مقدمة:
لم يكن اليهود ليجدوا لأنفسهم موطئاً في فلسطين لولا ما حظوا به من دعم ورعاية من الدول التي تحكمت في مصير العالم منذ القرن الماضي، وعلى رأسهم بريطانيا، إذ مهدت لهم الطريق وسخرت لهم الحماية واستصدرت لهم القرارات الدولية التي ارتكزوا عليها، حتى اجتمعوا من جميع أقاع العالم على أرض فلسطين بعدما كانوا مشتتين ومضطهدين في أوروبا.
فانطلق مفكرو الحركة الصهيونية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أوروبا لتحديد معالم الوطن القومي الذي يريدون من بعض الركائز التراثية التي اعتمد عليها بعض الباحثين اليهود لتحديد الأرض المقدسة، والتي اعتبرها ثيودور هرتزل (من النيل إلى الفرات)، وبذلك ارتبطت الحركة الصهيونية العالمية في أواخر القرن التاسع عشر بهدف سياسي علني يتمثل في العودة إلى فلسطين من أجل إقامة دولة يهودية.([1])
انحصرت جهود الحركة الصهيونية في الفترة التي تلت انعقاد مؤتمر بازل عام1897م في البحث عن اعتراف دولي بالأهداف والمطالب الأساسية للصهيونية بعدما بادت محاولات ثيودور هرتزل مع الدولة العثمانية بالفشل، وسمحت بريطانيا وسهلت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشكل مشروع أو غير مشروع، كما أخلفت بوعودها للعرب بمنحهم الاستقلال عند إزالة الحكم العثماني عن بلادهم وأصدرت وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917م الذي نظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين.
ولأغراض شمولية المقال محل الدراسة، سيتم تقسيمه إلى مجموعة من المطالب، هي:
المطلب الأول: الصراع العربي من الوعد إلى الثورة
جاء وعد بلفور تتويجاً لمرحلة طويلة من العمل الصهيوني، وإقراراً بالاستيطان في فلسطين، والذي تبعته العديد من المراوغات والخداع في اتفاقية سايس بيكو 1916م وتهيئة عسكرية في نهاية 1918م من خلال تضييق الخناق الاقتصادي على عرب فلسطين والعمل على تهويد الوظائف الحكومية، إلى أن اندلعت الاضطرابات في مدينة القدس عام 1929م والتي نتج عنها العديد من القتلى اليهود والشهداء العرب.([2])
من بعدها، ظهرت سياسة بريطانيا المنحازة لليهود إلى أن تشبثت ثورة 1936، والتي حاولت بريطانيا بعدها تقسيم فلسطين كل للصراع بين اليهود والعرب إلى ثلاث أقسام، الأول: دول يهودية تمتد على الساحل من حدود لبنان إلى جنوب يافا وتشمل عكا وطبرية والناصرية يرتبط بمعاهدة صداقة مع بريطانيا، والثاني: منطقة تخضع للانتداب البريطاني وتشمل الأماكن المقدسة مثل القدس وبيت لحم، والثالث: منطقة عربية تمتد إلى شرق الأردن بما يها مدينة يافا،بئر السبع، نابلس والجليل ترتبط أيضاً بمعاهدة صداقة مع بريطانيا، إلا أن هذا المشروع باء بالفشل.([3])
من قبل هذا المشروع توالت الثورات الفلسطينية بسبب سياسة بريطانيا المنحازة وهجرة اليهود المتزايدة، فقامت ثورة البراق1921م، واضطرابات 1933م، والثورة الكبرى(1936-1939) التي تكبد خلالها العرب خسائر كبيرة قدرت ب(5000) شهيد، (15000) جريح، وأكثر من (5600) أسير من سكان لا يتجاوز عددهم المليون([4])
المطلب الثاني: تطور الصراع والحرب
كمحاولة من بريطانيا لمهادنة العرب قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، حاولت أن توحد الدول العربية في مشروع يكون مرتبط بها، وأن يشتركوا معها في الحرب على أن تنفذ بالمقابل التزاماتها التي جاءت في الكتاب الأبيض (التخلي عن فكرة تقسيم فلسطين).
بعد انتهاء الحرب بدأ التنافس الأمريكي البريطاني على القوى في المنطقة، وبدأ تبادل الزيارات بين الزعماء الصهاينة مثل: (حاييم وايزمن) والولايات المتحدة كمحاولة لغض الطرف عما يجري في فلسطين، خاصة بعدما تملصت بريطانيا من مسؤوليتها تجاه السكان العرب الأصليين ونقلت القضية إلى الأمم المتحدة في إبريل 1947م.
عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورة عادية في سبتمبر 1947م، وأعلنت خلالها الولايات المتحدة قبولها بمشروع التقسيم، ويتم التصويت على قرار التقسيم لفلسطين إلى دولتين مستقلتين بينهما وحدة اقتصادية مشتركة، بوصاية الأمم المتحدة وأعلنت بريطانيا انتهاء الانتداب لتعلن إسرائيل قيام الدولة فكانت الولايات المتحدة أول من اعترف بها بعد (11) دقيقة من قيامها.
نشبت حرب 1948م وانتهت بهزيمة الجيوش العربية وانقسام الفلسطينيين إلى (داخل الخط الأخضر، الضفة الغربية، قطاع غزة)، وأصبح لليهود دولة اعترفت بها الأمم المتحدة، ونزح مليون فلسطيني مما خلق وضعاً جديداً يعيد المطالبة بالحقوق من جديد.
عندما قررت إسرائيل في سنة 1963م تحويل مجرى مياه نهر الأردن، لم يكن المناخ السياسي في المنطقة ينبئ باحتمال نشوب حرب، فاقتصر الرد العربي على القرار الإسرائيلي على عقد القمة العربية في القاهرة (2964م)، والتي تبنت قراراً بالتخطيط لتحويل روافد نهر الأردن، وإنشاء كيان فلسطيني سياسي، بيد أن التوتر راح يتصاعد بسرعة في مطلع 1965م عندما بدأت حركة مدعومة من سورية إرسال مجموعات مسلحة إلى فلسطين المحتلة، زادت احتمالية شن هجوم إسرائيلي على سورية، فأعلنت مصر معاهدة دفاع مشترك مع سورية وانضمت لها الأردن، وفي حزيران 1967م شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً على سلاح الجو المصري رافقها معارك الضفة الغربية سببت نزوحاً جديداً، وقد عدت حرب1967م بمثابة انعطاف في الصراع العربي الإسرائيلي لأنها مثلت الهزيمة الثالثة المتتالية للعرب أمام إسرائيل ، مما أثبت صعوبة تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
تمخضت الحرب عن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان(أراضي تابعة لدول ذات سيادة)، الأمر الذي اعتبره الإسرائيليون برهاناً جديداً على التفوق المعنوي، وتحولت بعدها إسرائيل في نظر أوروبا وأمريكا إلى قوة عسكرية وبدا جيشها وكأنه لا يقهر، وظهرت النتائج الكارثية للهزيمة العربية على الوحدة العربية ومصير القضية الفلسطينية.([5])
أصدر مجلس الأمن في 22 تشرين الثاني من 1967م قرار الشهير رقم (242) مطالباً إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها خلال تلك الحرب، لكن إسرائيل رفضت أي مفاوضات حول ذلك بالاعتراف بها، وعلى هذا الأساس انتهجت دول الجوار (مصر ، وسورية، الأردن)سياسة جديدة، ففي الوقت الذي رفعت فيه مصر وسورية راية القومية العربية وخاضتا حرب أكتوبر 1973م، حافظت فيه الأردن على نظام الحكم الملكي فيها ولم تشارك في تلك الحرب، واستعادت مصر في عام 1982م شبه جزيرة سيناء في إطار اتفاقية للسلام مع إسرائيل، وكانت أول دولة عربية تعترف بها رسمياً، إثر ذلك تخلت عن مطالبتها باستعادة قطاع غزة الذي كانت تحت إدارتا قبل حزيران 1967م، ولا زالت سورية تطالب إسرائيل حتى اليوم بإعادة مرتفعات الجولان، ومع تنامي أهمية منظمة التحرير الفلسطينية أعلن الملك حسين (ملك الأردن) عام 1988م تخلي بلاده عن الضفة الغربية.
المطلب الثالث: منظمة التحرير الفلسطينية والصراع
بعد عشر سنوات من تأسيسها، تحولت منظمة التحرير الفلسطينية إلى محور الصراع الإقليمي تاركة الصراع بين إسرائيل والبلدان العربية في المرتبة الثانية، واكتسبت شخصية ياسر عرفات أهمية خاصة أثناء الغزو الإسرائيلي للجنوب اللبناني 1982م، وبعد محاولات عديدة تم التفاوض على مغادرته بيروت متوجهاً على تونس، وفي تونس بدأ التأسيس للعمل الجماهيري في غزة والضفة الغربية، بعد كل العمليات التي دارت في السنوات (1968- 1974م) والتي أرغمت العالم على الاعتراف بمطالب الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته خاصة بعد عملية خطف الرياضيين الإسرائيليين في ميونج عام 1972م.
