التعثر اللغوي عند المتعلم
تحديات تدريس اللغة العربية: من تراجع الحصيلة اللغوية إلى التوصيات التربوية الفعالة

تقديم
من العادة أن يتحدد السياق الذي تجري فيه التعلمات وتدبر فيه الأنشطة الصفية،بأنه سياق يعرف فيه درس اللغة العربية تراجعا كبيرا في الحصيلة اللغوية لمتعلمي هذه اللغة، وهو ما أثر سلبا على المهارات والقدرات التواصلية والتعبيرية والكتابية للمتعلم في منجزه الكتابي والشفهي، وأيضا في قدراته التواصلية والتعبيرية والكتابية .
بحيث وصل قصور المتعلم في المهارات التواصلية أن بلغ الأمر به ،ووصل الى هذا المستوى المحدد في عدم التمكن من الكتابة، وعدم القدرة على القراءة فضلا عن الصعوبة التي يجدها في التعبير بقسميه الشفهي والكتابي،ما جعل كفايته التواصلية والتعبيرية كفاية ضعيفة تتجلى في تعثره في التواصل الشفهي، وفي عدم قدرته على إنتاج النصوص المدونة والمكتوبة ،وهو ما منح لموضوع تعثر المتعلم اللغوي ليكون موضوعا مشتركا ،ومحورا جامعا للبحث والمقاربة والمتابعة التربوية الميدانية بين جميع المشتغلين والمتدخلين في العملية التعليمية التعلمية .
وهذا الدافع جعل فئة عريضة وواسعة من الباحثين والدارسين تفتح نقاشا حادا، وتباشر حوارا مستفيضا،وتعد دراسات نظرية ،وأخرى ميدانية تطبيقية واسعة حول تجليات التعثر، مع عرض لأسبابه وبسط لنتائجه وتداعياته على المتعلم ،مع الإسهام والمشاركة في إنجاز تقارير وبحوث شاملة وجامعة حول مستقبل وآفاق المدرسة المغربية في محور تدريس اللغات .
ومما زاد من حدة هذا الإشكال بشكل بالغ وواسع ،هو السياقات والمسارات التي تمر منها منظومة التربية والتعليم ،وهي تدبر وتنزل في الفصول الدراسية،بحيث كشفت وأظهرت التقارير والبحوث الميدانية الوطنية والدولية عن تراجع كبير،وعن تدني مقلق وجاي في مكتسبات المتعلم في المهارات اللغوية.
– اللغة والتعلمات
اللغة هي حاجة إنسانية بها يتحقق التواصل والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات ،وبها ينتظم التخاطب القائم بين المتخاطبين وفق تعاقد منظم وصارم بين الجماعة اللغوية .
وعلاقة اللغة بالتعلمات هي علاقة ترابطية وتلازمية ، اذ بواسطة اللغة تتم التعلمات،وهو ما منح للغة لأن تكون محورا للبحث المتعدد والمقاربات المتنوعة لكثير من الحقول المعرفية والتخصصات العلمية، خاصة ما كان من الحقول التي لها صلة مباشرة باللسانيات التعليمية أو التدريسية .
وتعد اللغة الوعاء الحافظ للثقافة والأداة الناقلة والعاكسة للقيم،فهي ديوان ثقافي يعكس ويظهر ثقافات المجتمع الإنساني ، فضلا عن كونها من أدوات الاتصال والتواصل بين الأمم والشعوب ،وهي الوعاء الحامل والحافظ للقيم والثقافات.
اذ دلت البحوث في الدراسات في الدراسات النفسية والسيكولوجية واللسانية المنجزة والمعدة عن مدى أهمية اللغة في الأقسام الأولية والاعدادية في التعليم من حيث هي أداة أساسية في بناء المعالم النفسية والعقلية والوجدانية لشخصية الطفل والمتعلم على حد سواء. ..
وتحصيل اللغة يأخذ محورين محور يتعلق بالاكتساب والفطرة ومحور يأخذ بعدا تعلميا تعليميا.
-التعثر بمقاربات متعددة
اختلفت التوجهات التربوية ،وتنوعت الاختيارات البيداغوجية و المقاربات الديداكتيكية في تعليل وتبرير التعثر الذي يعاني منه المتعلم في تعلم واكتساب اللغة العربية بمكوناتها المتعددة،وبوحداتها المختلفة،فمن هذه التعثرات ما يرتبط بالمشاكل البيداغوجية، وأخرى بالإكراهات اللسانية، ومنها ما يعود إلى الطرائق الديداكتيكية المتبعة في التدريس والتعليم، وبالأخص تدريس محور اللغات،ومنها ما يرجع إلى الفضاء الذي تنزل فيه التعلمات ، والأنشطة الصفية والأنشطة الداعمة مع تنزيل وتفعيل مشروع المؤسسة المندمج ،بحيث كثيرة هي فضاءات التدريس التي تغيب فيها الشروط التربوية و المقتضيات البيداغوجية المساعدة والمعينة على التدريس والتعليم ، و المشجعة والمحفزة على التعلم الذاتي ،خاصة تلك الفضاءات المترامية والمتواجدة في العالم القروي والتي تغيب فيها شروط وظروف التعليم والتعلم مما يعمق من التفاوت المجالي بين المدينة والقرية ،فالفضاء المدرسي من شأنه أن يساعد على تحقيق أهداف التعلمات الأساس التي يحتاجها المتعلم ،ومن أسباب التعثر الأخرى ما يرتبط بشكل مباشر بجودة المتدخلين والفاعلين والمباشرين لعملية التعلم من حيث التكوين والتأهيل والمصاحبة ،لأن الجودة في اعداد المتدخلين من حيث المصاحبة والتأهيل والتكوين من شأنه أن يساهم وبشكل أكثر في الرفع من تحقيق الجودة في العملية التعليمية ،كما أن التكوين النظري والتطبيقي في مهن التدريس مع المعرفة بالهندسة المركبة للبرامج والمناهج من الأدوات المساعدة والمعينة على معالجة التعثرات في التعلمات الأساس.
