صدر كتاب (المثقّف
العربي والحاكم) للباحث حسين العودات عن دار الساقي للنشر والتوزيع.
الكتاب يتناول بشكل مباشر العلاقة بين المثقّفين العرب والأنظمة التي ظلَّت مصدر
طعن في صلابة المثقَّف الذي تبدّى في الغالب الأعم “انتهازياً” أو هارباً
من مسؤولية أفكاره وكلماته إلى نفاق الحاكم، فإذا ما خالف أو اختلف، انتهى شهيداً
بلا قبر أو رثاء.
رصد الكاتب تجارب المثقّفين مع الحكّام عبر التاريخ، ذلك أنَّ الحاكم العربي لم يكن يقبل أي حل وسط، فعلى المثقّف أن يكون موالياً له، مؤكّداً شرعيته وشرعية حكمه، فإن رفض اعتبره مناوئاً وتنبغي معاقبته.
يعود العودات في كتابه إلى تجربة المثقّف والحاكم في الحضارة العربية، إذا لم يؤدّ الشعراء والكتّاب دوراً أساسياً في فجر الإسلام وعصر الخلفاء، وباستثناء شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام، حسان بن ثابت. أما بعدما تحول نظام الخلافة في زمن الأمويين إلى نظام ملكي، فقد اضطر معاوية بن سفيان إلى أن يبحث عن شرعيَّة لهذا التحوّل ومبرّر له، وفي ضوء ذلك سخّرت الدولة الأموية العديد من المحدثين والفقهاء، لصالحها، وضربت بهم معارضيها.
يتناول حسين العودات مختارات من حياة بعض المثقفين العرب، من مختلف العصور ويعرض الإطار العام لمواقفهم، وموقف الحكّام منهم وتوقيع العقوبات عليهم بدءاً من سجنهم وحرق كتبهم وصولاً إلى صلبهم وتقطيعهم وحرقهم وهم أحياء، مروراً بإعدامهم بالسيف، بعد تعذيبهم بيد الخليفة في بعض الأحيان ومنهم: أبو حيان التوحيدي، ابن رشد، أبي حامد الغزالي، الحلاج، سعيد بن جبير، سعيد بن المسيب، الحسن البصري، أحمد بن حنبل، ابن المقفع، غيلان الدمشقي، شهدي عطية الشافعي، محمود محمد طه، فرج فودة، ونصر حامد أبو زيد.