حاول الاتحاد السوفييتي بعد حرب أكتوبر 1973م إجراء مفاوضات بين العرب وإسرائيل برعاية دولية وتركزت هذه المفاوضات على إيجاد صيغة مناسبة لانسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها، إلا أن تلويحات دول الخليج برفع أسعار النفط في أوروبا وأمريكا جعل أمريكا تتقارب من مصر وهذه الدول، ولم تضغط على إسرائيل لقبول المفاوضات.([6]) الفلسطينية، و إيقاف الانتفاضة في الضفة الغربية وقطاع غزة التي باتت تتبوأ مركز النزاع ف المنطقة، ورغم ما دمرته إسرائيل من قرى ومخيمات للاجئين وارتكبته من مجازر في مخيمات صبرا وشتيلا، إلا أن مسيرة الكفاح لم تتوقف واندلعت الانتفاضة الأولى عام 1987م حيث أسهمت الانتفاضة في نشوء قيادة فلسطينية داخلية، وأسفرت عن ظهور تشكيل فلسطيني مقاوم جديد (حماس)، وشكلت له ذراعاً عسكرياً مسلحاً (كتائب عز الدين القسام).
في تشرين عام 1988م عقد المجلس الوطني الفلسطيني اجتماعه، وتم خلاله إعلان قيام دولة فلسطين، وتم التشديد خلال الاجتماع على ضرورة التوصل إلى اتفاق اقليمي بالطرق السلمية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، وهو ما عد تحولاً تاريخياً في الموقف الفلسطيني لأنه كان اعترافاً ضمنياً بدولة إسرائيل وما هي إلا سنوات خاصة بعد غزو العراق للكويت وما لحقه من تدخلات أمريكية في المنطقة وجاءت اتفاقية أوسلو بعد مفاوضات سرية تحت رعاية الحكومة النرويجية.
المطلب الرابع: أوسلو وبداية التطبيع
منذ بدء عملية التسوية السياسية بين العرب وإسرائيل التي انطلقت عملياً بعد زيارة السادات للقدس عام 1977م، عملت إسرائيل على ربط أية تسوية بشأن الأرض والانسحاب منها بآليات تؤدي إلى تطبيع وجودها اقتصادياً وثقافياً مع الدول المجاورة، ثم لتطبيع من خلال ذلك تطبيع العلاقات مع الدول العربية كافة، فمنذ كامب ديفد ومدريد مروراً بأوسلو وواشنطن ثم وادي عربة، انتقل مفهوم التطبيع من استهداف المؤسسة السياسية الرسمية العربية إلى المؤسسة الثقافية.
بداية الحكاية: –
في العصر الحديث لم يكن الغرب محايداً في الصراع العربي –الإسرائيلي، خاصة بعدما كتب التاريخ من تسهيل للهجرة اليهودية لفلسطين في نهاية القرن التاسع عشر ودعم التجمع اليهودي في فلسطين قبل الإعلان عن الدولة، وعليه فإن إسرائيل هي مشروع أوروبا في الشرق حتى وإن كان الإعلان عنه وتنفيذه كان من قبل اليهود.
استطاع الغرب أن يستميل النخب السياسية التي تمثل النظام الإقليمي العربي، وقد شكل وجود إسرائيل أرضاً خصبة للتوتر في المنطقة، ومن شأن هذا التوتر أن يهدد المصالح الغربية في المنطقة العربية، وبالتالي يجب خلق المواءمة بين وجود إسرائيل المرفوض عربياً وبين مصالح أوروبا الحيوية، ومن خلال المكانة العالمية التي احتلتها أمريكا كقوة عظمى بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، والتي أحاطت بها نفسها جعلتها تضطلع بمهمة الحفاظ على السلام العالمي خاصة بعد حرب الخليج التي رأت فيه تهديداً لمصالحها في المنطقة([7])
التحول الدراماتيكي:
نظراً لكثافة الدلالات التي تلبسها وانطوى عليها مفهوم التطبيع، وتراجع موقف القضية الفلسطينية على الأجندات العربية بسبب الانقسام السياسي 2006م، واستناداً إلى المصالح الرسمية العربية التي فرضتها التحولات الإقليمية، فقد أثار هذا المفهوم ضجة سياسية وإعلامية وثقافية في ساحة الانفعال العربي على المستويين (الرسمي والشعبي)، وتبلورت اتجاهات مختلفة بين مؤيد ومعارض وصلت إلى حد التخوين والمطاردة والاعتقال.
