جهود محمد رشيد رضا الإصلاحيَّة
صدر عن جامعة آل البيت كتاب بعنوان “محمد رشيد رضا- جهوده الإصلاحيَّة ومنهجه العلمي” لمجموعة من الكتّاب والباحثين الذين سلّطوا الأضواء، عبر مشاركتهم، على المراحل المهمَّة من مسيرة الفكر والعربي والإسلامي، من خلال دراسة شخصيَّة الإصلاحي الشيخ محمد رشيد رضا وتأثيراته على مجمل التكوينات الفكريَّة والسياسيَّة، فضلًا عن الروحيَّة، إذ اعتبروه من القمم الإصلاحيَّة البارزة أثناء مرحلة الانتقال التي شهدتها المنطقة مطلع القرن الماضي، خاصَّة بعد إصدار مجلّته “المنار” من القاهرة والتي غدت علامة متميِّزة في نقل أفكاره في فترةٍ زمنيَّة اتّسمَت بالتغييرات الحاسمة في تاريخ المنطقة.
برز الشيخ رضا كرمز تنويري إثر إعلان خصامه مع السلطنة العثمانيَّة التي كان يدعمها تحت تأثير العقيدة الإسلاميَّة، وذلك بعد تنامي العصبيَّة التركيَّة وبروز فكرة الطورانيَّة بوضوح، لينادي بعدها بالإصلاح السياسي والديني والدعوة إلى إسلامٍ متخم بالمنظومات والعلوم والاجتهاد على مختلف الأصعدة.
وتناولت المشاركات مقاصد الشيخ رضا المتمثّلة بإصلاح البشر من خلال تأسيس تشريع يخدم الإنسانيَّة من الجوانب الروحيَّة من دون إغفال الجوانب الاجتماعيَّة والسياسيَّة، وصولًا إلى الجانب الاقتصادي.
محمد رشيد رضا استطاع الجمع بين الأصالة والحداثة لإنتاج إسلام حضاري يستطيع مواكبة العصر والصمود بقوَّة أمام متغيّرات الحياة، حيث أشارت البحوث التي ضمّها الكتاب إلى التكوين المعرفي لدى الشيخ والناتجة عن البحث عن نقاط التجاذب والاحتلاف بين الثقافتين الإسلاميَّة والغربيَّة، وتعزيز القواسم المشتركة بينهما، وهو بذلك يؤكِّد المنهج الذي أسّسه جمال الدين الأفغاني وتابعه من بعده محمد عبده.
________
*الراصد التنويري (العدد 2) أيلول/ سبتمبر 2008.
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.