صناعة الإرهاب

image_pdf

يعلن علي حرب في كتابه “الإرهاب وصنّاعه– المرشد/ الطاغية/ المثقّف” الصادر عن الدار العربيَّة للعلوم ناشرون، انتماءه إلى فلسفة الاختلاف التفاضلي، التي تميِّز بين العبارة والدلالة، الكلمة والإشارة، في المنحى السيميولوجي لإنتاج المعنى النقدي.

يربط حرب في مقدّمة كتابه الأصوليَّة بالعنف، وفي تساؤله عن علاقة الإسلام والإرهاب، يقدّم الكاتب مطالعة نقديَّة للحركات والمنظّمات الإسلاميَّة، كذلك للمفردات المعتادة في التراث الإسلامي، فضلاً عمّا جرى تعريبه أو تركيبه من جانب الغربيّين من مصطلحات.

ويرى حرب بأن العرب، لا سيما المثقّف العربي قد تعاطوا مع الأزمة بالمقلوب، إذ حسبوا المشكلة حلاً في عالم آخذ في التشكّل من جديد، بصورة تنفتح معها الآفاق لولادة أنماط وأشكال وأساليب مختلفة من التخيّل والتفكير أو التأليف والتركيب أو التقدير والتدبير. والرهان برأيه هو الانخراط في المناقشات العالميَّة الدائرة، على وقع التحدّيات الجسيمة والتحوّلات الهائلة، من أجل صوغ ما تحتاج إليه إدارة الشأن العالمي.
ولكن ماذا عن التأثير الخارجي؟ يعترف حرب في نهاية كتابه حين يتساءل: هل من صنع الإرهاب ورعاه ودعمه واستثمره هو الذي سيقوم بمحاربته.

مع ذلك، تظل صناعة الإرهاب، بالنسبة إليه حرب محلّيّة، والإرهابي هو صنيعة المؤسّسة الدينيَّة فقط، وبالرغم من تحميل الأصوليّين مسؤوليَّة خراب البلاد والعباد باعتبارهم صنّاع الإرهاب أوّلاً وأخيراً.

جديدنا