ظهر المنحنى البراغماتي الداعي للتفاعل مع مجريات الأمور وفق حسابات الربح والخسارة والمصلحة، ففهمت إسرائيل التطبيع على أنه قبول بصهيونيتها وعنصريتها وسياستها الاستيطانية، مهمشة مبادرة السلام العربية (مارس/2002) التي أطلقها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، ومستندة إلى التاريخ الطويل من العلاقات السرية مع بعض الدول العربية.(([8]))
استفادت إسرائيل من تحويل الخطر الجيوسياسي في المنطقة العربية بعد أحداث الربيع العربي 2011م من إسرائيل إلى إيران، ومن تغير موازين القوى في الشرق الأوسط بعد غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003م، والذي أدى إلى تلبية الحاجات الاستراتيجية المشتركة للطموحات (الأمريكية-الإسرائيلية)، فلم تعد العراق تؤدي وظيفة كموازن استراتيجي في المنطقة، وصعدت إيران وحليفتها سورية محور الممانعة، وتلاقت المصلحة الخليجية والتركية لتفويض إيران في المنطقة.(([9]))
وبالتزامن مع تلبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوحيد الدول الخليجية والعربية نحو مواجهة إيران وعزلها إقليمياً، منحته السعودية فرصة توظيفها لتكون البادئ بالتطبيع مع إسرائيل، سعياً منها لإظهار التجديد الداخلي والخارجي على يد الأمير محمد بن سلمان، ودفعاً لتسويق نفسها كقوة معتدلة في المنطقة، ورغبة منها بمزيد من الدور الإقليمي، وتعزيزاً لشرعية سلطة الأسرة الحاكمة في الداخل، وهو الأمر الذي تجلى بزيارة ترامب إلى إسرائيل في 22 أيار 2017، قادماً من السعودية برحلة مباشرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الزيارات الرسمية.(([10])) وبذلك أصبحت إسرائيل تتمتع ببيئة مريحة عقب زيارة ترامب وظفتها باتجاه بناء علاقات مع دول الخليج التي تشاطرها العداء لإيران، وانطلقت بموجبه تطبيع جديدة تختلف عن سابقاتها بأنها مع دول عربية لم تكن في حالة حرب مع إسرائيل في يوم من الأيام، الأمر الذي سيولد تداعيات أكثر حدة وخطورة في جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والفكرية.
تسارعت في الآونة الأخيرة وتيرة تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل من حيث اللقاءات والزيارات ونشر المقالات والتبادل التجاري والثقافي والتكنولوجي والأمني، ففي أكتوبر 2018 قام رئيس الوزراء الإسرائيلي (نتنياهو) بأول زيارة علنية إلى سلطنة عمان، تلاها لقاء مع رئيس المجلس السيادي في السودان (عبد الفتاح البرهان) في أوغندا في فبراير 2020.
في يونيو 2020 نشرت صحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية مقالاً للسفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة بعنوان: (الضم أو التطبيع)(([11]))والذي جاء بعد هبوط طائرة إماراتية في مطار(بن غوريون) بحجة أنها تحمل مساعدات للشعب الفلسطيني بسبب تفشي جائحة كورونا دون تنسيق مع الفلسطينيين، وفي السابع عشر من الشهر نفسه شارك وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية (أنور قرقاش) في المؤتمر الافتراضي السنوي للجنة (اليهودية- الأمريكية)، وأعرب فيها عن أهمية التطبيع والتواصل مع إسرائيلإلى أن تم إعلان المبادئ في واشنطن برعاية أمريكية في 13 آب 2020 مع انضمام البحرين في 15 أيلول 2020م.(([12]))
وبعيداً عن أحداث ومظاهر التطبيع السرية والعلنية بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وتبريراتها السياسية، فإن الواقع يشير إلى أن علاقة هذه الدول بالاحتلال باتت تتجاوز مسألة التطبيع إلى التحالف والخدمات المتبادلة على شتى المستويات الدبلوماسية والثقافية والرياضية بغض النظر عن موقف شعوبها أو موقف فلسطين.
وبذلك يكون مفهوم التطبيع قد خرج من سياقه الوصفي/الإشكالي إلى سياقه التطبيقي/ النزاعي، الأمر الذي أحدث لغطاً كبيراً بين اتجاهات المؤسسة كسياسة وتوجهات المؤسسة التربوية والثقافية الأقرب إلى القاعدة الشعبية.
وحيث إن الواقع الجديد وفق مبررات التطبيع، والمخططات الإسرائيلية والدوافع العربية (المعلنة، الخفية) يشير إلى أن التطبيع مشروع سياسي مملى على العرب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، كما أن هذا الواقع سيقسم الشارع والنسيج الاجتماعي العربي إلى اتجاهين: (الواقعي، والبراغماتي-الراديكالي) وسيؤثر على النظام التربوي والثقافي في إطار من التردد والازدواجية)(([13])). حيث يفترض الاتجاه الواقعي أن الصراع مع إسرائيل قد كلف الكثير دون جدوى، وأن المنطق الواقعي يدعو إلى إعادة النظر على أساس أن القضية الفلسطينية لت تحل إلا بتسوية سياسية يكون لإسرائيل فيها الحق في الوجود والبقاء، خاصة في ظل الإقرار بعدم التكافؤ، وإقرار لتعايش الذي يحتم ظهور الكثير من المفاهيم: الحوار، حقن الدماء، نسيان لماضي والتطبيع(([14])).
