“الإسلام في مرآة المثقفين الفرنسيين” لهاشم صالح

image_pdf

صدر حديثًا عن دار المدى كتاب “الإسلام في مرآة المثقفين الفرنسيين” لهاشم صالح.

ومما جاء في مقدمة المؤلف:

“لا يُستبعد أن أقوم بعدة تفجيرات فلسفية ضد الظلامية والظلاميين في السنوات القادمة. لا أعرف لماذا تفجّر داعش، ولا أفجّر أنا في الاتجاه المعاكس؟ ولكن تفجيراتي على خلاف داعش لن تكون دموية، وإنما فكرية نظرية فقط. هذا لا يعني أنها ليست خطرة، بل شديدة الخطورة حتى على نفسي. وقد تكلّفني غاليًا. التفجير الفلسفي الأول يستهدف الفكرة القائلة إن داعش ليست إلا ظاهرة سطحية، عابرة، في تاريخنا. بل إنها عبارة عن صناعة أميركية غربية مستوردة إن لم تكن صناعة الأنظمة الحاكمة نفسها! وبالتالي فليس تراثنا الفقهي، أو اللاهوتي العميق، هو الذي ولّدها وفرّخها، وإنما الآخرون. ليست برامج التعليم التكفيرية الوهابية، أو الإخوانية، المدرَّسة حتى الآن في مدارس عربية، وإنما الحق على الطليان! لاحظوا التهرب من المسؤولية في كل مرة. ولكن هذه التخريجة الغشاشة المراوغة والغبية في نهاية المطاف قد لا تستحق حتى مجرد الرد. فالعالم كله أصبح يعرف سخفها. والمؤلفات الصادرة مؤخرًا بالإنكليزية والفرنسية تفندها على مدار الخط. ولكن مع ذلك ينبغي نقضها. كيف؟ عن طريق الحفر الأركيولوجي على الجذور الداعشية المطمورة الدفينة في أعماق تاريخنا: كفقه أحمد بن حنبل، والأشعري، وابن تيمية، وابن عبد الوهاب، والإخوان المسلمين، والمودودي، وسيد قطب، وصولًا إلى بن لادن، والبغدادي، والدواعش الحاليين. تيار تراثي انغلاقي طويل عريض ومتواصل كالخيط الذي لا ينقطع منذ أكثر من ألف سنة، وحتى اليوم… عشرات الألوف من الشيوخ يلهجون بالكلام نفسه على مدار التاريخ، جيلًا بعد جيل. ولذلك نقول إن الخطر على الثقافة العربية ـ وبالتالي على العرب ككل ـ لا يأتي من الخارج، وإنما من الداخل. مخطئ من يقول غير ذلك. وهنا نعكس مسار العصر الأيديولوجي العربي السابق الذي يحتضر”.

جديدنا