داعش إلى أين؟… جهاديُّو ما بعد القاعدة

image_pdf

من رحم تنظيم القاعدة في العراق وُلِد داعش، وفي غضون سنوات قليلة باتت لهذا التنظيم دولته الممتدَّة على مساحات واسعة من الأراضي العراقيَّة والسوريَّة، وبات يمتلك من القوَّة البشريَّة والعتاد العسكريّ والاقتصاد ما هدِّد بإسقاط الدولة في هذين البلدين وبالتمدُّد نحو بلدان أخرى. ورغم صورته الدمويَّة والوحشيَّة، التي لم يتردَّد هو بالترويج لها عبر شبكات التواصل العالميَّة، استطاع داعش أن يمتلك قوَّة جذب واستقطاب. وإذا كانت القاعدة الأمّ قد بنت شعبيّتها انطلاقًا من مقارعتها العدوّ البعيد المتمثِّل بالغرب وعلى رأسه الولايات المتَّحدة، فإنَّ صراع الهويَّات وقتال العدو المفترض القريب المتمثِّل بالشيعة والحكومات العلمانيَّة في المنطقة، مثّل عامل الاستقطاب الأساسيّ لدى داعش.

يؤرِّخ هذا الكتاب لتجربة داعش، ويحلِّل ظروف نشأة هذا التنظيم والخلفيَّات الاجتماعيَّة والعقيديَّة لقادته وعناصره، والعوامل الاقتصاديَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة التي دفعت الناس نحو خياراته، وبخاصَّة تصاعد الموجة الطائفيَّة في المنطقة وتعمُّق مظاهر الفقر والبطالة والتهميش مقابل تحطُّم مؤسَّسات الدولة الوطنيَّة في العراق وسورية تحديدًا. كما يتناول الكتاب تجربة هذا التنظيم في إدارة دولته واختلافه مع التنظيمات السلفيَّة الجهاديَّة الأخرى والتباين بينه وبين تنظيم «القاعدة»، وينتهي الكتاب إلى قراءة تحليليَّة لمستقبل داعش.

جديدنا