو «اختيار»، وهي في اليونانيَّة الهيلِّلينيَّة تشير إلى الاختيار العقلاني فيما يتعلق بالتعليم أو المدارس الفكريَّة. كما كانت في المدارس الفلسفيَّة عند كل من فيلوويوسيفوس، والترجمة السبعينيَّة تدل على طوائف عديدة أو اتجاهات قائمة في اليهوديَّة، وهي تتضمن معنى الازدراء للشخص الذي ينحرف عن تعليم الربيين. وفي هذا المعنى كان يستخدمها اليهود في إشارتهم إلى المسيحيين. حيث اعتبروا المسيحيين «هراطقة». بمعنى أنهم انحرفوا عن اليهوديَّة- وعن طوائفها الفريسيين. . الصدوقيين-) ثم تطورت الكلمة فأصبحت تستعمل للدلالة على مذهب من مذاهب الفلسفة أو مدارس الفكر. ثم أصبحت تستخدم في الفكر اللاهوتي بمعنى الأفكار الغربيَّة التي لا تتفق والتعليم المستقيم أو انكاره». (ينظر: عادل فرج، موسوعة أباء الكنيسة، دار الثقافة، القاهرة، ج. 1، صص 237/238).

(([22]))محمد رضوان: أوهام الغرب عن الإسلام، بحث في جذور معاداة الثقافة الإسلاميَّة في الغرب، ص 18.

(([23]))ولد في ستة حوالي 750 في مدينة الرها وهو يتقن العربيَّة والسريانيَّة واليونانيَّة واطلع على كافة علوم عصره. دخل دير القديس سابا قرب القدس حيث كان القديس يوحنا الدمشقي توفي منذ فترة قصيرة، وسار على خطاه في مجال الوعظ والدفاع عن العقيدة المسيحيَّة والمذاهب الخلقيدوني الذي يأخذ به الملكيون ثم انتخب أسقفا الحرّان، ولم يبق محصوراً في أبر شتيه فسافر إلى مصر و إلى أرمينيَّة مدافعاً عن العقيدة الخلقيدونيَّة (813-815) وكتب عدة مؤلفات. (ينظر: الأرسمندريت أغناطيوس ديك، المسيحيَّة في سوريَّة تاريخ وإشعاع، العصر الوسيط من الفتح العربي إلى الفتح العثماني ج 2، حلب 2008).

(([24]))أنجيليكيغريغوريزياكا، الإسلام في كتابات العصر البيزنطي بين الحوار والمجادلة، ص 243.

(([25]))المرجع نفسه، 243.

(([26]))المرجع السابق، ص 244.

(([27]))المرجع السابق، ص 244.

(([28])) المرجع نفسه، ص 244.

(([29]))المرجع نفسه، ص 245.

(([30]))المرجع نفسه، ص 245.

(([31])) المرجع نفسه، ص 246.

(([32]))المرجع السابق، ص 146.

(([33]))يتحدر رتيوفانيسالمعترف(760- 818م) من أسرة بيزنطيَّة عريقة، فمولده بالقسطنطينيَّة، وفي سن مبكرة ترهبن وجاهد لإعادة التقديس للأيقونات؛ لكنه سُجن في عهد لاون الخامس (813- 820م) لنشاطه ونُفي إلى سامو تراق حيث توفي في عام 818م. (ينظر: أنجيليكيغريغوريزياكا: الإسلام في كتابات العصر البيزنطي بين الحوار والمجادلة، المرجع سابق،ص 246).

(([34]))المرجع نفسه، ص 248.

(([35]))من مؤرخي القرن التاسع الميلادي، يعرف باسم جورج الراهب أو الأثيم، ولا نعلم عنه سوى كونه راهباً عاش أثناء حكم ميخائيل الثالث(842-867م). (ينظر: انجيليكيغريغوريزياكا، المرجع نفسه، ص 248).

(([36])) المرجع نفسه، ص 249.

(([37])) المرجع نفسه، ص 249.

(([38])) المرجع السابق، ص 250.

(([39])) المرجع نفسه، ص 251.

