دورة المعارف المقدسية في الجزائر مشروع لتأسيس الوعي الجماعي
خبراء: الصراع القادم هو صراع الإمبراطوريات

هل سقطت سردية المسلمين؟ سؤال طرحه الدكتور علي حليتيم مدير مركز الشهاب للبحوث و الدراسات في الجزائر ليضع حدا لكل الشكوك التي حامت حول المعركة التي قادتها المقاومة في غزة باسم طوفان الأقصى والتسفيه في قدراتها ، من أجل إحباطها و نشر فيها روح اليأس و الضعف ، و لم يعي أصحاب هذه السرديات أن ما حقّقته المقاومة في “طوفان الأقصى” رغم الخسائر البشرية إلا أنها اثبتت أنه حركة صامدة و لا تركع ، و في ظل عدم توازن القوى يرى علي حليتيم أنه ينبغي التنبه لمثل هذه السرديات مستقبلا و التصدي للعدو القريب قبل البعيد
المعارف المقدسية مشروع يرعاه مركز الشهاب العالمي للبحوث و الدراسات في الجزائر التابع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين يديره طبيب مختص في الأمراض العقلية و هو الدكتور علي حليتيم مدير المركز، المشروع هو برنامج شباني معرفي قرآني يهدف إلى صناعة جيلٍ يقرأ بوعي و يُحرّر فكره، إنسان يتفاعل مع القضية الفلسطينية ، اختار المركز أن يعالج الفكر بالفكر، محاولا الإجابة على أسئلة مُعَلَّقَة و تنتظر الإجابة عليها، أسئلة تتعلق بقضايا الأمّة الإسلامية و مصيرها، و في مقدمتها قضية القدس الشريف و علاقة المسلمين به، كذلك غرس الوعي العقائدي في نفس الشباب المسلم متجها اتجاها روحيا، حيث قرنه بالتوجيه و النصح و التنبيه من باب حماية الجيل الصاعد، كي لا يخرج عن الخط الذي رسمه الإسلام، أمام ما نشهده من تحول رقمي و تغيرات جيو سياسية و ما يحدث في العالم و بالأخص في غزة منذ بداية القصف.
كما يجيب على سؤال: ما هو الدور الذي ينبغي أن يقوم بها الشباب المسلم والتزامه بواجب حماية كل ما هو مقدس عن وعي و مسؤولية، و لذا يمكن القول أن دورة المعارف المقدسية هي وصفة طبية أراد مركز الشهاب أن يجعلها علاجا للنفوس التي أهلكتها المادّية وغررت بها الحضارة الغربية، و كما يقول النورسي هي علاج لعصر مريض و عنصر عليل و عضو سقيم، هي وصفة طبية للذين انخدعوا فتركوا جوهر الإسلام ولبابه و حصرهم النظر في قشره و ظاهره، فأساءوا الفهم، وأساءوا الأدب معه (أي مع الإسلام) و الحديث هنا عن المُطَبِّعِين مع الكيان، الذين همشوا القضية من أجل مصالح آنية، فما أجمل أن نقتبس كلام الكبار من العلماء و الدعاة الكبار الذين اشتروا الجنة ، الذين أفاض الله عليهم من فضله بنعمة العلم و الفكر المستنير و الهداية ، لنتعلم منهم ، فكلامهم بلسمٌ و شفاء للروح ، لعلّ و عسى أن يزيح عن كل مريض القلق و الاضطراب ، و ينقله من التيه إلى الرشاد.
لقد حمل الملتقى المقدسي نور الدين زنكي للمعارف المقدسية شعار: من وحي نوفمبر تبدأ المسيرة ، هذا الملتقى الذي تؤطره وجوه معروفة في الساحة الفكرية و الدعوية ،كانت المحطة الأولى تقديم صورة موجزة عن سيرة أعظم رجل في التاريخ ، وهو نور الدين زنكي الذي لم يقتصر جهده على الجهاد فحسب بل بالعمارة و بناء المعاهد و التجمعات العلمية المتخصصة فكان محطة للتنوير والتغيير و المعارف المقدسية، و هذه الدورة حسب الأستاذ مداني حديبي هي وقفة تأملية ، لصناعة الوعي في تعامل الإنسان مع الآخر و دفعه إلى الحركة، و على الأمة التي هي الآن تعيش زمن التكتلات العالمية و هو زمن متعدد الأقطاب أن تكون منغمسة في معركة الأقصى.