–سيرورة اكتساب المعارف للدكتور الغالي احرشاو-مجلة الطفولة العربية الكويت العدد:-1-:1999 ص:22 – اللغة بين الاكتساب والتعلم لعباس الصوري : بحث ضمن أعمال ندوة تعليم اللغات من منشورات كلية الآداب مكناس المغرب 2002:.-ص:9
1
ومن شأن المتابعة الأسرية و عدم غيابها أو اقصاء أدوارها ومهامها في التنشئة والتربية و في مصاحبة المتعلم أن تؤثر إيجابا على حصيلة المتعلم في التعلمات الأساس.كبير بموجب هذه العلاقة بين اللغة والتعليم ،وبموجب هذا ارتباط اللغة بقطاع التربية والتعليم فقد اشتغلت كثير من العلوم والمعارف على اللغة مما أهل اللغة العربية لأن تكون موضوعا للمقاربات العلمية المتعددة منها خاصة اللسانيات التعليمية أو البيداغوجية التي تهتم بوظائف اللغة الأساسية و البحث على إمكانيات استثمارها وتقريبها لجهة حقل التربية والتعليم ،من خلال البحث عن أشكال وطرق جديدة في تعليمها وتدريسها .
وعليه كان من الضروري إعادة النظر ومرتجعة طرائق التدريس المعمول بها والسائدة في تدريس اللغة العربية في وسط المدرسين المبتدئين عن طريق تأهيل المدرسين بالطرائق الجديدة ذات الصلة بداكتيك اللغات .
كما أن تطبيق الأساليب الجديدة والفعالة في تدريس اللغات بتجاوز الطرق التقليدية المستخدمة، من شأنه ان يعمل من التخفيف من حدة الاكراهات التي يمر بها درس اللغات في جهة تخطيطه وتدبيره
-الأسرة والمدرسة أية علاقة لمحمد بنعمر ص:12 –
– أعدت مجلة المدرسة المغربية التي يصدرها المجلس الأعلى للتعليم محورا حول “اللغات في المدرسة المغربية” وهو العدد-3- السنة:2011.
– المنجز اللغوي لتلميذ المدرسة المغربية دراسة ميدانية للتعثرات بحث ميداني لمجموعة من الطلبة استغرق البحث ثلاث سنوات بإشراف الدكتورهشام فاتح. وهو من منشورات كلية اللغة العربية مراكش:2015.ص:132
إن التحولات المعرفية التي يشهدها العالم اليوم تلزم الرهان على مستوى الجودة المطلوبة في تأهيل مدرسي اللغات ،ذلك أن مكانة وقيمة المدرس اليوم تزداد من خلال برامج إعداد وتكوين العنصر البشري الذي يتصدر الأولوية في إصلاح منظومة التربية والتعليم
توصيات
من التوصيات التي لها تعلق بموضوع تعثر المتعلم في اكتساب اللغات:
- مراعاة الإيقاع الزمني ،والخصوصيات النفسية والاجتماعية والبيئية والقيمية للمتعلم .
- اعتماد الطرق المرنة بما يحقق النجاعة في عملية تدريس اللغات بما يتناسب ومستوى المتعلم.
- مراعاة المحيط المجتمعي والبيئي الذي يعيش فيه المتعلم.
- السعي نحو تنمية مهارة التعلم الذاتي عند المتعلم.
- اختيار الطّرائق والأساليب التي تناسب وتوافق مستوى المتعلّم.
- الانفتاح على الطرائق البيداغوجية الجديدة في التعلم وعلى مناهج علم النفس التربوي .
- اعتماد هندسة لغوية منسجمة ،تراعي مبدأ التناوب في مختلف المستويات الدراسية ،مع مراعاة الواقع اللساني واللغوي الذي يعيشه للمتعلم .
- الانفتاح على البيداغوجية الجديدة التي تشتغل على تدريسية اللغات
- استثمار الموارد الرقمية في التدريس وفي بماء التعلمات من خلال الاستفادة من المجال الرقمي وتقريبه إلى المتعلم.
- التدريس بطريقة الأقطاب المتكاملة والمنسجمة،بدل المواد المتنافرة والمتباعدة .
- جعل المعارف المقدمة للمتعلم تغطي وتستوعب المجال الوجداني والمعرفي والمهاري. الانفتاح على الطرائق البيداغوجية الجديدة في التعلم.
- استثمار التحولات العلمية التي عرفتها المجتمعات في السنين الأخيرة ، في إعداد التعلمات ،و بالأخص ما تعلق بالثورة التواصلية والرقمية .
- تصحيح التعثرات بشكل متسلسل ومندمج من خلال الأنشطة الصفية والخارج الصفية.
-تدبير تدريس اللغات لميلود احبادو.مجلة المدرسة المغربية العدد:-3-السنة:2011. ص:164
– السكلولوجيا اللسانية ومنهجية تدريس اللغة العربية للغالي احرشاو ص :123
-دليل المستجدات للتعليم الابتدائي إصدار مديرية البرامج والمناهج التعليمية المغرب السنة :2019 ص: 3
محمد بنعمر
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.