عن دار النهضة العربيَّة في بيروت، صدر كتاب هلا رشيد أمون، أستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانيَّة الذي جاء بعنوان: ” متاهات العنف الديني والسياسي”.
كتبت أمون في مقدّمة الكتاب “قمت باستنطاق ومساءلة واستجواب الكثير من الطروحات والمنظومات الفكريَّة والدينيَّة والسياسيَّة، بهدف الكشف عمّا تخفيه وراءها، من مطامح سلطويَّة، وما أدَّت إليه على مستوى الممارسة، من خرابٍ فكري وإنساني ومجتمعي، وكذلك بهدف تعرية الأيديولوجيّات الدينيَّة التي وظّفت كل ما هو ديني ومقدّس في سبيل تحقيق مكاسب سلطويَّة وسياسيَّة وظرفيَّة، وفضح ألاعيب من يدّعي القبض على الحقيقة وامتلاك مفاتيح النجاة والتغيير، ومن يتّخذ الجماهير كاحتياطي للتعبئة والتجييش، أو كأداة وجسر للاستيلاء على الحكم والدولة والسلطة، في الوقت الذي يوهم فيه هذه الجماهير، بأنه يدافع عن مصالحها وحقوقها وهويّتها ومقدّساتها”.
وأضافت: ” إذا كان لكل سلطة أدواتها ومفرداتها ومنتجاتها وأسواقها، فإنَّ السلطة الرمزيَّة هي الملعب الوحيد للكاتب والباحث عن الحقيقة، والداعي على تحقيق العدالة والمساواة والحرّيَّة، وتتخلّص أدوات هذه السلطة، بالكلام والكتابة ونقد الأفكار والنماذج الجاهزة والقوالب الفكريَّة المتحجّرة، وبالقدرة على دحض الأوهام الأيدولوجيَّة التي تروّج باسم “الحاكميَّة الإلهيَّة”، لأكذوبة امتلاك الحقيقة أو الوصاية على القيم، او احتكار حمل رسالة الحقّ والعدل والخلاص. فلا وظيفة للكاتب عندي، سوى التفكيك والتعرية والمعارضة التي هي من أمضى الأسلحة في محاربة “فلسفة الخراب” المستشرية في العالم العربي”.