التنويريتربية وتعليم

البحث التدخّلي؛  تعريفه وطبيعته  وقضاياه

تقديم الورقة:

إن البحث التدخلي التربوي هو ذلك البحث الذي يسعى إلى إيجاد حلول آنية ومستعجلة للمشاكل التربوية التي تعيشها المنظومة التربوية،وهذا النوع من البحوث حديث العهد والنشأة مقارنة مع البحوث النظرية والأكاديمية التي حققت تراكما من حيث الكم، وجاء ظهور هذا النوع من البحوث متزامنا مع  التطور الذي حصل في الهندسة الابستمولوجية المشكلة  للعلوم بصفة عامة،إذ أن قيمة العلم  تتحدد فيما يحمله من  بعد إجرائي عملي يحقق خدمة ومنفعة للإنسان،فلا مجال للبحث النظري  الذي لا تتحقق  منه أية منفعة للإنسان.

وبعبارة أخرى إن البحث التدخلي هو منهج وطريقة في البحث يتجه إلى جهة معينة ومحددة من البحث يختارها الباحث قصد الحصول على معطيات ونتائج لتكون حلولا أنية ومستعجلة من شانها أن تفيد الباحث والمتدخل في العملية التعليمية،بشرط أن يتعلق هذا البحث بمجال اشتغال الباحث وبعمله اليومي؛ أعني بمهن التربية والتعليم.

سياقات البحث التربوي التدخلي

من أبرز السياقات التي ساهمت في نشأة هذا النوع من البحوث هو تلك التحولات العميقة والكبيرة التي  شهدها العالم في الاقتصاد و التكنولوجيا وفي القيم والثقافة وفي تقنيات وأشكال التواصل في السنين الأخيرة،إذ ساهمت هذه التحولات إلى حد كبير في التأثير على  قضايا التربية وعلى الممارسات التعليمية في جميع أطرافها وعناصرها و مكوناتها، بل مس هذا التحول حتى الفضاءات  والمؤسسات التي تمارس فيها الأنشطة التربوية و التعليمية، فضلا عن التأثير الذي أحدثته هذه التحولات على جهة المتدخلين المباشرين والفاعلين في العملية التربوية.

مواصفات البحث التربوي التدخلي

من مواصفات هذا النوع من البحوث:

-أن يكون متعلقا بالمجال التربوي أو البيداغوجي أو الديداكتيكي.

-أن يكون البحث إجرائيا عمليا يستخدمه الباحث لإيجاد حلول آنية أومستعجلة  لحل المشاكل التربوية التي تعترض المنظومة التعليمية.

-أن يكون الباحث ممارسا أو مشاركا أو متدخلا في العملية التعليمية أو مؤطرا وممارسا للأنشطة الصفية في مستوى من المستويات التعليمية .

-أن يساهم هذا البحث في الرفع من الأداء التربوي والتعليمي للمتعلم.

-أن يستثمر البحث التربوي في التخفيف من إكراهاتها في الجهة  التطبيقية.

-أن يتأطر هذا النوع من البحوث بالحدود الموضوعية والزمانية والمكانية.

-أن يتم استثمار هذا النوع من البحوث في إعداد البرامج والمناهج التعليمية، وتحسين أداء  أطراف المنظومة التعليمة وتحقيق الجودة في التعلمات.

-ـ أن تكون جهة هذه البحوث منتمية إلى الجهة التربوية أو البيداغوجية أوفي الجهة الديداكتيكية المتصلة بمنهجيات المواد التعليمية.

لكن من أبرز المواصفات التي تؤسس هذا النوع من البحوث هو أن يكون المتدخل في هذا النوع من  البحوث ممارسا ومزاولا ومنتميا إلى مهن التربية والتعليم أي منتميا إلى قطاع التربية والتعليم.

مجالات البحث التربوي التدخلي

البحث التربوي التدخلي لا يخرج عن هذه الجهات والمجالات

ـ أن يكون مجال البحث منتميا إلى الجهة التربوية مثال:  -أثر الثورة الرقمية على ظاهرة العنف المدرسي –أثر الطلاق على تمدرس الأبناء .

-أن يكون مجال البحث منتميا إلى الجهة البيداغوجية أي له تعلق  بالبرامج والمناهج التعليمية،ومدى استجابتها وتفاعلها في الرفع من  أداء المنظومة التعليمة.

-أن  يكون هذا النوع من البحوث في الجهة الديداكتيكية  مثال أثر لأنشطة المنزلية في تدبير التعلمات الصفية.

مثال تطبيقي

هندسة الشق التمهيدي لبحت تربوي بعنوان

المرجع الرقمي في تخطيط مقاطع الدروس في حصة مادة اللغة العربية: الاستماع والتحدث للسنة الأولى ابتدائي.

تواصلية الأسرة مع المدرسة وأثرها على  متعلمي الأقسام الأولية

المنهجية في إعداد الشق التمهيدي

المقدمة.
أهمية البحث وأهدافه.
إشكالية البحث.
فرضيات البحث.
المنهجية المختارة في البحث.
حدود البحث المكانية والزمانية.
 خطة البحث :عناصر الأساسية للمشكلة.
الدراسات السابقة.

________
*محمد بنعمر.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة