العصر المحوري: ولادة القياس الكمِّي، وموت الخيال والحدَس
الصادق الفقيه
وكان يميِّز فيها بين نوعين مختلفين من المعرفة، أو ما يسمّيه “روح الهندسة” و”روح البراعة”، أو العقل الرياضي والحدسي. والفرق بين الاثنين هو أنَّه بينما تعمل الهندسة بتعريفات دقيقة؛ مثل تعريف المثلَّث القائم الزاوية، وتتقدَّم خطوة بخطوة، فإنَّ العقل الحدسي يعمل مع تعريفٍ أقل تحديدًا، ولكن أكثر أهميَّة. فأنواع الأشياء، التي كانت مجال طريقتنا التخيليَّة السابقة للمعرفة، نصل إلى إجاباتها كلّها مرَّة واحدة. وهذا هو السبب، الذي جعل “باسكال” يكتب أنَّ “للقلب أسبابًا لا يعرفها العقل”. فالعقل لا يعرفها، لأنَّ أسباب القلب محسوسة، لكن لا تحسب.