وعلى خلاف الاتجاه الواقعي الذي مارس التطبيع وتبناه كمنهج، ظهر الاتجاه (المعارض بشروط) والذي يعتبر أنه إذا كان بعض المؤسسات العربية الرسمية قد أرغمت على الدخول في عملية التطبيع، فإن الأمر غير ملزم أبداً في التعاطي المطلق مع شروط إسرائيل دون قيود، وأن توضع المصالح العربية كأولوية عند ممارسة التطبيع وفق حسابات الربح والخسارة على المستويات (السياسية، الاقتصادية، الثقافية) مع التركيز على تسوية القضية الفلسطينية على أساس (الأرض مقابل السلام) وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان.(([15]))
تأثرت الموجة الأخيرة من التطبيع (الإمارات، البحرين، السودان، المغرب) بمقدمات مهدت لها وقادت إليها، أهمها التحولات في الهياكل الاقتصادية والسياسية الدولية خلال العقدين الأخيرين، حيث تعزز الارتباط الدولي المعولم من موقع إسرائيل الدولي والإقليمي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والأمن بأشكاله، والقدرة على الإسهام في الحروب عن بعد، وهو ما شكل عامل جذب وقوة ناعمة للعديد من الطامحين للاستفادة من التقدم في هذه المجالات، لكن هذا الأمر أثار الرفض الفلسطيني الحاد لهذه الموجة لاعتبارات مهمة: (شرعنة الاحتلال، عزل الحالة الفلسطينية وتسطيح القضية، وإسقاط المقاطعة العربية كورقة ضغط)(([16])).
تداعيات موجة التطبيع على النظام العربي: –
بعيداً عن لمفهوم المنطقي للتطبيع الذي يحول الرفض إلى قبول، وبعيداً عن مستوى التبرير لحجم وقوع التبادل النفعي من وراءه، يمكن القول إن موجة التطبيع الأخيرة جاءت كمقاربة غريبة تقوم على المنفعة باتجاه واحد، واستبدلت مقاربة (الأرض مقابل السلام) بمقاربة (السلام مقابل السلام) مما يخدم إسرائيل على كافة الأصعدة، كما سيعز حملة من التداعيات الخطيرة على النظام العربي، منها: –
- على الصعيد السياسي: تشكل هذه الموجة تنمراً واضحاً على النظام العربي، وانتهاكاً صريحاً لمبادراته وفي مقدمتها (مبادرة السلام العربية) وتأتي في وقت تعلن فيها إسرائيل رفضها لمشاريع التسوية وإصرارها على (صفقة القرن) كأساس للتعامل مع القضية الفلسطينية، الأمر الذي سيفضي إلى مزيد من التعنت الإسرائيلي، وانهيار النظام العربي الذي ظهر جلياً في عجز مجلس الجامعة العربية عن إدانة واستنكار التطبيع(([17])).
- على الصعيد العسكري والأمني: الانعكاسات الأكثر وضوحاً في العلاقة بين إسرائيل والدول العربية التي ذهبت للتطبيع هي العسكرية والأمنية خاصة في مجال الأمن السيبراني، والمفاهيم والاستراتيجيات والتوازنات والتحالفات العسكرية في المنطقة، فقد أصبحت بعض الدول العربية تسلم بأن إيران هي مصدر التهديد الرئيس، باتت مستعدة للتحالف العسكري مع إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يقلب معادلة الأمن القومي العربي، من خلال تقديم القواعد والتسهيلات الأمنية واللوجستية لمراقبة ما يجري في إيران مباشرة(([18])). هذه الخطوة ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وحتى لو افترضنا أن هذا سميكن الإمارات من الحصول على طائرات F35 المتطورة، فإنه سيكون بوسع إسرائيل الحصول على ثمن باهظ مقابل موافقتها على تمرير هذه الصفقة، وستظل حريصة على استمرار تفوقها العسكري، ومن أمثلة التعاون والتبادل الاقتصادي/الأمني ما زودت به شركة AGT الإسرائيلية الإمارات بطائرات بدون طيار، وأسوار إلكترونية ومعدات مراقبة بقيمة (800) مليون دولار لحماية حدودها وحقول النفط، وفي عام 2016م قامت شركة البرمجياتNSO ببيع تطبيق مراقبة (بيجاسوس) للإمارات لأهداف التجسس(([19]))
- على الصعيد الاقتصادي: ترسخت العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وأكثر من دولة عربية، لتثبت أن التطبيع لم يكن بهدف حل القضية الفلسطينية فحسب، وإنما كان سعياً لتحقيق مصالح خاصة للنظم الحاكمة.
ويتوقع أن تكون للموجة الحالية من التطبيع تداعيات خطيرة على الاقتصاد العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، وسيكون أي ارتقاء اقتصادي لصاح إسرائيل لأن قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على اختراق بنى وهياكل الاقتصاد العربي أكبر بكثير من قدرة الاقتصاد العربي على اختراق بنى وهياكل الاقتصاد الإسرائيلي(([20])). وتهتم إسرائيل بالتعاون الاقتصادي بين دول المنطقة باعتباره أحد أركان بناء الثقة لتنقية الجو السياسي العام، والأثر الذي يحققه هذا التعاون في تدعيم الاقتصاد الإسرائيلي وكسر المقاطعة، حيث تصر إسرائيل في المفاوضات والاتفاقات وبالذات في اللجان الاقتصادية على أن التعاون الاقتصادي الإقليمي هو الدافع للسلام وليس العكس على اعتبار أن الاتفاق حول المسائل الاقتصادية أسهل من الاتفاق حول المسائل السياسية الجوهرية، كما ترى إسرائيل في التعاون الإقليمي مدخلاً ومحفزاً لمؤسسات التمويل الدولية والمؤسسات الاستثمارية.(([21]))
- على الصعيد الثقافي والفكري: مع هذه المعطيات سيكون للتطبيع تداعيات بالغة السلبية على النسق العقيدي للنظام العربي، وقد تضرب فكرة العروبة، ومن ثم نفضي إلى تهميشها، أو تسطيح الانتماء القومي، فعندما يكون التطبيع مع دولة عربية غنية بعيدة عن حدود إسرائيل ولم تشارك أية حروب معها، وعندما يكون الهدف الرئيس من وراء التطبيع إبرام تحالف عسكري في مواجهة إيران، يتوقع أن تكون لها آثار ثقافية وتربوية بالغة الخطورة على النسيج العربي، خاصة وأن الأجهزة الإعلامية في الدول العربية المطبعة ستكون أكثر ميلاً للترويج لأفكار تتناقص تماماً مع أفكار العروبة والتضامن العربي مع القضية الفلسطينية(([22]))
ويعد التطبيع الثقافي والفكري أخطر وجوه التطبيع، حيث يستهدف الانتقال من التطبيق مع إسرائيل من مستوى النظم الحاكمة إلى مستوى النخب والشعوب، حتى يعتاد الناس التعامل معها بغض النظر عن كونها عدواً، ويتبع التطبيع الثقافي والأيديولوجي تحولاً في طبيعة الخطاب التربوي الذي كان يدعم فكرة عدم شرعية إسرائيل كدولة، إضافة إلى غزو العقل العربي الذي يناصب اليهود العداء، وإحداث تغيير في نمط السلوك تجاه إسرائيل وشعبها، والتسليم بضرورة كسر الحاجز النفسي بين العرب والإسرائيليين، ونسيان ما قاموا به من جرائم ضد الفلسطينيين.
دوافع التطبيع:
تلتقي دوافع الدول المطبعة في ملفات وتتباين أهميتها وأولويتها في ملفات محددة وفق منظور مصلحة كل منها، فدوافع إسرائيل يغلب عليها الطابع الاستراتيجي، في حين دوافع أمريكا قد تكون تكتيكية تتعلق بدورها وحالتها الداخلية، أما بالنسبة للأنظمة العربية فهي مزيج من الدوافع الاستراتيجية والتكتيكية كما في حالة السودان والمغرب(([23])).
- دوافع إسرائيل:(([24]))
- فرض الوجود غير المشروع، وشرعنة الإنجازات التي حققتها من خلال الانتقال بالعلاقة مع الدول العربية إلى مربع يتجاوز الثوابت وفي مقدمتها استحقاقات المبادرة العربية للسلام.
– محاصرة الفلسطينيين (سلطة وحركات مقاومة) من خلال الانغماس في مستقبل المنطقة العربية، وتجفيف مصادر الدعم السياسي والمادي للقضية الفلسطينية، وحواضنها الشعبية في الدول المطبعة وغيرها.
– تصدير الاحتلال صورته على أنه حليف استراتيجي بدلاً من كونه مهدداً، من خلال تضخيم خطورة بعض القوى الإقليمية.
2- دوافع أمريكا: (([25]))
- الدعم الشخصي للرئيس الأمريكي ترمب في الانتخابات من خلال كسب ثقة اللوبي الصهيوني.
- خدمة نظريات اليمين المسيحي الصهيوني في أمريكا بحق إسرائيل الطبيعي في الوجود، وعدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية على الأرض.
- الضغط على الموقف الفلسطيني للتسليم بالمفاوضات وفق (صفقة القرن).
