الخطاب الفلسفي للحداثة
صدر عن دار الحوار للنشر كتاب (الخطاب الفلسفي للحداثة) للفيلسوف الألماني يورغن هابرماس، ترجمة حسن صقر.
يعد هذا الكتاب بما يحتويه من موضوعات متعددة وبالعمق الذي يعالج فيه مواده، ظاهرة فلسفية قائمة بذاتها تتوخى الشمول والدقة.
وهو يواجه نقدياً التراث الفلسفي الغربي منذ عصر الأنوار حتى يومنا هذا. ويبدو من العنوان أنه اتخذ من الحداثة التي هي حسب قول هابرماس مشروع لم يكتمل، منطلقاً له. وهو لم يتوان عن نقدها كلما سنحت له الفرصة بذلك وصولاً إلى نقد العقل المتمركز على الذات. وقد كان من الطبيعي أن يبدأ الكتاب بهيغل الذي هو أول منظر للحداثة بمصطلحيه العقل والذاتية، دون أن ينتهي بهايدغر وحده الذي كان يصبو إلى تهديم الميتافيزيق الغربي للخروج من سجن الحداثة التي حاولت طمس الروح الألمانية في أصالتها الأولى.
ويعتبر يورغن هابرماس (1929) مؤلف الكتاب أهم فيلسوف ألماني لا يزال حتى الآن على قيد الحياة وواحد من أركان مدرسة فرانكفورت النقدية إلى جانب هوركهايمر وأدورنو.
وتهدف فلسفة هابرماس للتأسيس لأخلاق تواصلية تقوم على أساس الاعتراف بالآخر والتحاور معه دون ادعاء أي من الطرفين بامتلاك الحقيقة داخل فضاء عمومي مشترك، وقد اتسم مشروعه بنقد النتائج المدمرة التي أفضت إليها صيرورة العقلانية المستمرة لكل أشكال الحياة المعيشة من جهة، ومن جهة أخرى يؤكد تمسكه بالمشروع التنويري ووعوده التحررية مناهضا بذلك الجيل الأول من مدرسة فرانكفورت نفسها الذين أبدوا يأسا من المشروع الحداثي.
يشار إلى أن هذا هو الكتاب الرابع لهابرماس الذي يقدمه المترجم حسن صقر إلى القارئ العربي.
الكتاب يقع في 560 صفحة من القطع المتوسط، وهو من إصدارات العام 2019.
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.