هل الموسيقى حرام؟
رغم أن الموسيقى هي أرقى أنواع الفنون وأقدمها، إلا أن هذا لم يمنع السؤال الأهم من أن يطرح على الساحة، وهو: هل الموسيقى حرام؟ يحاول الكاتب والموسيقار محمد قابيل في كتابه “هل الموسيقى حرام؟” الصادر حديثاً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الإجابة عن ذاك التساؤل، باستعراض كيفية نجاح الموسيقى في أن تقود الإنسان إلى العلم والفلسفة، ومن ثم إلى الإيمان.
يشرح قابيل في الفصل الأول “الموسيقى عند فجر الإسلام” كيف كان وضع الموسيقى والغناء قبل فجر الإسلام، وبعد ظهوره، وفي العصرين العباسي والأندلسي، مؤكداً ان الشاعر في الجاهلية كان موسيقياً بطبيعته. ويفرد قابيل، حيزاً مهمّاً في الكتاب، للحديث عن المواقف التي أنشد فيها المسلمون الأغنيات والأناشيد، ومنها على سبيل المثال، النشيد الذي استقبل به النساء والرجال من أهل المهاجرين والأنصار الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “طلع البدر علينا”.
ويتحدث الكتاب، عن مشايخ الغناء من حفظة القرآن الكريم، والذين بدأوا حياتهم بالإنشاد والابتهالات ومدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم أصبحوا من كبار الموسيقيين في مصر، ومن بينهم: الشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب، الشيخ سلامة حجازي، الشيخ أبو العلا محمد، الشيخ سيد درويش، محمد القصبجي، الشيخ زكريا أحمد، محمد عبد الوهاب، والسيد مكاوي.
وفي الفصل الرابع من الكتاب، يقدم قابيل نماذج من الغناء الديني، عارضاً ما للموسيقى من تأثير روحاني يتجلى في الغناء الديني بأشكاله، في القصائد والشعبيات والغناء التقليدي.
وتحت عنوان
“آلات في مرمى الغضب” يشير قابيل إلى اعتراض بعض رجال الدين، على
استخدام الأوتار في الغناء، بحجة أن غناء الأفراح في العصر الإسلامي اعتمد على
“الدف” كآلة أساسية، فيستعين المؤلف بآراء من أكدوا أن كل ما ورد في
تحريم استخدام الوتريات غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويختم المؤلف
كتابه، مبيناً أن الموسيقى والغناء، مرحلة حضارية راقية، لا تصل إليها الشعوب، إلا
بعد أن تكون قد تطورت، وأن يكون الشعب مرهف الحس.
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.