- دعم الاستراتيجيات الأمريكية الداعية إلى عزل إيران، وإنهاء الحالة الإسلامية في بنية السياسة السودانية.
- الدوافع العربية:
أعلنت كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب عن جزء من دوافع التسارع إلى توقيع اتفاقيات التطبيع وتنفيذها، ومن أهم ما أعلنته هذه الدول: (([26]))
- الرغبة في تعزيز الأمن الاستقرار في المنطقة، وتعزيز موقعها التنافسي، وتعظيم صورتها بعد نعتها بالضعف في مواجهة التحديات الاستراتيجية والأمنية.
- المساهمة في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة انطلاقاً من دورها الوظيفي في تحقيق السلام.
- فتح المجال لإعفاء السودان من ديونها التي بلغت (60) مليار دولار، ومساعدتها على استعادة حصانتها السيادية، وإدماجها في المجتمع الدولي.
وعلى الرغم مما هو معلن، إلا أن هناك ثمة دوافع أخرى كانت تقف وراء حماسة هذه الدول غير المسبوق في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أهمها:(([27]))
- فتح المجال أمام المغرب بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على كل إقليم الصحراء الغربية.
- الاستجابة للضغوط الأمريكية، والتأكيد على التناسق مع سياستها بخصوص العلاقة مع إسرائيل.
- السعي لتوفير غطاء أمريكي إسرائيلي لحماية المصالح الخليجية من الخطر الإيراني.
- تطوير دور هذه الدول في المنطقة في ظل تنامي دور قوى إقليمية أخرى تزاحمها المكانة والدور الوظيفي.
- التخلص من عقدة العامل الفلسطيني في صناعة السلام، وتحييد دورها في دعم القضية الفلسطينية (التحلل من الالتزام).
قائمة المراجع:
أبراش، إبراهيم (2021). الواقعية السياسية لا تعني الاستسلام للأمر الواقع، المرصد الوطني فلسطين والعام، متاح على (https://planation.org) 30\4\2021.
البدري، كرار (2018). لتطبيع مع إسرائيل: خط الرمال الذي ترسمه دول الخليج، بغداد: مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية.
بريجر، بيدرو(2011). الصراع العربي الإسرائيلي – مئة سؤال وجواب، ترجمة: ابراهيم صالح، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.
الجندي، إبراهيم (1986). سياسة الانتداب البريطاني الاقتصادية في فلسطين (1922-1939)، عمان: دار الكرمل
الحمد، جواد (2020). “مخاطر ظاهرة التطبيع العربي مع إسرائيل ومستقبلها”، مجلة شؤون فلسطينية، مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية، القدس، العدد 281.
حيدر، عزيز (2012). “تطورات العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والدول العربية وتعبيرها عن مسار التطبيع”، مجلة شؤون فلسطينية، مركز بحاث منظمة التحرير الفلسطينية، عدد 249-250، ص88-121.
داود، سعيد (2002). التطبيع بين المفهوم والممارسة-التطبيع العربي الإسرائيلي (رسالة ماجستير)، جامعة بيرزيت، فلسطين.
صامري، خولة (2013). الصراع العربي الإسرائيلي-حرب 1948 نموذجا (رسالة ماجستير)، جامعة محمد بن خيضر، الجزائر
عرنوق، مفيد (19990). أضواء على الصراع العربي الإسرائيلي، بيروت: دار النضال للنشر والتوزيع.
عطا لله، أكرم (2020). “التطبيع بنسخته الجديدة”، مجلة شؤون فلسطينية، مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية، القدس، عدد281.
عيسى، نجيب (1992). “رهان إسرائيل على التطبيع”، مجلة شؤون الأوسط، العدد 5، ص17-25.
الفتلاوي، سهيل (2002). جذور الحركة الصهيونية، عمان: دار وائل للنشر.
قوقا، اميل (1995). جذور القضية الفلسطينية، (د.ن)، فلسطين
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، التطبيع العربي مع إسرائيل: مظاهره ودوافعه.
مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، مستقبل التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بعد وصول جو بايدن إلى الحكم، نوفمبر 2020 متاح على www.fikercenter.com/position-papers (9/4/2021).
نافعة، حسن (1986). مصر والصراع العربي الإسرائيلي من الصراع المحتوم إلى التسوية المستحيلة، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية.
هنية، محمد. التطبيع (الدوافع والمحفزات)، 18/9/2010، متاح على www.palinfo.com/28/012 9/2/2021.
Ian Black, Just Below The Surface, Israel, The Arab Gulf States and The Limits of Cooperation, LSE Middle East Centre Report, 2019,p.12. http://eprints.lse.ac.uk/100313/7/JustBelowtheSurface.pdf (Accessed on 15\4\2021).