(([40]))يعتبر نيكيتا البيزنطي أهم ممثل للفكر المناهض للإسلام في النصف الثاني من القرن التاسع الميلادي والنصف الأول من القرن العاشر الميلادي. . اشتهر بسعة علمه وبنيته الفلسفيَّة، وظل التاريخ يذكره باسم «الفيلسوف» و «المعلم» بتغذيَّة الأدب الاعترضي البيزنطي ضد الإسلام من القرن التاسع وحتى الرابع عشر. (ينظر: أنجيليكيغريغوريزياكا، المرجع نفسه، ص 251).

(([41]))المرجع نفسه، ص 251.

(([42]))المرجع السابق، ص252.

(([43]))المرجع نفسه، صص 252/253.

(([44]))نفس المرجع نفسه، ص 253.

(([45]))المرجع نفسه، ص 253.

(([46])) المرجع نفسه، ص 253.

(([47])) هو أسقف قيصريَّة (كبادوكيا) (850-932م) ولد في باترا ببلوبونيز عام 850م تقريباً، ومنذ عام 109م أصبح أسقفاً على الكبادوك. تتلمذ على يد القديسفوتيوس، واشتهر بعلمه الواسع، واهتمامه بالثقافة الكلاسيكيَّة والأدب الكنسي. . في بواكر القرن العاشر الميلادي، برع في شرح الكتاب المقدس، وفي التعليق على أفلاطون ولوقانوسويوسابيوس، وكتب شرحاً على سفر الرؤيا يعد تحليلاً وتتمة لشرح أندريا أسقف قيصريَّة. (ينظر: انجيليكيغريغوريزياكا، المرجع نفسه، ص 254).

(([48]))المرجع نفسه، ص 253.

(([49]))المرجع نفسه، ص 256.

(([50]))المرجع نفسه، ص 256.

(([51]))المرجع نفسه، ص 256.

(([52]))يعد نيكيتاخونياتيس(1150-1213م) مؤرخ القسطنطينيَّة بيد الاحتلال الإفرنجي من قبل اللاتين(1204م). ولد نيكيتاخونياتيس بضاحيَّة خونيس بإقليم فريجيا، بدأ مسيرته بالقسطنطينيَّة في البلاط الإمبرطوري بوظيفة كاتب ملكي. . . . وأما روح التهجم على الإسلام فمصدره كتابات زيغافينوس، وفي دحض المواقف الإسلاميَّة يتبع أسلوب أسلافه من أصحاب الردود. (ينظر: أنجيليكيغريغوريزياكا، المرجع نفسه، ص 257).

(([53]))المرجع نفسه، ص 257.

(([54]))باثولوميوسالرهاوي عاش في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، وهو مؤلف لا يشبه سابقيه ولا حتى لاحقيه من الكتاب البيزنطيين الذين تناولوا الإسلام؛ وذلك لأنه أسلوبه لاذعٌ جداً، لأنه يستخدم المادة من مصدرها، ويعطي منذ البدايَّة انطباعاً بأنها مادة مزيفة. (ينظر: انجيليكيغريغوريزياكا، المرجع نفسه، ص 259).

(([55]))المرجع نفسه، ص 259.

(([56]))عبد الراضي محمد عبد المحسن: الغارة التنصيريَّة على أصالة القرآن الكريم، صص 19/20.

[57]سورة العنكبوت: الآية 46.

[58]سورة النحل: الآية 125.

[59]سورة البقرة: الآية 136.

[60]آل عمران: الآية 61.

[61]أبو البقاء، الرد على النصارى، ص 26.

[62]سورة البقرة: الآية 145.

[63]سورة البقرة: الآية 256.

[64]سورة آل عمران: الآية 20.

[65]مرجع سابق، ص 27.

[66]مرجع نفسه، ص 27.

[67]يوحنا الدمشقي، أخر أباء الكنيسة اليونانيَّة في المشرق، و أبرز الشخصيات اللاهوتيَّة في المشرق العربي،. ولد في دمشق واحتل مناصب إداريَّة رفيعة في الدولة الأمويَّة، ثم غادرها مهاجرا إلى بيت المقدس ليتفرغ لحياة النسك والتفكر.

[68]St .john of damascus’s critique of Islam , rthodox Christian information center.

جديدنا