التنويريسلايدرمكتبة التنويري

نحن والقرآن.. مقدّمات في أصول التدبُّر

” نحنُ والقرآن” كتاب متميِّز للدكتور مصطفى بوهندي، صدرَ عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء، والمؤلِّف أستاذ متخصِّص في علم التفسير ومقارنة الأديان بجامعة الحسن الثاني، وله العديد من الكتب والمقالات والدراسات.

ينطلق الدكتور بوهندي في كتابه من سؤال إشكالي مهمّ وهو: إلى أي حدّ استطاع علم التفسير أن يعين القارئ على التعامل الجيِّد مع النصّ القرآني، فبالرغم من الجهود الكبيرة التي قام بها العلماء المسلمون على مرِّ العصور، والتي أسَّست للصرح الشامخ لهذا العلم، ما زال السؤال مثارًا عن دوره في مساعدة الناس على تبيّن المعاني القرآنيَّة.

واعتمادًا على ما تراكم للمؤلِّف من دراسات سابقة في هذا المجال، يقرِّر أن وجود عقائد ومفاهيم وأفكار منحرفة، راجع بالأساس، إلى العلوم الإسلاميَّة نفسها، وعلى رأسها علم التفسير؛ حيث ساهمت ببعض قواعدها وأصولها ومناهجها ومصادرها وروجالاتها في رواية هذه الأخبار، والترويج لها، وتزكيتها وتقديسها، ورفعها إلى درجة النصّ النازل من السماء، بل إلى درجة تأطير النصّ القرآني نفسه، فلا يفهم إلا في ضوئها.

من هنا تأتي أهمّيَّة المقاربة التي يطرحها الدكتور بوهندي، إذ بدلا من الاشتغال بمضامين التراث التفسيري والخوض في إشكالاته كما هو شأن العديد من الدارسين المعاصرين، انصبّ اهتمام الكاتب على مستوى علم التفسير نفسه، مفاهيمه وآليّاته ومناهجه وأصوله، معتبرًا “أن مشكلة الناس مع القرآن الكريم قد بدأت عندما تحوّلت آياته من أدلّه وبراهين تخاطب عقل الإنسان- كل إنسان- وتحاور لبّه وقلبه وجوارحه، إلى مقاطع مقدّسة سحرم التفكير فيها ومدارستها، وينوب عنه في تفسيرها رجال شهدت لهم مؤسّسة الجماعة بالإمامة والمشيخة، وسلمت لهم دون غيرهم حقّ الاجتهاد والتفكير.

وقد قسَّم كتابه إلى أربعة أبواب: الباب الأوّل: التفسير والتأويل، والباب الثاني: النسخ، والباب الثالث: التفسير النبوي، والباب الرابع: تفسير الصحابة. يقع في 167 صفحة من القطع المتوسّط.

________

*الراصد التنويري (العدد 2) أيلول/ سبتمبر 2008.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة