يضمّ كتاب “الإخوان المسلمون؛ سنوات ما قبل الثورة” للباحث حسام تمام الصادر عن دار الشروق- القاهرة، مجموعة من الدراسات المتعلقة بجماعة الإخوان المسلمين المصرية وتحولاتها السياسية والاجتماعية قبيل ثورة يناير، مقدماً للقارئ، إطاراً لفهم سلوك الجماعة السياسي في مرحلة ما بعد الثورة والتي انتهت بدخول الجماعة مؤسسات الدولة وعلى رأسها الرئاسة.
بدأ حسن البنا في بناء الجماعة التي اتخذت نسق مفتوح أي حركة اجتماعية ودعوية منفتحة على المجتمع، ثمّ ما لبث أن ظهر لها تنظيم خاص مغلق وسري، وأودى صدامها بالدولة في عهدي الملكية والجمهورية إلى سحب الشرعية من الجماعة ثمّ السعي نحو استئصالها، وعلى أثر أحداث 1965 عانت الجماعة انشقاقاً فكريّاً وتنظيمياً وهي حبيسة المعتقلات، خاصة مع تبرؤ قيادتها من أطروحات سيد قطب.
وفي السبعينيات بدأ التكوين الثاني للجماعة وضخت دماء جديدة في تكوينها باستيعابها التيار الأوسع في الحركة الطلابية المنضوية تحت الجماعة الإسلامية، ورغم انفتاح النظام الساداتي على التنظيمات الإسلامية، اختارت الجماعة العمل الدعوي.
بدأت أولى مراحل السلفية بتأثير الوهابية على القيادات التي هاجرت إلى الخليج والسعودية، ثم تلاقي سلفية قواعد الجماعة مع اختراق الوهابية للتدين المصري.
نشأت الحركة وداخلها ميول عسكريتارية جسدتها فوق الجوالة، ثم النظام الخاص الذي رغم مشاركتها في الجهاد في فلسطين عام 1948 تحت أعين الدولة، غير أنه سرعان ما أصبح خطراً عليها أدى إلى حل الجماعة للمرة الأولى ثمّ اغتيال مرشدها بعد تورطه في أعمال عنف واغتيالات سياسية في الداخل.