صدر عن سلسلة “ترجمان” عن المركز
العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب “أوهام ما بعد الحداثة” للمفكر تيري
إيغلتون وترجمة ثائر ديب.
المفكر البريطاني يستكشف في كتابه انبثاق ما بعد الحداثة وأصولها، ويكشف عمّا تنطوي
عليه من تجاذب وتناقض، لكن اهتمامه الرئيس لا يتركّز على الفلسفة ما بعد الحداثية بصيغها
المعقدة بقدر ما يتركز على ثقافة ما بعد الحداثة وبيئتها ككل، مخاطبًا خصوصًا طلاب
الفكر ما بعد الحداثي ومستهلكي بضاعته الشعبية. في كتابه هذا، يدافع إيغلتون عن أهمية
النظرية الماركسية في الوقوف في وجه التفضيل الحالي بين النقاد لمرحلة ما بعد الحداثة،
ويحاجّ أنّ “ما بعد الحداثة”، بنظرها إلى العالم على أنه مجزأ وحقيقي وغير
محدد، هي الخلف غير الكافي للماركسية التي يمكن أن تقدم في انتقادها للرأسمالية رؤية
أخلاقية أكثر واقعية إلى المجتمع.
يقول إيغلتون، في “استهلال”، إنّ مصطلح ما بعد الحداثة (Postmodernity) يشير إلى مرحلة تاريخية مخصوصة، أما مصطلح ما بعد الحداثيّة (Postmodernism) فيشير بصورة عامة إلى شكل من أشكال الثقافة المعاصرة. وما بعد الحداثة أسلوب في الفكر يبدي ارتيابًا بالأفكار والتصورات الكلاسيكية، كفكرة الحقيقة والعقل والموضوعية والهوية، وفكرة التقدم الكوني أو الانعتاق، والأُطُر الأحادية، والسرديات الكبرى أو الأسس النهائية للتفسير. وهو نزع إلى التمسّك بالمصطلح المألوف أكثر “ما بعد الحداثيّة” كي يشير به إلى الشيئين كليهما، نظرًا إلى ارتباطهما الوثيق والواضح.
يتألف الكتاب (199 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من استهلال وستة فصول.