صدر عن منتدى المعارف للنشر، كتاب “في الثقافة والسياسة وما بينهما” للكاتب الدكتور كمال عبد اللطيف.
تتجاذب التفكير في علاقات الثقافي بالسياسي في الأغلب الأعم إرادة الهيمنة والاستقطاب، حيث تستحضر الخطابات السائدة في هذا الباب معطيات تروم تغليب الواحد منهما على الآخر، فيتَّجه السياسي لإبراز «طوباوية » تجليات المنتوج الثقافي عند مقارنتها بالانخراط الفعلي والواقعي، الذي يمارسه السياسي على أرض الواقع. ويعمل المدافعون عن الأطروحة بالنقيض؛ المدافعون عن قوّة وشرعيَّة الثقافي في التاريخ، بتوضيح خفَّة وهشاشة التصوّرات والمواقف السياسيَّة بل «بهلوانيتها »، التي لا تخضع في نظرهم لمعايير ومبادئ مضبوطة ومحدَّدة.
يقول المؤلّف: لا يمكن التفكير في العلاقة بين الثقافي والسياسي باستحضار مبدأي الأولويَّة والتميّز، بل إن ما ينبغي عدم إغفاله في بناء هذا التصوّر هو النجاعة التاريخيَّة والنجاعة النظريَّة داخل التاريخ، وعند التسليم بهذا، يصبح بإمكاننا أن نفهم بصورة تاريخيَّة وجدليّة أشكال التقاطع القائمة بين المجالين، كما يمكن أن نستوعب أهمّيَّة الإسناد المتبادل، الذي تترتّب عنه في ظروفنا التاريخيّة الراهنة، أهمّيَّة مواطنة التفكير في كيفيّات بناء نقط اللاعودة في مجال ترسيخ الحداثة وتعميم الوعي برؤيتها التاريخيَّة والنسبيَّة للحياة وللعمل السياسي داخل مجتمعنا.
الكتاب يقع في 224 صفحة، وهو من إصدارات العام 2020.