علي حليتيم: طوفان الأقصى أسقط كثير من السرديات
هل سقطت سردية المسلمين؟ سؤال طرحه الدكتور علي حليتيم طبيب مختص في الأمراض العقلية و مدير مركز الشهاب للبحوث و الدراسات في الجزائر ليضع حدا لكل الشكوك التي حامت حول المعركة التي قادتها المقاومة باسم طوفان الأقصى و التسفيه في قدراتها ، من أجل إحباطها و نشر فيها روح اليأس و الضعف ، و لم يعي أصحاب هذه السرديات أن ما حقّقته المقاومة في “طوفان الأقصى” رغم الخسائر البشرية، إلا أنها اثبتت أنها حركة صامدة و لا تركع ، و في ظل عدم توازن القوى يرى علي حليتيم أنه ينبغي التنبه لمثل هذه السرديات مستقبلا و التصدي للعدو القريب قبل البعيد، هو تحليلٌ إكلينيكيٌّ سياسيٌّ للأحداث في العالم قدمه طبيب مختص في الأمراض العقلية، يعرف كيف يجس نبض الإنسان المريض و يعرف ذهنيته، يقول علي حليتيم ان المعارف المقدسية الهدف منها خلق بيئة ثقافية مقدسية واعية تؤمن برسالتها المقدسة و هي الدفاع عن كل ما هو مقدس، فطوفان الأقصى كما يضيف، أسقط كثير من السرديات و منه سقطت سردية المسلمين و أضحت رمادا، أي تجردت من إنسانيتها و هذا ما سمّاه بـ: الوعي المضاد، متخذا من مفهوم ” الإخلاص” كمؤثر لكي يشعر الإنسان بمسؤولية المهمة الملقاة عليه لنصرة الدين و عدالة القضية الفلسطينية، و من لا يدرك هذه المهمة فهو خارج المعركة.
في هذا كله يأتي دور الإعلام الدعوي أو الإعلام الديني إن صح التعبير، و ماهي المنطلقات التي ينطلق منها رجل الدعوة و الإصلاح في الأزمنة الثلاثة ( الماضي و الحاضر و المستقبل) و كيف يمكن جمع هذه المنطلقات الثلاثة لتشكيل خريطة متعددة الأبعاد، وفي نفس الوقت تُعَبِّرُ عن الفاعلية، لأن الصراع القادم هو صراع الإمبراطوريات، كانت هذه رؤية الدكتور بدر الدين زواقة أستاذ الإعلام و الدعوة، فالصراع حسبه هو في عالم الأفكار، و في عالم الأحداث ، وهو أكبر ثغرة يعاني منها المجتمع الإسلامي ، ينتقد الدكتور زواقة الجامعة الجزائرية عندما أقدمت على غلق كليات العلوم السياسية، لأن المنظومة الجامعية من وجهة نظره هو ، لا تدرك فهم الأحداث الدولية ، في إشارة منه أن هذه المسائل تتعلق بالجانب الفكري و يقصد به التغيير، من أجل ترقية المنظومات الفكرية و المعرفية و الدينية ، فالإنسان اليوم كما يقول له قابلية للتطبيع، و المعارف المقدسية وحدها المؤهلة لصناعة جيل أكثر وعي.
بدر الدين زواقة يرد على الشيخ شمس الدين : السلفية اليوم هي “براديغم” شامل
أسئلة كثيرة طرحت في هذا المَجْمَعُ الرّباني من أجل الإجابة عليها خاصة ما تعلق بمفهوم “الوعي المُضاد”، و قضية السلفية التي عاد حولها الجدل من جديد في الجزائر بعد التصريحات النارية التي خرجت من فم داعية إسلامي الذي قال أن “السلفية “عقيدة يهودية، و قلبت تصريحاته كل الموازين ، لاسيما و هذه التصريحات تم ترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في سؤالنا حول مفهوم الوعي المضاد الذي تحدث عنه علي حليتيم و إن كان يراد به أن المسلمون يستهلكون ما ابتكره غيرنه؟ كان رد الأستاذ حديبي أن الفضاء الأزرق يعتبر وسيلة إعلامية و من خلاله ننشر الفكرة الصحيحة و بالتالي فهو ( أي الفيسبوك) ليس غايات و لا ينبغي أن يُنظر إليه بصورة استهلاكية، أما عن قضية السلفية، المسألة حسبهم تعود الى قضية المرجعية ، و من وجهة نظر البعض هي براديغم شامل.
هو ما أشار إليه الدكتور بدر الدين زواقة ، إذ يقول بصيغة الـ: “نحن” ، أن الفكرة القوية غالبا ما تكون لها أتباع، مشيرا أن هناك جهات تخدم أجندات لاستغلال جماعة الإخوان المسلمين و قد استغلت التيار السلفي، و كان على هذه الجماعات أن تؤسس لفكر شامل، خاصة و أن الدستور الجزائري لا ينص على المرجعية الدينية، حسب تعبير علي حليتيم فهذا التيار جاء من القاعدة ، إلا أن أصحابه رفضوا أن يكونوا صناعة أمريكية، و على المسؤول الأول في الجزائر ألا يفتح الأبواب للهويات المشوهة و التطبيع.
علجية عيش
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.






