صدر حديثًا عن المؤسَّسة العربيَّة للدراسات والنشر كتاب “الكيانات الوظيفيَّة: حدود الممارسة السياسيَّة في المنطقة العربيَّة ما بعد الاستعمار”، في جزأين، للدكتور هشام البستاني.
ويبحث الكتاب مفهوم “الكيان الوظيفي”، وكيفيَّة افتراقه عن مفهوم “الدولة”، والعودة إلى الجذور الاستعماريَّة المؤسّسة للتبعيَّة، والإرث الاستعماري المتمثِّل بمساحات جغرافيَّة مُفرغة من إمكانيات التحرّر، ومجموعات حاكمة هدفها الأوّل هو “البقاء”.
كما يبحث، عبر أمثلة تطبيقيَّة لثلاثة من الكيانات الوظيفيَّة المترابطة، هي: (الأردن، فلسطين، “إسرائيل”) دور “الهويَّة” المركزي في اشتقاق الشرعيَّة والمشروعيَّة وتبادلها البيني، وفي التحكم الاجتماعي، وتفكيك المجتمعات إلى مجموعات، لترسيخ سيطرة السلطة.
يقول الدكتور فيصل دراج في تقديمه للكتاب: لماذا عجزت الكيانات التي خلَّفها الاستعمار في المنطقة العربيَّة عن تحقيق التنمية والديمقراطيَّة، وإنجاز الاستقلال الفعلي؟ وما الذي يربط مجموعاتها الحاكمة بدائرةٍ عبثيَّة مدمّرةٍ تظلّ تعيد إنتاج التبعيَّة والتسلّط والفساد؟ ولماذا عجزت التيارات السياسيَّة الرئيسيَّة في المنطقة العربيَّة (الإسلاميَّة، والليبراليَّة، والقوميَّة، واليساريَّة) عن إحداث أي تغيير في تبعيَّة الكيانات الوظيفيَّة التي خلَّفها الاستعمار، وعن الخروج من نطاق سيطرة مجموعاتها الحاكمة؟ ولماذا يُعاد إنتاج التسلّط مرَّة بعد أخرى، حتى وإن تغيَّر من يمسك بالحُكم؟ وكيف تعمل السلطة على ضبط واحتواء وتوظيف القوى المُعارضة، والمجموعات الاجتماعيَّة؟
الكتاب من إصدارات العام 2021، وهو يقع في مجلدين و532 صفحة.