يحاول الدكتور محمد شحرور في كتابه “الإسلام والإيمان: منظومة القيم” الصادر عن دار الساقي في بيروت، إزالة الالتباس والخلط بين مفهومي الإسلام والإيمان، طالما أنَّ هذا الخلط أوجد ارتباكات كثيرة في هيكلة المنظومة التراثيَّة لتجعل من الإسلام ديناً عنصريّاً همّه الوحيد التفريق بين الناس: هذا مؤمن وهذا كافر، بدل أن يكون ديناً عالميّاً قادراً على احتواء الإنسانيَّة والأخذ بيدها نحو التقدّم والرقي، ممّا يسمح بالتقرّب من رؤية للإسلام أكثر عقلانيَّة وإنسانيَّة، تمنح له كدين المفهوم الذي يستحقّه وتبعده عن المفهوم المسيس له، وترجع إليه صدقيته التي أفقده إياها الفهم التراثي له.
ويرى الكاتب أنّ الأساس في أي وعي جمعي، وفي أي مجتمع يريد بناء دولة، هو الحرّيّة، التي هي كلمة الله العليا، وأنَّ الله خلق الناس عباداً، وأنَّ العباديّة هي الحرّيَّة. مؤكِّداً أنَّ الصورة الحقيقيَّة والطبيعيَّة للإسلام تكتمل مع هذا المفهوم لأنَّ الإسلام في الأساس دين يتوازى مع الفطرة الإنسانيَّة وليس ضدّها، ولأنّه جاء يسراً للإنسانيَّة وليس عسراً عليها.
يأتي الكتاب الأخير لشحرور استمراراً لأعماله التي تطرح مقاربة جديدة للتراث والإسلام والنص الديني عموماً ومنها “نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي” و”القصص القرآني” و”الكتاب والقرآن” و”السنة الرسوليَّة والسنة النبويَّة” و”الدين والسلطة”. يقع الكتاب في 336 صفحة من القطع الكبير.