Ross Dennis, Trump Mideast Trip Marks a shift from Obama, The Washington institute for Near East Policy, may24,2017, http//www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/(Accessed15/4/2021)
Yousef Al Otaib, “Annexation will be a serious Setback for better Relations with the Arab word, Ynet News, 12/6/2020. www.ynetnews.com/article/H1G41cTL. (Accessed on 20/4/2021)
([1]) الفتلاوي، سهيل (2002). جذور الحركة الصهيونية، عمان: دار وائل للنشر، ص153.
([2]) الجندي، إبراهيم (1986). سياسة الانتداب البريطاني الاقتصادية في فلسطين (1922-1939)، عمان: دار الكرمل، ص16.
([3]) صامري، خولة (2013). الصراع العربي الإسرائيلي-حرب 1948 أنموذجاً (رسالة ماجستير)، جامعة محمد بن خيضر، الجزائر، ص34.
([4]) قوقا، اميل (1995). جذور القضية الفلسطينية، (د.ن)، فلسطين، ص35.
([5]) بريجر، بيدرو(2011). الصراع العربي الإسرائيلي – مئة سؤال وجواب، ترجمة: ابراهيم صالح، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ص63
([6]) عرنوق، مفيد(19990). أضواء على الصراع العربي الإسرائيلي، دار النضال للنشر والتوزيع، بيروت، ص97.
([7]) داود، سعيد(2002). التطبيع بين المفهوم والممارسة-التطبيع العربي الإسرائيلي (رسالة ماجستير)، جامعة بيرزيت، فلسطين، ص117.
(([8]))الحمد، جواد (2020). “مخاطر ظاهرة التطبيع العربي مع إسرائيل ومستقبلها”، مجلة شؤون فلسطينية، مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية، القدس، العدد 281، ص79.
(([9]))البدري، كرار (2018). لتطبيع مع إسرائيل: خط الرمال الذي ترسمه دول الخليج، بغداد: مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، ص11.
(([10])) Ross Dennis, Trump Mideast Trip Marks a shift from Obama, The Washington institute for Near East Policy, may24,2017, http//www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/(Accessed15/4/2021)
(([11])) Yousef Al Otaib, “Annexation will be a serious Setback for better Relations with the Arab word, Ynet News, 12/6/2020. www.ynetnews.com/article/H1G41cTL. (Accessed on 20/4/2021)
(([12])) المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، التطبيع العربي مع إسرائيل: مظاهره ودوافعه ، ص1.
(([13]))داوود، سعيد. مرجع سابق، ص112.
(([14])) نافعة، حسن (1986). مصر والصراع العربي الإسرائيلي من الصراع المحتوم إلى التسوية المستحيلة، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ص133
(([15])) عطا لله، أكرم (2020). “التطبيع بنسخته الجديدة”، مجلة شؤون فلسطينية، مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية، القدس، العدد281، ص64.
(([16])) إبراهيم أبراش، الواقعية السياسية لا تعني الاستسلام للأمر الواقع، المرصد الوطني فلسطين والعام، متاح على (https://planation.org) 30\4\2021.
(([17])) نافعة، حسن . مرجع سابق، ص10
(([18]))نافعة، حسن. المرجع السابق، ص18.
(([19])) Ian Black, Just Below The Surface, Israel, The Arab Gulf States and The Limits of Cooperation, LSE Middle East Centre Report, 2019,p.12. http://eprints.lse.ac.uk/100313/7/JustBelowtheSurface.pdf (Accessed on 15\4\2021).
(([20])) حيدر، عزيز (2012). “تطورات العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والدول العربية وتعبيرها عن مسار التطبيع”، مجلة شؤون فلسطينية، مركز بحاث منظمة التحرير الفلسطينية، عدد 249-250، ص88-121.
(([21])) عيسى، نجيب ( 1992). “رهان إسرائيل على التطبيع”، مجلة شؤون الأوسط، العدد 5، ص17-25.
(([22])) حسن نافعة، مرجع سابق، ص19
(([23])) مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، مستقبل التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بعد وصول جو بايدن إلى الحكم، نوفمبر 2020 متاح على www.fikercenter.com/position-papers (9/4/2021).
(([24])) هنية، محمد. التطبيع (الدوافع والمحفزات)، 18/9/2010، متاح على www.palinfo.com/28/012 9/2/2021.
(([25])) الحمد، جواد (2020). مرجع سابق، ص78.
(([26])) حبلا، أمين . صفقة التطبيع.. 12 سببا تشرح هرولة الإمارات لإقامة علاقات كاملة مع إسرائيل، موقع الجزبرة نت، 2020. متاح على https://cutt.us/aYxHN
(([27]))الحمد، جواد. المرجع السابق، ص79-80