التنويريسلايدرفكر وفلسفة

نحو حوارٍ جادّ وصريح

مع نهاية الحرب الباردة مطلع تسعينات القرن الماضي تمَّ تسليط الضوء على الإسلام كعدو بديل محتمل، خاصة إثر بروز الكثير من المنظّمات الإسلامويَّة التكفيريَّة المتطرِّفة في بقاعٍ متمايزة من العالم، وفي ظلّ تفاقم ذلك ذلك التجاذب اصطدم المسلمون في أوروبا على واقعٍ مغاير لامس الكثير من تفاصيل حياتهم اليوميَّة، وسرعان ما انبثقت لجان أفكار ومنظّمات تعمل على تقديم الإسلام الحقيقي للغربيّين، في محاولة جادَّة لفتح بوّابة التفكير والوصول إلى مساحات مشتركة بين كل الأديان كخطوة أساسيَّة للعيش المشترك.

سلسلة طويلة من الإنجازات تحقَّقت، وثمَّة الكثير من العمل المشترك الذي ينتظر ترجمة تحقيقه، خصوصاً بعد شيوع الإرهاب ووصوله إلى أوروبا وتورّط فيه أفراد من الجيل الثاني للجالية المسلمة الذي ولد في أوروبا واستقى العلم من مدارسها، ممّا يعني فشل جوانب من مشاريع الاندماج، وتأكيد الشعور بالتهميش والإلغاء.

تفعيل العمل المشترك وتطويره ليصل إلى مستوى الحوار الجادّ والصريح، وتحديد مجالات عمل واضحة تسعى إلى مواجهة المشاكل المزمنة والعميقة، وتوسيع دائرة الأنشطة لتشمل أكبر شريحة من المسلمين بما يساهم في دمجهم مع المجتمع الأوروبي وإخراجهم من حالة التجاهل والانعزال والعيش على هامش المجتمع، باعتبارها الخطوة الأهمّ في محاربة الإرهاب والحدّ من العنف والتطرّف والتخلّي تماماً عن نظريَّة الحقّ المطلق مقابل الباطل المطلق.

ولعلَّ من الضروري القول إنَّ الإسلام المتنوّر والعقلاني هو أوّل ضحايا الإرهاب وأكثر المتضرّرين من نتائجه، فليس بالإمكان قطف ثمار الموت من شجرة الحياة.

مقالات ذات صلة

__________
* * الراصد التنويري (العدد 2) أيلول/ سبتمبر 2008.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة