“لماذا
العرب ليسوا أحراراً” عنوان كتاب مصطفى صفوان الذي نقله إلى العربيّة مصطفى
حجازي والصادر عن دار الساقي.
يكشف الكتاب بنى الاستبداد ويحلِّل آلياته التي وطّدت أركانه، سياسياً واجتماعياً
وثقافياً ولغوياً. ولعلّ التحرر من الاستلاب الذي تمارسه عليه المكبوتات
النفسيَّة، تعتبر الخطوة الأولى للتحرّر الذاتي. فالمكبوتات هي في الحقيقة الوجه
الآخر للقهر السياسي والاجتماعي والثقافي، وهي تعززه من خلال تسلط الاستبداد
النفسي على الإنسان وتبنيه لهذا الاستبداد على شخصه، وفي علاقاته وتفاعلاته.
التحرر من الاستبداد النفسي والسياسي يعزّز أحدهما الآخر.
ومع تحرر الإنسان من الداخل يستردّ ذاته الأصيلة، ما يمكنه من الانفتاح على الرباط
الإنساني، والاعتراف بالآخر، انطلاقاً من الاعتراف بالذات، ما يمثِّل أساس كل
تحرير سياسي اجتماعي. فالاستبداد لا يستتب ويوطد أركانه إلا بعد أن يتحول إلى
استبداد ذاتي يمارسه المرء على كيانه من الداخل.
والكثير من
أمراضنا الاجتماعيّة المعروفة التي تتجلّى في سلوكياتنا اليومية واضطراباتنا
النفسية إنما هي ثمرة هذا التحالف الشيطاني ما بين الكبت الذي يمارس على طاقات
إنساننا الحية منذ طفولته وبين القمع السياسي المزمن الذي ينبث في البنى
المجتمعية، ما يؤدي إلى الغربة عن الذات الأصيلة والغربة على صعيد المواطنة
وحقوقها وأدوارها.
يقيم مصطفى صفوان في باريس منذ 60 عاما، لكنه ظل متصلاً بمصر والعالم العربي،
موظفاً معرفته في تناول شؤون بلاده.